أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنطوني ولسن - أستراليا - الفنانة 3/ 11















المزيد.....

الفنانة 3/ 11


أنطوني ولسن - أستراليا

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 15:34
المحور: الادب والفن
    




وصلنا في نهاية الجزء الثاني، إلى الحوار الدائر بين سلوى والدكتور عزت الاسيوطي، الى ان تدخل والد سلوى الدكتور رفعت شحاتة، وأوقف ذلك الجدل الحواري بينهما، قائلاً:
- حيلك انت وهي انتم ناسين اني وكيل وزارة والا ايه.. قوموا نتغدى وكفاية كلام لا يودى ولا يجيب.
جلس الوالد على رأس المائدة والوالدة امامه والدكتور عزت عن يمينه وسلوى عن يساره، ساد الصمت الجميع. كل دخل في حوار مع نفسه، خاصة الدكتور عزت وسلوى.
عزت أعجبته جرأة سلوى وتفكيرها. قليلات جدا، ممن قابلهن في مصر او انجلترا او حتى في بلد المهجر استراليا ووجد فيهن مثل هذه الجرأة في الحديث وبطريقة مهذّبة ومقنعة. كاد ان يضحك بصوت عال عند تذكره اتهامها له بالتهريب. من يأخذ اكثر مما هو مسموح به من مال، حتى لو كان ماله الخاص فهو مهرب، هذا قانون.ومن له كفاءة علمية مثل كفاءته فهو مُهرب. مطلوب من كل مسافر الى الخارج ان يكون محدود الدخل ومحدود التفكير. كاد ان يصرخ في وجهها بأن الدول الشيوعية تفعل ذلك.اتراها تؤمن بالشيوعية فتحمل افكارها وتتحدث بها بهذه الطريقة؟ هل فاتها أن الدول الشيوعية تهيئ الكفاءات وفرص الأعمال لابنائها؟ ولا بد انها لا تعرف ان الدول الشيوعية تعد ابناءها من الصغر لتولي المهام التي ترسمها لهم الدولة. يعني لا خيار لديهم. فهم مُعدون ليكونوا أطباء، مهندسين، او حتى زبّالين. وغير مسموح لاي كفاءة بالخروج نهائيا خارج الدول الشيوعية، فهل هذا ما تؤمن به؟
اخذ جرعة من الماء وكأنه يحاول ابتلاع هذه الفكرة، لانه لا يحب الشيوعية. ولا يظن انها تؤمن بها. اخذ يمضغ الطعام في تؤدة، وعقله يُقلب كل الاحتمالات التي تجعل من آنسة مثل سلوى تفكر بهذه الطريقة.
اما هي، فبدأت تفكر في كلامه.. «برافو سالي» ايه سالي دي كمان.. مش مهم برافو سالي انا معجب بتفكيرك وبوطنيتك.. لكن فيه حاجات كتير.. كتير جدا مش حاتحسي بيها او تفهميها الا لما تنزلي معترك الحياة..؟ ماذا يقصد بهذا الكلام، هل لا تجارب لي او خبرة في الحياة؟ لا.. لا يا دكتور. كادت ان تصرخ في وجهه.. انت غلطان، لكنها امسكت عن الكلام بصوت مرتفع وفضلت الاسترسال في الكلام الصامت وهي تاكل. ان كنت يا دكتور تظن هذا، فأنت مخطئ.. فأنا لي تجاربي مع الحياة وأعرف ما يدور فيها. واعرف تماما ما يعانيه الشباب في مصر. وانا واثقة من انك قد عانيت بعد تخرجك مثل الكثيرين. لكنك لم تصمد وفضلت الهروب الى الخارج. اظن انك قادر على السفر. وهذا اعطاك الميزة عن غيرك، وقد فضلت بلدا مثل استراليا على مصر، فما الذي جاء بك الى هنا مرة أخرى؟ آه لو احكم هذه البلد لمدة يوم واحد فقط، لكنت منعت دخول امثاله الى الوطن. الا اذا كانت عودتهم عودة النائب المزمع على الاستقرار والبقاء وخدمة ابناء وطنه، من ليس له خير في اهله، ليس له خير في اي انسان آخر على الارض.
عاودت كلامها الصامت مع نفسها برهة ونظرت الى سقف الحجرة واخذت تستعيد بعضا من كلامه. توقفت عند تذكرها قوله. وانا سايب كل اموال بابا في مصر. ما اخدتش منها حاجة. حتى احتياجاتي في انجلترا ايام دراستي هناك. كنت باشتغل علشان يكون معايا مصاريف الجامعة. على الرغم من الحالة والحمدلله مستورة معانا هنا.
آه اشتغلت في انجلترا.. طبعا لانك لم تستطع او لم يستطع والدك تهريب الاموال اللازمة لك. لهذا اضطررت الى العمل. لا.. لا يابت ما هو قال برضه انه بيحب الاعتماد على الله وعلى نفسه. انا مش عارفه بقي آهو باين عليه كويس مش من الناس اللي تهرب علشان تجمع مال. دا من عائلة وغني ويقرب لبابا كمان. لازم تكون فيه حاجة ضايقته وخليته يسيب البلد ويمشي.
لفت نظر الدكتور رفعت بعض التعبيرات التي تظهر على وجه كل من سلوى ابنته والدكتور عزت. كاد ان يلّوح بيده ليفيقا من تفكيرهما، لكنه آثر المراقبة والملاحظة دون أن يلفت نظريهما الى انه يتابعهما خلسة.
اما والدة سلوى، فلم تعط اهتماما كبيرا لما دار من حديث بين ابنتها والدكتور عزت، لانها تعرف ان ابنتها قلبها طيب ولا تعني بحديثها مضايقة احد. مثلها مثل شباب هذه الأيام الذي اعتنق الجرأة في الحديث والصراحة اكثر مما كان مسموحا به ايام شبابها. وطبعا، فرحتها بنجاح ابنتها وحصولها.. على ليسانس الحقوق، غفر لها الكثير. لانه مفروض انها ستكون محاميه. هذا يعني انها لا بد وان تعبر عن رأيها وافكارها بجرأة وصراحة دون حذف او مواربة في الحديث.
ومع الاسترسال في الافكار، ذهبت بعيدا عند ابنها حسام او الدكتور حسام، كما كان يحلو لها ان تناديه دائماً منذ اول يوم دخل فيه المدرسة. شعرت بالحنين الى رؤياه عند وصول الدكتور عزت المطار. لقد تمنت لو كان هذا حسام ابنها الذي لم تطأ قدمه ارض مصر منذ ان غادرها للدراسة في انجلترا وزواجه من زميلته الانجليزية وبقائه هناك.
حقيقة انها تراهم مرّة كل عام تقريبا. يرسل لها تذكرة السفر وتكون زوجته في اجازتها السنوية ويطوفان معا معظم بلدان اوروبا. وانها سعيدة جدا بزوجته الاجنبية لانها ذات خلق وتحترمها وتحبها وتعاملها كأنها امها.
لكن، اين انت يا حسام الآن، لترى اختك سلوى وهي تتهم الدكتور عزت الذي التحق بكلية الطب بعد ان تخرجت انت بفترة؟ بل بعد ان سافرت وانهيت دراستك في انجلترا وقرّرت ان تبقى وتتزوج هناك، مما جعل والدك ينظر الى عزت وكأنه انت؟ ويرعاه، كما لو كنت ما زلت طالبا معه؟ وقد ربط هذا الشعور بينهما على الرغم من تعيين والدك وكيلاً لوزارة الصحة وسفر عزت الى انجلترا مثلما فعلت انت. لكنه لم يتزوج. بل سافر الى استراليا بعدما انهي دراسته العليا في الجراحة.
على الرغم من صلة القربى بين عزت والدكتور رفعت والد سلوى لم ير احدهما الاخر مثل اليوم. كانت تعلم ان هناك طالبا في كلية الطب من أقارب والدها وكان هو يعرف ان عمه الدكتور رفعت له ابناء وبنات. ومع ذلك لم ير احدهم او يتعرف عليه، وبخاصة انه التحق بكلية الطب بعدما تخرج حسام بسنين عديدة. حقيقة انه زار حسام مرة واحدة في انجلترا. الا انه لم يذهب مرة اخرى. لقد قضى اكثر من اربع ساعات منتظرا السماح له بالدخول اليه لكثرة انشغاله وكثرة مرضاه في انجلترا. تلقى يوما مكالمة تليفونية من زوجة الدكتور حسام تسأل عنه وتسأله ان كان في احتياج الى مساعدة. تأسفت لانشغال زوجها في عمله وعدم استطاعته الاتصال به او المجيء اليه.وقد قالت له وهي تضحك.. في القريب العاجل ستكون مثله طبيبا مشهورا وصدقني ، اشعر بأسف مقدما لزوجتك لانها لن تراك مثل مرضاك».
انهى الجميع طعامهم في وقت واحد تقريبا. مما جعل الدكتور رفعت يخرجهم من صمتهم الظاهري، وفيما بقي كل منهم يحدّث نفسه قال لهم..
- اظن الافضل ان نتناول الشاي فى الفرانده.. ايه رأيكم؟.
- وافق الجميع وجلس الأربعة حول طاولة مستديرة تطلّ علىحديقة صغيرة ملحقة «بالفيلا» التي تعيش فيها الاسرة.. قال الدكتور عزت..
- الحقيقة يا عمي انا معجب جدا «بالفيلا» ونظامها. على الرغم من اني رأيت بيوتا أكبر منها في استراليا. الا ان هذه «الفيلا» تحمل طابعا مميزا غريبا، يشعر الانسان بالراحة التامة لبساطتها واناقتها، فردت عليه سلوى..
- هل في استراليا هذه «فيلات» ام تعيشون في عمارات مثل اميركا واوروبا؟
- استراليا بلد غريب. يجمع بين نظام الريف الانجليزي والمدينة. اهمّ ما يشغل بال كل فرد هناك، هو شراء بيت.. ان يكون عند العائلة منزل. ومفهوم المنزل، ليس كما نعرف هنا.. لا.. انه مثل «الفيلا» وان اختلف في النظام؟. وتوجد ايضا العمارات السكنية.. نظام الشقق. اما في قلب المدينة، فكلها عمارات عالية ونادرا ما يسكن الناس فيها. بل كلها مكاتب حكومية وغير حكومية.
- طيب .. والشوارع.. زحمة والاهادية؟
- في اوقات الذهاب الى العمل والعودة منه تكون مزدحمة جدا. اما قبل ذلك او بعده فهي في منتهى الهدوء. وعلى فكرة، اهم حاجة، النظافة، على الرغم من تعدد الجنسيات.. إلا ان الجميع يحترمون القانون ويحافظون على نظافة المدينة.
سألته والدة سلوى.
- هل فيه احياء للاسترال واحياء لغير الاسترال؟
- فيه طبعا. الجالية العربية على الرغم من انتشارها في سدني كلها مثلا.. الا انها متمركزة في خط واحد تقريبا.
- سألت سلوى مرة اخرى:
- قل لي لو سمحت.. الستات هناك.. من اي نوع؟
- يعني ايه.. مش فاهم تقصدي ايه!!
- يعني هل المرأة حريتها مثل المرأة الاوروبية. ام ما زالت تعيش في العصور المتخلفة؟
- لا يا ستي.. الستات في استراليا حريتهن اكثر من اي بلد في العالم.المرأة الاسترالية لهاكافة حقوق الرجل. تستطيع ان تطلق زوجها اذا ارادت. ويقال ان استراليا بلد الستات. لان القانون يحميها اكثر مما يحمي الرجل.
احتج الدكتور رفعت وقال:
- لا انا أحتج لازم الرجالة في استراليا يقوموا بثورة ويطالبوا بحقوقهم.
ضحك الجميع على هذا التعليق من الدكتور رفعت وعلقت سلوى بعد ذلك قائلة:
- الثورة لازم تحصل هنا.. فى مصر وفي كل الدول العربية.. احنا الستات لازم نقوم بثورة ونطالب بحقوقنا زي بقية الستات اللي في العالم. اذا كانت الست في استراليا واخده حريتها. يبقى الستات الشرقيات لا بد وان ينلن حرياتهن.
- سالي.. انا ملاحظ انك بتتكلمي عن استراليا، وكأنها بلد متخلف.. او كأنها منفى مثلا.
- مش هي كده برضه.. لم نسمع عنها او نعرف اي حاجة؟!
- لا.. بنسمع عنها وفي كمان اتفاقيات تجارية وتمثيل دبلوماسي على مستوى عال يا سلوى يا بنتي.
- قل لها يا عمي.. يظهر ان سالي لا تعلم الكثير عن العالم اللي عايشه فيه.
- اللي اعرفه ان استراليا دي بعيدة جدا. وانها كانت بعد اكتشافها، المكان اللي تبعت انجلترا له بالفائض من مجرميها لما تتملئ السجون. فايه يخلي اولاد المجرمين.. يبقوامحترمين!!
- دا كان زمان.. لكن النهاية استراليا مش اقل من اميركا.. لو انجلترا واميركا تركتا استراليا دون تدخل سياسي.. لكانت استراليا زي اي بلد اوروبي واحسن كمان.
- فعلا يا ابني.. اميركا وانجلترا دول اكبر دولتين في العالم لا يرضيان بوجود دولة اخرى تنافسهما.
- ويعني روسيا يا بابا هي البلد الحلو؟
- انا ماليش في السياسة.. لكن الحقيقة كلهم دول استعمارية وان اختلفوا في الطرق.

يتبع.. وإلى لقاء.



#أنطوني_ولسن_-_أستراليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة 2/ 11
- الفنانة 1/ 11
- ميثاق الشيطان 22
- الافتراق في جنة الغرب!
- في السينما
- مجد القيامة!..
- .. ومازالت المهزلة مستمرة!
- ما تعلمته في الخارج!
- معاً في البيت!


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنطوني ولسن - أستراليا - الفنانة 3/ 11