أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فايز شاهين - ما بين بغداد وعمّان: الزرقاوي كان هنا!














المزيد.....

ما بين بغداد وعمّان: الزرقاوي كان هنا!


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 10:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تفجيرات عمّان التي طالت ثلاثة فنادق راح ضحيتها العشرات من الأبرياء، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ كانوا في حفل زفاف؛ لكن قائد "الفرقة الناجية" وبطل "المقاومة في العراق"، يقول بأن هذه الفنادق هي مركز استخبارات إسرائيلية، مع أن أحد هذه الفنادق لا يبعد أكثر من ميل عن السفارة الإسرائيلية.
هدأت زوبعة تلك الانفجارات، وما صاحبها من "استنكار" أردني شعبي كبير، ليس لأن الجريمة في قتل الأبرياء وتدمير الممتلكات، وليس لأن الجريمة قتلت عرباً مسلمين وغيرهم من المسالمين، وليس لأن المجرم هو أبو مصعب الزرقاوي الأردني، بل لأن الجريمة حدثت في الأردن، وهذا هو بيت القصيد.
الأردنيون من جماعة الإخوان، وأتباعهم أصحاب شيكات النفط مقابل الغذاء الذين اقتاتوا على موائد صدام ونهبوا أموال الشعب العراقي لم يخفوا ولا زالوا فرحين بتفجيرات العراق التي يروح ضحيتها العشرات والمئات من الأبرياء، جُلّهم من الشيعة، الكثير منهم من النساء والأطفال. وليس بعيداً عنّا ما حدث قبل حوالي العام حين فجّر أردني نفسه في عدد كبير من الشيعة وتم عمل حفل تهنئة لأهله على أنّه شهيد ونشرت صحيفة أردنية ذلك الخبر.
حتى بعد تفجيرات الأردن في 9 نوفمبر 2005 م، لا زال الكثير من الأردنيين وبوقاحة كبيرة يستثنون "المقاومة الشريفة" من هذه العملية الإرهابية، وأن خلفها "عملاء أمريكان". البعض الآخر اعتبرها جريمة كبرى لأنها قتلت أردنيين ولم تقتل "عملاء أمريكا" العراقيين، ولهذا فهي غير مقبولة، خاصةً وأنّ هذه الجريمة أثّرت على سمعة الأردن وربما يتأثر الأردن اقتصادياً على تبعات هذه التفجيرات. أي بمعنى آخر، فإن هؤلاء "الإسلاميين" من جماعة الإخوان وأتباعهم ضدّ تخريب وتفجير منشآت أردنية لأن لهم مصالح فيها، أمّا في العراق، فأهلاً وسهلاً بذلك، وهو من الجهاد.
قلنا قبل ذلك بأن شرارة الإرهاب في العراق لن تظل في العراق إلى الأبد، وأن جميع دول المنطقة مهدّدة بهذه الشرارة وستصبح ناراً إذا لم يتم العمل الجاد على إيقافها، وهذا يعني العمل بحزم ضد دعاة الإرهاب والذين يبرّرونه في العراق أو غير العراق، لكن لا يبدو أنّ هذا ما حصل ويحصل. فلا زالت الصحف العربية، الأردنية خاصةً وكبار جماعة الإخوان المسلمين هم من يبرر للأعمال الإرهابية، ولا زالت الأردن أكثر البلاد العربية احتضاناً للبعثيين وجماعاتهم.
ما يحصل في الأردن من وجهين، أحدها يدعم الحكومة العراقية في العلن، وآخر يسرح ويمرح في المساجد والصحف ويدعو "لجهاد المحتلين" وقتل عملائهم من العراقيين وقوى الأمن العراقي، ويمجّد العلميات الإرهابية ضد الأبرياء كل يوم، ما يحصل في الأردن هو نفسه ما يحصل في مصر، وفي السعودية، وفي العديد من الدول الأخرى العربية. ولا زالت الحكومات العربية تلعب على حبلين، أحدها داخلي بترك الحبل على الغارب إرضاءً للمتطرفين وجماعات التكفير والتضليل والتطرف والداعين لقتال الكفّار وأعوانهم من "العملاء" في العراق، والآخر خارجي يتحرك بشكل سلحفائي يتحدث عن رغبته في استقرار العراق.
ما حصل بعد تحرير أفغانستان وعودة "المجاهدين" العرب من هناك، والذي عُرِف فيما بعد بقضية الأفغان العرب الذين أصبحوا مصدر إرهاب في كل الدول العربية، بعد ما كانوا من المجاهدين، يحدث الآن بشكل مشابه وبدعم حكومي عربي يكاد يكون كلّي، وهذه ربما أول مرة يتفق عدد كبير من الدول العربية على شيء. اتفقت العديد من الدول العربية على تخريب العملية الديمقراطية في العراق، من ناحية لأن ذلك يجعل الشيعة في العراق وهم الأكثرية، ولأول مرة في تاريخ العراق الحديث، يجعل الشيعة في قمة الهرم السياسي، والسبب الآخر وهو أيضاً مهم وهو للحيلولة دون دخول الديمقراطية منطقة "الحرام" وهي الدول العربية.
إن جميع الدول العربية بلا استثناء، وربما جميع الدول الإسلامية أيضاً ترزح تحت أنظمة غير شرعية، أو بالعبارة الصحيحة "حكومات ديكتاتورية"، أتت بطرق أبعد ما تكون عن الديمقراطية وتوارث عدد قليل من الأشخاص حكم دول؛ هذه الدول لا زالت تعيش في ظل الفساد وغياب مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأقليات وغياب الحريات الدينية ليس فقط للأقليات المسلمة، ولكن أيضاً للأجانب من مسيحيين وبوذيين وغيرهم. هذه الحكومات مازالت "تتمسح" طالبةً البركة من "مشايخ الفرقة الناجية" في الوقت الذي تضيق الخناق على جميع الناشطين في مجالات حقوق الإنسان والمجتمع المدني. هذا المنهج المقلوب هو شرارة النار التي باتت تتطاير خارج العراق، وما حدث قبل يومين في سوريا من مطاردة خلية "إسلامية إرهابية" إلاّ دليلاً آخر يصب في المنهج نفسه.
ما حصل في عمّان هو في واقع الأمر طريق تتناثر فيه جثث الأبرياء وسيستمر لمدن وعواصم عربية أخرى، ولكن لن يكون المشهد القادم أقل إيلاماً، بل العكس من ذلك هو الصحيح. إذا ما استمرّت الحكومات العربية في غض الطرف عن دعاة الإرهاب وتمويله، وغض الطرف عن جرائم "المقاومة الشريفة" وعدم إدانتها علناً والعمل على نشر ثقافة التسامح فإن القادم سيكون عمّان أخرى. إذا ما استمرّت حكومات الدول العربية في نهجها الديكتاتوري من انتهاكات لحقوق الإنسان وغياب النهج الديمقراطي والمساواة والشفافية، وترك العنان لتيار التكفير ليستمر في دعواته القاتلة وخططه الطموحة لاسترجاع "أمجاد السلف"، فإن هذه الدولة سترى نفسها في نفق إرهاب داخلي لن يجدي معه الكلام المنمق الذي نسمعه الآن وكل يوم.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمدي نجاة: 70 مليون إيراني فِداءً لحماس!
- السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين
- شيوخ الغفلة
- نور مياتي بعيون سعودية!
- لك الله يا جنوبنا الصابر
- اسمها نور، نور مياتي
- مسجد أم مساجد ضِرار؟
- امرأة -ناقصة- تؤم -كاملين-
- لا تشمتوا في قطر
- في العبرية الإسرائيلية!
- ولكن شُبّه لهم
- شُهداء بلا حدود
- لا تنتصروا للمرأة!
- أربعٌ وعشرونَ ساعة في حياة الرياض
- رأس الحيّة في الانتخابات البلدية
- ملاذُ المؤمنين!
- حدّثني شيخي فقال
- تَرفَّعوا .. تفلحوا
- انتخبوا فايز شاهين !
- شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فايز شاهين - ما بين بغداد وعمّان: الزرقاوي كان هنا!