أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فايز شاهين - ولكن شُبّه لهم















المزيد.....

ولكن شُبّه لهم


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 09:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من قتل الحريري؟ ولماذا؟ من له مصلحة في قتله في هذا الوقت بالذات؟ العديد من الأسئلة طُرِحت، ولا زالت تُطرح، ولكن بدون شك تم استخدام مقتله كقميص عثمان، البعض حباً فيه، وهو يستحقُ ذلك، والبعض استغلالاً للوضع الذي حصل فيه لتحقيق مآرب إصلاحية قد بدأها الفقيد ولم يُسعِفه الوقت، فقد اغتالته يد الغدر اعتقاداً منها بأنها ستقضي على أحلامه أو أحلام اللبنانيين جميعاً.
توجّهت أصابع الاتهام لسوريا حيث أفادت الأنباء والمعلومات المتسرّبة بأن الفقيد كان قد تحدّث عن وجوب خروج الجيش السوري من لبنان، صاحب ذلك أنباء أخرى عن تهديدات مبطّنة. البعض اعتبر ذلك أشبه بنكتة، فالسوريون يعلمون قبل غيرهم أن أصابع الاتهام ستتوجه لهم دون غيرهم؛ لكن ذلك لا ينفي ضلوع السوريون في مقتله لأن سياسات حزب البعث، مثل غيرها من السياسات التي لا تقرأ الواقع ومبنية على حسابات خاطئة. إضافةً إلى أن جهاز المخابرات السوري، مثل العديد من الأجهزة القمعية الأخرى تعمل في أحيان عدة على مصالح وتحت أوامر داخلية، وليس على مستوى الحكومة. يستدل مؤيدو هذا التيار على ظهور الشريط الذي بثّته قناة الإرهاب القطرية( الجزيرة) والتي ظهر فيها شخص ملتحي يدّعي مسؤوليته عن مقتل الحريري انتقاماً لعلاقته بالنظام السعودي، اتضح فيما بعد بأن الشريط هو نكتة "بايخة" وهي محاولة إبعاد التهمة عن جهات "أخرى".
الحكومة اللبنانية ليست في وضع أفضل عندما اتهمت المعارضة الحكومة بالتقصير وكذلك بعمالتها لسوريا أو أنها تحت السيطرة السورية، المخابرات السورية تحديداً. الحكومة اللبنانية لم تكشف عن القتلة الذين اغتالوا أكثر من معارض للوجود السوري أو محاولة اغتيال شخصيات لبنانية في السابق. كل ذلك زاد من امتعاض الشعب اللبناني والذي رأى أن الحكومة لا تُمثِّله، بل تمثِّل الحكومة السورية، ابتداء من أميل لحود وانتهاءً بدور المخابرات السورية في كل صغيرة وكبيرة في لبنان.
إن اغتيال رفيق الحريري كان "هدية كبرى" لأمريكا، حيث دامت الولايات المتحدة الأمريكية على انتقاد سوريا ودورها في لبنان، خاصةً دعمها "للمنظمات الإرهابية" المتمثِّلة في حزب الله، إضافةً إلى التلميح بأن سوريا وقفت وراء التفجير الانتحاري. هذه الفرصة لم تشأ أمريكا إلاّ أن تقطف ثمارها، خاصةً وأن قرار الأمم المتحدة 1559 ينص على مغادرة الجيش السوري من لبنان. الدول الأوربية والتي تربطها علاقة تاريخية مع لبنان، وكذلك علاقات متميزة مع الفقيد الحريري أيّدت الموقف الأمريكي، وطالبت سوريا بمغادرة لبنان.
أماّ سوريا فهي بين فكّي كماشة، فهي غير مرغوبة في لبنان، والمظاهرات التي احتشدت في بيروت بيّنت رغبة الشعب اللبناني في إنهاء الوجود السوري كليةً، لأن ذلك غيّب استقلال لبنان وجعله "ألعوبة" في يد الحكومة السورية. حتى مع التحدث عن لبنان وأن الوجود السوري في السابق قد أنهى حرباً أهلية ضروس، إلاّ أن ذلك لم يمنع من الرغبة الملحة لكل أطياف الشعب اللبناني في مغادرة القوات السورية وأعضاء مخابراتها. والذي حدث وهو لا بُدّ منه، بدأت القوات السورية في مغادرة لبنان، وستُكمِل انسحابها، كما قالت، في أقل من شهر.
حزب الله دخل دوامة أكبر من الدوامة التي دخلتها سوريا، وهي أنّه فقد التأييد الشعبي العربي في عمومه، والشيعي بالأخص، لوقوفه ضد تحرير العراق من صدّام، ودفاعه عن "الإرهابيين" في العراق وتسميته لهم بالمقاومة. كذلك استمر حزب الله في انتقاد كل التحركات العراقية الشعبية السلمية وطالب بفتح جبهة داخلية، لم يُكتب لها النجاح، وهو تأييده لمقتدى الصدر والذي كانت نتيجته آلاف من القتلى والجرحى العراقيين. الشق الثاني، هو تنظيمه مظاهرات ضخمة في بيروت، أكبر من التي حشدتها الجهات المعارضة للتدخل السوري في لبنان. المظاهرات رفعت صورة بشار الأسد، وشكرته وشكرت سوريا على دورها في لبنان. الحقيقة يجب أن يتم شكر سوريا، فدخولها للبنان كان تحت قرار عربي، سُمِّيت قوات الردع وأنهى حرباً أهلية دامت أكثر من عشرين عاماً، لكن تحول الوجود السوري إلى إخطبوط في لبنان.
كان على حزب الله أن يبتعد عن مدحه للنظام السوري لأن هذا النظام أشبه بنظام صدّام، وإذا ما كان السيد حسن نصر الله يتحدّث عن المبادئ وحقوق الإنسان والحرية، فسوريا هي نسخة للنظام العراقي السابق. ولا ننسى الدور السوري القبيح في فتح حدوده للإرهابيين للدخول إلى العراق وحمايته أيضاً لأتباع صدام من قادة ومسؤولين عسكريين مطلوبين للعدالة لدورهم في جرائم ضد الإنسانية في العراق. كان على حزب الله إن كان يتحدث عن مبادئ، كان عليه أن يتّخذ موقفاً محايداً من سوريا، وأن يلتقي مع المعارضة اللبنانية لعمل برنامج مشترك يتم بموجبه القضاء على الطائفية في الحكم وانفتاح جماهيري شعبي تكون الحكومة مُمَثِلة لكل فئات الشعب اللبناني بأطيافه الدينية والعرقية.
لا نُريد أن نُسيء الظن بحزب الله أكثر من ذلك، حيث أثبت الحزب في الماضي قدرته على التكيف مع الأوضاع المستجدة وحرصه على وحدة لبنان، ولكن يبدو أنّه متخوف من أمور عدة، منها سحب سلاح المقاومة، وأيضاً الحديث عن توطين الفلسطينيين في لبنان. لازالت الفرصة مواتية للحزب في أن يُقصِي نفسه بعيداً عن النظام السوري، ففقدان التأييد العربي زاد عليه فقدان تأييد الشعب السوري الذي يرى في حزب الله "منافق" على أقل تقدير لتأييده نظاماً شمولياً من أسوء الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة.
من قتل الحريري ربما كان يأمل في التذكير بالحرب الأهلية، أو جرّ لبنان إلى حرب أهلية، أو أن الانسحاب السوري يعني ذلك، أو عِقاب لكل من يجرأ على التحدث عن التدخل السوري في الشؤون اللبنانية، ولكن فاتهم بأن الشعب اللبناني اليوم ليس هو بالأمس، وأن العالم يتجه نحو الديمقراطية الحقيقية، والديمقراطية الحقيقية لا تعترف إلاّ بالإنسانية، وليس بالطائفية والهلال الشيعي، كما صرّح بذلك عرّاب الأردن حليف الخونة والمجرمين الانتحاريين والإرهابيين في العراق.
من قتل الحريري واهم، فالحريري لم يُقتَل، إنها خيالاتٌ رأوها وصدّقوها، والدليل أمامكم في بيروت، تعالوا وشاهدوا.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شُهداء بلا حدود
- لا تنتصروا للمرأة!
- أربعٌ وعشرونَ ساعة في حياة الرياض
- رأس الحيّة في الانتخابات البلدية
- ملاذُ المؤمنين!
- حدّثني شيخي فقال
- تَرفَّعوا .. تفلحوا
- انتخبوا فايز شاهين !
- شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن
- معاً ضد الإرهاب الحكومي المنظم
- يوم الغضب العراقي
- ستون ألف مسجد ... مائة ألف لقيط
- آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ - ال ...
- قبل الحوار الوطني الخامس: نحن والآخر، أين نحنُ من نحنُ؟ 2/2
- ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد
- وكر الدبابير: العائدون إلى الديار
- أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فايز شاهين - ولكن شُبّه لهم