أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فايز شاهين - ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد














المزيد.....

ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1048 - 2004 / 12 / 15 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تصريح ملك الأردن في وسائل الإعلام الأمريكية وحملته الظالمة ضد شيعة العراق والشيعة عموماً ومحاولة ضرب إسفين لإخافة الأمريكان والغرب منهم ليس بالشيء الجديد، فقد صرّح قبل ذلك بعد سقوط صدّام بأقوال مشابهة. الضرب على الوتر الطائفي وكأن البلاد العربية هي بلاد ذات صبغة واحدة وأن وصول الشيعة للحكم حتى عن طريق الانتخاب والاقتراع الحر يجب الوقوف ضدّه ولا يخدم المصالح الغربية لهو دعوة للديكتاتورية من جهة، وتخوين السُنة لأوطانهم من جهة أخرى.
إن القول بأن وصول الشيعة للحكم لا يخدم المصالح الغربية، وكأن المصالح الغربية والأمريكية لا يمكن خدمتها إلاّ بوجود أنظمة شمولية ديكتاتورية، كما في عشرات السنين الماضية لهو دعوة للطائفية والديكتاتورية والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. هنا لا بد من التركيز على الجانب الطائفي لتصريحات ملك الأردن، فملك الأردن ورث الحكم أباً عن جد، بمساعدة الانجليز، ودولة الأردن دولة وُلِدت سِفاحاً، فهي دولة صنيعة الاستعمار. ويبدو أن وراثة العمالة للغرب هي أيضاً من صفات الحكومات العربية التي تفتخر بخدمتها للمصالح الغربية دون النظر لمصالح الشعوب ومصالح الأوطان.
ولا أدري كيف يمكن التخويف من المد الشيعي وهم لم يحكموا دولة إلى الآن سوى إيران، وأعداد الشيعة لا يمكن التغافل عنها في كل الدول الإسلامية والعربية تحديداً، ووجودهم كأكثرية يعطيهم الحق في الوصول إلى صناعة القرار بالطرق الديمقراطية، بعد أن غيّبتهم الديكتاتوريات السابقة. فالعراق "السنّي" الذي يحلم به ملك الأردن لم يخدم مصالح الشعب العراقي ولا العربي، فقط مصالح الأردن التي تغذّت على نفط العراق وأمواله في الوقت الذي عانى شعب العراق الجوع والمرض والموت على يد الطاغية صدّام. لكن ملك الأردن لا يخجل من دعمه لصدّام، فهذه أيضاً وراثة أباً عن جد، فكان أبوه من المؤيدين لصدّام حتى حين احتلت قوات العراق دولة الكويت. وفي فترة الحرب العراقية الإيرانية كان الملك حسين مع صدّام في جبهة القتال يعطي إذناً بإطلاق الصواريخ والقذائف على المدن الإيرانية.
الأردن المستفيد الأول من صدّام هو أيضاً المستفيد الأول من مشاكل العراق وعدم استقراره، ففي السابق كانت الأردن المحطة الأولى لتهريب النفط العراقي مخالفةً بذلك برنامج الأمم المتحدة: النفط مقابل الغذاء، والآن لازالت الأردن ملاذاً للإرهابيين والمتطرفين والداعين للطائفية والإقصاء. الشعب العراقي كان في الماضي ولا يزال ضحية من ضحايا السياسات الأردنية التي وقفت دائماً في صف الجلاّد، في صف نظام البعث البائد، وهاهو يقف مرة أخرى في صف التطرف والإرهاب وعملاء البعث السابقين. مثل بقية الحكومات العربية، الأردن لم يهتم يوماً واحداً بالدين ولا الإسلام، تراه بين ليلةٍ وضحاها يتحدث عن سنة العراق وأهميتهم وأنهم أساس استقراره وأن لهم الحق في حكمه، ويوجه لهم النداء مباشرةً لا على أنهم مواطنون عراقيون، بل على أساس طائفي بحت، يطلب منهم التصدي للتحرك الشيعي.
تصريحات ملك الأردن ليس بها جديد، لكنه أول من أعلنها بهذه الصراحة ومحاولاته اليائسة إقناع الغرب، الأمريكان خصوصاً بأنه العميل الأميز وسنة العراق هم كذلك، كما بقية سُنة الدول العربية والإسلامية، هم من يستطيع خدمة الغرب مستدلاً ربما بأبيه وجدّه، وأمه الإنجليزية. لربما ساعده ذلك أيضاً دراسته في بريطانيا وتحدثه بلكنة انجليزية وبطلاقة، مما يجعله أفضل من يخدم تلك المصالح. أما الشيعة فتاريخهم تاريخ نضال ومقارعة الظلم والاحتلال، ولهذا فملك الأردن له الحق في أن يتحدث بلغة طائفية لأن الحقوق ُتنتزع ولا تُعطى ووجوده كملك صنعه الانجليز ربما يتغير في المستقبل القريب بعد الانتخابات العراقية.
الهلال الشيعي الذي يتحدث عنه هو واقع على الأرض وإذا ما وصل الشيعة إلى ذروة الحكم بالطرق الشرعية الديمقراطية ودافعوا عن مصالح أوطانهم ومواطنيهم فهذا أفضل للغرب من دول ديكتاتورية تبعث الروح للإرهاب والتطرف والكراهية بتوقيع شخص واحد أو بقرار سري لا يستغرق كتابته دقائق معدودة. الدول الديمقراطية تبحث عن مصالحها كدول ومصالح شعوبها، وهي أكثر استقراراً وإن اختلفت مع دول أخرى، كما تختلف فرنسا وألمانيا مع أمريكا بشأن احتلال العراق. مع ذلك فالاعتماد على هذه الدول واستقرارها أكبر بكثير من الاعتماد على دولة الشخص الواحد، ككيان الأردن المصطنع ودول الخليج وغيرها من الدول العربية.
الهلال الشيعي هو تمثيل لواقع لا ينكره إلاّ أمثال هذا الملك، والمواطن الشيعي له الحق مثل أخيه السنّي في خيرات وطنه، كما عليه واجبات، ولن يستمر الوئام في بلاد تحكمها أفكار طائفية عنصرية مثل أفكار ملك الأردن. فلا غرابة أن تبرز في أرض الأردن حركات التطرف والكراهية التي يقودها الإسلاميون باسم الإسلام على شكل مظاهرات في الدفاع عن المجرم صدّام ودفاعاً عن الإرهابيين في العراق، فالناس على دين ملوكهم، وملك الأردن مثل الزرقاوي، يحمل نفس الأفكار، أفكار الكراهية والطائفية والعنصرية.
تصريحات ملك الأردن نرفضها كشيعة ونرفضها كمواطنين ونرفضها كعرب وكمسلمين؛ نرفضها لأننا نرفض الطائفية والتمييز، نرفضها لأننا نرفض الديكتاتورية، نرفضها لأننا مع حقوق الإنسان والحريات والمساواة والحقوق المدنية والانتخابات الحرة النـزيهة. نرفضها أيضاً لأنها في الوقت الذي تضع الشيعة كأعداء للغرب وأمريكا، فهي تضع السُنّة في خانة العميل للغرب وهذا غير صحيح والحكومات العربية والإسلامية العميلة للغرب لا تُمثّل شعوب هذه الدول. إن كان ملك الأردن يتحدث باسم العرب والمسلمين فهذا ليس من حقه، ولكن من حقه أن يقول ولا عتب عليه عندما صرّح في قنوات الإعلام الغربية مُوجِهاً الكلام للرئيس بوش "لقد ورثنا العمالة لكم أباً عن جد، سيدي."



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكر الدبابير: العائدون إلى الديار
- أين أنتِ يا وزارة من جماعة المصلّى ومدارس تحفيظ القرآن؟
- انحسار التيار الوهابي وتساقط شعاراته
- الذكرى الخامسة والعشرون لشهداء انتفاضة 1400 هـ
- الانتخابات البلدية: إماّ التأجيل لضمان مشاركة المرأة أو المق ...
- سعود الفيصل يدافع عن سنة العراق ويضطهد المرأة السعودية
- إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك
- عقدة النقص: العقدة المزمنة عند الشيعة في السعودية
- قالوا وقلنا في هموم الطائفة والأمة
- صقور فقط للدفاع عن الحقوق
- ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
- وكر الدبابير مابين الفلوجة والرياض


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فايز شاهين - ملك الأردن للرئيس بوش: لقد ورثنا العمالةَ لكم أباً عن جَد