أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك















المزيد.....

إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1026 - 2004 / 11 / 23 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ثمن خطابات التطرف
ممارسات العودة وأشباهه من مشايخ التطرف والإرهاب جعلني أتذكر قصة طريفة عن شخص جار لأحد رجال الدين، أتى الشيخ يستفتيه قائلاً: إن كلباً بال على جدار المنـزل، فماذا أفعل؟ قال له الشيخ: يجب هدم ذلك الجدار ولا خيار آخر، فرد الجار بأن الجدار بيني وبينك يا شيخ. حينها قال له الشيخ: قليلٌ من الماء يطهره.
تعوّدنا على الخطب الرنانة في المساجد والدعوات التي تقصم الظهر وتهلك الحرث والنسل لو أن الله استجاب لها، تعودّنا على رؤية خطباء المسجد الحرام والمساجد الأخرى وهم يتباكون على حال المسلمين ليعودوا بعد انتهاء الخطبة إلى بيوتهم ضاحكين وقد استلموا رواتبهم الكبيرة مقابل تلك الجعجعة والضحك على البسطاء من الناس.
تعودنا على سماع دعوات الجهاد في أفغانستان والآن في العراق والدفاع عن الإسلام هناك ضد "الكفار"، ضد القتلة من "قوات الاحتلال"، وكأن العراق قبل احتلاله كان جنة الخلد؛ حينها تم قتل مئات الألوف من الشعب العراقي في مقابر جماعية يندى لها جبين الإنسانية وتم تهجير عدة ملايين منه ولم نسمع أحد يبكي على هذا الشعب. كما هو الآن الحادث في دارفور، حيث تم تهجير ما يزيد على مليون ونصف مسلم وقتل ما يزيد على 70 ألف منه في عملية تطهير عرقي قذرة قامت بها حكومة "السودان الإسلامية"، أي بمعدل 10 آلاف إنسان يتم قتلهم شهرياً منذ بدء حرب الإبادة.
هؤلاء المتأسلمين بحثوا ولازالوا يبحثون عن تبريرات لما يحصل أو تكذيب الأخبار جملة وتفصيلاً، كما قال يوسف القرضاوي المتطرف في تصريح له بأن ما ذكره الإعلام عن دار فور هو تضخيم فليس هناك قتل واغتصاب وحرق الناس أحياء الخ. هؤلاء المشايخ بدون شك يقومون بعمل خبيث فهم يكذبون ليل نهار مما يشوّه صورة الإسلام. إضافةً إلى ذلك فهؤلاء المشايخ يدعمون الإرهاب والعمليات الإرهابية في العراق ويتباكون على الفلّوجة لما قُتل فيها من بشر، ولم يذكروا ولو للحظة وجود تلك الأسلحة والذخائر الكثيرة في المساجد، ولم يعترفوا بوجود المذابح الزرقاوية والأوصال المقطعة التي وجدت في مقرات الزرقاوي الفلوجية، بل أن مشايخ الإرهاب لم يدينوا ما حدث قبل حوالي شهر ونصف عندما قاما انتحاريان من فلول القاعدة، أتباع الزرقاوي، قاما بتفجير سيارتيهما عند احتفال بافتتاح محطة ضخ مياه جديدة، وكان من القتلى ما يزيد على 43 طفلاً عراقيا.
إذا ما حاولنا البحث عن عذر لبعض المشايخ في دول العالم العربي، لربما وجدنا لهم ذلك، فهم مشايخ الدولار من نظام البعث البائد، لكن أن يقوم شيخ "يحظى بمصداقية" كبيرة لدى العديد من الناس بالكذب والتعامل بوجهين، فهذا شيء آخر. بالنسبة للعديد منّا فإن ما حدث من الشيخ سلمان العودة ليس بمستغرب، فقبله الكثير من الأفّاقين المتأسلمين الذين دعوا ولازالوا يدعون "للجهاد" خارج السعودية، في الشيشان وأفغانستان وكوسوفو والبوسنة والفلبين، حيث لم تخلُ دولة على سطح هذا الكوكب إلاّ وطالتها دعاوي الفتنة والشر والتطرف والإرهاب الوهابي. هؤلاء المشايخ يدعون للجهاد في كل بقعة وآخرها العراق، لكنهم لا يستطيعوا دعوة الشباب للجهاد والذهاب لفلسطين، فهاهي فلسطين لها أكثر من 50 عاماً تحت الاحتلال، وكأن الأمر لا يعنيهم، بل لازالت هضبة الجولان السورية أيضاً تحت الاحتلال ولم نسمع عنهم يوماً أن دعوا إلى الشباب للجهاد هناك وتفجير أنفسهم في "اليهود".

لنا عودة مع العودة
الشيخ العودة انكشف كذبه وبشكل سافر حين حاول منع ابنه من الذهاب للعراق خلافاً لدعواته الكثيرة السابقة للجهاد، وموقعه يزخر بتلك "الأريحية" التي تتحدث عن العراق وكأنه جزء من السعودية يريد تحريره. بل زاد على كذبه كذبات أخرى حين ادعى تأخر ابنه ودخوله منطقة لا يوجد بها بث لشبكة الجوال، مما أقلق زوجة ابنه وحاول التواصل مع الجهات الأمنية، الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية تحديداً لمساعدته، فتوجهت طائرة هيلوكبتر للبحث عن ابنه وصديقيه. الملفت للنظر هنا هو الاتصال بمحمد بن نايف بدل الاتصال بالشرطة مباشرةً، ولو أن كل أب تأخر ابنه أو لم يستطع الاتصال به اتصل أو استطاع الاتصال بمحمد بن نايف لعُدّ ذلك طفرة في التواصل بين الحكومة والشعب ولأصبح عمل الشرطة ليل نهار فقط البحث عن الشباب في البر.
لو صدّقنا أن العودة تحرك بهذا الشكل الكبير واتصل بمحمد بن نايف لأن ابنه بعد انقطاع اتصاله معه لمدة ساعات، لكم أن تتصوروا ردة فعل العودة لو أن ابنه معاذ قُتِل في العراق. إن العودة لم يؤمن يوماً بذهاب أيٍ من أقاربه أو أولاده "للجهاد" في العراق أو غير العراق، مثله مثل كل مشايخ "التطرف والإرهاب" الذين نسمع فتاويهم وتباكيهم على الإسلام والمسلمين عند كل صلاة وقنوتهم بتلك الأصوات المجلجلة التي يُخيّل لسامعها بأن هذا الشيخ أو ذاك من المجاهدين الجاهزين للذهاب والدفاع عن الدين. هل حصل أن استشهد أو قُتل ولد لهؤلاء المشايخ في مكانٍ ما دفاعاً عن "الإسلام وجهاداً" في سبيل الله؟

العودة والزرقاوي يشوهان صورة السنة العراقيين
هؤلاء المشايخ حلفاء الزرقاوي لم يسيئوا لأنفسهم فقط، بل أساءوا للمذهب السني بشكل كبير لما لهم من ظهور بارز على الساحة الإسلامية وتحدّثهم باسم المسلمين السنة. هؤلاء أيضاً أساؤوا للاقلية السنية في العراق بالتحديد فأظهروهم على أنهم قتلة وسفّاحين وبعثيين عملاء للنظام السابق يتعاونون مع أقذر خلق الله من الإرهابيين، فأعملوا ذبحاً وقتلاً في الأطفال والنساء، المسلمين منهم والمسيحيين، ففجروا الكنائس والمساجد، قتلوا رجال الأمن العراقي وقتلوا رجال ونساء المؤسسات الإغاثية. هذه الأعمال لا يمكن تبريريها بأي حال من الأحوال، وكان من الأجدى والأنسب والأصح دعوة الشعب العراقي للانخراط في العملية السياسية السلمية والانتخابات بدل الدعوة للفوضى والقتل والدمار.
كذب العودة وصل إلى أكثر من ذلك، بل زاد عليه بتشويه صورة الشعب متهماً إياه بأنه يدعم الإرهاب حيث قام موقع العودة – الإسلام اليوم – بتزوير نتيجة الاستبيان حول بيان مشايخ السعودية الستة وعشرون الداعمين للإرهاب في العراق، ولأن نتيجة التصويت كانت ضد البيان، قام الموقع بتزوير الأرقام ليظهر أن الأغلبية تؤيد التطرف والإرهاب في العراق؛ وقد نشر الدكتور صادق الجبران مقالة بعنوان "لماذا نزور الحقائق.. شعبنا ضد الإرهاب" تبين فيه كذب موقع الإسلام اليوم وكذب العودة أيضاً.

محاكمة العودة لدعوته للإرهاب
عندما نسمع أو نقرأ عن رجال الأمن السعوديين الذين طالتهم يد الإرهاب، مثل الشهيد الجندي الشاب فهد العليان الذي طالته يد الغدر والخيانة والإرهاب، تأتي المقارنة واضحة أمامنا، فالشهيد العليان من عائلة فقيرة يعيل الكثير من الأخوة، أمّا الشيخ العودة فهو غني مُترف يستطيع بماله وأولاده أن يخدم الوطن بشكل أكثر، فهل فعل ذلك؟ الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن هؤلاء الأغنياء يبيعون الفقراء من خلف الشاشات والبيانات وميكرفونات المساجد ليعودوا إلى منازلهم بين أبنائهم وأهاليهم سالمين ليدفع ثمن أفكارهم الآخرين. لا يجب أن يستمر الوضع بهذه الصورة، بل يجب تقديم دعاة الإرهاب، فكم من إنسان بريء ذهب إلى جحيم الحرب لاقتناعه بدعوات الكذب التي تحثهم على "الجهاد في العراق وأنه فرض عين على كل مسلم" وما فعله المواطن ماجد شبيب العتيبي من تقديم دعوة قضائية ضدّ هؤلاء الدعاة إلاّ منهجاً يجب أن يستمر وأن يُفسح له المجال بشكل علني وواضح، وأن يحذو حذوه الآخرين ممن فقدوا عزيزاً عليهم في العراق أو غيرها، فالعتيبي فقد ابناً له في العراق بدعوى الذهاب للجهاد بعد أن تم التغرير به على يد أناس يحملون الخبث في نفوسهم ويحلمون بإعادة دولة طالبان في العراق.
إن العودة ليس أهلاً للثقة، مثل الكثير من زملائه من التيار الوهابي، فهم على نفس الشاكلة، وكان الأجدر به أن يدع ابنه يذهب "للجهاد" أو يكف عن الهراء والتحريض وخاصةً في موقعه المتطرف. عليه أن يبتعد عن المحاضرات العامة، بل عليه أن يختفي عن الأنظار بعد أن يعتذر لعموم الناس الذين ضللهم بأكاذيبه وراح ضحية افتراءاته العشرات وربما المئات من الشباب الذين أصبح العديد منهم مفقوداً أو جثة تم دفنها في مكان ما غير معلوم، إماّ في الشيشان أو أفغانستان أو الفلوجة. العودة يدعو للجهاد بعيداً بأرواح الآخرين، لكن ما أن يكون الأمر قريباً منه، إلاّ وتعذّر، حتى بعد أن وصله ابنه سالماً، لم يتحدث ولو من باب المجاملة أو النفاق، بأنه لن يقف في وجه ابنه إن أراد الذهاب للجهاد في العراق.
الرسالة التي على العودة قراءتها والانتباه لها هي: إياك واللعب بالنار، ترى الجدار بيني وبينك!



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة النقص: العقدة المزمنة عند الشيعة في السعودية
- قالوا وقلنا في هموم الطائفة والأمة
- صقور فقط للدفاع عن الحقوق
- ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون
- وكر الدبابير مابين الفلوجة والرياض


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فايز شاهين - إلى سلمان العودة: ترى الجدار بيني وبينك