أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد صالح الطحيني - لكل منا عقلان ...!














المزيد.....

لكل منا عقلان ...!


محمد صالح الطحيني

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 00:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أزفت لي إحدى صديقاتي بالعمل خبر زواجها، قالت لي: أنى سعيدة جدا لأني تزوجت أخيرا بعد أن تأخرت كثيرا وبعد سنوات العنوسة التي قضيتها وها قد وجدت الانسان المناسب وعندما وصلت لتلك العبارة اغرورقت عيناها بالدموع
فهي حزينة رغم كلماتها التي تنطق بغير ذلك، فهي لم تتزوج من الشخص الذي احبته واختاره قلبها هي تزوجت ممن اختاره عقلها لأنه أصغر سنا ولأن امكانياته المادية أكبر من إمكانيات ممن احبته فعلقها وتفكيرها المنطقي هو الذي اختار رغم ما لديها من مشاعر اتجاه شخص آخر.
هاتان الطريقتان اﻟ-;-ﻤ-;-ﺨ-;-تلفتان اختلافا جوهريا للمعرفة يتفاعلان لبناء حياتنا العقلية. الأولى طريقة العقل المنطقي وهي طريقة فهم ما ندركه تمام الإدراك والواضح وضوحا كاملا في وعينا وما يحتاج منا إلى التفكير فيه بعمق وتأمله. ولكن ... إلى جانب هذا هناك نظام آخر للمعرفة قوي ومندفع وأحيانا غير منطقي. هذا النظام هو العقل العاطفي.
فهناك تقسيم عاطفي ومنطقي، فحين يعرف الإنسان بقلبه أن هذا الشيء صحيح فهذا أمر يختلف عن الاقتناع نوع من المعرفة أعمق من اليقين وأكثر من التفكير فيه بالعقل المنطقي. فهناك علاقة طردية بين سيطرة العواطف وسيطرة المنطق على العقل فكلما كانت المشاعر أكثر حدة زادت أهمية العقل العاطفي وأصبح العقل المنطقي أقل فاعلية. وهذا الترتيب يبدو أنه نابع عبر دهور من التطور من تفوق الاسترشاد بالانفعالات والحدس في استجاباتنا التلقائية للمواقف التي تكون فيها حياتنا في خطر وهي المواقف التي قد يكلفنا فيها التوقف للتفكير حياتنا ذاتها.
هذان العقلان العاطفي والمنطقي يقومان معا في تناغم دقيق دائما بتضافر نظاميهما اﻟ-;-ﻤ-;-ﺨ-;-تلفين جدا في المعرفة بقيادة حياتنا. ذلك لأن هناك توازنا قائما بين العقل العاطفي والعقل المنطقي. العاطفة تغذي وتزود عمليات العقل المنطقي بالمعلومات بينما يعمل العقل المنطقي على تنقية مدخلات العقل العاطفي وأحيانا يعترض عليها. ومع ذلك يظل كل من العقلين ملكتين شبه مستقلتين كل منهما كما سنرى يعكس عملية متميزة لكنهما مترابطتان في دوائر المخ العصبية.
وهناك بين العقلين في كثير من اللحظات أو في معظمها تنسيق دقيق رائع. فالمشاعر ضرورية للتفكير والتفكير مهم للمشاعر. لكن إذا تجاوزت المشاعر ذروة التوازن عندئذ يسود الموقف العقل العاطفي ويكتسح العقل المنطقي. كتب "آرازموس " أحد أنصار النزعة الإنسانية في القرن السادس عشر بأسلوب تهكمي حول هذا التوتر بين العقل والعاطفة:
منح جوبتر كبير الآلهة العاطفة درجة تفوق أكبر كثيرا من العقل تقدر ب (٢-;-٤-;- ١-;-). وضع أمام قوة العقل الوحيدة قوتين تتسمان بالاستبداد والعنف (الغضب) و (الشهوة). فكيف يمكن للعقل أن يسود أمام قوتين متضافرتين إن هذا يتضح من حياة الناس العادية. فالعقل يفعل الشيء الوحيد الذي يستطيعه ويظل يصيح بصوت أجش مكررا صورا من الفضيلة بينما يأمره الانفعالان الآخران أن يذهب ليشنق نفسه.
وهكذا يستمر تزايد الضجة والهجوم فيما بينهما إلى أن يشعر القائد في نهاية الامر بالإرهاق فيستسلم.

إذا أردنا أن نعرف كيف تهيمن العاطفة بقبضتها القوية على العقل المفكر ولماذا تظل المشاعر والعقل في حالة تأهب للحرب فيما بينهما لابد أن ندرس كيف يتطور المخ، وهذا ما سأرده في مقالتي القادمة.



#محمد_صالح_الطحيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف
- الشعور الجماعي
- الذكاء العاطفي
- المجنون9
- أي إله هؤلاء يعبدون
- البحث عن وطن
- مقتل هابيل
- نور
- القرآن
- انتصار محمد
- هجرة محمد الى المدينة
- محمد في مكة
- الإسلام
- الشريعة اليهودية
- الشعائر الدينية عند اليهود
- منشئو التلمود
- اليهود والنفي
- الأساقفة الشرقيون
- المارقون عن المسيحية
- تنازع العقائد المسيحية


المزيد.....




- الأمير هاري يخسر الاستئناف ضد قرار تخفيض مستوى حمايته خلال و ...
- من هم الدروز؟ نظرة تاريخية وعن قرب على عقيدة الموحدين الدروز ...
- الاشتباكات بين مقاتلين دروز والقوات السورية تلقي بظلالها على ...
- وئام وهاب لـ يورونيوز: -الشرع أرنب أمام إسرائيل وذئب أمام ال ...
- خبير أوكراني عن صفقة المعادن: أكثر من 60% من الموارد توجد في ...
- أحدثا العنف حيال الدروز في سوريا: برلين تدعو لضبط النفس ودمش ...
- إعلام: لا يوجد إجماع داخل البيت الأبيض لما بعد اتفاق المعادن ...
- أستراليا تطلق أكبر سفينة تعمل بالطاقة الكهربائية في العالم
- مصادر: أكثر من 40 قتيلا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ ...
- -تيك توك- تطعن في غرامة الاتحاد الأوروبي بسبب نشر بيانات الم ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد صالح الطحيني - لكل منا عقلان ...!