إعلام الشباب في دولة رجال الأعمال

الشريف منجود

الحوار المتمدن-العدد: 5147 - 2016 / 4 / 29 - 04:37
المحور: الصحافة والاعلام
    

عندما يمارس الشباب أحلامهم بعيدا عن قيود العجائز

1


المتابع الجيد للعمل الإعلامي ليس في مصر فحسب وإنما في أنحاء العالم يكتشف أن دائرة الإعلام مظللة دوما برجال الأعمال أصحاب النفوذ الحقيقي في تصدير المادة الإعلامية اللهم إن الدولة وحكوماتها تصبح شريكا فاعلا في الدول النامية فقط والتي يوجد بها وزارة إعلام أو هيئة تنظيمية له، لذا صار الإعلام بين شقي الرحى أي بين مطرقة الحكومة وسندان رجال الأعمال، وصارت المادة الإعلامية وطيدة الصلة بالمادة الاعلانية فما يعرض تليفزيونيا أو إذاعيا أو مطبوعا له علاقة بما يريد أن يقدمه الراعي صاحب الامتياز الإعلاني والذي بدونه ينقطع الحبل السري للتمويل فتغلق القنوات وتقفل الصحف لأنه لا طائل من فتحها اذا لم تجذب صاحب الإعلان لإعلانه اما لضعف المتابعة لها أو لأنها لا تمارس سياسة المعلن التي يحبها.

وسط هذا كله نجد محاولات الشباب المبدع الذي لم ييأس من تلك السيطرة كما لم ييأس من سيطرة الشللية على العمل الإعلامي فاليوم لم تعد المهنية مطلوبة في اجتياز أي شخص للالتحاق بقناة أو محطة إذاعية أو صحيفة فقط يكفيه الدخول بين شلة ما تسيطر على مقادير الأمور في العملية الإعلامية فتحجب هذا وتعطي ذاك لذا ظهرت موجة إعلام الممثلين أي أن يتحول الممثل الي مذيع يحاور أو يقدم دون الإلمام بقواعد المهنة ويكفيه انه نجم يلتف حوله البعض، كما تجد البعض الذين لا يملكون قدرات تواصل ورغم ذلك يصبحون مذيعين، هذا كله اورث بعض الشباب المبدع الحقيقي في موهبته والذي مارس تنميتها من خلال الدراسة أن يقدم نفسه وأفكاره من خلال محطته هو وبرنامجه هو وظهر على الساحة مواقع إذاعة الانترنت التي وصلت أكثر للشباب وصارت ضمن أولوياته.

من بين هذه البرامج ومن بين هذه المحطات نكتشف محطة تسعينيات اف ام والتي اكتشفت بأن أصحابها مجموعة من الشباب المبدع الذي ينتمي الي الحس الثوري المعتمد على إمكانياته المادية والمعنوية والإبداعية في تقديم نفسه كعنصر ثقافي جديد يؤثر ويتأثر بالمجتمع وبرنامجهم الشهير الذي تتابعه آلاف من الناس كلام في الممنوع صارت له شعبية حقيقية والمتابع لذلك يكتشف أن هؤلاء من المسؤلين عن هذا النشاط ليس لديهم قيود أو محاظير ما لا يستطيع أحد أن يتحكم فيهم فخرجت مادتهم الإعلامية معجونة بالمجتمع قريبة من أفكاره خالية من طنطنات فارغة واستطاع محمد سعيد معد ومقدم برنامج كلام في الممنوع أن يفصح عن حلمه من خلال شباب قاموا وما زالوا كم الإحباط الذي نعانيه لذا لو استطاع الإعلام المحترف أقصد أصحاب القنوات الكبرى أن يمارس بنفس الصورة ربما اكتسب ثقة الناس واشك أن يحدث.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل