أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - دجل وتخلف وبدع وتسويف -اغرب الفتاوي















المزيد.....

دجل وتخلف وبدع وتسويف -اغرب الفتاوي


كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفتاوى المنطلقة عبر الإعلام الدينى المرئى والمكتوب والمسموع حاملة كم هائل من النغمات الشاذة الزاعقة ليتنافس الشيوخ فى الإفتاء بكل ما هو غريب وسخيف فى موجة من الهوس الدينى إرتفعت وتيرتها مع تصاعد حضور التيار الدينى السياسى فى المجتمعات العربية , فلم نلحظ هذا المد الدينى والحضور السلفى الوهابى بثقافته وفتاويه من بدايات القرن العشرين حتى خمسينات وستينات القرن الماضى ليأتى هذا الحضور أثر إجهاض مشاريع مدنية حداثية خجولة لم تصمد أمام القوى الرجعية من قوى إستعمارية إلى طبقات رجعية إقطاعية لترتد الشعوب بعد هذا الإنكسار إلى تراثها التى لم تتخلص منه يوما لتتصاعد القوى السلفية لتجد لها وجوداً مع انهيار المشاريع الحداثية وغياب أمل ظهور قوى مدنية ذات مشروع فى ظل دعم قوى وممنهج من القوى الرجعية النفطية بقيادة آل سعود إمتثالا لخطط إمريكية تريد ترتيب المنطقة داخل الحظيرة الوهابية .
بعض الفتاوى لشيوخ يدلون بها فى الفضائيات فى عهدنا هذا والذى يقال عنه عهد ثورات الربيع العربى لندرك أن البنية الثقافية والإجتماعية والنفسية لم يعتريها التغيير بل تزداد سوءاً بتوهم الشعوب المُحبطة فى الإسلام السياسى أنه سيجلب لها اللبن والعسل والخير .

الشيخ محمد حسين يعقوب يتناول قضية خطيرة تشغل بال الأمة فيحذر المسلم من التبول قائماً ليستشهد بأقوال النبى والسيدة عائشة فى الحث على التبول فى وضعيةالجلوس فالمتبولون وقوفاً سيعذبون فى القبر
https://www.youtube.com/watch?v=B_RyrzRFL6Q
ماذا يمكن أن نقول أمام هذه القضية الخطيرة التى تعتنى بالتبول وقوفاً فهل أصبحت هذه قضية الأمة ؟! ...وماذا عن معظم الرجال الذين يتبولون وقوفاً ,وماذا عن دورات المياه فى كل مساجد مصر بلا إستثناء المحتوية على مباول ليتبول الرجال فى الوضع وقوفا فهل فسد إيمانهم .!!

الشيخ "وجدى غنيم" صقر السلفية والداعى لكل كراهية وخراب يعتنى هذه المرة بقضية خطيرة ليُجنب المؤمن شر الشيطان الذى يتبول فى فمه متى تثاءب ليُحذر من هذا ,فالمسلم إذا تثاءب بال الشّيطان في فمه
http://www.youtube.com/watch?v=w3oe8YeRTDA
فى الميثولوجيا الخرافية هناك قصص متشابهة عن دخول الجن أو الشيطان فى الإنسان , فإذا كان التراث الإسلامى إقتصر على التحذير من تبول الشيطان فى فم المسلم متى تثاءب , فالتراث المسيحى يعتنى بهذه القضية الخطيرة أيضا لنجد خوف المسيحى من تسلل الشيطان للداخل لذا فهو يعتنى برسم علامة الصليب على فمه متى تثاءب حيث يكون الصليب هنا درع حامى أو بوابة نارية تمنع الشيطان من الدخول .!

شيخ سورى يحل ضيفاً على قناة فضائية مصرية فلا يعتنى بإدانة الجرائم البشعة التى يرتكبها النظام السورى وبعض فرق الثوار من ذبح وتنكيل بالبشر فهذه ليست قضيته , فهو معنى بقضية أشد خطورة جاء من أجلها ألا وهى التحذير من تعليق الملابس على شماعات فى الخزائن فيجب طيها لأن الشيطان يتلبس الثياب المعلقة
http://www.youtube.com/watch?v=QKxFIcU8MbE

مجموعة اخرى غريبة وشاذة يتم تسويقها فى السوق العربى الذى يتلقى كل ما هو غريب ومنغلق وبلا معنى بنهم ليزداد رواج سوق الخرافة , فهذا الشيخ يحذر من النوم على الجنب الشمال , وذاك يدعو لثورة على ميكى ماوس الشخصية الكرتونية المشهورة داعياً لقتله !! وشيخ يحرم اللعب بالشطرنج .. وشيخ آخر مٌمتعض من قول الأطفال "ماما" و "بابا" وشيخ يكتشف سر الطفل الشقى فالشيطان شارك والدهم الجماع لأنه شرب سيجارة حشيش .
.فتوي التنفير والتقبيح بميكي ماوس
http://www.youtube.com/watch?v=fjDrbrfTEf4
.لاتقل ماما وبابا
http://www.youtube.com/watch?v=5qT6aZGypxs
فتوى تحريم تعلم اللغة الإنجليزية
http://www.youtube.com/watch?v=0SCIvqQakUU
الوهابية من بعد تحريم ميكي ماوس الان سبونج بوب
http://www.youtube.com/watch?v=q33-lzeltks
الشيطان يجامع معك
http://www.youtube.com/watch?v=MXpCF31tYpg
الشيخ أبو إسحق الحويني حكم لعب الطاولة
http://www.youtube.com/watch?v=YDPOBm0vIhQ
لعب الشطرنج حرام
http://www.youtube.com/watch?v=G93tFzxbANA
حكم لعب الكوتشينة والدمينو
http://www.youtube.com/watch?v=YwiGNELiRDA
الصور حرامٌ بجميع أنواعها - الشيخ الفوزان
http://www.youtube.com/watch?v=7KWu5Ch2BSo

هذه قطرات من فيض الفتاوى التى تُطلق فى أجواءنا العربية لتشكل وعى وفكر المسلم لتتفاوت فى تأثيرها من شريحة إجتماعية لأخرى , وبالطبع لا يكون عرضنا لهذه المشاهد من الفتاوى الغريبة من باب السخرية .. فالسخرية لا تقدم شيئا سوى الضحك الذى يكون فى عمقه سوى سخرية وضحك باكى على أحوالنا وعقولنا البائسة التى تهان عندما تستقبل مثل هكذا فتاوى فتنتهكها .. كما لا يعنينا مدى صواب هذه الفتاوى أو خطأها فهو ليس موضوع بحثنا بل نعتنى بهذا المناخ المؤثر فى ذهنية ونفسية المسلم لتحدد ملامح عقله وشخصيته وتكوينه النفسى مُنتجة فى النهاية واقع متخلف يتلحف بالهشاشة والغباء والتسطيح , فلا يسأل أحد بعدها لماذا نحن متخلفون .

لن يعنينا تحليل ذهنية ونفسية رجال الدين فهم يدركون جيدا انهم يروجون لبضاعة ستجد قبول وإحترام وسط مجتمع ممهد لقبول فتاويهم , فلو لم يجدوا آذان صاغية وعقول مرتجفة ما كان لهم حضور ولا لبضاعتهم التى يروجونها .. هم يقتاتون ويجدون حضورهم فى مجتمعات تمت برمجتها على الإنبطاح أمام كل ماهو دينى ليمارسون فعلهم بالمزيد من تكريس وبرمجة التخلف والتشرنق , ليصب جهدهم فى النهاية سواء بوعى أو بدون وعى فى الغالب لخدمة تكريس مصالح نخب وطبقات رجعية .

سنعتنى بجمهور المسلمين الذين يسمعون مثل هذه الفتاوى لنتلمس تأثيرها على تكوينهم الذهنى والنفسى , وماذا ستفعل بهم لتخلق شخصيات ذهنية مُنسحقة مُبرمجة مُنبطحة فاقدة الإرادة والفكر .. فأنت لن تجد من يصرخ فى وجه أى شيخ يقدم مثل تلك الفتاوى الغريبة فهو يرى المفتى يُزيل كلامه من التراث ويسوقه بلحيته وجبته .. لن تجد أحد يقول لهذا الشيخ أو ذاك ماهذا الهراء الذى تقوله فما المشكلة ان أتبول واقفاً طالما أحافظ على نظافة جسدى – ماذا يعنى ان الشيطان يتبول فى فمى متى تثاءبت فما قولك عندما أفتح فمى على مصراعيه لطبيب الإنسان فماذا سيكون الحال هنا , هل ستقف قافلة من الشياطين تتبول !– ماذا يعنى ان الثياب المُعلقة على شماعة سيحل فيها الشيطان! – ما المشكلة أن امارس الشطرنج كرياضة ذهنية جميلة وبريئة وما الذى يجعل من لعبة مسلية كالطاولة والدومينو حرام – ما الذى يزعج فى التعاطى مع رسومات كرتونية لطيفة كميكى ماوس وسبونج بوب - كيف يعقل أن الصبي الذى نراه شقى ونقول تندراً أنه معجون بماء العفاريت إنه كذلك كون أبوه جامع أمه بعد أن دخن سيجارة بانجو ليشاركه الشيطان فى عملية النكاح وينتج هذا الطفل المعفرت!! - أى غباء هذا عندما تحرمون وتنفرون من تعليم اللغة الإنجليزية فكيف نساير العصر والعلوم - ما معنى هذا الإنزعاج الشديد الذى ينال الإسلام عندما يردد أطفالنا "بابا" و"ماما" , وحتى لعبة كرة القدم التى يعشقها العرب تُحرمونها وتستاؤون منها بل هناك من يريد أن يغير من قواعدها حتى لا نتشبه بلعب الكفار .. ماهذا الهراء والسخافة التى تروجون إليها ؟!!

الخطوات الأولى نحو التخلف والتشوه الإنسانى هو أننا لا نندهش فنمرر أمور غبية متصلدة بلا معنى لتستهزأ بعقولنا فلا نتوقف أمامها ولا نمارس أى فعل تأمل أو نقد أو جدل فكرى معها لتمر أمور سخيفة صعبة التصديق فاقدة لأى معنى متنافضة مع مفردات حياتية بسيطة بدون أن نتخذ موقف إستنكارى معها بل تمر أمامنا بمزيد من الرهبة والإحترام والتقدير .. عندما يتوقف الإنسان عن الإندهاش فقد بنى أول مدماك فى شرنقة التخلف فالأمور تمر بسهولة .!

التعاطى مع أمور تحذر من الجن والشياطين والمعصية لمجرد أن المرء يتثاءب أو ينام على جنبه أو يعلق ثيابه على شماعة لتخلق إحساس دائم بالترصد والتوجس ليعيش فوبيا الإختراق والخوف لنحصل فى النهاية على تركيبة نفسية هشة مهتزة تتحسس خطواتها متوجسة تعيش إحساس الرصد والمراقبة .. حاول ان تتمعن فى نفسية إنسان يحس بأنه مرصود ومراقب دائماً من أجهزة أمنية ومخابراتية لتجد حالة من الخوف والتوجس والقلق تنتابه , فهل تتصور انه سيحظى على توازن وسلام نفسى , وهل تتصور ان نفسية كتلك قادرة على الصمود وكسر الظلم والقهر .. النفوس المرتعشة لا تصنع حضارة ولا تدرك الحرية .

عندما نجد أن معظم الفتاوى تأتى من المسلم متوجهاً بها إلى شيخه ليسأله فى أمور بسيطة لا تستدعى السؤال كمن يسأل عن الصور الفوتوغرافية وحكم إقتناء صور أهله وعن هذا المرتجف أمام لعبة الشطرنج ومشاهدة أطفاله لميكى ماوس فهنا نحن أمام حالة من الطفولية لم تصل لحد الفطام .. حالة من الوهن الشديد فى إتخاذ موقف عقلانى ومنطقى أمام أمور بسيطة لا تحتاج لفكر الآخرين للتوجيه والإرشاد ولكنها الرضاعة الفكرية التى لا تملك أى قدرة على الفطام فهل نتوقع من عقول هشة مهترئة تسأل مثل هكذا أسئلة أن تنهض بأمة وتقدم حلول مبتكرة لمشاكلها المعقدة أم ستكون معاول هدم لأى قدرة على التطور . لا يقتصر هوس المسلمين فى إجترار فتاوى الشيوخ على هذه الهشاشة الفكرية والرضاعة الفكرية فقط بل تتجه الأمور نحو تصعيد لفوبيا الحرام والحلال فى نفسية المسلم ليعيش حياته متوجسا سائرا على حبل رفيع مشدود بين الحلال والحرام مما يعنى نفوس خائفة مرتعشة غير قادرة أن تواجه الحياة بصدر مفتوح فهناك الرعب من الحرام فى أمور لا تستحق الهلع والرعب .إعتياد ممارسة المؤمن أشياء لا يفكر فيها أويمارسها رغماً عن أنفه لتتخذ صورة إعتيادية فهنا دخل فيروس عدم الإكتراث والإنبطاح فى الداخل الإنسانى ليسقط بملامحه على كافة مناحى الحياة فهو فيروس يتأقلم مع كل القوى الباغية والأفكار المفروضة فما عليه سوى إستحضار فيروس الإنبطاح والخضوع لقبول موقف فى الحياة قد يكون أقل فجاجة ليقبله ويمرره فقد مارس بلع ماهو أكثر منها فجاجة ... لقد تقولبنا وانبطحنا وأدركنا شفرة الإستسلام والخنوع .

تجييش المشاعر وتجميد الفكر وصناعة البرمجة
تجد هذه الفتاوى القبول من خلال تجييش الأفكار وبرمجة الإنسان الدينى لتساهم بدورها فى المزيد من إنسحاق الإنسان وإنبطاحه .. لذا يمكن فهم استراتيجية الأديان فى تمرير كل خرافاتها وما يستجد من فتاوى تصب فى هذا الإتجاه من تطابقها مع نهج الجيوش العسكرية وكيفية تعاطيها مع الفرد المُجند حديثا بل يمكن القول ان الجيوش استمدت منهجها فى التعامل مع الجنود من نسق الأديان القديمة فى تعاملها مع الإنسان .
أتذكر فترة خدمتى بالجيش وإعدادى لأكون ضابطا لتكون الفترة الأولى قاسية لنمارس طوابير طويلة رتيبة بلا معنى تقتصر على طريقة وقوفنا وخطوات المشى لنبدد ساعات طويلة تُستهلك فى الوقوف بوضعية "صفا" و "إنتباه" والسير "للشمال در" و "اليمين در" وكيفية وضع السلاح اثناء تحية العلم لنقول ماهذه السخافة فهل هكذا سنحارب إسرائيل .؟!
أفهم نهج الجيوش فى إعداد الجنود فقبل أن يتعلم الجندى ضرب النار والقتال فيجب برمجته على الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر بدون تفكير أو جدال ولن يتأتى هذا إلا من خلال تلك الحركات البلهاء الرتيبة لكى ينفذها بدون أن يفكر أو يناقش أو يحتج .. أن يمارس فعل تافه وأداء حركى بلا أى معنى كوضعية الوقوف "صفا" و"إنتباه" , فلا يستوقفه ولا يتذمر أمامه ليتم سحق روح الجدل والفكر فى داخله ليصبح آلة مبرمجة تنفذ بدون إرادة فسيقف فى الوضع "صفا" عندما يقال له هذا وسيتحرك لليمين أو اليسار متى وجه له الأمر بذلك فبعد هذا عندما يُؤمر بالقتال فسيقاتل دون أن يسأل .
تكون الأديان مثل العسكرية فتمرر غيبيات ثقيلة فلا تفكر ولا تتوقف ولا تجادل ولا تعترض بل الطاعة العمياء والرضوخ .. لا تفكر فى هذه الحركات البلهاء للصلاة ولماذا الحرص على عدد معين من الركعات فأى زيادة أو نقصان تُفسد الصلاة , عندما يصل المرء لتلك الحالة فتكون حينها لديه القدرة على تمرير اى فتاوى غريبة وشاذة كالتى عرضناها بل ستجد من يتوجه للشيوخ للإستفسار عن كيفية دخول الحمام وقضاء الحاجة وبأى رجل يدخل ويخرج .. هنا أصبح أسير عسكرة الإيمان فلا تكتفى الأمور بالبرمجة بل التحليق داخل الشرنقة .

من هنا ندرك أن الأديان بمنهجيتها وتكتيكاتها فى برمجة الإنسان تنزع عنه أى قدرة له على التأمل والتفكير والتوقف , كما ترفض بشكل قاطع التطرق بالسؤال - لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم- لذا لا نندهش بعد ذلك عندما يُطرح هذا الكم من الفتاوى الغريبة الشاذة فى القرن الحادى والعشرون لتجد قبول فأجهزة التأمل والحرية والفكر قد تم إعطابها ولم يبقى منه شيئا . لذا فلنخشى أن يتبول الشيطان فى فم المؤمن عندما يتثاءب فليس امامه إلا ان يغلق فمه أو يرشم الصليب على هذا الفم المفتوح.

هناك نقطة جديرة بالإهتمام والإعتناء فليس نقدنا للأديان من منطلق فتاويها وخرافاتها وقصصها الميثولوجية ولكن من خلال سحقها للفكر الإنسانى وخدمتها لمصالح نخبوية مُحددة بتفعيل الخرافة ونهجها فى الواقع فلا تقف عند كونها فلكلور وخيال فنتازى .. لذا فمن الأهمية بمكان أن نبحث عمن يستفيد من حضور الفكر والتراث الدينى فى المجتمع فلا يوجد حضور لفكرة دون أن تجد تعبير عن حاجات وغايات , فالبشر لا يتدينون كونهم يعشقون التدين بل لوجود قوى ترى أن تدينهم و إستحضار الدين وتفعيله فى المجتمع كفيل أن يحمى مصالحها .

لا يكون الحضور الطاغى للأديان إلا فى المجتمعات المنغلقة التى تتحكم فيها طبقات رجعية ترى الدين أيدلوجية رائعة لتحصين مصالحها فلا تكتفى بتأمين المصالح والأملاك من خلال الدعوة لحق الأغنياء فى حيازة أملاكهم وثرواتهم فهكذا هى إرادة الله وأرزاقه المقسمة وعلى الفقراء والمستغلون ان يرتضوا بقسمة الله ومشيئته .. لا يكون تأمين المصالح من خلال هذا المشهد الوحيد بل تتجه نحو تأسيس منهج فكرى وسلوكى يتسلل فى جينات المجتمع بالقبول والتسليم والإنبطاح للنخب من خلال أيدلوجية تمهد الطريق بالسحق والإنبطاح وشل العقل عن التفكير والإندهاش من خلال الطاعة الكاملة وعدم التوقف أو الإحتجاج أو الصراخ فعندما يتم مسخ العقل والفكر وسحقه عن الفعل والتأمل والتوقف والإندهاش فستتأسس منهجية حياة خاملة منبطحة تكون هكذا سماتها لذا لا تندهش من تجذر الإستبداد فى بلادنا العربية فهناك شعوب مسحوقة مشوهة تم نزع فتيل الفكر والنقد والإندهاش ومازالت تعيش مرحلة الرضاعة .عندما نفقد القدرة على الإندهاش والتوقف فنحن نبنى أساس تخلفنا .. عندما نفقد القدرة على الإحتجاج والصراخ على هذا الهراء الذى يقذفوننا به فنحن نُجذر تخلفنا .. عندما نمرر كل هذا الهراء بإحترام وتبجيل ,فلا تسأل بعدها لماذا نحن متخلفون ولماذا ينمو الإستبداد والتعسف .



#كرار_حيدر_الموسوي (هاشتاغ)       Karrar_Haider_Al_Mosawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهب الوهابي هو مذهب تكفيري
- البرلمانيين المعتصمين محققين النصاب النصف مجرد رأي حول اكمال ...
- ,,مفتي السعوديه,,اعوذ بالله من هذه الشاكلة,فايروس لادواء له ...
- العبادي *فوال ويضرب بالتخت رمل ولديه ثعبان كوبرا ترقص بالناي ...
- اين الثرى واين الثريا-غربان السياسة اين ستنقش اسمائكم وباي م ...
- همجية وبربرية الاحتلال الامريكي الغاشم للعراق العظيم والمؤطر ...
- للان لم نعلم ولن نعلم ماذا تريد وكيف تفكر وهل كان قرارك بالغ ...
- المستحمرين وحضنة التلمود وسياسيونا واكلة السحت ولعنة الله
- رئيس فنزويلا يعد بحلق شاربيه إن لم يوفر مساكن شعبية كافية
- سياسيو العراق العظيم متمسكين بشواربهم ولحاهم وعمائمهم والرئي ...
- كلو من ما قرر ساستكم واشربو ابوال بعرانكم وعافية دائمة بزهاي ...
- سمعنا بكاءا فرحا وحزنا وتعبدا وخشوعا ولم نسمع بكاءا على لوحة ...
- حتى تحرير موصل الحدباء يريدوه فضائي,لاتيأسو ولاتحزنو وبدون ا ...
- رأس البلية مدحت المحمود ونوري المالكي والجعفري و براعم تركيب ...
- ملك الاستخراء السعودي وموزة ودويلة الحمارات ولعبة المداعمة ل ...
- الموساد وتغلغله في اقليم كردستان والمصالح المشتركة
- اسرائيل سخرت معظم ميزانيتها للتجسس والاستخبارات وشراء الذمم ...
- انجان هاي مثل ذيج خوش حنطة وخوش ديج؟؟؟
- اصلاخات الحكومة العراقية بقيادة التكنوقراطي الدكتور الانكليز ...
- البعث ومسعود البرزاني يقاتلون في صفوف داعش


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - دجل وتخلف وبدع وتسويف -اغرب الفتاوي