أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزة الجواهري - مدخل للبحث عن معنى الإرهاب وأشكاله















المزيد.....

مدخل للبحث عن معنى الإرهاب وأشكاله


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يتفق العالم لحد الآن على معنى محدد للإرهاب، وبالتالي بقي المشروع الأمريكي لمحاربة الإرهاب عالميا يعاني من نقص في القناعة لدى الكثير من الأطراف الدولية، حيث أن جميع الأطراف تتبنى معنى من معاني الإرهاب في أغلب الأحيان معنى ناقص يتفق مع مصالح تلك الدولة بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. لكن لنا في الحالة العراقية خير مثال لكي نستخلص منه تعريفا محددا لمعنى الإرهاب لأن العراق، الذي علم العالم الكتابة يوما ما، لابد قادر أيضا أن يعلمهم معنى الإرهاب، كما أنه قادر أيضا أن يعلم العالم المعنى الحقيقي للمقاومة لا ذلك المعنى المزيف الذي تبناه فلول نظام البعث المقبور ولا المعنى الذي تتبناه شراذم القاعدة المتوحشين.
أول سؤال يتبادر للذهن في هذا المجال هو: هل ما نرى في العراق هو مقاومة شعب أم مقاومة فلول نظام مهزوم؟
مما لا شك فيه أن المقاومة حق مشروع للشعوب المحتلة، ولكنها أبدا لم تكن يوما ما حقا مشروعا لفلول نظام دموي بهيمي همجي كان يعتبر مسلة للرذيلة والجريمة كنظام البعث المهزوم من قبل شعبه قبل أن يهزمه العالم، فهو نظام عنصري طائفي جمع كل الخبائث التاريخية مرة واحدة، والمقاومة في العراق هي أعمال انتقامية لفلول هذا النظام المهزوم، والتي بذات الوقت تحتضن فلول منظمات ظلامية تعتبر الأكثر تخلفا ودموية في العالم. هدفهم من حيث الأساس إفشال المشروع العراقي بإقامة نظام ديمقراطي من خلال الإرهاب بكل معانيه، ويمكن أن تعتبر أبلغ صور الإرهاب الذي تعذر تعريفة عالميا لحد الآن. يصطف مع البعث والقاعدة بهذا الإرهاب قوى تجد لها مصلحة بالتغيير فتمارس أنواع أخرى من الإرهاب الهدف منه فرض سيطرتها المطلقة على المجتمع والدولة من خلال قوة السلاح وأنواع أخرى من الإرهاب الفكري والمعنوي بكل تجلياته، جندت لهذا الهدف مليشيات وآليات الدين لكي تبتز المواقف وتسلب إرادة الناس وتوجيههم لما تريد أن تصل إليه من نتائج.
بات أكيدا أن الغالبية العظمى، ما يقرب من تسعة أعشار الشعب العراقي، تعمل وفق مشروع واسع لإنهاء الاحتلال بطرق سلمية، لكن هناك أقلية تحاول إعاقة هذا الجهد، هذه الجهة هي التي يسموها اليوم المقاومة، ويحاول البعض أن يقسمها إلى قسمين، الأول سمي بالمقومة الشريفة أما الثاني فهو بكل الأعراف والمقاييس غير شريف، لذا ترك دون تحديد الوصف على أنها غير شريفة. كما وإن هناك أوجه أخرى مختلفة للإرهاب في العراق بدت واضحة جدا. نحاول بهذه المقالة فصلها عن بعضها البعض لكي لا يختلط الحابل بالنابل، والحقيقي مع المزيف، إن كان هناك حقا مقاومة حقيقية.
النوع الأول من المقاومة هو الذي يهدف إلى أن يصل الناس إلى استنتاج "أن بناء النظام الديمقراطي مستحيل ولا جدوى منه"، هذا النوع بالتحديد مما يسمى بالمقاومة له شكلان، واحد يستهدف الناس والمؤسسات والبنى الخدمية الضرورية للناس وإشاعة الفساد الإداري والجريمة كالسلب والاغتصاب والاختطاف ومن ثم طلب الفدية وما إلى ذلك من الأعمال التي تهدف أساسا إلى تيئيس الناس من جدوى التغيير واستحالته في العراق. أما الشكل الآخر من هذا الإرهاب فهو الذي يستهدف القوات المتعددة الجنسية، أو قوات الاحتلال كما يسموها.
في العموم الغالب لا يمكن التفريق بين هذين الشكلين من الإرهاب على الإطلاق، لأن من يقوم بهما أصلا هي نفس الجهات، إضافة إلى أن المستهدف في العموم الغالب هو العراقي البريء، حيث ما تسمى بالمقاومة تقتل عشرة عراقيين مقابل أمريكي واحد، أضف إلى ذلك، لماذا يقتل الجندي الأمريكي أو البريطاني بحجة المقاومة؟ مادام الجميع يجمع على أن النظام المقبور كان دمويا مجرما عنصريا وطائفيا ويحمل كل شرور الإنسان عبر التاريخ، وإن هؤلاء الجنود هم من ضحى بحياته من أجل تحرير العراقيين من هذا النظام الذي فشل الجميع بالتخلص منه. فهذا النوع من المقاومة بشكليه هو انتقام فلول نظام مهزوم ممن هزمه، ليس الأمريكان أو البريطانيين فقط، فالشعب العراقي كان له الأثر الأكبر بإسقاط النظام، حيث أن الشعب من خلال ضرباته القوية والموجعة للنظام عبر خمسة وثلاثين عام من النضال كانت قد أضعفته كثيرا، أضف إلى ذلك حقيقة أن النظام ما كان ليسقط تحت ضربات قوات التحالف لو لم يتخذ العراقيون موقف الحياد، وهذا ما يمكن أن نسميه بانتفاضة الحياد التي رافقت سقوط النظام على أيدي قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا، لذا ليس مستغربا من أن فلول النظام تنتقم اليوم من الناس ولا تعتبرهم أبرياء أو طرفا محايدا مادام هؤلاء قد ساعدوا بإسقاط نظامهم، وكذلك محاولتهم العمل على محاولة تيئيس الشعب من إمكانية بناء نظام ديمقراطي كان دائما الحلم العراقي الكبير. وهنا نكرر السؤال مرة أخرى لكن بصيغة ثانية، هل يحق لمجرم أن يدافع عن مواقع النفوذ التي فقدها من أجل أن يمارس القتل بحرية للأبرياء من الناس؟ وهل هذه الأعراف كانت موجودة تاريخيا ونحن لا نعرف بها؟
لكن يبقى في الحلق غصة، وهو وجود قوات أجنبية في البلد، إذ لا أحد يرغب بوجود قوات أجنبية على أرضه، وهذه حقيقة، لكن هذه القوات، لحد الآن، ما فتئت تقول أنها سوف ترحل بعد أن يستتب الأمر في العراق وينتهي تهديد الإرهاب، وهل يمكن اعتبار وجودها غير مرغوب به بعد أن أقر الجميع بهذه الحقيقة في مؤتمر القاهرة الشهير؟ حيث من مثل الإرهابيين في هذا المؤتمر أقر بضرورة بقاء هذه القوات حتى تنشأ ظروف موضوعية مواتية تسمح بجلاء هذه القوات وذلك بعد تأهيل القوات المسلحة العراقية بالكامل، عددا وعدة وقدرات قتالية وفق خطو متفق عليها.
أما النوع الثاني من الإرهاب، فهو الأعمال المسلحة التي تهدف أساسا إلى سلب إرادة الناس وابتزاز ولائهم بقوة السلاح والتهديد وتنفيذ التهديد في حالة خروج المرء عن طوعهم بقسوة مبالغ بها مهما كان موقعه الاجتماعي أو جنسه. هذا النوع من الإرهاب تقوم بها مليشيات مختلفة ومن أطراف متعددة، به يجبرون الناس على الانصياع لأوامرهم وتنفيذها بالكامل، ومن يخالف يدفع الثمن غاليا، كل ذلك من أجل تحقيق أهداف سياسية خبيثة. نجد هذا النوع من الإرهاب موجود في أغلب مناطق العراق، ولكن علينا أن نأخذ مثلا بالفلوجة وحديثة والقرى الحدودية مع سوريا التابعة لمدينة القائم دون سواها على أن نعود لمناقشة أشكال من هذا الإرهاب في مناطق أخرى من العراق لوجود فروقا نوعية بين المليشيات أو العصابات التي تمارسه. ففي المدن الوارد ذكرها قد أعيد نفس السيناريو تقريبا، وهو أن المليشيات دخلت لها بفضل دعم فلول نظام البعث المقبور، هذه المليشيات تتشكل من عراقيين بعثيين وآخرين من السلفيين التكفيريين من العراق ودول الجوار على رأسهم تنظيمات القاعدة، لكنها بعد أن دخلت هذه المدن جعلت منها مناطق نفوذ لهم ومعسكرات لتصدير الموت للعراق على شكل سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين يفجرون أنفسهم بين الناس ومجاميع مسلحة تقوم بجميع أعمال ما سمي بالمقاومة التي ورد ذكرها. هذه العصابات المسلحة أسست نظامها الخاص بها على غرار نظام طالبان لكن بقسوة نظام صدام وأساليبه، لتجعل منها إمارات خارجة عن القانون لا مكان للسلطة المركزية فيها. أهم أساليب هذه العصابات هو إخضاع الناس لسيطرتها واستباحة بيوتها وابتزاز دعمها لتعمل بحرية بين الناس الذين لا يجرأ أحد على الاعتراض على يقومون به. هذه المقاومة لا تتورع عن دفع المال من أجل القيام بالعمليات وضمان استمرار القيام بها، فهي مقاولة في بعض أشكالها حيث لكل عملية ثمنها حسب خطورتها أو ما تحتاجه من جهد.
أما النوع الثالث للإرهاب في العراق، فإنه يتمثل بالمليشيات التابعة للأحزاب التي تشارك بالعملية السياسية، وخصوصا تلك التي تنتشر في الجنوب وفي بغداد العاصمة، حيث بلا أدنى شك تعتبر هذه المليشيات أهم أدوات ممارسة الإرهاب، لكن بعضا من هذه المليشيات كان مرتبط بالكفاح المسلح المشروع في مرحلة التحرير، فهي في هذه الحالة مليشيا تكتسب شرعيتها من شرعية التحرير بكل أنواعه، ومنها التحرير من الأنظمة الظالمة كنظام البعث المقبور، وحين تعمل هذه المليشيات من أجل إقامة حالة من التوازن في القوى لدرء خطر الحرب الطائفية، فهي تعتبر نوعا من الدفاع عن النفس، ومن هذا المعنى تكتسب شرعيتها أيضا، لكن حين تأخذ هذه المليشيات مهمات أخرى كأن تبتز مواقف سياسية معينة من الناس من أجل مشروعها السياسي بقوة السلاح أو أن تحاول إخلاء الساحة السياسية لتخضع إلى نفوذها فقط كما يحدث مع مليشيات الإسلام السياسي في الوسط وجنوب العراق، تعتبر المليشيات في هذه الحالة أحد أدوات الإرهاب الفعالة، فهي بلا شك غير مشروعة. على سبيل المثال وليس الحصر، نجد أن بعض مليشيات الإسلام السياسي في جنوب العراق تحاول أن تقود الناس كما القطيع نحو صناديق الانتخابات للإدلاء بأصواتهم لقائمة انتخابية محددة أو تزوير صناديق الانتخابات بقوة السلاح، فهي تحاول بهذه الطرق الغير شريفة تزوير أو سلب إرادة الناس إن استطاعت لذلك سبيلا، إن هذه المليشيات دأبت على التعامل مع الناس في الجنوب بوسائل قمعية وكأنها تمتلك السلطة، وقد تأكد أن هذه المليشيات ضالعة في عمليات إرهابية بشكل مباشر كالخطف والاغتيال السياسي والقيام بعمليات عسكرية تستهدف قوات التحالف والقوات المسلحة العراقية وحتى عمليات التهريب للنفط ومشتقاته بالتعاون مع عصابات الجريمة المنظمة، هذا فضلا عن تجاوزها على الحريات الشخصية وتكميم الأفواه لمن يرفع صوته معترضا. هذا النوع من الإرهاب يبدو وكأنه غير مؤثر في الحالة العراقية حاليا، ذلك لأن الجميع يقولون أن الجنوب آمن ولا توجد به مقاومة عند الحديث عن إعادة البناء أو الاستثمار في العراق، لكن في واقع الأمر أنه كما الفايروس الفتاك، يستفحل بعد كمون ربما طويل، أي حين توفر الظروف الموضوعية، ينشط فجأة وبسرعة شديدة ليقضي على الكائن الحي بلمح البصر. إذا هو من أخبث أنواع الإرهاب المستشري في العراق حاليا ونبغي مواجهته بأقسى الوسائل لأن خطره أشد من أشكال الإرهاب التي تمارس حاليا.
لنأخذ بضعة أمثلة لمثل هذه الحالة في الجنوب، المثال الأول أحداث الديوانية الأخيرة، حيث بدأت باعتقال مدير الإذاعة المحلية في المدينة مع زوجته من قبل إحدى مليشيات الإسلام السياسي الشيعي في الجنوب، السبب هو امتناع المدير من تخصيص الإذاعة لدعايتهم الانتخابية وتجاهل الأطراف السياسية الأخرى، أما سبب اعتقال الزوجة مع المدير، فهو أنها كانت قد رفضت الزواج من أحد رجال هذه المليشيا وفضلت عليه مدير الإذاعة كزوج لها، فهو انتقام ورسالة غطرسة. لكن خروج خمسة عشر ألف متظاهرا هبوا في المدينة لإنقاذ أبنها البار مدير الإذاعة وزوجته التي لم يمضي على زواجها سوى شهر واحد، كان بمثابة الإنذار لمثل هذه المليشيات بالكف عن ممارساتها القمعية وترهيب الناس، لأن اعتقال مدير الإذاعة وزوجته كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وما هو موجود على أرض الواقع أكثر بكثير من ذلك.
دعونا نحسب كم نوع من أنواع الإرهاب في هذه القصة القصيرة جدا: أولا، هذه المليشيا ترهب الناس لكي تسلب إرادتهم باختيار ممثليهم في البرلمان والحكومة في الانتخابات القادمة، ثانيا إرهاب الناس من أجل ابتزاز مواقف شخصية تتعلق بالخصوصية للذات الإنسانية وحق حرية اختيار الشريك الزوج الذي أقرته كل الشرائع ومنها الإسلام، أما الدرس الثالث هو تهديد واضح وصريح لكل من تسول له نفسه عصيان أوامر هذه المليشيات في أي شأن من شؤونهم مهما كانت، فهو سيواجه العقاب الصارم، وربما ما هو أكثر من ذلك، أما الدرس الرابع فهو الأكثر بلاغة، حيث يعني أن القوى السياسية التي تعمل هذه المليشيا من أجلها تعتبر قوى سياسية ذات طابع شمولي لا تقبل بالشريك، وهذا هو الخطر الأكبر على مستقبل العراق، لأن بلوغ قوى سياسية من هذا النوع إلى مواقع متقدمة من السلطة من خلال تزوير أو سلب إرادة الناخب، يعني أن خطر الإجهاز على الديمقراطية أمر وارد في أي وقت مستقبلا، وذلك بعد أن تتأكد هذه القوى من سيطرتها على الأمور لتلعب أوراقها الأخيرة. هذا النوع من الإرهاب يمكن أن نستدل عليه بأمثلة أخرى في الجنوب، منها قتل الجامعية البصراوية وإرهاب الطلبة والمجتمع ككل لإجبارهم على الانصياع القسري نحو ممارسات الإسلام السياسي الجديدة ذات الطابع ألظلامي المتخلف. ولنا بضرب رئيس إتحاد الكتاب في البصرة مثال آخر، وفي الوقع هناك آلاف الأمثلة يمكن أن نسوقها عن ممارسة هذه المليشيات في الجنوب، حيث انها تسيطر على جميع مفاصل الحياة هناك مهما صغرت أو كبرت، حتى أنها تستطيع أن تفصل الجنوب عن باقي مناطق العراق في أي وقت تشاء فيما لو فشلوا بتحقيق أهدافهم من خلال آليات الديمقراطية المزيفة بفعل أسلحة المليشيات. كان آخر الجرائم البشعة التي قامت بها هذه المليشيات هي جريمة اقتحام مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة ببغداد وقتلهم لاثنين من أعضاء الحزب في محاولة يائسة لثني الحزب من القيام بدوره الريادي والوطني في العملية السياسية التاريخية وإبعاده عن جماهيره الحقيقية وهم الطبقات الكادحة المعدمة من الناس، حيث أن الغالبية العظمى من أبناء هذه المدينة الصامدة هم من هذه الشريحة الواسعة من الشعب. فقد عانى طويلا أبناء هذه المدينة من تعسف الأنظمة بأشكالها وأخيرا تعسف القوى الظلامية التي تسعى للتفرد بهذه الفئة الواسعة من الشعب ومصادرة أصواتها بقوة السلاح. إن مثل هذه الجرائم البشعة مستمرة من قبل هذه القوى الشريرة البشعة ولن تتوقف مادامت الحكومة تدعم مثل هذه المليشيات وتتستر على أعمالها الإرهابية، بل وتهب للدفاع عنها فيما لو تعرض لها منتقد. وهكذا لم يعد غريبا في العراق الذي اختلط به الحابل بالنابل أن تشارك أطراف تمارس الإرهاب وأخرى ترعى هذا النوع الإرهاب وتتستر عليه في العملية السياسية لإقامة نظام ديمقراطي في العراق، وقد شاهدنا ممثلي هذه القوى السياسية يقفون في مؤتمر القاهرة يتبارون خطابيا وكل منهم يلقي التهمة على الطرف الآخر، وهم في الواقع جميعا شركاء في جرائم الإرهاب العراقي بأشكاله المختلفة.
فهل حقا سيولد النظام الديمقراطي من رحم الإرهاب؟ وهل ستتحقق نبوءة ماركس وهيغل بولادة النقيض من رحم نقيضه حين تحدثوا عنها في الديالكتيك؟
وهكذا لا نستطيع إن نجد في العراق مقاومة شريفة فهي بلا أدنى شك تصنف على أنها إرهاب يمارس بأشكال متعددة، لذا فإن الدول التي تدعم هذه المليشيات والجهات السياسية الإرهابية هي أيضا بنفس المعنى دولا إرهابية، فمن يحاول أن يمنح النظام السوري وسام الدفاع عن القومية والمبادئ، فهو بذات المعنى يدافع عن الإرهاب، الأمر لا يختلف مع إيران أو أي نظام عربي يتدخل بالشأن العراقي بشكل سلبي، أي بمعنى دعمه للقوى الإرهابية في العراق، ولا فرق هنا بين إرهابي اليوم أو إرهابي الغد فيما لو جنح أي طرف عراقي نحو الإرهاب بتحقيق أهدافه السياسية مستقبلا.
مما تقدم في الجزئين من هذه المقالة نضع هذا التعريف الذي نجده مناسبا لوصف الإرهاب في العراق كمثل جامع على أنواع الإرهاب عالميا.
الإرهاب بمعناه السياسي هو أي فعل خارج عن الأساليب السلمية، أي الفعل المسلح أو التهديد بالسلاح أو استعمال أي شكل من أشكال التهديد الأخرى لابتزاز مواقف سياسية أو مصادرة إرادة لجماعة أو فرد من أجل تمرير أجندة سياسية، كما وإن معاقبة الإرهابي أو الجماعة الإرهابية يجب أن يعتبر من المقدسات ولا ينبغي التغافل عنه أو التراخي به، لأن ذلك يعني مشاركة في جرائم الإرهابيين، أما دعم الإرهاب من قبل أي جهة وتحت أي ظرف من الظروف فهو شراكة كاملة بالفعل الإرهابي.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار خاص حول تطورات الثروة النفطية في العراق
- ماذا بعد تفجيرات عمان الإرهابية
- الأسباب الحقيقية وراء تفجيرات عمان
- هل هي الهزيمة أمام الإرهاب؟
- رد مهني على مذكرة خبراء النفط التي تعترض على الدستور
- الدستور وحق الجنسية والمحاولات العقيمة
- المهمة المستحيلة والساسة العجزة
- علاوي هو الذي أدخلنا في قمقم سليمان يا رزاق عبود
- محاكمة آخر وأول الزمان
- الرافضة للدستور، هم الرافضة لخروج المحتل
- لا يحق للكويت منفردة تطوير حقولها الشمالية
- ميلودراما تحرير العراق من العراقيين
- لابد من وضع النقاط على الحروف
- الجوهرة المفقودة هي البديل الثالث للعراقيين
- قراءة متأنية لتصريحات علاوي في عمان
- يخطأ للمرة الثالثة والعراق يدفع الثمن
- أنا لا أدين الحيوانات المفخخة
- مهمات أمام القوى الديمقراطية في العراق
- الدستور وثيقة توحد العراق وليس العكس
- النفط في الدستور- عدالة التوزيع وأداة لوحدة الوطن


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حمزة الجواهري - مدخل للبحث عن معنى الإرهاب وأشكاله