أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرياد إبراهيم - هل سَرَقَ جبرَان خليل جبران؟














المزيد.....

هل سَرَقَ جبرَان خليل جبران؟


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5140 - 2016 / 4 / 22 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


هل سَرَقَ جبرَان خليل جبران؟

بقلم : فرياد إبراهيم

أثناء قرائتي لمؤلف النّبي للكاتب والشاعر والرسّام اللبناني-الأمريكي جبران خليل جبران تعثرت على بعض السرقات الأدبية . وفيما يلي بعض منها:
نص نثري لجبران:
"اليسَت الكأس التي تترعونها خمراً عين الكأس التي احترقت في مَوقدِ الخَزّاف؟"
يقابله نص شعري لعمر الخيّام:
وَجَامٍ يَرُوقُ الْعَقْلُ لُطْفاً وَرِقَّةً وَيَهْفُو عَلَيْهِ الْقَلْبُ مِنْ شِدَّةِ الْحُبِّ
تَفَنَّنَ خَزَّافُ الْوُجُودِ بِصُنْعِهِ وَيَكْسِرُهُ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ عَلَى التُّرْبِ
نص نثري لجبران:
" ثم أليس النّاي الذي يشجوكم بألحانه عين الخَشَبة التي حفرت السكين أحشاءّها؟"
يقابله نص شعري للشاعر الفارسي نظامي كنجوي المتوفى عام 1228 ميلادية.
(النص الأصلي باللغة الفارسية) :
بشنو أز ني جون حكايت ميكند
أز جداييها شكايت ميكند.
وترجمتي له :
أنصت الى الناي كيف يحكي قصته
ويبث شكواه من الفراق ويبكي محنته

ومن الملاحظ ان في هذا النص الشعري تشبيه تمثيل: أي صورة بصورة
( ضمنيا ): أي صورة العاشق الذي يبث شكواه لهجر الحبيب بصورة الناي الذي أُجبر على هجر موطنه: مزرعة القصب- فالنّاي عادة( أو كانت) تصنع منه. والثقوب التي حفرتها السكاكين في جسد الناي شبهت بأفواه تشدو شاكيا الم هذا الفراق .

أعود واقول قد تكون هناك علاقات تناص بين نصين، ولكن الذي حدث بين جبران والخيام وبينه وبين نظامي لهو شئ مختلف. فلو كان المستعار هو فكرة من جنس المستعار منه فيسمى هذا اقتباسا او استعارة.
فمثلا يقول أو علاء المعري المعري:
خفف الوطء فما اظن اديم الارض الا من هذه الأجساد
وبالمقابل يقول الخيام:
أجلُ عن وجهك الغبار برفق
فهو خد لكَاعب حسناء
فهنا استعارالخيام فكرة من المعري من جنس المستعار منه وهي استمرارية العالم في الأنحلال والتركيب دون انقطاع .

وان كان المستعار من عين المستعار منه وهذا الذي حدث بين جبران والشاعريين الفارسيين فيعد الأمرسرقة أدبية ( حلالا كانت أو حراما).
فلفظة خزف وكأس- لفظتان خياميتان محظتان- لم يسبق اليهما أحد- فلو استخدم جبران ألفاظا أخرى مستقاة من جنس الفكرة لكان لي نظرآخر.
وهكذا فان لفظة (ناي ) المعبّرة عن ألم الفرقة عن الموطن والخلان لهي لفظة بل ظاهرة نظامية كنجوية بحتة لم يسبقها اليها احد كما اعلم!
و ممن يقرب وجهة نظر السرقة خاصة أن جبران استخدم كلا اللفظتين ( كأس والخزّاف) معا و في نفس المكان.

وبالمناسبة ليست هذه هي المرة الاولى التي يستخدم فيها جبران اللفظتين مقترنتين. فقد فعل ذلك- في اماكن أخرى كما في ( ولأن الكأس التي يقدمها لكم وان هي حرقت شفاهكم فالطين الذي صنعت منه هو الطين الذي بلله الخزاف – النبي - باب الألم: ص 106 )

وكذلك استعار جبران خليل جبران من فريدريك نيتشة ، خلاصة رأيه في الأديان عامة. فقد كتب الفيلسوف الألماني : ( أرى أن الدين يستخدم بطريقة نفاقية مرائية ريائية. فرجال الدين ومسني الشرائع يحرمون على عامة الناس متع الحياة ومباهجها وملذاتها لا من اجل الدين ونشره وحمايته ولا من اجل نشر المحبة والطيبة والفضيلة فحسب بل لأن هؤلاء هم أنفسهم محرومون من هذه المتع والملذات أصلا لسبب أو لآخر وبسبب القيود التي فرضها عليهم معتقداتهم انفسهم ، فيجدون سعادة ومتعة حقيقية في شجب والتنديد بكل من يريد ان يحيى حياة حرة بلا أغلال ولا قيود. غيرة وحسدا.)
ويقول جبران خليل بما يشبه نظرية نيتشة:
( ما قولكم في الكسيح الذي يكره الراقصين؟
وفي الثور الذي يحسب الظبي والأيّل في الغاب من المخاليق المتشردة؟
وفي الأفعى الهرمة التي تعذر عليها نزع جلدها فباتت تعيب على غيرها من الافاعي العري وقلة الحياء؟
وفي الذي يبكر في الذهاب الى العرس حتى اذا تخم من كثرة الأكل عاد من العرس وهو يقول ان كل الولائم هَتكٌ للقانون، وكل الذين يشتركون فيها يمتهنون الشريعة؟
– البني- ترجمة ميخائيل نعيمة ص 96 )

وأجزم بأنه هناك معاني وصور اخرى استعارها جبران من شعراء وكتاب آخرين وخاصة الشاعر الأنكليزيى( وليم بليك )المتوفي قبل ولادة جبران بنصف قرن تقريبا. وربما سيصبح هذا البحث مادة لمقال لاحق.
وأعود لصياغة نظريتي توخيا للشمولية:
( لو كان المستعار من جنس المستعار منه فهو تناص أو إقتباس أو توارد الخواطر
والأفكار، ولو كان من عينه فهو سرقة).

فرياد ابراهيم



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيات القرآن على اوزان الشعر العربي
- فلسفة جبران ونيتشه والمعرّي ومهاتما غاندي في الدين
- الإسلام دين دخيل على الأمّة الكورديّة
- شَتّان ما بينَ مَسِيحيّي الشّرق و مَسِيحيّي الغّرب – الجُزء( ...
- والمَسِيحِيّوُنَ أرْحَمُ
- الأسْلامُ خَدم المَسِيحِيّين وخَذَل المُسلمِيْن
- الإسْلام كوكتيل مُشَكّل
- القَتَلة في الجَنّة
- ثلاثين يساوي ثلاثة
- وَرَبّكَ لن أكونَ عَبْدَا لكَ ولربّك يَا عَربِيّ
- وزوّجْنَاكُم بِحُورٍ عِيْن
- 14 مليون رجم بالحِجارة والشّيطان واحد
- المُرّشح (ترامب) ورَجم الشّيطَان
- مَا أجْمَلَ المَسِيحِيّة في تَسَامُحِها
- آلصِّيام عَادَة أو عِبَادَة ؟
- شِعر في القرآن من جَميعِ البُحور
- راغِب علامة إنحَازإلى السّعودي في اكس فاكتُر
- ليس الأنجيل كتابا سماويّا ولا والمَسيحُ نبيّا؟
- تصحيح أخطاء(صباح إبراهيم)
- تَوكَلتُ عَلى اللهِ رَبِّ (الحَالِمِين)


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرياد إبراهيم - هل سَرَقَ جبرَان خليل جبران؟