أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - الحوار المتمدن ومحنة الأمل الكبير















المزيد.....

الحوار المتمدن ومحنة الأمل الكبير


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 14:00
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


كل شيء يغريك فيه، تنسيقه، نوعية مواضيعه، جرأة طرحه، إخراجه، حيويته، جمال خطوطه، وكل تلك الوجوه الخيرة والنيرة من الكتّاب الذين كانوا يسكبون بسخاء لانظير له كل ماتجود به قريحتهم الغناء، ويعبرون بكل صدق، وموضوعية، وبدون مجاملة، أوطلاء عن أحزان، وأشجان، وآلام وتطلعات شعوبهم، ومواطنيهم في كل مكان، وهذا ما أكسب الحوار تلك الشعبية، وذاك الامتداد الأفقي الواسع الانتشار،والذي تفوق به على وزارات، وماكينات إعلامية حكومية يصرف عليها بدون حساب.

وكم كانت تلك المساءات بهية، وردية، ورائعة حين كان يتم تجديد صفحات الحوار المتمدن بشكل يومي، ليطل علينا بمجموعة جديدة من المقالات الرائعة، والمتنوعة، عبر كوكبة مختارة من فرسان الحرف، ورسل الكلمة، وحملة الأقلام على طول هذه الرقعة الجغرافية التي تحمل كل المتناقضات، والأوجاع، والمنغصات. وكم كان يستمتع قراء العربية بذاك الكم الهائل من المقالات والدراسات التي تتناول مختلف شؤون وقضايا العالم المعاصرة، وخاصة العربية منها، عبر رؤية علمية، يسارية، تقدمية وإنسانية. كما ساهم وإلى حد كبير في فضح كل تلك الممارسات الهمجية، والبربرية المتوحشة لأنظمة التخلف، والتعسف، والقهر، والتسلط، والاستبداد، ويعريها كما يفعل الخريف في أشجار التوت العارية الجرداء.

وكم وجد الكثير من الكتاب ضالتهم المنشودة، وفردوسهم الثقافي المفقود، ومنبرهم الحر في هذا الموقع الإنساني العلماني الرائد للتعبير عن أنفسهم وعن قضاياهم وما يجول في أعماق كل منهم من شجون وهموم تجاه أوطانهم، وقضاياهم المصيرية التي تؤرق بال الأحرار. وبدأت تلك الأصوات والأقلام التي حرمت من حق التعبير عن النفس في موطنها الأصلي، من أن تجد لها من متنفس عبر الحوار المتمدن، وتشق طريقها إلى كل بيت، وحارة، وشارع، وقلب كل إنسان في الأوطان التي ضرب حولها حصار محكم، من المدلسين، والكذابين، والأبواق، وتلك التي رفعت كل الأسوار العالية في وجه تفتح الوعي وانعتاق العقل من كوابيس التخلف، والجهل والماضي الأليم. وقد ساهم هذا الحوار الرائع، في إلقاء الضوء على الكثير من القضايا التي كانت تعتبر من التابوهات والمحرمات، بلغة عالية وراقية من النقد والتشريح العلمي المنطقي عبر مساهمة كتاب كبار تركوا بصمات حقيقية على الساحة الثقافية والفكرية في طول حقول الألغام هذه وعرضها الممتدة فقط، وما شاء الله، من الخليج اليانكي إلى المحيط الأمريكاني. كما فتح الكثير من الملفات، والممنوعات، والمخبوءات التي ضرب حولها الحصار، وحولّها فيما بعد، وبفضل المتابعة، والتطرق إليها، ومقاربتها من عدة أوجه، وبمختلف الآراء، إلى مادة مألوفة، ونوع من المسلمات الشعبية، والأحاديث العادية، التي يتداولها الشارع بشكل يومي.

وقد كان للزميل الكاتب، والصديق اللامع رزكار عقراوي، صاحب الفكرة، والمنسق العام للحوار المتمدن، مع فريق متميز من الفنيين والمحررين، الفضل الأول فيما وصل إليه الحوار من انتشار على الساحة العالمية ككل، عبر عمل تطوعي متميز تفانى فيه الجميع بإيمانهم العميق بهذه الرسالة الحضارية، والإنسانية العظيمة التي بدأت تؤتي أكلها، وتثمر وعيا، وتفتحا، وتثقيفا جماهيريا تعبويا شاملا أقض مضاجع الطغاة، وأقلق راحتهم، وفضح ممارساتهم الشنعاء على الملأ العام.

وكانت تجري عمليات تطوير يومية، نوعية، وكمية, أفقية وشاقولية على صفحة الحوار لتجعل منه زادا يوميا، ومرجعا هاما موثوقا للمثقفين، والساسة، والناس في الشارع العام، مما استرعى تدخل الأجهزة القمعية، والتسلطية المخابراتية لتعطيل هذا العمل المبدع، الملهم، والخلاق أسفر، وبكل حرقة ،وأسى عن غياب تلك الصفحة الجميلة عن أعين القراء ولفترة محدودة كما يأمل الجميع، على أمل عودة ميمونة، وإقلاع جديد يفقأ عيون الحساد، والمستبدين الطغاة أعداء البشرية، والتحرر، والحياة. ولقد كان تشفير هذا الموقع الرائد الهام من قبل دول وحكومات وجنرالات الأعراب تأكيد كبير على هذا المبلغ المرموق السامي، والمصداقية الكبيرة التي احتلها في نفوس القراء، وبمثابة وسام شرف جديد يوضع على صدر الحوار، وهذه المكانة السامية العلياء التي احتلها موقع رزكار. ولقد وضعت نظم الاستبداد هذا المشروع العملاق نصب أعينها، وجعلته هدفا تاليا لها بعد الإحكام على الشعوب والعباد، مما أدى إلى مايعانيه من محنة جعلت قمره الوضاء يغيب مؤقتا عن سماء الإنترنت.

لقد كان، وبحق، فجرا جديدا انشق عن ليل مدلهم طويل, ووعثاء مليل، وهجرة كبرى من نطاق صحافة السخافة العربية، وفقه البلاطات، ومغازلة الجلادين وأمراء الفساد، وصحافة المحظيين، والمحظيات، وإعلام التجهيل، والتطبيل، والتزمير، والسجود للأصنام، وعبادة الأوثان، وزخرفة الوجوه القبيحة كالحة السواد. وسيؤرخ لإعلام المنطقة بما بعد، وقبل ميلاد هذا الكوكب الإليكتروني الذي تخطى كل الحواجز، وقفز إلى المجرات، ليوقظ بصوته المدوي، الجريء، والمقدام كل النيام الذين أفلحت ماكينات الكذب والنفق بتخديرهم سنوات، وسنوات، وإرسالهم في سبات دهري بدون أية أحلام. إنه نواة حقيقية، ومستقبلية لصحافة جديدة، وبديلة عن صحافة الترهات، والأهازيج، والبلاطات، التي تتغنى بالأباطرة،والجنرالات،والجلادين القساة، وأبواق بالروح وبالدم نفديك أيها القائد الهمام. وسيشكل أنموذجا معتمدا لانطلاقة كبرى لإعلام حر، متحرر من شتى أنواع التسلط، والتحكم، والرقابات، وهو الإعلام الذي سيسود،حتما، في المرحلة المقبلة والجيل القادم من صحافة الإنترنت. إنه حجر الأساس، والأيقونة الرمز التي سيتمثلها كل من يفكر بإعلام جدي،ملتزم، معرفي، ورصين يقارع الظلم، ويحارب الاستبداد، ويتصدى للفساد، ويناضل من أجل مجتمعات تسودها العدالة، والمساواة، والإنسانية، والحرية، ورفاهية الإنسان. الإعلام الذي سيجسد مقولة أن الصحافة هي فعلا السلطة الرابعة، والقوة القاهرة التي لاتهزم، والتي ستقوض أعتى ممالك القهر والعذاب، وأشد الدول فتكا بالإنسان، وسيحسب الجميع له، عندئذ، ألف حساب.

نرجو، ونأمل، كما الجميع، أن يتعافى الحوار المتمدن من محنته المؤلمة متعددة الأسباب، وأن يعود إلينا سريعا، فما أبشع الأيام، والليالي الكئيبة الطوال، حين تمضي بدون أن نتمسّى بذاك المساء، وبدون أن يهل علينا وجه الحوار المتمدن المعطاء. فعد إلى قرائك، وأحبابك، وأهلك أيها الحوار الجميل، ولا تشمّت بنا "الحساد، أوالعذال"، فقد كبر الشوق، وانكسر القلب، وهام الفؤاد، وطال الانتظار.

لنتضامن، جميعا، من أجل إنقاذ مشروعنا الحر، الواعد، الجبار.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة الأخوان التاريخية
- الاستبداد هو الاستبداد
- نجوم خلف القضبان
- شدّوا الحزام
- كلاب أمريكا
- جنازة وطن
- الرسالة
- عرس الدم
- فرنسا الشمولية
- دعاء الجنرالات
- عصافير لا تطير
- ربيع سوريا الواعد
- أيه حكايةالأمراض النفسيةالماشية في البلد اليومين دول؟
- ديبلوماسية الكوارث
- كل عام وأنتم بلجنة للتحقيق
- الملاليس
- فليُسعدِ النَطْقُ إنْ لم تُسعدِ الحالُ
- إنهم يورطون الرؤساء
- سوريا العلمانية
- الغائب الأكبر


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - نضال نعيسة - الحوار المتمدن ومحنة الأمل الكبير