أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - أزمة البرلمان تمثل صراع إرادات والتفاف على أهداف الحراك الجماهيري















المزيد.....

أزمة البرلمان تمثل صراع إرادات والتفاف على أهداف الحراك الجماهيري


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حصل في مجلس النواب في الايام 12 و13و14 نيسان 2016 من احتجاج الى اعتصام الى التصويت على اقالة هيئة الرئاسة شكلت هذه الممارسة المفاجئة تعقيداً جديداً للازمة السياسية في البلد , وأضافت أزمة الى أزمات البلد المعقدة المستعصية على الحل . صورت بعض وسائل الاعلام هذا الحدث بأنه يمثل انتفاضة النواب وانه ثورة بيضاء للنواب . ولكن واقع ما يجري خلف الكواليس لا يؤكد ذلك . حيث ما يتلمسه المواطن هو الصراع على المصالح الفئوية وعلى تقاسم المنافع والاستحواذ على المواقع هو السمة المشتركة لكل الكتل السياسية المهيمنة على البرلمان . ولكن ما اصبح أكثر وضوحاًهو بروز ظاهرة صراع الارادات بين قادة الكتل السياسية , و حتى بين اطراف اقطاب التحالف الواحد وتلمس الناس صراع الارادات هذا بشكل واضح ومعلن للملئ .
ما هو معروف ان موقف البرلمان كان سلبي من الحراك الجماهيري :
الكتل البرلمانية تدرك تماماً ان تطور الحراك الجماهيري ليس في صالحهم , وكانت وجهة هذه الكتل في الغالب هو اجهاض الحراك الجماهيري , وكان لقوى اقليمية ودولية مثل ايران وامريكا لها ايضاً دور كبير في اجهاض وانهاء الحراك الجماهيري . ورغم التراجع في زخم المشتركين في الحركة الاحتجاجية الا ان مقومات استمرارها وديمومتها لا تزال قائمة وان الشيوعيين وحلفائهم في التيار المدني الديمقراطي والنشطاء في الحراك الجماهيري ومنظمات المجتمع المدني كان موقفهم واضح وصريح هو الاستمرار بالتظاهرات السلمية والعمل على اتساعها لتشمل قطاعات اوسع من المجتمع والعمل على امتداها الى الاقضية والنواحي . كان ولا يزال الحراك الجماهيري يؤرق الكتل السياسية المتحاصصة .
التطور الذي حصل في الحراك الحماهيري :
التطور الاول : هو اضرابات الطلبة في عدد من جامعات وكليات العراق ان انضمام فئات واسعة من الطلبة الى الحراك الجماهيري أعطى له زخم كبير كما اعطى له الفاعلية والحيوية والاندفاع وقوة التأثير والتفاف فئات اوسع من قطاعات الشعب حول الحراك الجماهيري .
التطور الثاني : هو دخول التيار الصدري بقوة الى الحراك الجماهيري رغم ان التيار اعطى زخم جديد وفاعل للحراك والتزم التيار بالشعارات الوطنية وبوجهة الحراك , اضافة الى انه هنالك حقيقة لا يمكن تجاوزها وهي ان قواعد التيار الصدري هم من الفقراء والكادحين والموظفين الصغار ان مصالحهم تلتقي مع اهداف الحراك الجماهيري , والخلاصة ان اشتراك التيار في الحراك هو جانب قوة للحراك وزاده زخماً وتوسعاً .
لكن المتغير المفاجئ الثالث الذي حصل : هو المهلة التي حددها السيد مقتدى الصدر وتنتهي في يوم 28-3-2016 لتشكيل حكومة تكنوقراط وشكل لجنة لهذا الغرض ودعوته للاعتصام امام المنطقة الخضراء , ثم توجه السيد مقتدى واعتصم في المنطقة الخضراء لعدة ايام . هنا تلمس الشعب بشكل واضح صراع الارادات فيما بين الكتل وتجلى ذلك في :
1- شعر نوري المالكي ان مجيئ مقتدى الصدر الى المنطقة الخضراء هو لأستهدافة , لهذا ادان المالكي اعتصام الصدر واعتبره غير قانوني وتشير المعطيات ان المالكي عزز من حمايته وحماية بيته ومكتبة .
2- الصدر ارسل رسائل لنوري المالكي فحواها ان مصيرك بات بيدي وانا الذي أقرره . كما ارسل رسائل لرئيس الوزراء و لقادة الكتل الاخرى فهموا فحواها .
3- التهديد الذي وجهه السيد مقتدى الصدر للبرلمانيين بأن يكون له حساب آخر معهم اذا لم يصوتوا على حكومة التكنوقراط , هذه الرسالة شعر من خلالها العديد من البرلمانيين بانها تمثل رسالة تهديد لهم .
في هذه الاجواء بدأ احتجاج ثم اعتصام النواب والقرار الذي اتخذوة :
كل المعطيات تؤكد ان ما حصل هو صراع ارادات بين الكتل السياسية في مجلس النواب ورغم وجود رغبات صادقة لدى عدد من النواب بالتحرر من كتلهم والاصطفاف مع الشعب , ورغم ان ممثلي التيار الصدري قاطعوا الجلسات , ولكن حصل التفاف من قبل نواب دولة القانون التي يقودها نوري المالكي , وتحول الاحتجاج الى اعتصام والى اتخاذ قرارات , الحراك الجماهيري و معه قطاعات واسعة من الشعب تدرك تماماً ان بعض نواب دولة القانون لم يكن هدفهم الاصلاح و محاربة الفساد وانهاء المحاصصة الطائفية والاثنية ولا الى انهاء الميليشيات وانما :
1- لركوب موجة الاصلاح والتغيير والالتفاف على اهداف الحراك الجماهيري .
2- يعتقدون ان الاعتصام يوفر لهم ظروف افضل ويعطي لهم رصيد شعبي بانهم قادوا الاصلاح من داخل قبة البرلمان .
3- وايضاً من أ جل ان يكون لهم دور في رسم التشكيلة الوزارية والهيئات الاخرى و الى تحسين دورهم التفاوضي والمؤثر الجديد وعودة رئيس كتلتهم نوري المالكي بقوة الى المشهد السياسي .
4- ان دولة القانون هي عرابة للمحاصصة الطائفية والاثنية والشعب يدرك ذلك , وكثير من قادتها يعرفهم الشعب هم وراء الخطاب الطائفي المتشدد وموقفهم الشوفيني المعلن من الاكراد . لكن نراهم اليوم هم يقودون الاعتصام في البرلمان .
الاستنتاجات :
1- ان الاصلاح والتغيير لا يتم بهذه الطريقة لا سيما وان الدافع لبعض البرلمانيين المعتصميين اجندات وهم قبل غيرهم يدركون ان الاصلاح والتغيير يتم من خلال تشريعات وقوانين ومن خلال تبني اهداف الحراك الجماهيري . ارى ان ما قام به نواب دولة القانون والبعض من المعتصميين من تصعيد هو الخوف من تصاعد ضغط الحراك الجماهيري , ولركوب موجة الاصلاح والتغيير وانهم استغلوا النيه الصادقة لبعض النواب والتفوا حولهم للالتفاف على اهداف الحراك الجماهيري , ولتحقيق وجهتهم باسم نواب العراق.
2- اني أرى من الناحية العملية حتى السيد مقتدى الصدر ليس جاد بأنهاء نظام المحاصصة الطائفية والاثنية , قبل اعتصامه في المنطقة الخضراء القى كلمة في ساحة التحرير مع المعتصمين, ثم بعدها اطلق ( شعارشلع قلع ) ولكن لم يقصد شلع وقلع نظام المحاصصة كان ما يقصده هو شلع وقلع اشخاص وكان يؤكد على حكومة التكنوقراط فقط . هنالك سؤال يطرح هل ان حكومة التكنوقراط تنهي نظام المحاصصة الطائفية والاثنية في العراق ؟ .
3- من هذا لم يكن للسيد مقتدى الصدر برنامج للاصلاح والتغيير كان لديه صراع مع قوى اخرى . لو كان جاد حقاً في انهاء المحاصصة الطائفية لطرح تشريع قانوني انتخابي جديد لمجلس النواب يكون فيه العراق دائرة انتخابية واحدة . هذا هو الذي ينهي المحاصصة تشريع قوانين ديمقراطية . ولو كان جاد حقاً بأنهاء نظام المحاصصة لأعلن من المنطقة الخضراء خروجه من التحالف الوطني الذي يمثل اكبر تحالف طائفي في البلد , لو اعلن ذلك لأسهم حقاً بتفكيك مرتكزات نظام المحاصصة لا سيما وان تياره لديه حوالي 40 نائب في البرلمان و بأمكانه ان يدعوا لتحالفات وطنية عابرة للطوائف . ان الذي كان يمتلك برنامج الأصلاح والتغيير هو الحراك الجماهيري , لديه برنامج واضح للاصلاح والتغيير ومطروح للشعب وجسدته الشعارات التي رفعها .
4- أرى من وجهة نظري ان بعض من قيادة الحراك الجماهيري او بعض تنسيقيات الحراك الجماهيري ارتكبت خطأ كبير فقدت فيه زمام المبادرة , الخطأ هو انها ربطت وجهة الحراك برغبة السيد مقتدى بالتوجه معه للمنطقة الخضراء , وبهذا تم اسر الحراك الجماهيري في بغداد وفقد المبادرة في تلك الفترة.
اذن السؤال هو ماذا حقق السيد مقتدى من هدف في اعتصامه في المنطقة الخضراء ؟
5- هل ستنتهي أزمة البرلمان بلقاء بين السيد مقتدى الصدر والسيد نوري المالكي او من يمثله من خلال طرف ثالث لاسيما وان هنالك اخبار تؤكد وجود السيد مقتدى في لبنان بدعوة من السيد حسن نصر الله . وهنالك اخبار بوجود المالكي وبعض الاخبار تشير بوجود ممثل عنه لعقد صفقة بينهما بوساطة السيد حسن نصر الله وتشير بعض الاخبار بوحود ممثل علي السيستاني في لبنان . ما ذا سيقول اصحاب الثورة البيضاء من البرلمانيين للشعب بعد اتفاق مقتدى ونوري المالكي او مع ممثل المالكي .
6- ان ظروف البلد الخطيرة لا تسمح بأنشطار البرلمان الى قسميين , وتوقف التشريعات وتشل الحكومة وفي حالة عدم التوصل الى حلول عقلانية , ارى ان الطرف الآخر سيتوجه الى المحكمة الاتحادية وستقول رأيها المحكمة الاتحادية .
7- ان الطرف الفاعل باتجاه مواصلة الاصلاح والتغيير وانهاء نظام المحاصصة ومحاربة الفساد واصلاح القضاء واقامة دولة المواطنة هو الحراك الجماهيري واستمرار ضغطة الجماهيري السلمي وتواصلة واتساعة ليشمل كل محافظات العراقي والاقضية والنواحي .
15-4-2016



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر العاشر مهامه وطموحات الشيوعيين العراقيين (3)
- المؤتمر العاشر مهامه وطموحات الشيوعيين العراقيين (2-3)
- المؤتمر العاشر مهامه وطموحات الشيوعيين العراقيين (1-2)
- الفاعل الاجتماعي والسياسي الجديد في العراق
- رسالة موسكو البالستية محتواها خلاصة لدروس تجرتين
- أزمة العولمة وفكرها النيوليبرالي (3-3)
- أزمة العولمة وفكرها النيوليبرالي (2-3)
- أزمة العولمة وفكرها النيوليبرالي (1-2)
- نفاق اليسار النيوليبرالي (3-3)
- نفاق اليسار النيوليبرالي (2-3)
- نفاق اليسار النيوليبرالي (1-2)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (4-4)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (3-4)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (2-3)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (1-2)
- اين تكمن عناصر قوة الحراك الجماهيري وما هي سماته
- تصريحات اودييرنو وخطط التقسيم رد عليها الشعب العراقي في انتف ...
- السياسة الخارجية لحكومة اوردكًان من الفشل الى الأضرار بمصالح ...
- الشيوعييون والعمل الجماهيري (3-3)
- استراتيجية امريكا لمواجهة داعش ما بين غموض الاهداف والادوار ...


المزيد.....




- فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين
- إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني وطهران تحذرها
- مسؤولون: الأسلحة الروسية تعزز دفاعات إيران ضد الغارات الإسرا ...
- هل يؤثر وضع تركيا الداخلي على زيارة أردوغان لواشنطن؟
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - أزمة البرلمان تمثل صراع إرادات والتفاف على أهداف الحراك الجماهيري