أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فلاح علي - الفاعل الاجتماعي والسياسي الجديد في العراق















المزيد.....

الفاعل الاجتماعي والسياسي الجديد في العراق


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 14:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ظهرفاعل اجتماعي سياسي جماهيري جديد في العراق واصبح له حضور مؤثر في المجتمع وبات من الصعب اخراجة من المعادلة , ألا وهو الحراك الجماهيري المتمثل في الاحتجاجات الجماهيرية الذي يضم فئات وطبقات من مجتمعنا العراقي ومنظمات المجتمع المدني واعلاميون ومثقفون وناشطون سياسيون وشباب من كلا الجنسيين وتيارات فكرية وسياسية منها التيار المدني الديمقراطي . هذا الفاعل الجماهيري الجديد يؤكد يوماً بعد آخر انه يهيئ بشكل ذاتي مستلزمات ديمومتة وتواصله واتساع حركته الاحتجاجية في العراق في المدن والارياف . ان الفاعل الجديد ذو التوجه الجماهيري الضاغط انه يمتلك عناصر القوة الجماهيرية ويتحلى بسمات الديمومة والنمو وتؤكد التجربة انه لن تمنعة او تكسرعزيمته اي قوة , ولا تضعفة او تحبطة حالة الخذلان التي واجهته بها الحكومة بعجزها عن مواصلة الاصلاح .ان الفاعل الجماهيي الجديد تحركة عوامل موضوعية ويسانده ويدعمه الرأي العام العراقي والاعلام وينشط سلمياً وفق الدستور الذي يعطي له الحق في النشاط السلمي .
الفاعل الاجتماعي السياسي الجديد يصعب اخراجة من المعادلة :
هذا ما اصبح يدركه الجميع ان الفاعل الجماهيري الجديد تحول الى حركة جماهيرية , وقد عقد نشطائه من عشرة محافظات اجتماعات لهم في البصرة في الايام 22و 23 /1/ 2016 ووضع وجهة له لمواصلة الاحتجاجات وزيادة زخمها وضغطها وتأثيرها,وشكلوا تجمع جماهيري باسم التجمع الشعبي للاصلاح والتغيير . وهذا ما يؤشر ان الحراك الجماهيري ظهرت منه قيادات ميدانية وسيكون اكثر تنظيماً ويمتلك رؤية ووجهة للتحرك , وهذا ما يؤهله لأمتلاك مقومات النمو والتوسع والتواصل والضغط والتأثر الجماهيري , اضافة الى عدالة مطاليبة التي ايدها ودعمها غالبية المجتمع العراقي , لا سيما ان المجتمع العراقي تعرض الى الغبن والتهميش والاستبعاد وغياب الخدمات وفقدان الامن والامان وتنامي الارهاب والفساد ومصادرة الحقوق والحريات بسبب الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية التي انتجها نظام المحاصصة الطائفية والاثنية . اضافة الى تأييد المرجعية للمطاليب وللاصلاح والتغيير . ان الفاعل السياسي الجديدفي حالة استكمال مستلزمات تفعيلة فانه ستتسع حركته ويزداد ضغطة وتأثيرة الجماهيري الدائم على سياسات الحكومة . وسيعيد التوازن لصالح مصالح الشعب والوطن . ان الطابع الشعبي للحركة الاحتجاجية يمثل سر قوتها اي دخول الشارع العراقي طرفاً قوياً في معادلة الصراع , كونه ميدان ومنطلق للحركات الاحتجاجية , وبمشاركة الريف في الحركة الاحتجاجية سيكتمل طابعها الشعبي الذي يمتلك قوة الصمود والضغط والتأثيير.
هل ستتطورالحركات الاحتجاجية من المطلبية الاقتصادية الى مطاليب سياسية :
ان الحركات الاحتجاجية بتحركها المطلبي الحالي الاقتصادي الاجتماعي عكست سمة متطورة للوعي السياسي للمجتمع العراقي , بطرح مطاليب واقعية عادلة حضيت بتأييد شعبي واسع من المجتمع ,كما ان الحركات الاحتجاجية اكدت انها حركات وطنية عابرة للطوائف والقوميات . وانه حراك سلمي يطالب بحقوق المواطن وحاجات الوطن . ورغم ان مطاليب الحراك اقتصادية الا ان بعضها يحمل سمات سياسية فرضتها ظروف العراق الاقتصادية والمالية والاجتماعية والسياسية والامنية السيئة والتي أثرت على حياة المواطنين وخلقت صعوبات امام سبل العيش الآمن الكريم , الا انه يلاحظ ان هذه المطاليب قد أزعجت الحكومة وبعض قادة الكتل المتحاصصة طائفياً , وبدأت تضغط على الحراك الجماهيري لأضعافه وانهائه حتى بدون تلبية مطاليبة التي هي تمثل مطاليب غالبية المجتمع العراقي . كان رد الحراك الجماهيري على هذه القوى المنتفعة من المحاصصة هو في استمرار الاحتجاجات وتواصلها , وهنا تكمن جسارة وشجاعة الحراك الجماهيري ونشطائه واصرارهم على مواصلة الاحتجاجات . لا سيما وان نشطاء الحراك الجماهيري عقدوا اجتماعات لهم في البصرة وشكلوا تجمع شعبي للاصلاح والتغيير رغم انه لم يكن تجمع سياسي لكنه تبنى وجهات برنامجية ارى ان بعضها ذات وجهة سياسية تكمن في الغاء نظام المحاصصة الطائفية والاثنية وسن قانون لتجريم الطائفية ومحاربة الخطاب المتطرف وتشكيل حكومة مصغرة من التكنوقراط ... الخ . وهنا سيمتلك الحراك الجماهيري امكانيات جماهيرية اوسع واعمق في المجتمع العراقي ليصبح فاعل هام في البلاد يتبنى وجهة اقتصادية اجتماعية سياسية ثقافية للاصلاح والتغيير . وهذا ما ستفرضة الظروف الموضوعية التي يمر بها البلد والتي ستكون لصالح الحراك الجماهيري وهذا ان تحقق فأنه يمثل تطور في حركة ونشاط الحراك الجماهيري .
الاستنتاجات :
1- ما اكدته تجارب العديد من البلدان ومنها التجربة التونسية والمصرية ان الاحتجاجات تبدأ عادتاً بمطاليب ذات طبيعة اقتصادية اجتماعية وفي حالة عدم تلبيتها اواستخدام العنف لأنهائها , اكدت هذه التجارب على عدم استسلامها للماطلة والعنف , وانمايزداد ضغطها ويتسع حجمها وتتضح رؤيتها لهذا تلجأ الى الضغط الاوسع ذات الطبيعة السياسية الجماهيرية والاعلامية, كما اكدت التجارب ان الراي العام في المجتمع وقف ويقف مع حركاته الاحتجاجية الجماهيرية لأن مطاليبها عادلة . هل العراق استثناء ام سيحصل هذا التطور في الحركات الاحتجاجية في العراق ويتحول الى هبه شعبية سلمية من اجل تلبية المطاليب وتحقيق الاصلاح والتغيير؟
2- الحراك الجماهيري لا يهدف الى اسقاط الحكومة بقدر ما انه يريد التعاون مع الحكومة من اجل مواصلة الاصلاح واحداث التغيير, ولكن يلاحظ ان هنالك هجوم عنيف من قبل القوى الطائفية المعادية للتغيير والاصلاح , تلجأ الى الضغط والمناورة والافتراء والتشوية وحتى التلويح باستخدام العنف من اجل انهاء الحراك الجماهيري , وعلى القوى المعادية للاصلاح والتغيير ان تجيب على سؤال لماذا حصل هذا الحراك الجماهيري ؟
3- الحكومة العراقية تدرك تماماً ان الحراك الجماهيري حمل هموم الشعب وحاجاته وبلورها بمطاليب عادلة الحكمة والموقف الوطني يفرضان على الحكومة العراقية ان ترد الجميل للحركات الاحتجاجية وتلبي مطاليبها التي تمثل مطاليب غالبية الشعب العراقي وان تمد جسور العلاقة معها .
4-ارى ان المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني سيكون دعمها اكبر من السابق للحراك الجماهيري , وستكون اكثر قرباً وتواصلاً مع الشعب وحركاته الاحتجاجية , لاسيما ان رئيس الوزراء خذل المرجعية الدينية وفوت فرصة دعم المرجعية والشعب له هذا اولاً وثانياً ادراك المرجعية ان نظام المحاصصة الطائفية نظام غير صالح لشعبنا المتعدد القوميات والاديان والافكار والتيارات السياسية . لا سيما ان نظام المحاصصة الطائفية وافق على فتح مكتب في النجف لممثل على خامنئي ولي الفقية , وهذه خطوة غير موفقة من نظام المحاصصة الطائفية , لأنها تدرك ان الشعب العراقي يعرف جيداً ان مرجعية السيد السيستاني ليس مع ولاية الفقية , وقد يلجأ المكتب الى العمل على اضعاف دور المرجعية , ويحتمل ان يقوم بمهام عديدة منها ذات طبيعة فكرية آيدلوجية هو التبشير لولاية الفقيه في العراق وهذا ما يرفضة الشعب وترفضة مرجعية السيد علي السيستاني وما يرفضة الدستور العراقي , وثالثاً لأجل ان تقوم المرجعية بدورها تجاه الشعب وما يتطلبه منها من محاربة الفساد والارهاب ونقص الخدمات وغياب العدل والتجاوز على الحقوق والحريات , من هنا ارى سيكون دور المرجعية اكبر في الضغط على رئيس الوزراء لمواصلة الاصلاح والتغيير .
5- ان نجاح الحركات الاحتجاجية المدعومة من الشعب والمرجعية في مواصلة ضغطها الجماهيري السلمي على الحكومة لتلبية المطاليب العادلة ستسحب البساط من القوى الطائفية المتشددة المعادية للاصلاح والتغيير وتضعفها لا سيما بعد اصلاح القضاء , والبلد بحاجة الى هذه الخطوة الوطنية , وهذه خطوة هامة لأنهاء نظام المحاصصة الطائفية .
6- ارى ان الحراك الجماهيري لا يهدف الى اضعاف الحكومة او الاضرار بالدولة كما تدعي بعض القوى الطائفية المعادية للحركات الاحتجاجية وللاصلاح والتغيير , وانما يعمل على التعاون مع الحكومة من اجل انهاء ازمات البلد , والقضاء على الفساد والارهاب وانهاء التطرف والفوضى وتعزيز الوحدة الوطنية والسلم الاهلي وتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء دولة المواطنه الدولة المدنية الديمقراطية . وهذا هو لصالح الوطن وبأنهاء نظام المحاصصة الطائفية سيضع حداً للتدخلات الاقليمية في الشأن الداخلي العراقي ,وسيكون بمقدورالعراق الديمقراطي تغيير معادلة التوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط لصالح مصالح شعوبها واوطانها نظراً للدورالذي سيلعبه العراق الديمقراطي في الحفاظ على الامن والسلام في المنطقة .
7- رغم صعوبة مهمة انهاء نظام المحاصصة الطائفية والاثنية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية في العراق , الا انه يلاحظ وما تؤكده المعطيات في العراق اليوم بعد ان بدأ الحراك الجماهيري بأحتجاجاته فان تعاطف الناس مع نظام المحاصصة الطائفية والاثنية بدأ يقل ويتلاشا . وهذا هو مفتاح الحل لكل أزمات البلد الذي يكمن في تواصل الحركات الاحتجاجية السلمية وتطويرها واتساعها وزيادة حجمها وتنامي فاعلية ضغطها وتأثيرها على سياسات الحكومة , والا سيبقى نظام المحاصصة معمر في البلاد ويحل الخراب والدمار لا بديل الا بمواصلة الحركات الاحتجاجية السلمية وتحقيق المطاليب ومواصلة الاصلاح والتغيير .
25-1-2016



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة موسكو البالستية محتواها خلاصة لدروس تجرتين
- أزمة العولمة وفكرها النيوليبرالي (3-3)
- أزمة العولمة وفكرها النيوليبرالي (2-3)
- أزمة العولمة وفكرها النيوليبرالي (1-2)
- نفاق اليسار النيوليبرالي (3-3)
- نفاق اليسار النيوليبرالي (2-3)
- نفاق اليسار النيوليبرالي (1-2)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (4-4)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (3-4)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (2-3)
- السلفية الجديدة والنيوليبرالية وجهان لعملة واحدة (1-2)
- اين تكمن عناصر قوة الحراك الجماهيري وما هي سماته
- تصريحات اودييرنو وخطط التقسيم رد عليها الشعب العراقي في انتف ...
- السياسة الخارجية لحكومة اوردكًان من الفشل الى الأضرار بمصالح ...
- الشيوعييون والعمل الجماهيري (3-3)
- استراتيجية امريكا لمواجهة داعش ما بين غموض الاهداف والادوار ...
- استراتيجية امريكا لمواجهة داعش ما بين غموض الاهداف والادوار ...
- استراتيجية امريكا لمواجهة داعش مابين غموض الاهداف والادوار و ...
- استراتيجية امريكا لمواجهة داعش ما بين غموض الاهداف والادوار ...
- من صنع ظاهرة داعش ودولتها المزعومة


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فلاح علي - الفاعل الاجتماعي والسياسي الجديد في العراق