أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلاح علي - استراتيجية امريكا لمواجهة داعش ما بين غموض الاهداف والادوار والبحث عن المصالح (1-2)















المزيد.....

استراتيجية امريكا لمواجهة داعش ما بين غموض الاهداف والادوار والبحث عن المصالح (1-2)


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 15:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لمواجهة خطر داعش ومشروعها الارهابي الاجرامي الذي يحمل الموت للجميع , والمعادي للاديان والقوميات وللتيارات الفكرية و السياسية ولكل الحضارات وللعلم والمعرفة والثقافة والحقوق والحريات والقيم الانسانية وكل ما هو يتعارض مع آيدلوجيتها الاجرامية , رحب شعبنا العراقي بأي دعم اممي نزيه لتمكينه من مواجهة خطر داعش ولمساعدة وانقاذ المتضررين من اجرامها . جاءت الاستراتيجية الامريكية التي اعلنها الرئيس الامريكي باراك اوباما في 11/ ايلول 2014 لمواجهة الارهاب , صورها الاعلام انها تصب في هذا الاتجاه وفي الظرف الذي يحتاجة شعبنا لمواجهة ارهاب داعش , وشكلت الولايات المتحدة تحالف دولي من اجل تنفيذ الاستراتيجية لمواجهة داعش . اني هنا لا أقلل من الاستراتيجية ومن دورالتحالف الدولي لمواجهة داعش. ولكن على ضوء قراءتي المعمقة والدقيقة للاستراتيجية أثارت لديه العديد من التساؤلات لا سيما بعد معرفة طبيعة التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة , و ما نشاهده من تطبيقات عملية لها المتمثل بالقصف الجوي , من هذا الاختبار العملي والقراءة المعمقة ذات البعد للاستراتيجية , يكون بمقدوركل كاتب وباحث وخبير استراتيجي وناشط سياسي بأن يخرج باستنتاجات عن الاستراتيجية الامريكية وعن طبيعة التحالف الذي تشكل لتنفيذها . من وجهة نظري ان دراستي للاستراتيجية ولمعاينتها على الارض ومن طبيعة تحالفاتها أوصلتني الى الاستنتاجات التالية :
1-وجدت فيها من حيث طبيعة التحالف الدولي والاقليمي لمواجهة الارهاب المتمثل بداعش وجبهة النصرة هنالك تناقض في الادوار حيث بعض دول التحالف اسهمت بشكل مباشر وغير مباشر في دعم جبهة النصرة والتطرف وداعش وظهورها كقوة في المنطقة , وهذه الدول هي نفسها الآن دخلت في تحالف لمحاربة داعش .
2- هنالك عدم وضوح في الاهداف البعيدة لهذه الاستراتيجية , وعدم الوضوح يكمن من خلال رصد سلوك الولايات المتحدة وحلفائها الاقلميين طيلة سنوات الازمة في سورية , ودورهم في تعميق الازمة ونمو الحركات المتطرفة مثل جبهة النصرة والجبهة الاسلامية وجند الاسلام وداعش .
3- وارتباطاً بطبيعة التحالف الدولي نجد ان الولايات المتحدة الامريكية استبعدت دول مهمه في ضمها للتحالف لمحاربة الارهاب ومن هذه الدول هي روسيا والصين وايران وسورية . لهذا جاءت الاستراتيجية محملة بالاجندات الامريكية في المنطقة والمسك بملفاتها , لذا ارى ان القراءة الدقيقة المعمقة للاستراتيجية تؤشر الى ان الولايات المتحدة تهدف من استراتيجيتها هذه الى الاستثمار السياسي لظاهرة داعش من هذا نجد في الاستراتيجية الامريكية هنالك عدم وضوح في الاهداف .
4- مضت عدت اسابيع من الاختبارات العملية على الارض للأستراتيجية الامريكية من خلال القصف الجوي لمواقع داعش في العراق وسورية بأستثناء منطقة اربيل , يشاهد العالم اجمع رغم استمرار القصف الجوي الا انه لا يؤثر على تمدد داعش وانتشارها ما بين سورية والعراق حيث تزداد مساحات سيطرت التنظيم في العراق وهجومها على محافظة الرمادي الآن لغرض السيطرة عليها , وقد يكون توجهها القادم نحو بغداد من خلال عامرية الفوجة وجرف الصخر , فيما اذا تمكنت من السيطرة على الرمادي وهذا احتمال , وعلى الغالب سيكون صعب بالنسبه لداعش وسيتم دحرها في مدينة الرمادي وتطهيرها من هذه العصابات المجرمة , لكن الملاحظ ان داعش الآن في ظل القصف الجوي تتمدد وتهدد مدن في العراق . وعلى الساحة السورية حيث انها تواصل هجومها على مدينة كوبوني الكوردية المحاذية للحدود التركية , والغريب في الامر ان امدادات داعش من الارهابيين ودبابات وآليات ومدافع وصلت من مناطق سورية الرقة والحلب وغيرهما الى بلدة كوبوني تحت مرأى الاقمار الصناعية لأمريكا ودول التحالف , والاكثر غرابة ان تركيا هي احد دول التحالف وحسب ما نقلت وكالات انباء منعت وصول امدادات عسكرية للمقاتلين الاكراد ربما كانت قادمة من ايران او كوردستان العراق او حزب العمال التركي .
تساؤلات تفرض نفسها على مصداقية الاستراتيجية في محاربة داعش:
هنالك العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام تحوم حول مصداقية الاستراتيجية الامريكية , هل هي حقاً بهذه الاجندة وبهذا التحالف تهدف الى القضاء على داعش وانهائها ام تحجيمها فقط؟ اني ارى ان كل من يقرأ هذه الاستراتيجية بعمق وبقراءة ذات بعد استراتيجي , وكل من تابع ادوار دول التحالف الحالي خلال الازمة السورية تثار لديه عدد من الاسئلة حولها ومن هذه الاسئلة من وجهة نظري هي :
1-من الناحية التاريخية :
ان داعش قد استباحت مدينة الرقة السورية قبل حوالي ثلاث سنوات وقطعت رؤوس مواطنيين في احد ساحات الرقة بالجملة وجلدت البعض امام حشود الجماهير , وفرضت قوانينها اللاانسانية لقمع وارهاب النساء والشباب ليس فقط في الرقة ولكن في المناطق الاخرى التي سيطرت عليها في ارياف ادلب وحلب والحسكة .... الخ . نجد ان امريكا كانت خلال هذه الفترة الطويلة تتفرج على اجرام داعش , ولم تحرك ساكناً ولم تصدر بيان ادانة لا هي ولا حلفائها تركيا والسعودية وقطر . ثم بعد ذلك استولت داعش على مدينة الموصل في يوم 10-6- 2004 وتمددت باتجاه تكريت وكركوك والرمادي وديالى وشهد العالم ماقامت به من جرائم بشعة بحق المسيحيين والازيدية والتركمات والاكراد والشبك والعرب في دشت الموصل وسنجار وفي آمرلي والمناطق الاخرى, لم تتحرك امريكا ضد داعش وحلفائها وكانوا متفرجيين وبعضهم لم يصدر بيان ادانة لداعش أوتضامن مع الشعب العراقي .
اذن متى تحركت امريكا ضد داعش ؟
المتابع السياسي يعرف جيداً ان امريكا تحركت عندما حصل حدثيين وهما :
1-الحدث الاول : عندما تقدمت داعش باتجاه اربيل ووصلت مسافة حوالي 30 كم , من وجهة نظري ارى ان الشعب الكوردي والبيشمركًا الابطال قادران على دحر داعش , وبلا شك بالوحدة الوطنية الصلدة وبمشاركة الجيش العراقي والتضامن الاممي النزية . لكن ارى ان الذي حرك امريكا بشكل سريع ضد داعش هو مصالحها وليس الخوف على الشعب الكوردي من ارهاب واجرام داعش وخطرها على شعوب المنطقة حيث لأمريكا استثمارات في حقول نفط كوردستان وتوجد شركات نفط امريكية وغربية اضافة الى المئات من رعاياها العامليين في الشركات او في مجالات اخرى ولديها قنصلية اضافة الى رعايا دول غربية اخرى . فهي تحركت للدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها .
2- الحدث الثاني : هو قيام داعش في سورية بقطع رؤوس رهينتيين امريكيتيين , هذا الحدث فرض على امريكا التحرك السريع لحماية رعاياها . وأخذت بهذا التحرك ردود الفعل الداخلية لشعبها والخارجية بحكم كونها دولة عظمى لا بد من فرض هيبتها وقوتها .اذن لماذا لم تتحرك امريكا ضد داعش عندما كانت ولا تزال تقطع الرؤوس علناً في احد ساحات الرقة ؟ اليست هذه الجرائم لا تشكل خطر على مصالح امريكا ؟ والتي هي المتاجر الاول في العالم بحقوق الانسان والديمقراطية ومحاربة الارهاب , لماذا لم تصدر حتى بيان ادانة ضدها ؟ونفس الشيئ بالنسبه لبريطانيا تحركت بعد قطع راس مواطن بريطاني رغم موقف البرلمان البريطاني الرافض للاشتراك في الحرب في سورية .
2- من الناحية الجيوسياسية :
لا يخفى على احد بوجود صراع جيوسياسي في منطقة الشرق الاوسط بين اطراف دولية هي روسيا والصين من جانب وبعض الدول وامريكا وبعض دول الناتو من جانب آخر . وما بين دول اقليمية ايران والسعودية وقطر وتركيا وبعض دول المنطقة , وما الازمة السورية واللبنانية والعراقية الا هو تجسيد عملي لهذا الصراع . من هذا نرى ان الاستراتيجية الامريكية لمحاربة داعش استثنت من دخول التحالف عدد من الدول منها روسيا والصين على سبيل المثال وايران وسورية , وهذه الدول هي المعنية بمحاربة الارهاب وهي ايضاً متضرره منه . وهذا الاستبعاد ما يؤكده الواقع من وجهة نظري ان الولايات المتحدة الامريكية وكأنها تريد محاسبة هذه الدول وانها ربطت بين ملف مكافحة الارهاب وملفات اخرى منها ملف الازمة الاوكرانية والازمة السورية وهذا هو احد الاسباب الاساسية لأستبعاد روسيا والصين . وبالنسبه لأيران ان امريكا تعتبر ايران طرف في صراع اقليمي اضافة الى مشروعها النووي . وان استبعاد سورية وهي طرف اساسي في التنسيق معها لمحاربة الارهاب هو الخشية من ان هذا التنسيق يقوي النظام ويحصل على الشرعية من وجهة نظر امريكا وبعض دول التحالف . من هنا تثار علامات استفهام حول الاستراتيجية وواحدة من علامات الاستفهام ان الولايات المتحدة الامريكية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة تحظى باولوية فهي بهذه الاستراتيجية تهدف الى الاستثمار السياسي لداعش .
هنا تثار تساؤلات اخرى مشروعه :
التساؤل الاول : هل ان امريكا باسبعادها لروسيا والصين في التحالف لمحاربة داعش قد ادركت تماماً ان التعددية القطبية هي قائمة الآن فعلاً في العلاقات الدولية وفي توازن القوى ؟ وبهذا فهي تستبق الامور لتقاسم مناطق النفوذ لتكون منطقة الشرق الاوسط الساخنه هي من مناطق نفوذها .
التساؤل الثاني : هل ان امريكا من خلال توظيفها لظاهرة داعش قد بدأت تشعر ان الظروف مؤاتية للبدأ بأقامة مشروع الشرق الاوسط الجديد ؟ اني ارى ان الفوضى العارمة الآن في منطقة الشرق الاوسط وتعقد ازماته السياسية ان لأمريكا وحلفائها دور فيها بسبب مصالحها وصراعهما الجيوسياسي مع قوى دولية واقليمية اخرى .هذه مجرد تساؤلات بحاجة الى دراسة وتبقى تساؤلات مشروعة طالما ان الاهداف النهائية للاستراتيجية الامريكية لمحاربة داعش غير واضحة او غير معلنة .
(يتبع)
14-10-2014



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صنع ظاهرة داعش ودولتها المزعومة
- رسالة الى التحالف الوطني
- نظام المحاصصة مدمر للوطن ومنتج للأسلام السياسي الامريكي
- الشيوعيون والعمل الجماهيري (2-3)
- الشيوعييون والعمل الجماهيري (1)
- وطنُ حرً وشعبُ سعيد
- الرد الروسي في أزمة اوكرانيا يعيد سيناريو الأزمة مع جورجيا
- تعثر مفاوضات جنيف 2 لايعني فشل الحل السياسي (2-2)
- تعثر مفاوضات جنيف2 لايعني فشل الحل السياسي (1-2)
- اليسار العراقي وآفاق وحدة العمل والنشاط المشترك
- عشرة ايام هزت العالم وغيرتهُ وعشرة سنوات هزت العراق ولم تؤسس ...
- الدور الروسي في اقامة التوازنات الاقليمية الجديدة
- فتاوي القتل والتكفير ينتجها اصحاب الضمائر الميتة (2)
- فتاوي القتل والتكفير ينتجها اصحاب الضمائر الميتة
- تحالفات التيار الديمقراطي الى اين
- حل الأزمة السياسية في سورية على ضوء نتائج لقاء بوتين وأوباما
- العدوان الاسرائيلي وآليات تغيير قواعد اللعبة في الازمة السيا ...
- رؤية حول النتائج التي حصل عليها التيار الديمقراطي في انتخابا ...
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
- خيار الحل السلمي للأزمة السورية لا يلبي مصالح امريكا وبعض دو ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلاح علي - استراتيجية امريكا لمواجهة داعش ما بين غموض الاهداف والادوار والبحث عن المصالح (1-2)