أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - العراق الجديد.. صور ما قبل الأنتخابات














المزيد.....

العراق الجديد.. صور ما قبل الأنتخابات


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1388 - 2005 / 11 / 24 - 20:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


• صورة رقم (1):
حين ترجل من باص الأجرة لم يكن الرجل الذي كان جالساً بقربي قبل لحظات يعرف أنه سيتوقف عند اللافتة الكبيرة التي تمتد من أقصى اليسار الى أقصى اليمين من الشارع المزدحم..شاهدته يقف مبهوراً أمام السطرين المكتوبين باللون الأخضر..من نظراته عرفت انه لا يفقه منها شيئاً..وعندما اقتربت منه رايته يمسح لحيته بيده التي بدت مثل جذع يابس..
قال لي: هل تقرأ لي ما مكتوب؟
قلت: انها دعوة لانتخاب قائمة.....
قال: أية قائمة..؟
قلت: قائمة لكيان سياسي..
قال: وما هو الكيان السياسي؟
قلت: هو مجموعة من الشخصيات الوطنية التي تقدم نفسها للناس من اجل خدمتهم..
قال: هل اصدق كلامك؟
قلت: لِمَ لا تصدقه؟
قال: أهناك من يخدم الناس في هذا البلد؟
قلت: كثيرون يريدون خدمة الناس ونحن نضع ثقتنا بهم..
قال: لم اسمع كلاماً مثل الذي تقول لقد عشت حياتي مثل بقرة حلوب كل أصابع المسؤولين تحلب بي حتى وأنا أطالب بحقوقي..
قلت: ذاك زمان يا عم إنسه وامنح نفسك فرصة العيش من جديد..
قال مبتسماً: أنظر الى هذه.. معاملة تعويض الأرض التي سلبها صدام مني وخربها، للآن لم يمنحني احد حقي وتريدهم يخدمونني اليوم..
قلت بعد ان وضعني في إحراج شديد: انتظر الحكومة القادمة..
قال ضاحكاً هذه المرة: أية حكومة؟ منذ ان سقط صدام والناس يقولون لي انتظر الحكومة الجديدة.. أين هي الحكومة الجديدة؟
قلت: هي قادمة يا عم.. عليك بالصبر.. ستكون هناك حكومة ودستور دائم وأعمال بناء وسترى العراق جنة الله على الأرض..
هزّ يديه ساخراً مني وقال: عيش يا ............!!
• صورة رقم (2):
كل المدينة تشير الى الانتخابات في العراق، الشوارع والساحات، جدران المدارس والبيوت.. كلها تشير الى العملية الديمقراطية القادمة.. ولكي يفسح الأب (س) مجالاً لعائلته في أن تجتمع في يوم الانتخابات أرسل بطلب ولده المهجّر الى إيران، وعاد الولد مثل كل الأبناء الذين عادوا، عاد بطريقة مشروعة جداً، حاملاً كل أوراقه الرسمية على أمل أن يلتقي بأبيه وأمه وأخوته، وأن يلتقي العراق الكبير بصدره الرحب.. ولكن.. لم يصل (الولد) الى بيته بعد وصوله الى مخفر الشلامجة انما كان ضيفاً لستة أيام في احد سجون المدينة بحجة التأكد من هويته وصدور أمر القاضي بإخلاء سبيله..
الولد قال لي: كنت أظن أن العراق سيأخذني بالأحضان لكنه أخذني بالقضبان!!
قال أبوه: لقد كانت معاملتهم معه جيدة جداً.
• صورة رقم (3):
سألني صديق وقد ظهر انه حائر بصدد آلية الإنتخاب.. كيف سيتم أجراؤها، ومن سينتخب؟.. قلت له: عليك أولاً أن تقرا كل الأسماء الموجودة في قوائم الإنتخابات.. كل الكيانات السياسية وأسماء المستقلين.. عليك ان تتأكد من كل الشخصيات الوطنية وان تقتنع بمن تريده سنداً لك وهم كثيرون.. وعليك أيضاً ان تعرف رقم القائمة التي ينضوي تحت لوائها الشخص الذي اخترته وفي يوم الأنتخاب عليك أن تؤشر القائمة بإشارة واحدة لا اثنتين ودون شطب أو مسح فبذلك ستكون قد أديت دورك الوطني الذي نأمل ان يكون ايجابياً..
• صورة أخيرة:
صوتك مستقبل.. هذا ما نسمعه اليوم ونتمنى أن يكون لهذا الصوت دوياً في المستقبل وأن يكون هو الآخر مؤسساً لمجتمع مدني خالٍ من الإرهاب والاعتداء والبغضاء والتناحر والخال وابن أخته.. نأمل أن يكون عراقنا دون تدخلات من الأصدقاء والأشقاء جيراناً أو بعيدين.. ونأمل كذلك أن تبدأ حملة البناء الحقيقي الجاد البعيد عن الربح لحساب هذا او ذاك فيكفينا ان يربح العراق في معركته الديمقراطية.
(العراق- البصرة)



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة البصرة.. عصر ما بعد الديكتاتورية
- مطابع البصرة ما بين شانكرلآل والريزوغراف
- حقوق الإنسان في العراق هل تحتاج الى وزارة؟
- الطفل العراقي ميمون المالكي ما زال مفقوداً
- الدستور العراقي والمال العام


المزيد.....




- مع نظيريه السعودي والأردني.. ماذا قال بلينكن عن اتفاق وقف إط ...
- تفاصيل العرض المطروح على الطاولة لوقف إطلاق النار في غزة
- ألمانيا - تعثر حزب البديل الشعبوي قبيل الانتخابات الأوروبية ...
- بتقنيات يابانية.. يمكنك إنقاص وزنك بطريقة بسيطة وغير مرهقة
- بوريل: يجب تفادي المعايير المزدوجة إزاء الوضع في غزة وقرار ا ...
- ماسك يعتزم استضافة ترامب في لقاء افتراضي عبر -إكس-
- كارلسون: أوكرانيا قد تختفي خلال الخمسين سنة القادمة
- برلمانية مصرية: ارحموا الشعب.. نرفض زيادة أسعار الكهرباء
- ابتسامته -الشريرة- هي كل ما يريده الناخبون .. بايدن يتعرض لل ...
- لبنان.. الجيش يفشل مخططا لاستهداف أحد مراكزه ويقبض على 8 مؤي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم العامري - العراق الجديد.. صور ما قبل الأنتخابات