أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - إرادة الموت














المزيد.....

إرادة الموت


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 21:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت استغرب كيف آلت وضع الشعوب العربية الى ما آلت اليه اليوم من هدر في طاقة الإنسان لديها ؟
وكيف حملت نفوسهم على هذا القدر من السكينة والرضوخ ؟
وكيف حملت عقولهم هذا الكم الهائل من التشويش والتو هان ؟
وكيف رضخت آذانهم لصممها وكفّت عن السماع ؟
وكيف تقبلت السنتهم صمتها دون أي اعتراض؟
وكيف اضمحل الحس المرهف هكذا والذي هو يُعتبر بوصلة عقل الإنسان ومكمّلا له ؟
لكن بعد البحث والتأمل والتفكير وجدت بأن لا غرابة لكل ما يحدث , فهو ذاته الجهل والتغييب الذي يعمي البصيرة ,ويقتل الاحساس ,ويصم ألآذان , ويقطع الألسن ويقلب الموازين رأساً على عقب ..

ليصبح القهر مبعثاً للفرح ..
والكراهية ملئت النفوس وفاحت رائحتها ولديهم عدد لا يحصى من التبريرات لها لتكون مبعثاً للفخر ومجلباً للخير..
والقناعة كنز لا يفنى حيث اتقنوا القناعة ورفعوا شعارها منذ طفولتهم..
فصاروا يفتخرون بقناعتهم ,ومن يقنع بحاله فيكون من الصالحين الأبرار ..
والسكوت على الظلم هو من صفات المؤمنين , فإن باتوا مظلومين أفضل لديهم من ان يبيتوا ظالمين ..
فلا خيار وسط لديهم , فأما مظلومين وأما ظالمين ..حيث العدل صار ضرب من الخيال ..
والبعض تطور حاله لتكون السرقة لديه من شيم الأبطال ..
ولا أمان لهم مع المعرفة كونها تجلب المتاعب لعقولهم التي ارتاحت وتعوّدت الخدر ,فعشقوا السكينة واستراحة العقل لكونها مبعثاً للأمان حيث تعوّدوا الرضوخ بها , ولم يكتفوا بهذا بل حسدوا انفسهم عليها كونها اعطتهم تلك الغبطة والسرور ..
وانتهوا إلى إن الشك يأتيهم بالمتاعب ويفسح المجال للشياطين الكامنة في عقولهم..
ومن يرغب بالحياة الحقيقية صنّفوه من المغضوب عليهم..
أما لو رضخ لقطيعهم وقتل إنسانيته فسيكون من المؤمنين الصالحين..
فانعدمت الإنسانية التي تحترم عقل الإنسان وتعطيه كل الحق في التفكير الحر دون أي قيود ..
حيث لا وجود لعقل مبدع مع القيود ,ولا قيود مع العقل المبدع..
لكن بفعل القهر والكبت والسكينة والأمان الزائف والترهل والقناعة المميتة مات الإنسان الذي توهم بأنه قد عرف سُبل الإيمان ..
كون .. لا ايمان حقيقي مع وجود الثواب ووجود العقاب ..
مع المكافئة ومع العصا لمن عصا ..
فسجنوا بالعصا عقله في ما بين الجدران..
ومع تعوّد الطمع والاعتراف به غاب الإيمان..
وبالعقاب وبأنواع التخويف لتشمل جميع الألوان..
غاب الإنسان وانضم لقطيع الخرفان..

هكذا تاهت الموازين وانقلبت المقاييس..
بعد ان تعلم الإنسان الخوف من العقاب ومن الحياة منذ طفولته ..
ويكبر هو ويبدأ بالإبداع..
إبداعه ليس للحياة ..
ولكنه بالموت يحيا ويبدع .. ومن ثم يبدأ يتفنن بالكيفية التي سيموت بها..
هكذا يكون فن الموت والإبداع بطرقه..
ويجد لنفسه الف تبريرا وتبرير للهفته وانتظاره للموت عندما يكبر..
حيث تعلّم من الخوف فن الموت وابتداع احسن الطرق له..
بلهفة لا تقل عن لهفته للحياة في طفولته ..
ويكبر ويحيط به اليأس ,يأس من حياة صارت لا تمت بصلة للحياة ..
يأس من أن يحيا حياته كما يجب ان تكون الحياة..
ويكبر وتكبر معه هواجسه , هاجس الموت, وهاجس الخوف من الحياة..
فتعلو إرادة الموت لديه بعد أن شّكلت نهجا سائدا ومألوفا لديه بدلا من إرادة الحياة ..
فالحياة ستكون لديه مجرد حدث طارئ وامتحان لصبره ,وعليه أن يتقبل ويرضى عن حياته فهي محطة انتظار للموت ليس إلا..
دون دراية منه ,سيبدع ويتفنن بقتل ذاته ..
بعد أن توقف التفكير لديه ..
فلِما يفكر ويجهد نفسه ليرتقي بحياته وهو الذي ضمن الخلود بعد موته ,في عقله اللاواعي ..
وإن فكّر بالرقي فلن يكون لأجل الحياة بل هو بانتظار مكافئته في ما بعد الحياة ..
ويستمر على هذا المنوال ولهفته وانتظاره للموت يكبران ..
فهل يستطيع أن يحيا الإنسان حياته دون تفكير ودون خلق للجديد؟
هل يجد طريقا للإبداع مع قناعته بان هناك اسئلة محرّمة وأفكارا ممنوعة ..

فلنطلق العنان لأفكارنا تسبح في فضاءها
ولنطلق لعقولنا حرية الشك بكل ما رضعناه في طفولتنا من أفكار بالية في زمن كنّا فيه صفحات بيضاء , لكن سوّدتها تلك المفاهيم الموروثة
لنفتح أبواب المحظور والمسكوت عنه
ولتكن المحرّمات هي كل ما نقوم به دون اقتناع ولا إرادة منّا

وعلينا ان نتذكر بأن الموت هو الدافع للحياة , نتذكره كلما شعرنا بأننا بحاجة للشعور بالحياة
لا لأجل أن نسكن به وتسكن حياتنا سكون الأموات
بل لأجل ان نزهو بحياتنا ونرتقي بها , كونها سوف لن تتكرر لو خسرناها



دمتم بوعيكم سالمين
~~~~~~~~~~~~ِِ~



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الام وسجن الأمومة , وعبودية المرأة العربية
- عيدنا حزين
- هل تضاهي خسارتنا أي خسارة ؟
- خرجت دون ان ترتدي حجابها
- لا أرغب بجنة موعودة
- ارفعي رأسك عالياً .. فأنتِ مجني عليها ولستِ جانية
- ولا زالوا يسألون عن حرية المرأة وما تكون !!
- صديقتي المؤمنة
- لماذا لا يرتدي الرجل الحجاب؟
- تعدّد الزوجات وفوبيا العلمانيين منها
- الخروج عن المألوف
- امرأة ضد النساء
- قانون الجعفري هو امتداد لداعش
- لماذا ترتدي النساء الحجاب
- أعياد المرأة ما بين القتل والدمار
- هل تكفينا الكلمات
- تعرية الأجساد .. باسم الحرية وتحت شعار جسدي ملكي
- ضعف قوانين الدولة أمام قوانين العشيرة // ظاهرة النهوة
- منزلة المرأة وتكريمها من قبل الشيوخ
- الطلاق كدعوة لحياة الفسق والإباحة به


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - إرادة الموت