أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مينا يسري - الأشياء التي امتلكت البشر














المزيد.....

الأشياء التي امتلكت البشر


مينا يسري

الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 20:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"الأشياء التي سعيت دائماً لأمتلاكها انتهى بها المطاف بأمتلاكك "
تلك الجملة التي جائت في فيلم fight club توضح عجلة الحياة المعاصرة ، تلك العجلة التي تبتلع جهد الأنسان من أجل تحقيق أكبر قدر من الربح ومن ثم "نقوم بشراء أشياء لا نحتاجها ، لنبهر أشخاص نكرههم " وينتهي المطاف بتلك الأشياء التي أردنا دوماً ان نمتلكها بأن تمتلكنا هي
ما أود أن أقوله أن الأنسان يتم استخدامه كوقود من أجل أن تدور عجلة الحياة ، ترى من الذي يقوم بتحديد مقاييس الجمال كل عام ؟ من الذي يحدد سعر المجوهرات والزينة واشكالها ؟ بالطبع مصممين الأزياء وغيرهم لكن ما أود أن اقوله ان مصمم الأزياء او طبيب التجميل هو مجرد فرد في منظومة كاملة ، نحن في هذا الكوكب نتبع سياسة القطيع ، لا نسأل لماذا تم تغيير المقاييس العامه للأشياء ولا نحاول التساؤل هل هي تعجبنا حقاً أم لا ، كل ما نفعله هو التسارع لأقتناء تلك الأشياء والأندفاع لصرف المزيد من الجهد في العمل من اجل تحقيق أكبر قدر من الربح وصرفه إلى تلك الشركات الضخمة التي تتحكم بالألماس والأزياء والمجوهرات والمعمار وغيرها ، يتم استهلاك مليارات ومليارات من الأموال ، ولكن في مقابل ذلك نحن نفقد الكثير من الجهد والتركيز ونتخلى عن المتعة الحقيقية والراحة وغيرها من الأشياء ،فقط من أجل تحقيق أكبر قدر من الربح

كل تلك الأشياء تبتبلعها عجلة الحياة ، اموالك وجهدك ، كل شيء تملكه ، حتى الأشياء التي قمت بشرائها ، كل تلك الأشياء الضخمة هي فائض من البشر ، ومن أجلها تقوم الحروب ، تقوم الحروب من أجل مناجم الماس الذي تتزين به النساء وتقوم بدفع مبالغ طائله في الحصول عليه ، مما يجعل لدي الحكومات شهوة جارفة للحصول على الماس والذهب والأقمشة الحريرية ، فقط من أجل الحصول على أموال هذا القطيع ، وفي سبيل ذلك يموت الملايين في الحروب ، وكثيرين يصيبهم المرض من جراء بذل جهد اكثر من اللازم في العمل ، تلك الأشياء الصغيرة أصبحت قميتها أكبر مما كنا نتخيل بمراحل

كل تلك الأشياء لا قيمة لها في أرض الواقع والحقيقة ، وكل ذلك الجهد المبذول من الدعايا والتسويق والترويج وتحرك ميول الشعوب وكل مايحيط بتلك العملية يصب في لا شيء ، ما هي قيمة الماس إن لم تكن النساء تتقاتل لحصول عليه ؟ الماس مجرد قطعة من مادة تشبه الزجاج ، ما هي قيمة أي شيء إن لم يحدد النظام الرأسمالي قيمتها ويجعل العلجه تدور ليبتلع كل شيء أمامه في سبيل حصول الشعوب على هذا المنتج

قيمة الأشياء تحددها شهوة الأنسان ، وشهوة الأنسان تحركها الشركات والمصانع والمؤسسات الضخمة والحكومات ، لماذا قيمة الماس أغلى من البترول في حين أن البترول يكاد يكون من اساسيات الحياة اما الماس من كماليات الحياة ؟ الحقيقة أن المجتمع الرأسمالي يقوم ببيع الوهم ومحاولة خلق الأحتياج لدى الناس عليه ، فعلى سبيل المثال الشركات المتحكمة في الماس لديها كمية من الماس تكاد تكفي جميع البشر ولكنها تقوم بأتباع سياسة خلق الاحتياج في السوق من اجل ارتفاع سعر المنتج ، فلو توافر المنتج لدى الجميع فستكون قيمته قليلة ولكن تلك الشركات تحاول تحقيق أكبر قدر من الأرباح لذلك تتبع تلك السياسية

الربح المالي يتحقق عن طريق بذل جهد أكبر في العمل الذي من خلاله تأخذ الأموال من جيوب المشتريين وتضعها في جيبك ، وحين تبذل جهد أكبر تأخذ أموال أكثر ، ومن ثم تقوم انت بصرف المال على أشياء كثيرة لا تحتاجها وذات قيمة مرتفعه عن قيمتها الحقيقيه وهكذا وتدور العجلة ، تخيل لو لم يكن هناك النظام الرأسمالي بذلك الشكل ، فلن تكون بحاجة لشراء أشياء كثيرة لا تحتاجها ، ولن نكون بحاجه لحروب واقتتال من اجل الحصول على ذلك الشيء ولن يموت الناس في سبيل هذا ولن ينتهي المطاف بتلك الأشياء التي تمنينا كثيراً ان نمتلكها بأن تمتلكنا هي وتحرك كوكبنا

حين تصبح فعلياً قيمة حياة الانسان اكبر من قيمة الماس ،البترول ،الأرض حينها سنعيش بطريقة صحيحة




#مينا_يسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب !
- مرض الأبتذال العالمي
- مصر تحتاج لثورة جنسية
- امنح نفسك حلماً ..


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مينا يسري - الأشياء التي امتلكت البشر