محمد شرينة
الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 22:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإله له ثلاث صفات : لايخطيء ، لا يُنتقد ، لا تنتهي فترة حكمه :
ببساطة كل من تنطبق عليه الصفات الثلاث أعلاه ليس بحاكم بل اله وهناك رابعة تُضاف أحيانا وهي أنه حتى لو أخطأ فليس من الوارد محاسبته فهو ذات الهية : لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ، ومتى وصل أحد الى مرتبة الاله لا يمكن تخفيض رتبته من جديد ، هذا غير ممكن اطلاقا. الإله له ثلاث صفات : لايخطيء ، لا يُنتقد ، لا تنتهي فترة حكمه :
ان مغزى الثورات العربية كله قائم على هذه المسألة : يكفيي ويزيد علينا اله واحد بل ربما البعض مل وألحد ولم يعد يؤمن بأي اله : نريد حكاما يخطئون ويُحاسبون ويتغيرون : لا آلهة
أول من أحيا هذه البدعة الشرقية القديمة في العصر الحديث هتلر وتبعه ستالين وهم معذورون فنيتشة أكبر فيلسوف الماني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان قد أعلن وفاة الله والماركسية ليس فيها اله، لذا طاب لهتلر وستالين أن يشغلا منصب الرب الفارغ لكن عندنا هذا المنصب ليس شاغرا أبدا. وبالتالي فان تعدي الحكام على منصب الرب الذي هو ليس بشاغر أبدا أثار مشاعر الجماهير بشكل حاد للدفاع عن الاهها القديم وهذا هو السبب الأول والأهم للتطرف الديني المرعب الذي شهدناه في بداية القرن الحالي والربع الأخير من القرن الماضي كما أنه سبب الثورات العربية.
بالطبع هناك أسباب اقتصادية واجتماعية أخرى ولكنها نتيجة للسبب الرئيسي ففشل التنمية يصير أمرا حتميا حينما تُحكم المجتمعات والدول من قبل آلهة : لا يُنتقدون ، لا يُخطئون ، لا يتغيرون وبالخلاصة لا يُسألون عما يفعلون وغيرهم يُسأل.
عندما ادعى الحكام لأنفسهم صفات الهية وسبحت حواشيهم وكبرت لهم ، استثار هذا الفعل غريزة الجماهير للدفاع عن الهها القديم بطريقة مخيفة ، وهذا هو رد الفعل الطبيعي.
#محمد_شرينة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟