أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - من الأكثر رمزية لمعنى الوفاء الانساني ... (بنيلوب) اليونانية أم (أم عبدو) قشاش السورية الحلبية ؟؟؟!!! ) تحية للمرأة السورية بمناسبة عيد أمومتها (الخالدة ) .........................














المزيد.....

من الأكثر رمزية لمعنى الوفاء الانساني ... (بنيلوب) اليونانية أم (أم عبدو) قشاش السورية الحلبية ؟؟؟!!! ) تحية للمرأة السورية بمناسبة عيد أمومتها (الخالدة ) .........................


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ وفاة أبو عبدو (قشاش ) خلال الشهر الماضي، ولم تتوقف التعليقات عن هذا الرجل العامل القائد النقابي المناضل، الذي عاش عشرات السنوات في سجون (الاحتلال الطائفي الاستيطاني الأسدي)، وكانت إحدى حيثيات حكمه (معاداة للاشتراكية ومصالح العمال والفلاحين ) ، وهذا الحكم استعاره الرعاع الأسديون من الشموليات (السوفيتية والألمانية)، أي من فلسفة القضاء المخابراتي في ألمانيا الشرقية والسوفياتية لقهر القادة الثوريين روحيا ووجدانيا، بأن يحكموا بمعاداة القضية التي كرسوا حياتهم من أجلها.. !!!!

أم عبدو (قشاش) زوجة عمر، التي سجن زوجها لعشرات السنين، وسجن معه ابنهما، وأحرقت ابنتها نفسها في مواجهة المخابرات الأسدية الذين داهموا بيتهم خلال سجن أبيها وأخيها، ومرض أخيها الثاني الطويل المزمن الذي أودى به للوفاة بعد خروج أبيه عمر من السجن بفترة قصيرة ـ فأسميت حينها أبو عبدو بمرثاتي لمأساة (عمر قشاش) بأنه ( مسيح المعارضة السورية !!! ) ...

فإذا كان أبو عبدو هو مسيح الحركة الوطنية السورية، فإن زوجته (أم عبدو ) هي بنيلوبها (نسبة لبنيلوب زوجة أوليس حسب ملحمة الأوديسة)، التي تتفوق بصوفية (إخلاصها ووفائها) النبيل إلى ما بعد ( بنيلوب) اليونانية زوجة أوليس، التي غدت رمز الاخلاص النسوي للحب الانساني، حيث تتحدث الأساطير اليونانية، عن أنها أنتظرت عودة أوليس في ( ملحمة الأوديسة ) عشرات السنيين ، وهي ترفض الزواج من فرسان اسبارطة بعد اليأس من عودته، تحت ذريعة أنها لم تنه الثوب الذي كانت تحيكه، حيث كانت كلما اقتربت حياكة الثوب من الاكتمال، تعود لتفكيكه ، لتستمر بالحياكة وفق وعدها لهم، لكنها عكس الجميع، كان (يحدس قلبها المحب) أن أوليس سيعود ...وفعلا يعود أوليس ويعود الزوجان المحبان إلى عش حبهما ..

أم عبدو (قشاش ) السورية الحلبية كانت كل اسبوع تذهب إلى دمشق لزيارة زوجها أبو عبدو في السجن، حيث كانت كل مرة تعد له طبخة يحبها وتحملها معها من حلب إلى دمشق ومن ثم إلى السجن،وكانت حراسة السجن تمنع ادخال الطعام وترمي ما تحمله أم عبدو من طبخ في القمامة، لكن (أم عبدو) - مع ذلك- ظلت تحمل لأبو عبدو طبخة في كل زيارة له في السجن خلال عشرات السنين رغم معرفتها أن حراس السجن الأشد استيطانا وعدوانية نحو مسجونيهم من حراس السجون الإسرائيلية، أنهم سيرمون طبختها في القمامة، ورغم شفقة أهالي المساجين الحلبيين المرافقين لها في رحلتها الطويلة إلى دمشق لزيارة أبنائهم وأقاربهم المساجين، وتنبيههم الدائم لها، أنه لا فائدة من تعبها وحملها هذا الوعاء خلال هذه الرحلة الطويلة من حلب إلى دمشق ، ومن ثم إلى السجن ...

لكن أم عبدو كانت تصر أن تحمل لأبو عبدو ما يحب من الطعام رغم معرفتها أنه لن يصل ،لكن كانت –فيما يبدو – أنها تريد أن يعرف أبوعبدو أنها حملت له رسالة محبتها مما يحبه من الطعام، وأن السجان منعها من إيصال رسالة الحب والوفاء والاخلاص هذه ... مشكلة أم عبدو السورية أنها لم تكن تواجه بإخلاصها ووفائها الزوجي، فرسان اسبارطة كـ(بنيلوب) الذين واجهتهم اختها في انسانية عظمة الوفاء والحب (بنيلوب)، لكي يتفهموا معنى عظمة الحب الانساني وفق منظومة أخلاق الفروسية والفرسان.... بل كانت أم عبدو تواجه خنازير القرداحة الرعاع الأقنان العبيد من الحثالة الأسدية التي تشتري السلطان ببيع الأوطان، عبر البدء من قبل الأب المؤسس ببيع الجولان ...!!!.

على الغرب أن يفهم خصوصيتنا في (عنفوانية العواطف والمشاعر ...مشاعر الغضب ومشاعر الحب في آن واحد) ، فهم لن يستطيعوا أن يفهموا معنى عبثية أفعال ( أم عبدو) بوعيها وإرادتها من منظورهم العقلاني الوضعي، فلابد من منظور سحرية مخيال وعواطف الشرق المغلف بالميتافيزيق والفانتازيا واللهب الداخلي الذي يعيشه ويعايشه يوميا ..

.فعبثية أفعال أم عبدو في حمل الطعام لرميه عبر عشرات السنين، تتجاوز اسطورة (سيزيف) في درحرجة الصخرة إلى لأعلى ثم عودتها نحو الأسفل من جديد وإلى الأبد ..حيث وفاؤها المتفاني (الصوفي : الحب المطلق بدون برهان ولا فائدة ولا نفع ) ..وحيث أفعالها (العبثية ) لا تقدم إلى من تحب نفعا أو فائدة ، بل تحمل الحب في ذاته كقيمة إنسانية عليا نحو من تحب ومن له تخلص ...

هذا المناخ السحري الطقسي الذي يغلف شرقنا بالميتافيزيق والفانتازيا وظلال السحر والرؤيا، لا يولد العنف الارهابي الشيطاني ( داعش البغدادي) فقط، بل يولد الوجه الآخر لمطلق العنف الارهابي الداعشي،... بل يطلق كوامن الروح لدى أناس بسطاء طيبون أنقياء، يتحدون قلبيا مع الله ( الرحمة –الحب –التسامح ) في عروج دائم نحو الملكوت ، لا متلاك سر الحب والوفاء والاخلاص الانساني ، كما جسدته أم عبدو وأبو عبدو (قشاش) .....






#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سذاجة وسطحية الفكر السياسي والاجتماعي الكردي البيكيكي!!!
- هل أجهزة الدول العالمية لا تعرف واقع تشكيلة المعارضة السورية ...
- لا علاقة لنا (البتة ) بتيار (الغد السوري) المعلن عنه في القا ...
- خفة دم من وفد المعارضة السورية المفاوض .. أم سذاجة ودروشة في ...
- هل الأكراد البيككيون (ب=ي=د) سوريون ؟؟؟؟
- وأخيرا يبست شجرة سنديان حلب (عمر قشاش) وتصدعت، و(لكنها لن تج ...
- مابين المفكرين الأخوانيين الإسلاميين ( حسن الترابي السوداني ...
- هل صدفة أن تكون الرقة عاصمة داعش ... وعين العرب عاصمة (البي ...
- هل حقا كان يوم البارحة الجمعة (4) آذارعيدا للثورة !!!؟؟؟
- المظاهرات تعم سوريا وسط انكار السلطة والمعارضة التفاوضية !!! ...
- هل حزب الله حزب عميل ارهابي لإيران أم حزب مقاومة ؟؟؟؟.
- حريتنا هي معادل حياتنا ...!!!.
- (الأخوان المسلمون ) بين المرجعية الإيرانية (الثيوقراطية ) وا ...
- رحل نبيل المالح الثمانيني ...وكنا نظنه أكثر شبابا منا !!!!
- الحشاشون منذ أيام صلاح الدين الأيوبي وحتى اليوم وهم الأداة ل ...
- الإسلام السياسي بوصفه (خازوقا) أمام تقدم الشعوب العربية الإس ...
- من تداعيات مقالاتنا السابقة عن البي كيكي عن ( الشريك بالنظام ...
- البكيكي وجمهورهم مجمعون على إدانة الثورة السورية، ومصرون مع ...
- العلوية السياسية (الأسدية)، والكردية السياسية (البككية ) ،وا ...
- هل يمكن للكورد السوريين أن يسلموا مصيرهم كشعب لمجموعة مغامري ...


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - من الأكثر رمزية لمعنى الوفاء الانساني ... (بنيلوب) اليونانية أم (أم عبدو) قشاش السورية الحلبية ؟؟؟!!! ) تحية للمرأة السورية بمناسبة عيد أمومتها (الخالدة ) .........................