مثقفي موريتانيا والمازق الأخلاقي

أعل الشيخ سيد الخير

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 23:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

في ظروف وطنية عصيبة يكون من الصعب إختيار الموضوع الأحق بالتحدث حوله ، ذلك أن توقع استماع الناس لخطاب معين هو علة إخراجه للعلن ، ولا يضير المرأ في شيء أن يغضب الناس او يرضو لكلامه ، إذ الكلام حول المشاكل ليس تشفيا ولا خوفا مستبقا لكنه استنطاق للواقع ،لمعرفة الظروف التي تعاني منها دولة معينة ثم محاولة فهم هذه الأحداث عبر تقسيمها الى اسباب ونتائج ثم تقاس على التاريخ لنعرف مدى نجاح هذه التجارب
أ وكيف كانت ضارة ببشر مثلنا عاشو نفس الظروف !
لعلك ايها القارئ توقعت مني بحثا في التاريخ والواقع ، ، لكنك أيضا مقصر فالمكاتب اصبحت تعج بكتب التاريخ لدينا من المثقفين ملؤ باخرة ، بل لدينا منهم مايمكنه إذا صدر للصين ان يغينيهم عن اللحوم مدة سنتين !
ذلك أن الحمورية ثقافة قبل أن تكون مجرد لحم وعظم ، وتبعا للقاعدة فإن المتشبه بالحمار حمار بالضرورة ، وما الحمار إلا ذاك الحيوان الوديع الذي يستغله أب الأسرة ليجلب على ظهره ميرة أهله ثم لا يعطيه في الليل إلا (( لكراطة )) ! فيتذمر الحمار وينسى!!! وفي اليوم الموالي يجلب عليه الماء وهو ينهق من العطش ! هذه هي الحمورية ،تقليد حياتي وليست بالضرورة انتماءا لسلالات معينة من الحيوانات ،فلك ان ترى أيها القارئ مدى مشابهة مثقفينا اليوم مع الحمير ذلك ان المثقف دائما يتبرم من حجم التهميش الموقع عليه ثم تراه منخرطا في تهميش نفسه ، المثقف يظل مهمشا حتى يصير مهمشا بكسر الميم ، ثم بعد ذلك يجلس امام التلفزيون ويصرخ نحن شعب متخلف !
كيف لا ؟ وانت تناقض مبادئك يوميا وتأكل منهم شهريا ،وتصنع لنفسك خرافة بأبيات قليلة !
لعلني أغضبت القوم ، ولهم ان يغضبوا فهاهنا غلام خف لا يرى لثقافتهم فائدة ،,لا لمعرفتهم سطوة ! بالله عليكم مذا تعني دكتورا إذا كان صاحبها سيبقى في المكتب حتى تترهل بطنه ثم تأتيه ازمة قلبية !
تلك هي حال الطبقة المثقفة في جلها ولعلي تجنيت على الثقافة بأن وصمت هؤلاء بها ، او قل تلك هي الأفكار تكونت لدي بعد كثير من مشاهدات هذا الصنف من الناس ! واليوم يشاع خبر فضيحة ابطالها مثقفون وفي صرح المعرفة والعلم في هذه البقاع أي: وزارة التعليم حيث قال مصدر ان بعض المدراء الجهوين وبعض النافذين في الوزارة احتالو بوضع اسمائهم كمشرفين على مسابقة كان إرسال مشرفين اليها يكون غالبا من الأساتذة والمعلمين !
ومن هنا فإن هذا الحدث هو دق لناقوس كان يجب ان يدق قبلا ، ألا وهو أن المنظومة التعليمية عاجزة عن إخراج جيل أخلاقي تمسكه مبادئه عن القيام بأعمال سخيفة كهذه فجيمع اجياله من جميع الطبقات برزت لديهم مشاكل اخلاقية تظهر ضعف العلمية التربوية عن تزويد خريجيها بمعرفة اخلاقية متأنية !
وأخيرا إن أجمل الكلام ما أغضب إذ لولا الغضب لما وجد الرضى ، فالنغضب جميعا حتى نرضى يوما ما ! والتاريخ علبة من المفاجآت

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل