ماجد العاتي
الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 18:06
المحور:
الادب والفن
صديقي عراقي
مضى العمر يا صديقي .... ولم أفهمك بعد
ألغز هو أنت ؟ أم فوضى بلا ضابط تمشي على قدمين ؟
وما بيني وبينك لم تبقى سوى جسور الحيرة الواهنة العمد .
صديقي ..
هل هي صدفة أن أراك يوما ملتح الذقن والعقل , مؤمن حد البلاهة ,سجادة صلاتك تشتكي من فيضان الدموع ... ثم أراك بعدها حليق الذقن خليع الخلق , صباحك تجديف ومساؤك الحاد , وكأس خمرك لا تفرغ حتى تمتلئ ,ولا تمتلئ حتى تفرغ ... أي أحجية هو أنت ؟
صديقي
لم تكن صدفة أن أراك يوما , عطوفا , رقيق القلب تحزنك نسمات الذكرى , ويؤلم قلبك عصفور مات دون فراخه .... وفي يوم آخر أراك فظ غليظ القلب والحاشية لا تلمس من قلبك شيئا انهار الدماء , ودموع اليتامى
صديقي
من أنت ؟ فأنا لا أعرفك , فما أن تهدأ النفوس وتنام الأعين حتى يكون صوت من يرتل المصحف هو منشودك و مبتغاك , وما أن تعلوا شمس الصباح حتى تهرول باحثا عن صوت (فيروزي) يعطيك الأمل بيوم جديد , أي جنون يسكن بين جنبيك ؟
صديقي
أشد ما يحيرني فيك هو كرمك الغير محدود والذي يصل حد التبذير حين تكون أمورك ميسرة , وكم من مرة رأيتك فيها و أنت تنافس المعدومين والدراويش عيشهم حين تكون الأمور معسرة , لكن البسمة في الحالتين لا تغيب , فهي الشهادة الصريحة بجنونك الأزلي .
صديقي
أيها الغريب بلا غربة الباكي على وطنه , وأنت لم تفارق الوطن ولم تجتاز عتبة باب بيتك .
كم أنت مجنون يا صديقي العراقي .
ماجد العاتي
11/3/2016
#ماجد_العاتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟