أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنطوني ولسن أستراليا - قصة الفستان














المزيد.....

قصة الفستان


أنطوني ولسن أستراليا

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


التقيا في حفل عام بعد طول خصام... تقدم اليها وقال لها
هو: هل لي ان اسألك؟
هي: كيف؟. وانت قطعت بيني وبينك، كل وشائج حب؟!
هو: لالاـ لا يخطرن في خاطرك ظن، أني اريد عودة الأمس من الحب والصفاء.
هي: وحتى لو اردت انت، فأنا لا..
هو: ان كنت ذلك كما تزعمين وتتوهمين، فلماذا اذا ترتدين هذا الفستان؟!
ضحكت ضحكة مجلجلة لفتت أنظار الحاضرين. دنا منها وأمسك بيدها وانتحى بها زاوية حميمة متوارية وهمس:
هو: اخفضي صوتك. لقد لفت الينا الانظار. تعالي نتحدث هناك...
هي: انا حرة، أضحك كما اشاء ومتى اشاء وكيفما اشاء.. لا يهمني احد ابعد يدك عني، أرجوك.
هو: ارجوك اخفضي صوتك، ضاق صدري، حولنا أذان وعيون...
هي: ممن تخاف؟ من هؤلاء؟! أنا اعرفهم اكثر منك، أرفع صوتي، عاليا حتى يسمع كلُّ حي.. كفاني كتمان، وهمس..كفاني...؟
هو: هل نسيت؟ هل نسيتِ انني تحديت بك يوما كل الناس، الكاره والمحب؟
هي: ألم اخرج معك علانية الى كل مكان؟ الم اتحدّ بك كل من حولي غير عابئة بقيل وقال؟ عابثة بكل شيء سواك؟ تخاصمني وقت ما تحب وتصالحني وقت ما تريد.
أنا لست حذاء في قدمك، تخلعه عندما تتعب منه، وتنتعله عندما ترغب فيه.. انا امرأة، امرأة لها احاسيس وعواطف وكيان، ليس لك أن تسألني بعد لماذا ارتدي هذا الفستان او سواه...؟
هو: لا.. لا.. فلو كنت انظرُ اليك كحذاء، لخلعتك من زمان، والقيت بك جانبا بازدراء..
هي: ماذا تسمي علاقتنا؟ خصاما، كلاما، غراما وانتقاما، أم مهزلة الايام؟!
هو: كنت بالامس أسميها، الحب الكبير. اما الآن فأسميها، الخيانة الكبرى،.. الخديعة العظمى...
هي: ها.. ها.. ها.. خسئت يا صاح.. انت واهم.. عدّ الى رشدك واتعظ بما عملت..
هو: لا تضحكي مني رجوتك، أخفضي صوتك، عودي الى صوابك..
هي: اليك عني.. لا تتكلم ولا تنبس بكلمة..
هو: هل وصلنا إلى نقطة اللا رجوع...
هي: «في دلال».. عفوا، انا لأمر ما، يضطرني للذهاب...
هو: مهلاً رجوتك، ردي الجواب.
هي: عن ماذا؟!
هو: سبب ارتدائك الفستان؟!
هي: اجبتك.. لا تسأل بعد..
هو: ايتها الماكرة، إذن انتِ تعرفين...
هي: ماذا؟
هو: ان لهذا الفستان عندي، ذكريات..
هي: كل شيء عندك له ذكريات..
هو: وأنت؟
هي: لا.. فستان، مثل سواه من بقايا الفساتين...
هو: لكني أهديتك اياه...
هي: واخذت الثمن.. ما الفرق بينه وبين آخر..؟ من يدري ان فساتيني الأخر غير مهداة الي؟
هو: ودفعت الثمن كما دفعته لي؟
هي: ولما لا؟!
هو : «بصوت عال» آه يا فاجره!
هي: اخفض صوتك.. رجوتك مرة بعد..
هو: «مقاطعا» ممما تخافين؟
هي:" لم تتكلم".
هو: لماذا تطلبين مني خفض صوتي..؟ اتخشين ان يعرفك الناس على حقيقتك؟!
هي: انا اعرف الناس بك وبالناس.. لا تستثرني بعد..
هو: أمرأة مجرّبه..
هي: وإنني لكذلك أفهمت؟
هو: بربِّك خبريني، كم رجل عرفت في حياتك الى الآن، وهل..؟..
هي: «مقاطعة بغضب» لا شأن لك معي...
هو: بل نعم...
هي: كان لك.. «وكان» فعل ماضٍ، وناقص ايضا، ذلك لا شك تعرفه..
هو: وعندما «كان» كان، كم عرفت من رجل؟!
هي: لا اذكر، رجوتك كُفّ عن هذا الحرج...
هو: إلى هذا الحد، بلغت كثرة العشاق والمعجبين، حتى أنك لا تعرفين العدد؟
هي: قد يكون...
هو: سوف تدفعين الثمن...
هي: دفعت...
هو: ليس هذا، ما قصدت اليه، بل الثمن الاغلى الذي دفعت.. اغلى ما عندك، الى سواي..
هي: دائما ذاك ما يطلبه الرجال...
هو: انا لم اطلبه منك ولا من سواك، ولا من انثى على الأرض..
هي: ولكنك اخذته...
هو: دفعتني دفعا الى اخذه، فأطعت...
هي: صارخة في وجهه.. لم ادفعك ابدا الى اي عمل...
هو: بلى...
هي: الا ترى انك تتذكر ما تشاء، وتنسى ما تشاء؟
هو: انا..؟
هي: نعم انت.... الست انت صاحب نظرية التكامل...
هو: اي تكامل؟
هي: الحب والتكامل...
هو: ذكريني.
هي: لا داعي للتذكير.. لقد انتهى ما بيننا.. كل شيء انتهى.. لا عودة للأمس لا.. وألف لا.
هو: وانا ارفض ذلك..
هي: دعني وشأني.. تؤلمني الذكريات...
هو: الذكرى ماض.. والحديث عن الماضي حياة...
هي: لقد انتهى.. ماضي لا عودة اليه...
هو: والفستان الذي ترتدين، أليس من الماضي؟ من الحديث المعهود ومن الحياة؟!
هي: كان حديثا وكانت حياة... لكنه صار فستانا عاديا لأمر عادي...
هو: دعي الفستان الآن.. ذكريني بنظرية التكامل التي تدعين...
هي: انت الرجل الوحيد الذي حيّرني وبلبل حياتي ولقد جئت اعترف لك...
هو: رجوتك.. ذكريني.. هاتي.. بحق الحب بيننا، الذي عبر...
هي: أنسيت حقا؟... هل حقا نسيت؟!
هو: نسيته وحياتك، بالله الذي خلق الحب والحياة.. عودي الى الأمس بي.. فما اطيب الذكريات؟
هي: اليك عني.. لا حق لك بالتحدث بعد اليَّ...
هو: خذيني كرجل آخر، عنك غريب.. افضي الي بكل سرائرك..
هي: الرجل الآخر لا ذكريات لي معه...
هو: لم أفهم.. افصحي بعد.. لقد أغلق علي...
هي: ليس المهم ان تفهم.. دعني وشأني لا وقت لي للضياع...
هو: ارجوك انتظري.. لا تبرحي، لا...
هي: «مشوحة بيدها، لا، لا.. رجوتك.. لقد أضعت، الكثير معك..
هو: بربك ذكريني، كدتُ أجنّ... «يصمت فترة وجيزة.. ثم يعود ويتكلم» التكامل.. التكامل... آه لقد تذكرت.. آه..
هي: «في شك» لا أظن...
هو: نعم.. نعم..
امسك بيدها.. جذبها نحوه بشغف.. ارتمت بين ذراعيه بحرارة متمادية.. اغرورقت عيناه... كعيون الفجر... جفّف دموعها بشفتيه.. دارت برأسها وقالت...
هي: الناس...
ردّ عليها وقال..
هو: أنا أعرف الناس...
ضحكا معا... وغابا في قبلة طويلة.
(تمت)



#أنطوني_ولسن__أستراليا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وسط الزحام!..
- الحب
- إله خلق الإنسان، وإله خلقه الإنسان!


المزيد.....




- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنطوني ولسن أستراليا - قصة الفستان