أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - جمال القرى - لإعادة تفعيل معنى يوم 8 آذار كيوم لتحرير المرأة















المزيد.....

لإعادة تفعيل معنى يوم 8 آذار كيوم لتحرير المرأة


جمال القرى

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 18:54
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي
    


تحتفل دول عديدة في 8 آذار بيوم المرأة العالمي. فبعد مرور أكثر من قرن ونصف على بداية النضالات والمواجهات التي خاضتها النساء بوجه السلطات الحاكمة والمجتمعات لتحصيل حقوقها المشروعة، يتبين أن ما حقّقته على صعيد الحقوق والمساواة الجندرية، هو قليل إذا ما قيس بالتطور العام للمجتمعات في السياسة والاقتصاد والاجتماع والمعرفة. وبالطبع، لم تكن كل تلك المرحلة الطويلة متجانسة من حيث طبيعة النضال والأفكار التي طبعتها، إذ هي ارتبطت بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري للدول التي انطلقت منها النضالات النسائية في أوروبا وتوسّعت الى خارجها، وتبدّلت بتبدّل كل تلك الظروف.
اليوم، في مجتمعاتنا الشرقية والعربية، يبدو النضال مشرذم الحجج، قليل الإنتاجية. بدليل أوضاع النساء الخاصة والعامة، الجهل والتخلّف، قلّة الوعي، كثرة الحروب، إخضاع لا يتزحزح، سلطة عائلية وحاكمية بطريركية... وكل ذلك بسبب إجحاف في سن قوانين حقوق النساء وفي تطبيقها إن وُجدت، عدم حمايتها قانونياً واجتماعياً من القتل والاغتصاب، عدم تسهيل مهمة الأمومة، استبعاد النساء من مراكز القرار، إبعادها عن المشاركة الفعّالة في القضايا الوطنية وتلك التي تمسّ المجتمع وتطويره، عدم منحها فرصة المساواة في العمل من حيث الأجر في حال وجود التكافؤ، عدم اعتبارها ركن أساسي في التنمية الاقتصادية، عدم إشراكها في الأحزاب السياسية والنقابات المهنية سوى كصورة للتنوع أو كتابعٍ أو وريثٍ عائلي، وعدم المساواة في الحقوق والواجبات، الضغط عليها وإثقالها بالتقاليد والموروثات...كما أنه كذلك، بسبب ابتعاد المنظمات النسائية الفاعلة عن إيجاد المشتركات الأساسية التي يمكن في حال علاجها، تحقيق النهوض بواقع المرأة نحو الأفضل.
تاريخياً، استطاعت المرأة ان تحقق الكثير. ففي أوروبا مهد البدايات النضالية النسائية، تكتّلت النساء في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في الأحزاب السياسية الاشتراكية والنقابات، تحت ضغط الظروف الاقتصادية والعمل اليدوي اليومي المضني. فقد فتحت الثورة الصناعية التي حدثت حينها الباب لعمل النساء في المصانع لتحقيق أرباح، ولكونها أكثر عرضة لتقبّل الضغط من الرجال، وأكثر انضباطاً وطواعية في العمل، كما أن أجرها الأقل، كان يحتّم عليها استمرارية أطول في العمل لكسب القوت اليومي الضروري لإعالة العائلة.
في هذه الظروف الاستغلالية التي واجهتها النساء، برزت وجوه نسائية تحررية ناشطة في السياسة عملت على تنظيم النساء في منظمات ونقابات للمطالبة بالحقوق، وبتحسين ظروف الحياة، وببناء علاقات جديدة بين المرأة والرجل، وبإعادة مفهوم تكوين الاسرة القائم عل شكل من اشكال السلطة، كما على تأكيد الحق العام في الانتخاب، كما أنهن اعتبرن ان كل قضية نسائية هي قضية وطنية، وبالعكس. وكانت الاشتراكيات روزا لوكسمبورغ وكلارا زايتكين وألكسندرا كولونتاي، من أوائل النساء في اوروبا التي عملن على تنظيم وتأطير العمل النسائي، وتحويله الى قوة سياسية فاعلة ضد الاستغلال، كما ضغطن من خلال تنظيم المظاهرات العمالية النسائية والاضرابات في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا لرفع الأجور ولخفض ساعات العمل وتأمين الحماية خلاله ولوقف الحروب وللمشاركة السياسية على مدى خمسين عاماً.
وفي الولايات المتحدة، كانت المظاهرة الاولى للعاملات في 1857 بمدينة نيويورك لعاملات النسيج احتجاجا على طول يوم العمل، وقد قُمعت من الشرطة بوحشية. وبعد عامين تمّ تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في امريكا، ولكنها كانت ذات طابع نسوي وليس اشتراكي على غرار نقابات اوروبا. لاحقاً، ظهرت حركات نسائية من الطبقات الوسطى تطالب بحق المرأة في المشاركة بالحياة السياسية، واولها حق الاقتراع. وعُرفت بإسم "سوفراجيست" ، وهي ناضلت ضد العبودية ولانتزاع حق الامريكيين الافارقة بالمساواة. وحين مُنعت النساء اللواتي شاركن في هذه الحركات من الخطاب من اجل حقوق السود لكونهن نساء، قمن بتشكيل حركة نسائية للمطالبة بحقوق المرأة ايضاً. كما تبنّت منظمات اشتراكية مطلب حق الاقتراع للنساء، مما جعلها في موقع قيادة ائتلاف المنظمات النسائية والتي لم تكن صبغتها اشتراكية، وقررت عام 1908 الاحتفال بيوم المرأة في يوم الاحد الاخير من شهر شباط.

وفي 23/2/1909، تم الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة، إذ خرجت مظاهرات نسائية ضخمة في المدن الامريكية الكبيرة شاركت فيها نساء من الطبقة العاملة والطبقات الوسطى، اشتراكيات وغير اشتراكيات. وبرزت بين المشاركات في المهرجان في نيويورك، لينورا اورايلي من "اتحاد النقابات النسائية".
أما في روسيا، فقد تمكنت مئات آلاف من النساء اللواتي يعانين الامية والاضطهاد والتهميش، من احتلال مركز الساحة السياسية وتغيير الوجه الانساني لروسيا. فنتيجة النمو المتسارع للصناعة وانتقال مئات الألوف من الأقنان السابقين للانخراط بقسوة في العمل، وُلدت الطبقة العاملة من الرجال والنساء، وتمركزت. ساهمت النساء في الإضرابات العمالية الضخمة وفي مقاومة الشرطة في سان بطرسبرغ العام1896 . ولاحقاً، تأسست حركة نسائية بورجوازية طالبت بالمساواة الكاملة عقب الثورة الأولى العام 1905، فتصدّت لها الناشطة السياسية ألكسندرا كولونتاي، كي لا يتم تمييع وعي العاملات واستغلالهن. وعملت كولونتاي على جبهتين: ضد الحركة النسائية البورجوازية، وإنشاء نادي العاملات للاهتمام بشؤونهن. كما عملت نظرياً على توعية الحركة النسائية عبر محاضرات وكرّاسات وكتب، ونظمت المؤتمر النسائي الأول في كل روسيا العام 1908، تمكنّت من خلاله النساء من طرح قضاياهن، وكانت غالبيتهن من العاملات الأميّات. ثم زارت فرنسا والمانيا وانكلترا، وساهمت في تنظيم اضرابات ربّات البيوت ضد غلاء المعيشة، واطلّعت على الدور الذي تلعبه النساء في النقابات العمالية. كما زارت الولايات المتحدة ملقية عشرات المحاضرات ضد الرأسمالية والحرب الاستعمارية.
وفي شباط العام 1917، اندلعت بشكل عفوي مسيرة نسائية ضخمة نظمتها عاملات وزوجات جنود وأرامل، للمطالبة ب"الخبز لاولادنا" و"العودة لازواجنا من المتاريس – وبانهاء الحرب". ولم تستطع الشرطة الردّ، واستمرت المظاهرات لأربعة ايام انتهت بسقوط القيصر نيقولاي الثاني وانهيار نظامه الاستبدادي. وفتحت هذه الثورة النسائية المجال لثورة العمال الاولى في التاريخ، ثورة اكتوبر 1917 الكبرى.
.
في العام 1910، انعقد المؤتمر العالمي الثاني للنساء الاشتراكيات الديموقراطيات برئاسة كلارا زايتكين، وبمشاركة وفد نسائي امريكي لنقاش أمور ملحّة تساهم في تطوير واقع النساء العاملات والمستغِّلات، وكان نقاش موضوع حق الاقتراع. هذا الحقّ، كان يُمنح في المانيا حسب مقاييس طبقية، ويمنع النساء من مجرد المشاركة في اجتماع سياسي وليس الانتخابات فقط. وفي المؤتمر نجح اقتراح زايتكين المطالِب بحق الاقتراع للجميع على حساب حق الاقتراع الجزئي، كون حق الاقتراع الجزئي يتجاوز قضية المرأة ليصبح وسيلة حماية لامتيازات الطبقات المالكة دون تفرقة جنسية، على حساب الطبقات مسلوبة الحقوق، وستستغله النساء من الطبقة المالكة للإعتراف السياسي الذي حظين به ضد الطبقة العاملة كلها، وضد النساء الفقيرات. أما المطلوب، فوقوف المرأة العاملة بوجه من يحدّ من قوتها ويسعى الى استغلالها من الطبقات المالكة ومن النظام الرأسمالي.. فحق الاقتراع الجزئي سيعزز قوة الطبقات المالكة، وسيتحول الى وسيلة لإدامة عبودية الجماهير المستغلة سياسيا واجتماعياً. وأدى قبول هذا الاقتراح الى انشقاق تنظيم نسائي في بريطانيا رأى في حق الاقتراع الجزئي خطوة بالاتجاه الصحيح. وفي نهاية المؤتمر تكرس اليوم العالمي للمرأة.
أما في اوروبا، فكانت الحركة النسائية متأثرة بالعمل الحزبي الاشتراكي، حيث نُشرت مجلة "مساواة" للعاملات العام 1892، التي تولّت تحريرها كلارا زايتكين، ونشطت من خلالها في تنظيم العاملات في أطر نسائية سياسي مستقلة عن التنظيمات النسائية البورجوازية. وهي حاكت بذلك وتناغمت مع أسلوب نضال الكسندرا كولونتاي في روسيا.
التغيرات في أفكار ونضالات المنظمات النسوية
شهد القرن العشرين تغييرات كبيرة في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فالليبيرالية والعولمة، وسقوط النظام الاشتراكي مع تقدّم للأفكارالمحافظة في الغرب، انعكس سلباً على نشاط وانتاجية المنظمات النسائية، كما على أفكارها وتوجهاتها وسبل نضالها، حيث اتجهت غالبيتها ضمن اقتصاد السوق ايجاًباً أو سلباً. وتخلّت معظمها عن القضايا النسائية والمجتمعية والسياسية والفكرية الأساسية التي طبعت مرحلة طويلة من النضال، نحو أمور منفصلة فردية غير مترابطة تهتم بشؤون نسوية تفصيلية سيكولوجية وجنسانية وعرقية راديكالية، تهتم باللغة والثقافة متأثرة بأفكار ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة... لا يخدم تحقيقها ان حصل تطور المرأة والمجتمع.
تطوير المنظمات النسوية
لا بد من إنكباب الإختصاصيين على دراسة الحركة النسوية العالمية بتاريخيتها، بإنجازاتها وتخلّفها دراسة نقدية تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات العالمية، وبخصوصية المجتمعات وباختلافاتها وبأولوياتها. فلا النظرة الاشتراكية او الليبيرالية لقضايا المرأة استطاعت إنجاز الطموح المطلوب. فالتكامل النظري بين كل ما يُطرح يفتح أفقاً جديداً لتحرير المرأة، فتحرّرها هو بداية تحرر المجتمعات، فلا العلم او الثقافة وحدهما استطاعتا ذلك، ولا التحرر الاقتصادي والعمل المنتج يستطيعه وحده. فحلّ مجموع التعقيدات التي تلفّ مجتمعاً محدّداً، من الوعي الى العلم والثقافة والانتاجية لا تكفي ان لم يتوازى مع حلّ مسألة الهيمنة، هيمنة فئة على أخرى تستقوي بنظام العلاقات البطريركية المتجذّر عميقاً في التفكير والسلوك كشكلٍ تاريخي واقتصادي وسياسي، ومؤسس لكل عملية اضطهاد. وهنا يمكن الاستنتاج انطلاقاً من التراجع الكبير في تحصيل الحقوق وفي واقع المرأة المزري في مجتمعات كثيرة وخصوصاً منها الشرقية والعربية، بإن تحالف نظام سياسي يقوم على الاستغلال والاستعباد والاستبداد مع بطريركية ذكورية مجتمعية ثقافية، تتبدّى بأشكال عنف وعدوانية قاتلتين بالمعنى الحرفي للكلمة، هو ما يجب إيلاءه العمل المطلوب.
فلتنشط النساء في مجتمعاتنا، ولتنتظم في منظمات نسائية وحراكية تحمل بعداً تحررياً اجتماعياً، سياسياً، اقتصادياً وثقافياً خارج طوائفها ومذاهبها وسلطاتها وأحزابها التي فشلت في تحقيق الحدّ الأدنى لمحدودية امكانياتها الفكرية في فهم مجتمعاتها، ولتواجه ولتتحدَّ الثقافة البطريركية اولاً، بكلمة أوبموقف أو بدعمٍ تكافلي، فلا العلم ينقص ولا الثقافة، بل الموقف الجريء ووعي الذات لذاتها.
تحية لنسائنا المعانيات وللمشاركات في تخفيف المعاناة.



#جمال_القرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشية اغتيال حسين مروة: الزهد والتصوف في فكره
- -ماركس، دون دوغمائية ودون تفريط-
- هي ثورات وليست مؤامرات
- الاصلاح يُغتال بين المجتمع الأهلي والمدني
- مهدي عامل محاكياً ابن خلدون
- بيروت محمد عيتاني...لا تموت
- القضاء على الدولة
- الواقع اللبناني- السوري: تشابك واشتباك
- جورج حاوي: ما احوجنا اليك
- 5 حزيران 2012
- عن العلمانية والعلمانيين في لبنان
- مهدي عامل:25 عاماً
- الغاء حالة الاستثناء العربي بين السوسيولوجيا والمجتمع المدني
- عن صيغة الديموقراطية التوافقية في النظام اللبناني
- يمكن للنخب ان ارادت... اعلان بداية ربيعنا
- قضية ساري حنفي: قضية حريات فكرية، وشرعية حق الاختلاف
- مفهوم الدولة بين المجتمع المدني والمجتمع الاهلي
- في 17 شباط ذكرى اغتياله ال25، حسين مروة كرمز ضد الفكر الغيبي
- قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني
- قراءة اولية تقييمية لنقاش تشكيل تيار لبناني علماني وطني


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الانثى في الرواية التونسية / رويدة سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي - جمال القرى - لإعادة تفعيل معنى يوم 8 آذار كيوم لتحرير المرأة