أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل جاسم - صولاغ ابراهيم الحسن!!














المزيد.....

صولاغ ابراهيم الحسن!!


نبيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 11:06
المحور: حقوق الانسان
    


كان تعذيب السجناء في العراق يعد جزءا من الدعاية، والدعاية المضادة، التي تستخدمها القوى الرافضة للعملية السياسية في العراق، ضد القوى التي قبلت المساهمة في تلك العملية.

وبسبب من سوء الاوضاع في العراق، والخلط المرعب للاوراق، وسيطرة قوات الاحتلال، وضعف الحكومة، وسيطرة الميليشيات، اصبح من الصعب تبين الحقيقة في كم الزيف الذي يلوث اذاننا يوميا.

واليوم تعلن حقيقة اخرى، مأساوية في تفاصيلها، وتحيل ذاكرتنا الى ايام الامن العام، ومبنى المخابرات، والرضوانية، والحاكمية، واستخبارات الكاظمية، وكم الاماكن السياحية، التي كان النظام السابق يأخذ اليها معارضيه.

اذ اعلنت القوات الاميركية مداهمة مبنى تابع لوزارة الداخلية، واكتشفت ان المعتقلين الذين كانوا بداخله، قد تعرضوا للتعذيب.

ومعنى ذلك ان الحكومة العراقية تمارس هي الاخرى ارهاب الدولة، وانها حكومة لا ديمقراطية، ولا (بطيخ) فرجالات العهد الجديد يستخدمون الديمقراطية كسلم مثلما كان النظام البائد يستخدم اوراقا اخرى لتبرير البطش، والاعدام، والمصادرة، وخنق حريات التعبير.

ان فتح الباب امام تعذيب المشتبه بهم، وزجهم في اقبية سرية، وسلخ جلودهم، تعابير عن بشاعة الوجه الاخر لحكومة السيد الجعفري التي تتشدق بالديمقراطية التي حملته الى كرسي الوزارة.

وتشير هذه الظاهرة الى ما سبق ان قيل عن خطورة وجود الميليشيات، ولا سيما تلك التي تعمل لصالح الاحزاب الدينية، داخل الدولة، التي بدأت الميليشيات تتوزع السيطرة عليها، وما اكتشاف تعذيب مجرمين محتملين الا ابرز الادلة على انتهاك قوانين حقوق الانسان، وقوانين سلوكيات الاجهزة الامنية في الدول الديمقراطية.

ثم ان الظاهرة تذهب بنا الى مناطق نتجنب الوصول اليها قدر المستطاع، وهي منطقة الصراع الطائفي، فأعلان القوات الاميركية واجهزة الشرطة العراقية من ان منظمة بدر تقف وراء هذه الاعمال، تشير الى ان التعامل مع ملف العنف والجريمة المحتملة يحمل بعدا طائفيا، وليس مخططات حكومية منظمة لمطاردة الجريمة، ويمكن ان يثير مثل هذا السلوك غضب الطرف الاخر من المعادلة الذي سيسعى للانتقام وطبعا النتيجة مزيد من العنف.

كما نعتقد ان مثل هذا السلوك لا يمكن ان يمارس بعيدا عن مصادر القرار المؤثرة داخل وزارة الداخلية، مما يعني ان هذه السلوكيات وهذه الطريقة في التفكير لها شرعية في ذهنية مصادر القرار.

ان العقلية التي تمارس السلطة بمفاهيم الاقبية السرية، وسلخ الجلود، من الخطورة بمكان ان تتسيد مناصب مهمة في النظام الديمقراطي المزمع اقامته في العراق، فالديمقراطية البعيدة عن السلوك ديمقراطية جوفاء، كاذبة، لا تحترم حقوق الانسان، وتجر علينا التصرفات التي تتمادى في اختراق مفاهيم حقوق الانسان، حتى نجد انفسنا مرة اخرى نحاسب، ونتفاهم، ويتم التحقيق معنا، واستجوابنا على الشبهات، وبدون ادلة، وقرائن، ويستعينون لنا بمحامين من ورق، وتعود الادوات القديمة، مثل المروحة، والحبال وقناني البيبسي كولا، واحواض السيانيد، لتأخذ مكانها المحترم في اثاث وزارة الداخلية.

ان لافتت الحكومة الطائفية، واجهزتها، وعمليات التصفية، التي تتم وفق هذا المفهوم يعبيء المشاعر الجماهيرية، ويرسخ حقائق كانت الى وقت قريب محاولات يائسة لاثارة النعرات الطائفية، ويجعل الاقاويل عن استخدام الاجهزة الحكومية في الحرب الطائفية تميل الى الصحة.

وياتي اعلان السيد الجعفري بفتح تحقيق في الحادث علامة ايجابية، شرط التعامل معها بجدية، وليس ترويجا اعلاميا، وان تتخذ التدابير اللازمة، والصحيحة، وتقديم المسؤولين عن هذا الفعل الى الاجهزة المختصة، بادرة ايجابية لتصحيح الامور، ووضعها في نصابها الصحيح، وبداية جيدة لتطمين الجمهور، ووضع حد لسلطة وسطوة المسوؤل الحكومي، والا فسنشهد قريبا رجلا فريدا في استخدام اجهزة القمع الحكومية، وسيظهر الى الوجود... صولاغ ابراهيم الحسن... جديد.



#نبيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات المجتمع المدني ومأزق الاعتراف
- ادعموا احمد منصور وتذكروا زملاءكم في العراق
- الصحافة العراقية...نجاح العملية وموت المريض
- اسئلة لظاهرة اسمها قناة الجزيرة


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل جاسم - صولاغ ابراهيم الحسن!!