أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل جاسم - منظمات المجتمع المدني ومأزق الاعتراف















المزيد.....

منظمات المجتمع المدني ومأزق الاعتراف


نبيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:08
المحور: المجتمع المدني
    


يفرض التحول من الانظمة الشمولية الى الانظمة الديمقراطية وجود مؤسسات مساندة لحركة التحول الديمقراطي لم تكن معروفة في ظل الانظمة الشمولية. واذا كان لهذه المؤسسات من وجود فهو وجود شكلي، يكابد ليبقى، او يسقط ليعيش على بقايا ما يرمى اليه من بقايا النظام السياسي الشمولي، وليس ادل على ذلك من مؤسسات، ومنظمات المجتمع المدني العاملة تحت يد الانظمة الشمولية التي تسيطر على هذه المنظمات، وتسيرها كيف تشاء، بل وتقوم في احيان كثيرة برسم سياسات هذه المنظمات، وتعين رؤساءها، وكوادرها، وتترك لهم حرية اختيار ممارسة حرياتهم الزوجية !!

ولكن الاساس في وجود منظمات المجتمع المدني العمل التطوعي، والاختياري، للمساهمة في تقديم خدمة عامة، والاخذ بيد بعض فئات، وطبقات المجتمع، التي تعاني من صعوبات، او اختناقات، او امراض اجتماعية افرزتها مراحل الهدم المنظم للانظمة الشمولية، ولتقديم خدمة مجانية، وتحسين شروط الاداء، ومساعدة الفئات التي تقدم لها هذه الخدمة، على تجاوز واقع صعب، الى واقع افضل.

وفي التجربة العراقية،رافق ظهور مؤسسات المجتمع المدني، التحول الذي واكب تغيير 9/4/2003 ، وانفجرت موضة تأسيس الالاف من منظمات، ومؤسسات المجتمع المدني لتعبر عن كبت هائل وجد طريقه في التعبير عن نفسه بأحد هذه الطريق وبتأسيس هذه المنظمات.

والحق ان ظاهرة انفجار وجود منظمات المجتمع المدني العراقي بهذه الاعداد الهائلة، ليس اختراعا عراقيا فريدا، وهو ظاهرة رافقت العديد من التجارب التي انتقلت حديثا من تجربة الانظمة الشمولية الى تجربة التعددية، ونحت مؤسسات المجتمع المدني في العراق منحى يشبه ما حصل في مناطق اخرى من انحسار هذه الظاهرة التي انفجرت لاسباب عديدة منها: حجم فضاء الحرية التي عملت فيه، وحداثة الممارسة، فيما عرف البعض الاخر اللعبة، واعتبرها تجارة رابحة الى حين، ولذلك السبب بدأت الظاهرة في الانحسار ايضا لاسباب عديدة منها: ان عمل هذه المنظمات الذي هو بالاساس عمل تطوعي، ومتعب، ويحتاج الكثير من الوقت، والكثير من الجهد، لاثبات الذات، واقناع الاخر برسالة المنظمة اضافة الى انحسار مصادر التمويل.

وحتى المنظمات التي تبقى وتواصل عملها وتحاول ان تطور من امكانياتها فهي تصطدم بعقة اخرى منها عدم الفهم الكامل لطبيعة عملها سواء من الجمهور الذي تعمل هذه المنظمة في اجواءه، او من بعض وسائل الاعلام التي يكون فهماه قاصرا عن طبيعة اهداف هذه المنظمات مما يساهم في اعاقة وصول الرسالة بين المصدر الذي هو المنظمة والمستقبل الذي هو الجمهور.

قبل ايام اطلعت على نشاط منظمة عراقية، تعمل في مجال مراقبة الانتخابات، وهي منظمة(عين العراق) وفي التعريف المرافق للمنظمة الذي وصلني لبريدي، فهي منظمة عراقية مستقلة لا ترتبط بأي حزب، او تيار سياسي، وهدفها مراقبة الانتخابات لضمان انتخابات حرة، ونزيهة، لضمان نتائج سليمة، تعبير عن التوجهات الحقيقية لجمهور الناخبين.

وحمل البيان بين طياته معلومات تشير الى تطور هذه المنظمة في خط تصاعدي، فيشير البيان الى ان المنظمة راقبت الانتخابات الماضية بتسعة الاف مراقب، والاستفتاء على الدستور باكثر من عشرة الاف مراقب، وهي تستعد – حسب البيان- الى نشر خمسة عشر الف مراقب بمشاركة اكثر من 210 منظمة من منظمات المجتمع المدني العراقي المستقلة.

ان وجود مثل هذه المنظمة او المنظمات العراقية الشبيهة بها تقدم خدمة كبيرة لانها تؤشر على جميع الاخطاء، والتجاوزات، والخروقات، التي تقوم بها الاحزاب المشاركة في العملية الانتخابية، واذا ما شعرت هذه الاحزاب بوجود مراقبين نزيهين يقومون بعملهم بحياد، وموضوعية، وفق معايير دولية فسيشكل ذلك رادعا مهما لهذه الاحزاب في ما لو حاولت الضغط بالترغيب او الترهيب على الناخبين ليغيروا قناعاتهم.

كما تمارس مثل هذه المنظمات (عندما تؤدي عملها في مجال المراقبة) دورا في الضغط على الحكومة من اجل منعها من التلاعب بنتائج الانتخابات، ذلك ان السلطة او الحكومة تميل الى ان تمارس هذا السلوك العدواني بسسب طبيعتها في امتلاك مصادر القوة، والسطوة، التي ليس من السهولة التخلي عنها، واذا ما اردنا الاستطراد فنقول ان احساس الناخب في ظل وجود منظمات المراقبة على الانتخابات سيكون احساسا مغايرا، كونه يشعر ان هناك جهات تدافع عن حقه، وتحمي هذا الحق من السرقة، وتدعمه وسيشعر هذا الناخب بقوة وهو يدلي بصوته دون خوف لان هناك من يحمي قراره.

واعتقد جازما ولكل تلك الاسباب ان عمل مثل هذه المنظمات الحقيقية الوجود( التاكيد على وجودها الحقيقي لفرزها بين كم ولج مجال العمل التطوعي لغرض الاستفادة) عمل كبير، وخلاق، ويحتاج الى الدعم المعنوي، قبل الدعم المادي، لحجم الخدمة الكبير الذي تقدمه للمجتمع، فمنظمات المراقبة في دول اوربا الشرقية التي تحولت الى الديمقراطية، لعبت منظمات مراقبة الانتخابات فيها دورا مهما في مراقبة العملية الانتخابية، وتزويد الجمهور بحقائق وخفايا هذه العملية، وتكررت ذات التجربة في اندونيسيا عندما اعلنت منظمة مراقبة الانتخابات (L B 3ES) عام 2004 خسارة ميغاواتي في الانتخابات، وفوز سيسيلو، قبل اعلان النتائج رسميا من قبل الحكومة، او الجهات المعنية الاخرى، وتأسيسا على نتائج هذه المنظمة هنأت ميغاواتي غريمها، واعترفت بخسارتها في الانتخابات،

ان مثل هذه الثقة والمصداقية التي تتمتع بها منظمات مراقبة الانتخابات في هكذا دول، جاءت بعد عناء طويل، وعمل دوؤب، بمهنية وحرفية عاليتن، لان اي خلل او خطأ او فروقات في نتائج الفرز يمكن ان يودي بمستقبل، وعمل، ومصداقية هذه المنظمات.

ان منظمات المجتمع المدني التي تراقب الانتخابات تلعب دورا حاسما في دفع المشاركين للقبول بنتائج العملية الانتخابية، وتساهم في نزع فتيل النزاعات المسلحة المحتملة، والتي يمكن ان تنشأ بسبب اعتراض هذه الجهة، او تلك، فتساهم هذه المنظمات في مشروع السلام الوطني من خلال قول كلمتها الفصل في اجراءات العملية الانتخابية، وبالمقابل تلعب هذه المنظمات الكبيرة والصادقة في عملها دورا في القيام بحملات مدافعة وتتبع برامج، لحشد الرأي العام ازاء اي عملية انتخابية مزورة، او باطلة، حرصا على مسار وتوجهات الناخبين وضمانا لعدم سرقت اصواتهم.

وهنا يمكن ان نساهم في تحويل منظمات المراقبة ومنها منظمة عين الى قوة فاعلة، ولكن مثل هذا المشروع يواجه صعوبات عدة منها: عدم فهم طبيعة الدور الذي تلعبه هذه المنظمات من قبل الصحافة المحلية بسبب عدم فهم الصحافة لدور هذه المنظمات وبالتالي تواجه صعوبة هي الاخرى في نقل اهمية هذا الدور الى الجمهور بالاضافة الى الوضع الامني المتردي في عراق اليوم وعدم معرفة الجمهور بمثل هذه الظاهرة الجديدة عليه.



#نبيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادعموا احمد منصور وتذكروا زملاءكم في العراق
- الصحافة العراقية...نجاح العملية وموت المريض
- اسئلة لظاهرة اسمها قناة الجزيرة


المزيد.....




- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...
- مفوض الأونروا يحذر من خطط إسرائيل لحل الوكالة: تقوض قيام دول ...
- الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة
- والدة أمير قطر تلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاج ...
- منظمات حقوقية تنتقد قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروب ...
- تعليق أمريكي على إقرار قانون مكافحة البغاء والمثلية الجنسية ...
- هل تصدر -الجنائية- مذكرات اعتقال بحق -نتنياهو- و-غالانت- هذا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل جاسم - منظمات المجتمع المدني ومأزق الاعتراف