الهائم27

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 19:11
المحور: الادب والفن
    

(الهائمون الثلاثة)
مراد سليمان علو

سهر الهائمون الثلاثة ليلة العيد مع القمر يناجونه، وفي الصباح، هرب الجبناء، ولمّا جئت أعاتبهم قالوا: "إنه فرمان الشمس يا صديقنا!".
الهائم الأول: ابتلعنا الطعم للمرة الرابعة والسبعين، وها نحن، كلّ يوم، نبلع طعما جديدا، ولكن هنالك مشكلة لاتزال قائمة!
الهائم الثاني: العذاب هو المشكلة، فهو خبز تنانيرنا الطينية اليومي!
الهائم الثالث: لست مثلكما فلقد رجعت للتدخين الشره، وشرب العديد من أكواب الشاي والقهوة عند ممارستي طقوس القراءة والكتابة، وعندما يطلب مني التحضير لتناول وجبة طعام أكتفي بتناول الخمر، وما نهضت من نومي حتى حمدت السموات على فرمانها!
الهائم الأول: استيقظت فجرا فرأيت الخيمة مستيقظة تنتظرني لتسلمني دور الحراسة!
الهائم الثاني: لأجدّد نزوحي من هذا المخيم أحتاج إلى عيون عسلية أختبئ فيها لتهاجر بي!
الهائم الأول: في الصباح بدلا أن أتفقد ورودي أنتظر قدوم أسراب الغربان المهاجرة ـ أحببت الغربان فقط لأنها تتجه جنوبا صوب شنكال ـ .
الهائم الثاني: ينزل الفجر على صدري لا ليزيل همّ الليل بل ليزيد عذاب النهار .
الهائم الأول: لا تأمٌل قبل الغروب! أتساءل إلى أين ولّت الشمس ـ هل نزحت هي الأخرى ـ .
وقبل أن يهمّ الهائم الثالث بالكلام قلت: في مطلع الثمانينات كان جار لي يحاول أن يبيع كومة تبن له لأعرابي وقد جمعها وقت الحصاد، فدنت منه امرأة تطلب منه أن يبيع كومتها أيضا، وليصرفها عنه قال لها الرجل: "إن لغتي العربية بالكاد تكفي لبيع تبني،" وبذكر جيراني الطيبين كان اصدقائي الهائمين قد اختفوا عن ناظري ثانية.

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل