أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابو حذيفة الأهوازي - نشاط المشعشعين في أهوار العراق














المزيد.....

نشاط المشعشعين في أهوار العراق


ابو حذيفة الأهوازي

الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 23:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تأسست الدولة المشعشعية على يد ( محمد بن فلاح بن هبة الله ) عام 1436 م ، إذ لقب بالمشعشع الذي يمكن ربطه بالمعتقدات السائدة لدى سكان جنوب العراق الذين يعتقدون ان وجوه من ينتمون لسلالة الرسول تشع نورا ، أما تلقيبه بالمهدي فيرى بعضهم انه مرتبط بدعوته التي أدعى فيها أنه المهدي ، فيما يرى رأي آخر انه لا يعدو ان يكون لقبا شعبيا ارتبط بما اعتقده الناس عن كثرة كراماته وسعة علمه نظرا لدراسته في حوزة الحلة العلمية ، ما جعل الناس يلتفون حوله ويساندوه بالمال والرجال حتى تمكن من بسط سيطرته على هور الحويزة والمناطق المحاذية له في الجانبين العراقي والإيراني خلال فترة حكمه التي دامت إلى عام 1466 .
وقد ضعف حكم المشعشعين بظهور الصفويين في إيران الذين تمكنوا في عام 1509 من السيطرة على الحويزة وإخضاعها للحكم الصفوي ، فكان أن أصبح المشعشعين تابعين لهم ، لكن هذا الأمر لم يستمر إلا فترة قصيرة ، فما أن حكم ( المبارك بن عبد المطلب ) في عام 1589 م حتى بدأ حملة لإستعادة استقلال دولته و طرد الصفويين من بلاده ، فيما تحالف خلفاءه مع البرتغاليين الذين كانوا يسيطرون على مياه الخليج العربي ، وقد اعترفت الدولتين الصفوية والعثمانية بإستقلالهم في معاهدة زهاب التي عقدتها الدولتان عام 1639 م ، إذ يبدو ان وراء ذلك رغبة الدولتين في إيجاد دولة حاجزة تمنع ما يجري بينهما من احتكاك يؤدي إلى نشوب الحروب وإراقة الدماء .
لقد كان للمشعشعين علاقات قوية مع السكان القاطنين في اهوار جنوب العراق ، إذ يبدو ان لذلك علاقة باستراتيجيتها الدفاعية ، إذ كان عليها ان تحمي حدودها الغربية من جارها العثماني ، ولأنها لا تستطيع ذلك لوعورة الأرض وصعوبة ابقاء قوات قتالية ثابتة ، فقد اعتمدت على سكان العشائر من أهالي المنطقة التي يمتهن كثير منها تربية الجاموس ، وقد ضمت قائمة العشائر الموالية لها أو التي كانت لها معها علاقات متينة تارة وهشة تارة أخرى ، مجموعة كبيرة من العشائر منها : آل غريب وبني لام والهليجية و كنانة والشويلات والكوالبة والسودان وعكيل وبني عكبة والكرعان والحمران وغيرها ، فضلا عن بعض الشخصيات العشائرية مثل حسين خليف العمار العكيلي وغيره .
أما زوال نفوذ المشعشعين فقد بدأ في اللحظة التي تغيرت فيها سياسة الدولة الإيرانية بعد سيطرة نادر شاه الأفشاري على السلطة ، الذي ما أن أستتب له الأمر حتى سعى لمد نفوذه إلى المناطق المجاورة ، إذ توجت حملته ضد الدولة المشعشعية بإحتلال الحويزة وقتل حاكمها ( محمد بن عبد الله المشعشع ) عام 1732 م ، لكن ذلك لم ينهي حكم الدولة المشعشعية بل ساهم في إضعافها الذي جعل بعض العشائر تتمرد عليها لا سيما بعد أن أخذ الأتراك ينشطون في المنطقة مستعينين ببعض القبائل الموالية من بينها بعض القبائل التي وفدت من نجد ، ما ساهم في مد النفوذ العثماني إلى مناطق لم يكن لهم نفوذ فيها ، أما أهم القبائل التي أثرت في مجرى الأحداث قبيلة كعب التي تمكنت من مد نفوذها إلى مناطق حكم المشعشعين إذ جرى ذلك على مدى عقود عديدة وصولا إلى عام 1888 م الذي شهد انتهاء حكم آخر الأمراء المشعشعين ( مطلب الثاني بن نصر الله )
لقد ادى انهيار دولة المشعشعين إلى حدوث تغير في الزعامات العشائرية صاحبه تغير في مسمياتها التي حملت اسم اكبر العشائر الموجودة في نطاق نفوذها ، فكان ذلك إيذانا بظهور عشائر جديدة لم يعد في ذمتها أي ولاء غير الولاء لساداتها وزعمائها ، الأمر الذي ساهم في نمو العشائر وسيطرتها على مناطق كبيرة في منطقة النفوذ السابقة للمشعشعين .

المصادر
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/ مادة الدولة المشعشعية
2- لقاء خاص مع الأمير طالب بن مولى بركات الأمين العام لعشائر السادة الموالي المشعشعين



#ابو_حذيفة_الأهوازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابو حذيفة الأهوازي - نشاط المشعشعين في أهوار العراق