أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ السليم الحمدان - قصيدة حروف ظمآى للشاعرة عليا محمد علي ........نخلة متجذرة في الإبداع شاهقة إلى الطموح كثافة إبداعية........قراءة نقدية















المزيد.....

قصيدة حروف ظمآى للشاعرة عليا محمد علي ........نخلة متجذرة في الإبداع شاهقة إلى الطموح كثافة إبداعية........قراءة نقدية


حافظ السليم الحمدان

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


............ في كل إبداع تدهش الأديبة المبدعة عليا محمد علي القراء
في قصيدتها ( حروف ظمآى ) تدهش القارئ بحروف غيث تهطل لتنبت إبداعا متميزا منفردا استثنائيا
صور بلاغية غزيرة تهطل بمستوى عال جدا، تتعدد وتتنوع ، ومنها مثالا لا حصرا : حروف ظمآى، تحتضر، البعد يقتل شوق الحروف، وأطارد الأشباح ، والانفعالات التي في القلب ثكلى تعتصر .....الخ
هذه الحروف ليست حروفا تكتب على السطر وتقرأ فقط..... لالالالالالا..... بل فيها مولد وحياة، لها صمت، في كل حرف قصة _ كما قالت الأديبة_ ، للكتابة دم يحصن القلعة، وبه تنتصر ........... الخ
هذا ليس حرفا عاديا إنه حرف ينبض نبض الحياة، حرف اختزل ويختزل قصة إنسانية، هذا حرف نوراني يتم اختزاله في قصيدة تتألم، وتتكلم، وتصمت، وتشتاق، وتنتظر ، وتكتم، وتحزن ، وتفرح ، وتخاف، تقاوم الخوف وتطارد هي الأشباح ، و تعزف سمفونيات لم يسمعها أحد قبلا، ولم يعزفها أحد من قبل، وربما لن يكون من بعد ! .......
أربعة وثلاثون فعلا في القصيدة : الفعل المضارع : اثنان وعشرون فعلا ، والفعل الماضي أحد عشر فعلا ، وفعل أمر واحد ويرى الناظر في الأفعال الماضية أنها تتحدث عن سياق حدث لكنه لم ينته بل نبضه حي قائم، ولعل هذه الأفعال جاءت لتعطي إيقاعا دراميا متسلسلا ليروي قصة مختزلة، فيها قصص مختزلة ، أما فعل الأمر ( قم ) فهو دال على ذاته بذاته فكيف إذا كان في سياقه الندي كالفجر الذي طر . تتراوح الأفعال بين الحركة واللون والصوت والصورة وتفصح عن الحياة بما فيها من تفاصيل. يمكن القول إن الإبداع عند الأديبة يتمثل بكيفية اختزال الحياة واقتصادها وتكثيفها في قصيدة مختزلة مقتصدة مكثفة غزيرة كغزارة الغيث إذا انهمر، متدفقة العواطف كتدفق شلال في عز شباب الشتاء.
استهلت الأديبة قصيدتها بجملة اسمية محذوفة المبتدأ وتقديره ( حروفي ) دل عليه السياق اللاحق، ولعلها في ذلك لفتت انتباه القارئ إلى القادم، لا بل جذبته منطقيا إلى متابعة القصيدة، وهي بهذا حققت أول خطوة تفاعلية للمتلقي مع النص. بلغ عدد الجمل الاسمية في القصيدة 18 جملة يتقدم في بعضها الخبر على المبتدأ حسب مقتضى السياق المتدفق بلا تكلف، ويمكن القول إن هذا يسهم في إحداث حالة كيميائية تفاعلية بصورة أعمق بين النص وقارئه .
الضمائر في القصيدة : برز ضمير ( الأنا المتكلم ) أكثر من غيره، حيث بلغ 37 ضميرا ما بين مستتر ومتصل ومنفصل ، ولعل هذا يعمق ذاتية القصيدة وربما ذاتية الشاعر ، أما ضمير المتكلم المشير إلى الاثنين فجاء 3 مرات في الكلمات الآتية: (وصالنا ، لقائنا ، خاننا ) ، أما ضمير الغائب فجاء 17 مرة بين متصل ومستتر ، ولعل هذا يعمل على إطلاق الذاتية من إطارها الخاص إلى ميدان الموضوعية مع الحفاظ على الذاتية وخصوصيتها، وذلك بسبب غلبة ضمير أنا المتكلم بأشكاله الثلاثة السابقة الذكر ، أما ضمير المخاطب فجاء مستترا 3 مرات، تحديدا الضمير المستتر ( أنت ) من خلال الكلمات الآتية: ( قم ، تبقى ، تنتظر ) وفي هذا دلالة على قصدية استتار المخاطب وخصوصيته .
الأمر الواضح في هذه القصيدة يتمثل بأنه يغلب فيها صوت الذات ( أنا الفرد ) لكن السؤال هنا : هل أنا الفرد هي أنا الشاعر ، أم أنا الأنثى ، أم أنا الإنسان .....الإنسان الذي يحيا أدق تفاصيل الحياة بكل تفاصيلها ؟! يمكن القول إن عبقرية القصيدة تكمن كمونا مكنونا في أنها خرجت من أنا الإنسان ( الذاتية ) إلى أنا الإنسان ( الموضوعية ) واختزلته بعمق بليغ وسبرت أغواره ......
الأسماء في القصيدة : بلغت 72 اسما على وجه التقريب، غلب عليها صيغ الجمع، وفي هذا دلالات كثيرة منها : أن الأسماء بحد ذاتها دالة على الأفعال ، وأنها دالة على الصفات ، وعلى الأحوال ، وأنها تختزل الكثير الكثير من المعاني والمرامي خاصة أن هذه الأسماء جاءت أسماء لأشياء متنوعة منها ما هو في إطار الحقائق، ومنها ما هو في إطار المتخيل ، ومنها جاء في إطار المكان، ومنها في إطار الزمان، والإنسان ....الخ
أما أسماء الإشارة فجاءت على النحو الآتي ( هذي حروفي ) تكررت مرتين ، ( هذا ) وجاء في موضعين : (مازلت أجهل
صمتها
وأطيل في هذا
النظرْ )
هذا حبيبي (
بالنوى
قتل الحروف وما شعر )
التساوي في العدد وانفراد المشار إليه في الحالتين : ( وأطيل في هذا النظر ) والأديبة تقصد هنا صمت الحروف وهنا تتفق مع هذي حروفي من حيث المعنى، وانفراد اسم الإشارة في السياق الثاني في قول ( هذا حبيبي ) وبناء عليه تصبح المعادلة ثلاثة اتفاق مقابل واحد تميز وانفراد لفظا ومعنى، ولعل في هذا دلالات واضحة ودالة أيضا . وهذا الانفراد ل ( هذا حبيبي ) لفظا وعددا، اتفق تماما واتسق وانسجم واندغم مع النداء الوحيد الذي جاء في القصيدة في قول ( يا صب قم فالفجر طر ) والدلالة واضحة التأويل معنى ومبنى، ظاهرا وباطنا .

أما الناظر إلى هيكل القصيدة المعماري فيرى أنه هيكل منتظم _على الأغلب_ يخلو من التعقيد وتكمن جماليته في السهولة والانتظام، ولعل صورته أقرب إلى أن تكون صورة البرج الشاهق جدا، أو نخلة شاهقة متجذرة في آن واحد ولعل هذه الصورة هي الأقرب، وفي هذا دلالة يفصح عنها الهيكل المعماري وتفصح عنها القصيدة بما فيها، تتمثل بإرادة لا أقول عنها حديدية بل ماسية راسخة شاهقة .
أما الإيقاع الموسيقي فيلحظ أن نغمه مغنى بتلقائية وجمالية نابضة، كأنك تحس أن الإيقاع يغني نفسه ويعطي للمتلقي تلقائية الدندنة والتلحين، قصيدة من وتر عازف ماهر معزوفة معزوفة على أوتار لحن.

لا أتصور أن الحروف التي بلغ عددها في القصيدة 604 حرفا ، هي حروف ظمآى !!!! كيف ذلك ؟! والقارئ يلحظ أن في كل حرف حكاية وفي كل حكاية في العبارة قصة ، وفي كل عبارة في السياق رواية لا بل روايات ، ونبض ونغم وشجن، وفي كل ذلك يبرز الصراع الفني ليبلغ في القصيدة مبلغا ينتهي بدرامية متسقة. ال 604 حرفا، ظاهرها وباطنها متسق منسجم مع معادلات التضاد والتعاكس ومنها : الظمأ والارتواء، الغيث والمطر، الأمل واليأس، الاحتضار والحياة، النزاع والنبض، الموت والميلاد ....الخ تتفاعل تفاعلا كيميائي بمنطقية فيزيائية تقوم على الفعل وفعله، ورد الفعل وفعله ، ولا يقف هذا عند النص وذاته، أو عند النص ومبدعه، أو عند النص ومتلقيه ، أو عند النص ومعناه ، أو عند النص وتشكيله الفني ، لالالالالالالا ، بل يجمع ذلك كله برمته وتفاصيله، بسبك شعري درامي متدفق النبض .
عليا محمد علي هذي حروف ليست بظمآى ....اسمحي لي _ لالالالالالا........... هذه حروف من معين لا ينضب، من سحاب محمل بغيث يسقي فينبت الجمال والرؤى، حروف تروي الظمآى للإبداع الحقيقي، بكل بساطة أبدعت وجددت ......أنت ظاهرة إبداعية ......وإبداعك يجب أن يترجم ويدرس ........دمت ودام نبض حرفك.



#حافظ_السليم_الحمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ليل الشتاء ثائر ................
- يا صاحبي .......إنها ليلى ...........
- قصيدة ....فنانة أنت !......
- عذرا .................
- الأديبة عليا محمد علي والاتجاه إلى إبداع مختلف .....في الطائ ...


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ السليم الحمدان - قصيدة حروف ظمآى للشاعرة عليا محمد علي ........نخلة متجذرة في الإبداع شاهقة إلى الطموح كثافة إبداعية........قراءة نقدية