أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ السليم الحمدان - الأديبة عليا محمد علي والاتجاه إلى إبداع مختلف .....في الطائر المتجه غربا _ قراءة نقدية .















المزيد.....

الأديبة عليا محمد علي والاتجاه إلى إبداع مختلف .....في الطائر المتجه غربا _ قراءة نقدية .


حافظ السليم الحمدان

الحوار المتمدن-العدد: 5070 - 2016 / 2 / 9 - 16:44
المحور: الادب والفن
    


الأديبة عليا محمد علي والاتجاه إلى إبداع مختلف .....في الطائر المتجه غربا _ قراءة نقدية .
الجزء الأول
الشكر الجزيل الموصول مقدما للحوار المتمدن وللأديبة الكبيرة الأستاذة عليا محمد علي لما يقدمانه من جواهر نادرة وبعد : سأقدم هذه القراءة النقدية المتواضعة، تحليلا لمنجز أدبي من منجزات الأديبة المبدعة عليا محمد علي ، ويمكن القول إنه يستحق القراءة ويستحق أكثر .....بداية لن أناقش عنوان القصة الآن بل سأناقش التقنيات الفنية وكيف تمكنت الأديبة من أدواتها في صنع عمل أدبي جمالي متميز متفرد كتميز الطائر الذي غرد خارج السرب متجها إلى غير وجهة فتفرد وتميز بخروجه عن المألوف.
كما هو معلوم لدى الكثير من القراء والمهتمين بالشؤون الأدبية والنقدية والثقافية أن إبداع الأديب والمبدع الكبير وليم شكسبير تمثل بتوظيفه للتراث في أعماله الإبداعية .....وتميز الكثير من المبدعين في ذلك ولا مجال لذكرهم ، وما ذكر شكسبير إلا مثالا دالا لا حصرا وقصرا . يبدو الحس الشكسبيري _ إن صحت العبارة _ في قصة الأديبة عليا جليا في توظيفها لكثير من العناصر التراثية وبأساليب مختلفة ومن ذلك : أولا التراث الشعبي : حيث استدعت الأديبة جدة البطلة لأبيها وهنا رمز الماضي الجميل بما فيه من جماليات بسيطة وتداعيات للذكريات التي يتمنى كل إنسان أن تعود تلك الحياة البسيطة الخالية من التعقيد .......واستدعت _ موظفة_ عادة في التراث الشعبي وهي قراءة الفنجان والتبصر فيه في محاولة لكشف طريق المستقبل ذلك المجهول الذي يشكل أرقا وقلقا وحبا وخوفا في آن واحد للإنسان.
ثانيا توظيف الحدث التاريخي : طعن بروتوس لصديقه قيصر حيث جاء في القصة على لسان البطلة (ويستطيل الصراخ مدبباً كخنجر بروتوس الذي يطعن بكل حنان العالم .. قيصر ! ) وفي هذا الحدث الكثير من المعاني واستدعت على لسان البطلة شخصية ماري أنطوانيت وكثفت قصة إعدامها حيث جاء ذلك في أنطوانيت (! لست أعجز من ماري انطوانيت التي سلمت عنقها الجميل لحدّ الشفرة بلا اعتراض ! ) وهنا انزياح صادم للمتلقي فالبطلة عدت ماري جريئة في تقديم نفسها إلى الإعدام والبطلة أجرأ !
ثالثا: توظيف موروث إنساني معلوم في كل الديانات وهو كنوز سليمان حيث جاء التوظيف بقول البطلة (! فاغرة فاه كهوفي السرّية المليئة بكنوز سليمان ) ..... وهناك نقطة أخرى تمثلت بالتوظيف لكن ليس للتراث بل استلهمت النص القرآني وقامت بتضمينه على لسان البطلة وجاء ذلك في قولها فلطالما كان الحرف داري وضياعي وعصاً أهشّ بها على غنمي وعلى قطعان الهموم حين تأتي على حين غرّة ! ) ) توظيف التراث واستلهام النص دوافع يسهم في اثراء يثري الأفكار والرؤى المتعددة والمتنوعة ويضفي دلالات بليغة على كافة المستويات سواء أكانت على المستوى الفكري أم على المستوى الجمالي أم في إثراء ثقافة المتلقي أم على غيرها من المستويات ......والحديث عن ذلك يطول
الخيال العلمي في القصة : استدعت الأديبة عليا الخيال العلمي ووظفته في قصتها وظهر ذلك جليا على لسان البطلة في قولها (بفضول مركبة فضائية تقترب من زحل بدأت القراءة مستعينةً بفنجان من القهوة العربية الثقيلة كي ينبهني حين أغرق في غيبوبة الحرف فلطالما كان الحرف داري وضياعي وعصاً أهشّ بها على غنمي وعلى قطعان الهموم حين تأتي على حين غرّة ! ) وربطت هذا الخيال بالموروث الشعبي وباستلهام النص القرآني ولعل هذا يكشف عن الخيال المحلق الذي يطمح لكشف المجهول وحب المعرفة والمستقبل مع قراءة للماضي والحاضر معا واستنادا عليهما ، ومما أكد ذلك أيضا استدعاء فيلم الخيال العلمي ماتريكس الذي يتمركز في جوهره في محور ( المنقذ ) وجاء على لسان البطلة ( وسنين غفلتي تبدو مرتبة أمامي كمصفوفة ماتريكس تأمرني بمغادرة خطوطي الى كوكب أخر يأخذني اليه الحلم بمفتاح الأمل الذي كنت أعلقه بسلسلة في عنفي تتدلى على صدري طيلة الوقت ولم .. أنتبه ! ) حيث ربطت بوضح بين الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل الذي يشد البطلة أكثر.
الشخوص : البطلة و هي الشخصية المركزية والمحورية والرئيسة وهي نفسها صوت السارد وهنا تبرز الذاتية ( أنا الفرد ) في القصة، ترسم الأديبة ملامح نفسية البطلة وطباعها من خلال السرد ، ويبدو أنها في غاية الجمال الروحي وغاية الصفاء والنقاء وما أفصح عن ذلك كثرة التشبيهات البالغة الجمال المعبرة، والتدفق غير المحدود من الكلمات المحلقة في فضاء غير محدود من الجمال، ويبدو أن الأديبة اتقنت رسمها بتميز وأجرت على لسانها السرد بعفوية جمالية ......وهي إنسانة الحرف والكلمة قراءة وكتابة عاشقة لهما حد الشغف والهيام فالبطلة ترى أنهما الملجأ من هموم الحياة ، تجد فيهما نفسها وكيانها ووجودها، وتجد فيهما حياتها بحلوها ومرها، وتجد فيهما حياة من نوع آخر حياة ملائكية محلقة. ........القراءة والكتابة كانت حياتها فخطفتها من الحياة وواقعها وروتينها وسلبتها ذلك سلبتها أن تعيش كما يعيش الناس العاديون إلا أنها لم تتب عن هيامها ولن تتوب وبذلك تفردت وتميزت عن قريناتها كما تفرد الطائر عن سربه باتجاهه.
أما الوصف المادي الملموس للبطلة فلم تصفه الأديبة وصفا مباشرا إطلاقا بل جاء تلميحا وذلك من خلال تخيل البطلة بأن نقطة الزيت التي في منشفة الاستحمام تخاطبها بلوم حاد رقيق فالبطلة على ما يبدو جميلة جدا على الرغم من كل همومها .......وكذلك ما جاء في وصف البطلة للقرط المتدلي على عنقها وتماهي البطلة مع ماري أنطوانيت الجميلة بل إنها تفوقت عليها في جرأة الجمال .......هذا التلميح البعيد يجعل المتلقي يعمل خياله مرات ومرات لا يصل إلى تجسيد صورة بطلة كالبيلسان أو غير ذلك بل كي يرى عجيب التمازج والنقاء والصفاء بين الجمالين : جمال الروح والجمال المادي الملموس فكلاهما تماهى حد الاندغام والاتساق والتناغم فالروح جسد والجسد روح بهذا التماهي العجيب ! الشخصية الثانية التي أخذت مساحة في السرد هي شخصية الرجل : وهو مجهول هنا غير معلوم الملامح لا اسما ولا رسما، في حديثها عن الرجل الكوكب، أو الكوكب الرجل بمداراته وهو زحل الذي يمثل إله الزراعة والحصاد عند الرومان وحلقاته من الجليد والغبار
ويبدو أنها اختارته لأنه يمثل البرودة وعدم وضوح الرؤية وعدم الثقة، وهنا نقطة توتر تؤدي بالقارئ إلى كثير من الاحتمالات، وكثرة الأسئلة التي يفوح منها عطر الدهشة تحقق عنصر الدهشة بصورة أعمق مما يحقق عنصر التشويق والبحث .....ويمكن القول إن الأديبة احترمت عقل المتلقي وأشركته في القصة كي يبحث عن المجهول بصوره وتنوعاته ويمكن القول إن هذا الرجل الذي دارت البطلة في مداراته هو الذي سبر أغوار روحها وفكرها وأفكارها وعقلها وفهمها بجرة قلم فشبهته بزحل بمداراته وكشفت هي عنه وعما يحمله من مشاعر، ويبدو هنا أن الالتقاء بينهما التقاء نوعي في كل مكوناتهما الروحية والفكرية والشعورية، التقاء ناتج من الكتابة.
الشخصيات الأخرى تم الحديث عنها في سياق توظيف التراث ( الجدة للأب ...... بروتوس و قيصر ......ماري أنطوانيت ...... السياب ) وجاءت هنا باعتبارها رموزا محملة بدلالات تمطر معان غزيرة.



#حافظ_السليم_الحمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ السليم الحمدان - الأديبة عليا محمد علي والاتجاه إلى إبداع مختلف .....في الطائر المتجه غربا _ قراءة نقدية .