أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - تحية عروبية للشعب الجزائري














المزيد.....

تحية عروبية للشعب الجزائري


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفل الشعب الجزائري البطل بالفريق الفلسطيني لكرة القدم؛ ثمانون ألف مواطن جزائري يحتشدون في ملعب 5 يوليو.. زحفوا من مُختلف المدن والقُرى الجزائرية، احتفالاً بالفريق الفلسطيني.. مشهد مُؤثر يُعبر عن أصالة الشعب الجزائري ومواقفه العروبية المُلتصقة بالقضية الفلسطينية، ليس غريبًا على الشعب الجزائري أن يقف موقفاً كهذا شعب المليون شهيد، الذي قدّم التضحيات الغالية لنيل الاستقلال وهزيمة الاستعمار الفرنسي. ليس غريبًا على الشعب الذي أنجب الأبطال والقادة العظام أمثال جميلة بوحيرد، وأحمد بن بيلا وهواري بومدين، وملايين الجزائريين الأحرار الذين سطروا بنضالاتهم وتضحياتهم أروع القصص والبطولات. تناقلت وكالات الأنباء أن الاحتفالات بدأت منذ وصول الفريق الفلسطيني إلى مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائر، ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صور الجماهير الشعبية وهي تستقبل اللاعبين بالهتافات والزغاريد، وتتنقل معه في زياراته بالمدينة. يُقدم الشعب الجزائري درساً جديدًا، ومشهدًا عروبياً قومياً مميزًا، إنّ تكريم الفريق الرياضي هو تكريم لشهداء فلسطين، تكريم للصحفي محمد القيق ورفاقه الأسرى، الذي يواصل اضرابه عن الطعام منذ 88 يومًا رافضًا تقديم أيّ مساعدة طبية. هذا الاستقبال يحمل رمزية نضالية من شعب وفي حظي بدعم الأمة العربية في نضاله ضد الفرنسيين.

كان لمصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دور هام في دعم الثورة الجزائرية كما كان للشعب التونسي وحكومته دور مميز في احتضان الثورة الجزائرية. وفي الأردن أُطلق على أحد جبال عُمان السبعة "جبل الجزائر" وانتشرت صناديق التبرعات في المدارس والمساجد والأماكن العامة لجمع التبرعات للثورة الجزائرية، كُنّا طلابًا.. نتبرع أحيانًا بالمصروف اليومي "خمسة فلوس"، وكانت الأسر الميسورة تتبرع بالمال، والنساء تتبرع ما يتوفر لديها من الحُلي والذهب.

كان جيلنا في صفوف الإعدادية.. كنّا نقف يوميًا في طابور الصباح ننشد للجزائر، "قسماً بالنازلات الماحقات.. والدماء الزاكيات الطاهرات.. والبنود اللامعات الخافقات.. في الجبال الشامخات الشاهقات.. نحن ثرنا فحياة أو ممات.. وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.. فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا.". إلى آخر هذا النشيد الوطني الرائع الذي تربينا عليه منذ الطفولة.. كانت الثقافة الوطنية والقومية المُعادية للاستعمار ثقافة سائدة في المُدن والأرياف والبوادي في الوطن العربي.

يُعيدنا احتفال الشعب الجزائري وتكريمه للفريق الفلسطيني للزمن الجميل.. ولذكريات نعتز بها حين كانت الثقافة الوطنية والقومية تسري في عروقنا، تربت عليها الأجيال ضد الاستعمار القديم ضد القواعد العسكرية وضد الأحلاف الاستعمارية، وكان للأحزاب الوطنية "القومية واليسارية" دور ثقافي تعبوي، كانت تتناقل الأجيال القصص والحكايات عن البطولات والتضحيات التي قدمتها الشعوب العربية ضد الاستعمار، من الثورات الفلسطينية وقادتها "القسام وعبد القادر الحسيني" ويوسف العظمة قائد معركة ميسلون ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا، وعُمر المختار في ليبيا، كنّا نسمع من الرعيل الأول أجمل القصص الوطنية التي أسهمت في بناء جيل من المناضلين والثوار، ما زلت أذكر أستاذ العربي الذي كان يغرس فينا الثقافة الوطنية والتقدمية والإنسانية.. شاءت الظروف أن تَرافقنا لاحقًا في صفوف حركة المقاومة الفلسطينية، كنت اعتز به.. تتلمذت على يديه... بالروح الوطنية.

لم يكن المشهد الجزائري الوطني بالتعاطف مع الفريق الرياضي الفلسطيني الأول في حياتي؛ ففي ستينيات القرن الماضي استقبلنا الفريق الرياضي المصري في ملعب الكلية العلمية الإسلامية في جبل عمان، حين كان الملعب الرئيسي، قبل إنشاء ملاعب المدينة الرياضية، وجبل عمان كان أهم الجبال السبعة في العاصمة الأردنية.

احتفينا بالفريق المصري وبقي الجمهور يشجع الفريق الضيف على عكس التقاليد السائدة في الرياضة، وتحول الملعب بعد انتهاء المباراة إلى مظاهرة وطنية تهتف بحياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحركنا باتجاه وسط العاصمة وأطلقنا شعارات وطنية "لا درس ولا تدريس إلا بوحدة مع الرئيس" "وبدنا حكومة وطنية وأسلحة تشيكية" قبل أن تتصدى لنا قوات الأمن وتقوم بتفريقنا.

إنّ مغزى ما شاهدناه وتناقلته وكالات الأنباء عن الموقف النبيل للشعب الجزائري، ذو أهمية خاصة في هذه الأيام، فهو يشد الاهتمام والأنظار لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، وللانتفاضة الشعبية الباسلة والتضحيات اليومية التي يُقدمها شباب وشابات فلسطين وهم في ربيع عمرهم، والمعارك اليومية التي تأخذ أشكالا وصورا متعددة، في مواجهة الاعتداءات اليومية على المقدسات، والاستيطان والجدار، والإجراءات الهمجية التي يمارسها الاحتلال من إعدامات يومية للفلسطينيين بدم بارد، بدعم ومساندة وتمويل من الولايات المُتحدة وحلف الناتو، إضافة إلى التبرعات الضخمة التي تجمعها المنظمات الصهيونية ويُسهم بها المال العربي، والتي تسخر لتوسيع الاستيطان وقتل الشعب الفلسطيني، فقد وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس حوالي 650 ألف مستوطن.. تتم هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر النظام العربي الذي لا يُحرِّك ساكناً، فهو منشغل في "تحرير" سوريا واليمن، وإدخال الوطن العربي في صراعات دموية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة فهمي الكتوت في تأبين القائد الشيوعي فايز بجالي
- الأزمة السوريّة بين مؤتمري جنيف ولندن
- حوار.. حول أسعار النفط والأزمة المالية
- انهيار أسعار النفط يهدد بإشعال ازمة مالية جديدة
- أزمة الوطن العربي.. هل من مخرج؟
- موازنة السعودية تعكس حالة الاضطراب السياسي
- في وداع القائد الشيوعي فايز بجالي
- عام الرأسمالية المتوحشة
- لماذا دفعت الشعوب العربية أثمانا باهظة؟
- انحراف البوصلة السياسية عن الصراع الرئيسي
- تداعيات السياسات العدوانيَّة
- تداعيات الأزمة الروسية التركية على العلاقات الاقتصادية
- أزمات اقتصادية.. وعجوزات مالية
- نحو مقاطعة شاملة للكيان الصهيوني
- قطاع غزة.. سفينة نوح الفلسطينية
- الوطن العربي إلى أين؟
- تداعيات الأزمات السياسية والاقتصادية على البلدان العربية
- النفط والحرب.. والاحتكارات الرأسمالية
- السياسة العدوانية وراء مأساة اللاجئين
- قبة الصخرة والبتراء للترويج السياحي الصهيوني


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - تحية عروبية للشعب الجزائري