بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 15:09
المحور:
الادب والفن
75 ـــ والثقافة السّوريّة القديمة التي اعتمدت مبدأ أخلاقي تربوي " لا تشتُم إلهاً لا تعبده " قد طُمست معالمها من قبل الثقافتين : الإسلامويّة والقومويّة وعمل التيّاران " التيّار القومجي المتطرّف والتيّار الإسلاموي السياسي المتشدد " على طمس معالم حضارات شعوب الشرق الادنى القديم والتي هي حضارات المقاطع والحروف والسّفن التي تجوب موانئ البحار وضفاف الانهار واستبْدالها بالعواصف الرمليّة التي تُشكّل الكثبان الرمليّة والقائمة على ثقافة أفعال ثخذ " ثأرَ . خوْزقَ . ذبَحَ ". وأفعال طظغ "طَعنَ . ظَعنَ . غِنمَ وغزا " وأمتنا الراهنة تبقى حُبلى بالهزائم وتفريخ التكفيريين والدكتاتوريين وتطمح الامّة النظام أن يكون المولود الجديد دكتاتوريّاً عادلاً وجمهور الامّة لا زال مصرّاً على بعث الموروث الثقافي للعصر الوسيط إلى الحياة من جديد واتمنّى أن تعمل نُخب الأمّة على بعث تاريخها الفينيقي القديم الذي كان منارة للعالم قاطبة في صناعة السفن والريادة في التجارة البحريّة والابجدية والمعارف وتعدد الآلهة والاسطورة " طائر الفينيق ينتفض من تحت الرماد " . وأنّ لعبة التاريخ فعلت فعلها في مجتمعنا السوري وأدت إلى طمس الحقيقة القائلة بقدم الوجود التاريخي لحضارات شعوب الشرق الأدنى القديم " وادي النيل ــ يلاد الرافدين . سوريّا " وهذا القدم ينسجم كلياً مع الفكرة القائلة بأولوية تشكل الحياة وبالتالي انبثاق حضارات الشعوب والتي أدت في مراحلها المتقدمة إلى الدخول في عالم " الميتافيزيك ". وهذا الدخول أثمر ملاحم تاريخية عظيمة منها على سبيل المثال لا الحصر ملحمة الإينوما ايليتش "حدث في الأعالي " وملحمة جلجامش وغيرهما. وهنا لابد من الإشارة إلى ملحمة الشاعر بانياس " أدونيسيات " التي تمَّ إعدامها على يد التوحيديين وهذه الملحمة هي عبارة عن مرثيات لإله الخصب السوري أدونيس أو عليان بعل الذي قتله خنزير بريّ وهو في مشوار مسائي مع زوجه عشتار على شاطئ البحر .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟