العالَم ..!

مريم نجمة

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نقرأ ونشاهد ونستعرض الأسواق الدولية من النشرات الإقتصادية التي أصبحت تقدم لنا على طبق الصباح بسهولة طازجة ملونة منها الجامدة المتراجعة الخاسرة اللون الأحمر ( الخطر غالباً فيها ..أو الأخضر المريح ..
النشرة الإقتصادية العالمية والبورصة : الإتحاد الأوربي اليورو الدولار الينّ الروبل الدينار وووو الخ
الوضع المهلهل يهتز يتراجع ينكمش ينفرد قليلاً ليعاود الكشّ والصرّ والتأزم .
الصين : أرقام الخسائر بطء في النمو والإنكفاء يتراجع يوم وسنة بعد أخرى رغم الإصلاحات المستمرة
بعد أن كان المحللون قد تنبأو بعصر 21 عصر ( التنين الأصفر ) الصين القوية .. وفعلاً اجتاحت القارات ... لكنها توقفت بفعل الركود العالمي والأزمات الرأسمالية , والديون ( القروض ) ليس عليها , بل أقرضت العالم مئات المليارات خاصة الولايات المتحدة الأميركية !!
الحروب أنهكت العالم والدول والشعوب , وأثرت طبقة التجار وشركات السلاح والنفط والغاز والسيارات وغيرها ..
بريطانيا : وما أدراك ما وضع الجزيرة من هرم وشيخوخة معمّرة بفضل ذيلها الإمبراطوري الطويل حتى جزيرة ( الفوكلاند ) الأرجنتين ..
مع تراجع وبهتان اللون وبرودة الملكية والعرَق المتصبب عن سيطرتها المتسعة .. .
ألمانيا وصدور كتاب النازية من جديد وبدء ظهور العرِق المتعصّب عن جهدها وسيطرتها المتسعة وأسباب أخرى طارئة
وتوقف اليابان عن الركض أمام جوقات الكبار
وبقية البلدان قس على ذلك ..
العالم أصبح شبكة مصالح مالية تجارية إقتصادية متشابكة وأسواق مفتوحة ..
لم يبق سوى سوق المال والتجارة المركزي العالمي الناشط -الخليج العربي - عواصم النفط الشغّالة المكدّسة بالتيجان والذهب الأسود والأحمر والمشاريع الشاقولية دون زراعة الصحراء والقضاء على همجية رياح الربع الخالي و " الطوز" الذي خرب جهاز التنفس لدى الكثيرين من سكان المنطقة وو... ومع ذلك يهبط الميزان التجاري ويسود الأحمر اللائحة فسعر البترول في خفس دائم وتذبذب ؟!!
بطء الحركة التجارية العربية والعالمية وهبوط سعر برميل النفط لم يكن بالحسبان هل هو مفتعل أم طبيعي ؟ الله أدرى بذلك ..!
العالم مُقدِمٌ على ثورات وهزات شعبية أخرى تزيح طبقة التكلس والعفن والنخر المتفشي في المجتمعات الغربية والشرقية الفساد الطافح الكيل والتورك والتورم في الأمراض المستعصية , فالرأسمالية صنّاعة الحروب والفتن والسلاح والرقيق ..والديون .
عالم منهار من الداخل والخارج , ما زال الهيكل يتحرك فقط -

=

عندما تموت أو تترهل الأحزاب السياسية الوطنية , أو تمنع وتُحارب في أي دولة , وتغيب المعارضة الحقيقية عن مراقبة خطة وسير الحكومة وسياستها في المجتمعات الساهرة على تصحيح الأوضاع وتنفيذ الخطط التنموية , تفقد الحياة رونقها والتجدد والديناميكية الشبابية يسودها الإهتراء والخمول والتدجين .
إن عدم وجود مساحات الحوار والتواصل والمحاضرات وتبادل الأفكار والنقد البنّاء وغياب الطرح الحضاري للأفكار والرؤى السليمة ,, مع انتشار المافيات واللصوص والفساد والقمع واتساع وسيادة الجريمة والرشوات وغياب القانون والقضاء العادل , حتماً ستسود الفوضى
وينتفي عندها تجدد الشباب وتفعيل طاقاتهم الخيرة وأفكاره المبدعة الخلاقة فيضمرالحراك المدني المجتمعي والسياسي حتى الثقافي , فيسود الخراب والأزمات والصراعات , والعالم كله مصاب في هذه الأمراض الإجتماعية والسياسية الرأسمالية المزمنة أو البرجوازية الإنتهازية الجديدة ...
فالريح لا يعرف الإنسان من أين تهب ومتى تهب ومن أين تأتي وأين تذهب ...
كذلك الثورات الشعبية والإنتفاضات المفاجئة , كما ثورتنا السورية !
من كان يفكر بهذا الزلزال الشعبي في أعتى واشرس نظام أمني في العالم !؟
ومع ذلك أطفال مدرسة إبتدائية من درعا هزوا عرشه وكسروا تماثيله في يوم كان الشعب يرتجف من هذا النظام القاتل للتنفس والحياة والتطور !
فمن أراد أن يتعظ فليتعظ لا أحد أكبرمن الشعب .
فمن أراد أن يحتمي ويتقوى فليحتَمِ بشعبه وقوة موارده وطاقاته .


الدول الأوربية وروسيا والصين وغيرها الكثير .. مُهيأة لإنفجارات وثورات لا نعرف كيف ومتى , من أين ستولد وبأي أداة وطبقة وفئة يحصل هذا التغيير والنفض...!!


هل سمعتم في التاريخ كله أن دولة أمرت جيشها أن يقتل شعبه ويهجره بقوة السلاح ويدمر المدن فوق أصحابها !!؟
فمن أراد أن يتعظ فليتعظ - لا أحد أكبر من الشعب المظلوم المضطهد المستعبد .. ولا حاكم يدوم ويعمّر مهما طال الدعم الخارجي والعهر والظلم والقهروالذل ..!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل