النقاب مهين لصورة الإسلام وتحدى لشرع الله

مصطفى راشد

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 09:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

للرد على السؤال الذى ورد لنا من السيدة - ليلى محمد وهى طبيبة ، ويفرض عليها زوجها لبس النقاب ، وهى لا ترغب فى ذلك، وتشعر بضيق فى التنفس من النقاب ، بالإضافة لما قد يسببه لها من أمراض ، وصعوبة فى التعامل، والشرب والأكل فى الأماكن العامة، كما أنها تتعامل مع الأطفال، وأحيانا يصاب بعض الأطفال بالذعر من نقابها ، وهى تسأل قائلة هل النقاب فرض أو سنة --- أرجو الأجابة بوضوح ؟ للإجابة على السيدة الفاضلة نقول لها ولكل أبنائنا وإخوتنا المسلمين والمسلمات بكل وضوح وأدلة قاطعة لا لبس فيها أن
كل من يقول بأن النقاب من الإسلام ، هو بكل أسف جاهل ويكذب على الله ، وكل الأدلة التى يسوقونها غير صحيحة ، مثل حديث السيدة عائشة (ض) في قصة الإفك الذي جاء فيه عن صفوان بن المعطل قالت : ( فرأى سواد إنسان نائم ، فأتاني فعرفني حين رآني ، وقد كان رآني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ، فخمرت وجهي بجلبابي ، والله ما كلمني كلمة . . . . " إلى نهاية الحديث ، الذي أورده ابن كثير ، ورغم تحفظنا على صحة سند الحديث رغم وروده فى البخارى ، لكن لو فرضنا صحة السند فتخمير الوجه خاص بنساء النبى فقط وخصوصاً أن واقعة هذا الحديث حدثت بعد نزول آية سورة الأحزاب قوله تعالي: {يٰ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱ-;-لنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ-;- طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱ-;-دْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱ-;-نْتَشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰ-;-لِكُمْ كَانَ يُؤْذِي ٱ-;-لنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَٱ-;-للَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ ٱ-;-لْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱ-;-سْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذٰ-;-لِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ ٱ-;-للَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوۤ-;-اْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذٰ-;-لِكُمْ كَانَ عِندَ ٱ-;-للَّهِ عَظِيماً (53) أى أن نساء النبى خاصة لا يظهر منهم شىء على الرجال ولا يتكلموا مع الرجال إلا من وراء حجاب أى حاجز أو ساتر أو سور ، وإلا فأن حديث السيدة عائشة سوف يتناقض مع حديثها الأخر عن الرسول (ص) قوله يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا ) - وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ – ورغم أن سند هذا الحديث ايضا غير صحيح حيث قَالَ الأمام أَبُو دَاوُد هَذَا مُرْسَلٌ ؛لأن الراوى خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، إلا أننا لو سلمنا بصحة هذا الحديث فيتعارض الأول مع الثانى فيسقطا معاً ، فهل تغطى الوجه أم تكشفه ، ونحن على إستعداد للمناظرة فى ذلك ، ولو كان النقاب من الإسلام ، فلما قد أمر الشرع بغض البصر ، فعن ماذا سيتم غض البصر ، كما أن النقاب يسبب الأمراض، بسبب إحتفاظه برذاذ الأنف والفم من بكتيريا ، بالإضافة لإستخدامه فى النف والبصق والمسح ، فهل الله ( حاشا له )لا يدرك ذلك -- أفلا تعقلون ،لذا نحن نفتى بكل ضمير وصدق مع الله بأن النقاب ليس فرض ولا سنة ولا مستحب فى الإسلام -- وعلى كل مسؤول أمام الله وأمام ضميره وأمام الناس محاربة هذه الصورة المعادية والمهينة للإسلام ونعته بالتخلف، وعليه منع المتطرفين حماية للوطن وإنتصار لله ممن أهانوه وإزد روه .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى
ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورفض العنف
ت فيبر وموبايل وواتساب 61452227517
E- [email protected]

#مصطفى_راشد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل