أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نرجس عبد الحسن الكعبي - ارحموا حياتنا














المزيد.....

ارحموا حياتنا


نرجس عبد الحسن الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 03:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في وسط زحمة الحياة حيث الناس كل بهمه وارقه الذاتي كانت رؤى تعيش حياة هانئة مع زوج متفهم له رصيده من الحب ووظيفة جيدة مما يمكنهما العيش بسعادة .. يعود الزوج في الثانيه عشر ظهراً من العمل فيقضي في المنزل الى اليوم التالي جالساً على الاريكة يستغل وقته بالمطالعه .. أو مشاهدة الاخبار المفجعة يومياً عن حوادث جرت في هذه البلدة أو تلك ..! أيام هادئة لا تعكرها شيء وتفاهم وانسجام كحياة حلم، وفي احد الايام بينما هم على احدى الطرقات بدأت رؤى تكمل حديثها عن فوائد قيادة السيارة للنساء وتلح عليه بطريقه وديه أن يعلمها القيادة لوقت الحاجة لكنه كان يصر على أنه لا يستطيع لا لرادع ديني , ولكن للعادات والتقاليد السائدة .! يجيبها بصوت هادئ تتبعه آهات ـ سينظر لنا الناس بتعنت وانحطاط ويروني كالمهزوم او الراضخ وكما أنه لم يكن أحد من أعمامي أو ابي يفعل ما أردت الان سأكون الشاذ بنظرهم لا ريب .  وسكت وكأنه ليس لديه كلام اخر أو لم تسعفه مثالياته هذه المرة ! اما هي ورغم قناعتها بمطلبها لكنها لم تجد بدا من مجاراته السكوت  ثم تغير الموضوع , فكما قال (أنها العادات والتقاليد ) وفي أحد الايام في الساعة الواحدة صباحاً أحس الزوج بضيق بالتنفس , وألم حاد بالصدر . اضطربت الزوجة المحبة ولكنها أخفت قلقها بصعوبة بالغه .. كانت كلما تأتي له ببعض الأدوية تقول في نفسها : هذا ما كنت أخشاه يا فؤاد .. ماذا أفعل في هذا الوقت ومن يساعدني ..؟ لم يفد كل ما أعطته من ادويه فهي حالة جديدة عليه، قد سمعت عنها قبلآ ولكنها لا تعلم ماذا تفعل .! وكأن القدر قد أحالها الى لحظات الم وحزن تعوض أيام السعادة والهناء . كل ثانية تمر عليها في ذلك الوقت كدهر قاتل..  وهي تترقب وجهه المتألم الذي كانت تقرأ فيه نظرات حسرة والم , لأنه كان يعلم أنها كانت يمكن أن تساعده أذا ما وافق على طلبها في ذلك الوقت فيكون الان بالمستشفى وقد خضع للعلاج المناسب. لكنه يجيب نفسه كل لحظه (بما ينفع الندم ) وبعد أن اشتدت حالته أخذت الزوجة دفتر التليفونات واتصلت بدئاً بجيرانها لأنهم الاقرب .. ولكن لم يجب أحد .! ففكرت بالاتصال بوالدها لكنه كان يسكن ببلدة أخرى ومن البديهي أنه سيتأخر في الوصول . كان قلب رؤى يعتصر من الالم والحزن ..  تتنفس بسرعه والدموع تنهمر من عينيها وهي حائرة ماذا تفعل .؟! وبعد التقليب المستمر المتكرر للمرة الرابعة عثرت على رقم الشرطه ..فأدارت الارقام دون تفكير بمن سيجيب . فرن الهاتف .. طويلآ والزوجة تنظر بحدة واضطراب شديد .. وتتوسل بالله أن يجيب أحد وأخيراً رد ـ الووو من المتصل .. فقالت : أرجوكم زوجي مريض ولا أحد يرد على الهاتف .. ولا أعرف القيادة " واكملت وهي تختنق بعبرتها .. أنه يموت أمام عيني .. ولا أستطيع فعل شيء.. أرجوكم تعالوا لتنقذوه .. فأجابوها بتهكم أنهم الشرطه وليسوا الاسعاف..! ردت بغضب : ليس لدي رقم الاسعاف .. وأنا أحدثكم عن روح تكاد تفارق الجسد وتقولون لسنا أسعاف ! أتصلوا بالاسعاف أو المستشفى أو أي شخص أخر وتعالوا لتنقذوه. فسألوها عن مكان السكن فأجبت وهي ترتعش ثم أقفلت الخط لتعود لزوجها وتمسك يديه الباردتين وهي تزداد حرارة وتتصبب عرق وقد ملئ وجهها بالدموع .. فكانت تضع راسها بين يديها حينا فتجهش بالبكاء وهي تخاطبه لماذا ( منعتني .. لو كنت أعرف القيادة لكنت الان بالمستشفى ) تذرع الغرفة جيئة وذهابا بالم وتضرب الحائط حينا أخر . . وهي في حيرة مما تفعله ..؟ ولم تأخر الاسعاف ..! وبعد مرور دقائق سمعت صوت الاسعاف فكاد يغمى عليها .. ولكنها تماسكت بقوة .. ونقل زوجها للمستشفى الاقرب بالمنطقة .. فأخذ العلاج المناسب ولكنه .. أصيب بشلل في أحدى يديه .. جراء تأخر العلاج والمسعفين.. وأخبرها الاطباء أنه لن يتحمل نوبة أخرى مع أنه كان سيشفى لو حضر للمشفى أقرب من هذا الوقت لما حدث ما حدث . ومن وقتها صممت الزوجة أن تتعلم القيادة مهما كلفها من ثمن .. وأنها لن تراعي ـ تقاليد ـ تودي بحياة البشر وتدفنهم تحت التراب . من هذه القصة نعلم أن الضرورة والعقل يجب أن تطغى على الحياء المبتذل  والعادات والتقاليد البالية



#نرجس_عبد_الحسن_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق مبهمة
- العنف ضد المرأة يعبر عن عمق العجز الفكري والعاطفي لدى الرجل
- الرسام العراقي كرار حيدر في لوحاته. .. دافنشي يولد من جديد
- طوق الحب
- الغد أجمل
- على سبيل الحياة
- ابتسمي
- لا سقف لأحلامنا


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نرجس عبد الحسن الكعبي - ارحموا حياتنا