الهائم23

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 19:31
المحور: الادب والفن
    

(وادي الجنون)
مراد سليمان علو
يئس عقلي مني فذهب إلى وادي الجنون.
أيقن عقلي بأني لن أجيبه على أسئلته، ولكنه كان يلّح على البحث عن إجابة لها.
سأل أولا اربعة وسبعين سؤالا، فلم أجبه، فازدادت أسئلته وأصبحت تسعة وتسعين، ولم أجبه؛ فحزن لذلك وركب عناده فجعلها ألف سؤال وسؤال، ولكني لم أدر له بالا ولهذا يئس عقلي مني وذهب إلى وادي الجنون.
ولما بلغ ذلك الوادي الذي تنفر منه النفس وقف على حافته متأملا، ولم ير ما يمنعه من قضاء بعض الليالي أحيانا في عمقه.
ولما رأى الجنون رغبة عقلي في الاتحاد به خاطبه قائلا: "وماذا عن القناعة يا أخي؟"
أجابه عقلي: "وهل أوصلني إلى قلبك إلا القناعة! دوما كنت ابتغيها، ولكنها باب موصد، فقررت القفز عليها هذه المرة"، فردّ عليه الوادي: "ولكن السعادة معي ليست الكمال. فقال عقلي: "أجل، مثلما القناعة جزء من السعادة، فالسعادة هي جزء من الكمال، وليست كلها".
ضحك الجنون وهو يقول: "أهلا بك في الوادي إذن. لدي أسئلة إن أجبتني عليها قد أتسلق جبل الكمال، وأترك لك الوادي".

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل