الطلِّسم..!!

طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 20:10
المحور: كتابات ساخرة
    

الطلِّسم..!!

ويغير البعض سلوكهم وطباعهم مع تقدم العمر (احيانا) ، وفي احيان اخرى حين يصدمهم واقع مزرٍ وظروف اخرى تجبرهم على تغيير قناعاتهم وبالتالي سلوكهم ، و( احيانا!!) يندمون على ما كانوا قد ارتكبوا من اخطاء تجاه انفسهم او غيرهم ... ( ولكن!!) البعض يصر على السير في ذات الطريق الذي جبلوا عليه او يتغيروا ثم يعودون ،فجأة الى نفس السلوك السابق وكأن هناك ( فايروس) قد دفن عميقا في اجسادهم ويأبى ان يموت او يتلاشى مع الزمن ..!!!
تنحنح الشيخ شنان !! وأطلق ( مستهله ) وهو يستمع لهذه المقدمة قائلا :
ذيج السنه ..
انشغل اهل القرية بايجاد تفسير لسلوك ( ارويش!!) الذي يأبى ان يفارقه وقد تعدى عمره الخمسين عاما ...
كان الحديث في مضيف الشيوخ يتشعب وينتقل من موضوع الى اخر ثم يبرز موضوع ( ارويش ) وتبدأ التأويلات والتفاسير لفك ( طلسم) ذلك ال( رويش) ولكن عبثا يتفق الجميع على إيجاد تفسير مقنع لذلك السلوك ..
قال احدهم انها ( شارة) نذر كانت امه قد نذرت به للسيد (ابو لكّاشه) ولم توفي به ، فاصيب ابنها بذلك الداء .. !!
وقال اخر انها خباثة ضرة امه التي سرقت تلك القطعة من ( سرَّه) وألقتها في مخيم ( الكاوليه) بعد ان دفنتها امه في ساحة المدرسة !!
وقيل وقيل الكثير ...
لكن ارويش ظل مصابا بولعه بمرافقة الكاولية أينما حلوا او رحلوا منذ الصغر ..!!
كان في البدء يستأنس بحفلات الاعراس حين تجلب فرقة منهم لاحياء الحفل في القرية او في احدى القرى المجاورة .. كان ينزل الى الساحة ويراقص إحداهن وهو يهز أكتافه ببراعة تعجز الغجرية ان تجيده كما يجيده ارويش ..!!. و( احيانا) تنتابه هستيريا وهو يستمع الى صوت (ريمه الكاوليه )حين تسلطن وتطلق العنان لصوتها الشجي ب( سويحلي).. يقفز ويتناول ( دنبك) من الكاولي ويشدها لخصره ثم يروح ينقر بنشوة تحلق به عاليا ...
كثيرا ما يختفي لأسابيع وأشهر ، وهو يرافق الكاولية أينما رحلوا وحلوا ثم يعود الى القرية حين يطمئن لقرب عودتهم عقب مواسم الحصاد وحلول مواسم الاعراس ...
حين تقدم به العمر راح يستجيب لالحاح الآخرين بان يتجه الى الله ويكفر عن ذنوبه ويصلي !!
لكن صوت الطبل كان يغزو مخيلته اثناء سجوده !! يروح يحرك رأسه يميناً وشمالا وهو يردد ويكرر لازمة، بلا وعي :
( حس ادرنكه ابذاك الصوب ...)

12 شباط 2016

#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل