أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - أنا أحلم والكل يحلم أيضا















المزيد.....

أنا أحلم والكل يحلم أيضا


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 00:07
المحور: كتابات ساخرة
    


أتذكر أننى حين عرّفتكم بنفسى لأول مرة أننى قلت حرفيا: أنا عمكم أبو العربى, كاتب عجوز قد تعدى عمرى السبعين, ولكنى لن أبح لكم بكم من السنين حتى لا يظن البعض أننى قد بلغت من العمر أرزله, وما أقوله مجرد تخاريف رجل هك او بعض توهان رجل مسن لا يقدر لما يقول معنى. ومع ذلك فانا لست بهذا الكبر فلم أعاصر الخديوى عبد الشكور ولا الخديوى عبد السميع, ولم أعى فحت القنال أو هوجة عرابى ولا أدبيات عبدالله النديم. وما اتذكره أننى عاصرت جلالة الملك المعظم فاروق الاول ملك مصر والسودان فى الصغر, وأننى سرت فى المظاهرات هاتفا الاستقلال التام أوالموت الزؤام في الصيا "ولوانى لا أدرى ما هوالموت الزؤام", وعاصرت جملوكيات سلاطين المماليك الجديدة فى الشباب وحتى الكبر ـ أقصد الجمهوريات ـ فأحيانا يختلط علىّ الأمر بين الجمهوريات وعصر المماليك لما بينهما من تشابه من حيث عبرة التاريخ. فقد اتسم عصر المماليك ببقاء السلطان جاثما على عرش السلطانية حتى يقوم عليه مملوك آخر أكثر قوة ويعلقه على باب زويلة ويتسلطن بدلا منه إلى أن يُفعل به كما فَعل هو بسابقه.
وهذا أيضا ما لاحظته على عصر الجملوكيات المصرية. فقد ظل محمد نجيب فى السلطة حتى اعتقله جمال عبد الناصر وحدد إقامته بقصر زينب الوكيل, وظل حبيسا إلى أن توفاه الله. وتسلطن عبد الناصر على العرش حتى مات متأثرا بنكسة يونيو التى قضت عليه, أو كما تقول أم العربى فى خبث أنه مات مسموما بنفس السم الذى دسه للمشير عبد الحكيم عامر. بعده تسلم السادات السلطانية وظل متسلطنا حتى اغتيل فى يوم المنصة الشهير. كما ظل المخلوع ينهش فى لحمنا وعظامنا حتى انخلع بفعل الفورة الشبابية التى ركبها ألأخوان المسممين كما يُركب الحمير, وثار شعب المحروسة ثورة عارمة فاقت ثورة 1919 وهوجة عرايي, وخلعت الموكوس الذى أحال أحلامنا إلى كابوس, ويا خوفي علي السيسي إذا لم يراعي الله في الشعب, ولهفي عليه من فخفخة السلطة وجنوحه للديكتاتورية فلا يسلم من سلاطة لساننا والتنديد به كما فعلنا بسابقيه. الستم معى أنه عصر مملوكى جديد لم نخطط لبدايته ولا ندرى ما هى نهايته..!!
قلت أيضا أننى رجل حالم أى كثير الأحلام أحلم بالطبع دائما وانا نائم واحلم كثيرا وانا متيقظ وأحيانا أحلم وأنا أحلم فيختلط على الأمر فلا أدرى إذا كان ما يحدث أمامى وما أراه حقيقى أو مجرد أوهام ..! وفى هذه الأيام التى يكتنفها اللبس الغموض لا أدرى إذا ما كان ما أعيشه كوابيس أم هي أضغاث أحلام ..؟؟.
رحت أفكر فى الأمر مليا, لماذا أنا هكذا ..؟ أهو مرض وراثى أم السحلية مرت على رأسى وأنا نائم أثناء الطفولة ..؟ وهل أنا الكاتب الحالم الوحيد أم هناك مثلى الكثير ..؟ وبعد الفحص والمحص والتفكير, إكتشفت أن معظم الكتاب إن لم يكن جميهم حالمون. فعلى سبيل المثال لا الحصر: الكاتب المعروف حمدى قنديل الذى يكتب تحت عنوان قلم رصاص هو أيضا رجل حالم فهو يتصور أن كلماته التى يخطها تنطلق من قلمه كالرصاص فتصيب معارضيه فى مقتل, لدرجة أننى حين أقرأ مقالاته أضع الصفحة بعيدا عن رأسى وقلبى, توقيا لرصاصاته التى اكتشفت فى النهاية أنها رصاصات فشنك لا تضر ولا تؤذى, مجرد سبوبة يتعايش من طلقاتها. أيضا زميلنا الكاتب المهجرى أكرم سليم الذى يكتب تحت عنوان رصاصة حبر هوأيضا كاتب حالم يتصور أنه لا يحمل قلما إنما يحمل مسدسا يرش على القراء طلقات من الحبر ليصدمهم فى أفكارهم علهم يستيقظون, وعندما تعييه الحيل فى ذلك يلجأ إلى الهمز والرمز فى حمورياته فيجعل الحمار يتكلم بدلا من أن يطرينا بالنهيق, ولكن لا حياة لمن يتادى, وفى النهاية اكتشفت أن رصاصاته من الحبر الأبيض كالحليب الذى لا يؤذى ولا يضر, مجرد زغزغة لإيقاظ النائمين.
أما الشعراء فهم أيضا حالمون فعلى سبيل المثال لا الحصر, نرى عنترة بن شداد يتقمص دور الطبيب الحاصل على زمالة الجراحين البريطانية فيقول:" وسيفى كان فى الهيجا طبيبا ... يداوى رأس من يشكوالصداعَ". وشاعرنا العكروت أبو نواس يتقمص دور فرويد فى تفسير الأحلام فيقول:"رأيتك فى المنام تشُد حلّى... وتفسير المنام فيك أفش غلّى", ولم يكتف بتقمص شخصية فرويد فقط بل يعارض نظرية الجاذبية لنيوتن حين يأمره هارون الرشيد بالنوم بعيدا عن غلامه أبى طوق ويُضبط متلبثا بمضاجعةغلامه فيقول مفسرا:"هزنى الشوق إلى إبى طوق ... فتدحرجت من تحت إلى فوق". أما شاعرنا الحالم أبوالطيب المتنبى فقد جعل منهل الماء ذو مشاعر وأحاسيس إنسانية حيث قال:"إذا اشتاقت الخيل المناهل أعرضت .. عن الماء فاشتاقت إليها المناهل"
أما الساسة فكلهم حالمون طامحون بل طامعون, كل يرغب فى السلطة والجاه والصولجان, علي سبيل المثال كان السيئ الرقيص "السيد الرئيس"الدكتور الشيخ الحاج الباشمهندزمرسى العياط ذلك الاستبن الأبله الذى جاء للسلطة بالصدفة البحتة وبدون سابق إنذار وتم خلعه بمشيئة الشعب وإرادة الله, نراه رغم جلوسه على أعظم العروش منذ فجر التاريح ـ عرش مصر ـ الذى جلس عليه مينا وسنوسرت وزوسر وأحمس وتحتمس وأمنحوتب وإخناتون وحتشبسوت وخوفو وخفرع ومن كاو رع وكليوباترا وصلاح الدين وشجرة الدر وعز الدين أيبك ومحمد على وعائلته العلوية من الخديوى عبد الصبور حتى مليكنا المعظم فاروق( لم أذكر الملك أحمد فؤاد الثانى لأنه تملك طفلا قبل الخلع ولم تطأ مؤخرته عرش مصر), كما جلس عليه بعد حركة الضباط ناصر والسادات ومبارك ـ فهو لم يكن يحس بعظمة وقيمة هذا العرش وكان يحلم بالجلوس على عرش الخلافة ليكون أميرا للمؤمنين ويبحث لنفسه عن لقب للخلافة يلقب به كعادة الخلفاء ويسرنى أن أهديه اللقب المناسب لشخصيته ألا وهو أمير المؤمنين أعوذ بالله مرسى العياط. هو كان يحلم بعودة الخلافة منتظرا تعثر بغلة فى العراق ليقيل عثرتها أومجاهدة نكاح تونسية ذهبت لسوريا للجهاد نكاحا بين صناديد الجيش الحر وبعد جهادها المقدس مع فريق منهم لم يدفعوا لها أجر نكاحها فتصيح وا مرساه فيهب لنجدتها, وكان يحلم بدوام فتح الأنفاق بين مصر وغزة لتهريب التموين المدعّم المسروق من أفواه المصريين والسولار المهرب رغم تقاتل المصريين للحصول على قطرات منه, والسيارات التى دفع فيها مالكيها دم قلوبهم وسرقت وتهرب جهارا نهارا خلال تلك نراه معلقا بحبل المشنقة ـ لا يرى فى ذلك غضاضة لأنها ذوات فوائد تعود على أهله وعشيرته.
ورغم تنغيص حياتي جراء أحلامي فسأظل أحلم, أحلم بشعوبنا العربية تهب من الخليج إلى المحيط, تطرح عنها ثياب الذل والخنوع والتواكل, وتطالب بالديموقراطية المستحقة والحقيقية، ننتزعها بأيدينا من مماليكنا بدلا من فرضها علينا ممن يطمع فى ثرواتنا. إننى أحلم وسأظل أحلم إلى أن تدب الروح فى الجثة الهامدة ونتخلص من الفاشية يشقيها العسكرية والدينية, وتعود الديموقراطية والعلمانية لبلادنا من جديد.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ومخططات الأبالسة-3
- مصر ومخططات الابالسة-2
- مصر ومخططات الأبالسة
- صعيدي من جرجا في بلاد الفرنجة
- الشيخ شيبة وفنجال القهوة
- غزوة المعممين
- السيد أفندى خلقة
- أمراضنا المزمنة هل آن أوان التخلص منها ؟
- أحداث فرنسا الملتهبة
- محمد صابر والحمي الديكرومية
- إفتكاسات حول الانتخابات
- عودة حزب الكنبة للانعقاد
- حلمى البايظ بين المال والمؤهلات
- عمو فؤاد والكيف وليلة الجمعة
- التعليم بين الأمس واليوم
- تخبط كاتب وتصحيح معلوماته
- طفولية نظرتنا للأمور
- الجن والتدجيل والتداوي ببول البعير
- حصادنا التآمر وجزاء سنمار
- بعد الوليمة


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - أنا أحلم والكل يحلم أيضا