غَيّرَ العَرَبي وَالقُرآن...وأن من لا يؤمن به سيدخل النار

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5068 - 2016 / 2 / 7 - 10:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هنالك سؤال يطرح نفسه لمذا القران باللغة العربية؟؟ كيف يمكن هداية الذين لا يفهمون العربية الى الاسلام مثل الهنود والصينيين والاجانب وغيرهم؟
فلو اردت ان اهدي هندياً لوجب ان اعلمه العربية اولاً والعربية ليست سهلة كما تعلمون وهل سيقبل ان يترك لغته ولغة ابائه ويتعلم لغة جديدة؟؟
الم يفكر اله القران الا في العرب ؟؟ ام انه لم يكن يعلم بوجود ناس يتحدثون لغات اخرى؟؟
لا يختلف أحد معي بأن القرآن لم ينزل للعرب وحدهم، بل قصد به أن يكون شريعة للعالم بأجمعه، وأن من لا يؤمن به سيدخل النار، و أن جميع البشر حول العالم و على مر العصور يجب أن يطلعوا عليه ويلاحظوا اعجازه و يؤمنون به.
كل المؤمنين ينطلقون من افتراض بأن القرآن من الله و أنه كامل، و لذلك هم يرفضون مجرد التفكير بإمكانية أن يكون فيه خطأ، فالخطأ إما بمحدودية عقولنا التي لا تستوعب اعجازه أو حكمته، أو غيبيات لا يعلمها إلا هبل، أو مفسر ضل عن المعنى المقصود او معجم أخطأ في المعاني والألفاظ، أو العلم الحديث الذي قد يكتشف أنه قد اخطأ في تفسير بعض الظواهر.
لننظر معاً في الاعجاز الذي يراه المؤمنون في القرآن:
الاعجاز اللغوي:
هناك العديد من الآيات التي سببت و تسبب الجدل بين المؤمنين و المشككين و ذلك بسبب الغموض الموجود فيها، هذا الغموض الذي جعل حتى المفسرين أنفسهم يختلفون في التفسير، و كذلك مختلف علماء المسلمين، فحتى المسلمين أنفسهم لم يتفقوا على معنى آياتهم جميعها، كلٌ يدعي أنه على حق، و كلٌ لديه الأدلة.
أنا على أي حال لن أدخل في جدل عقيم عن اعجاز القرآن اللغوي، لأن هذا الأمر يعود للذوق الشخصي و لقواعد اللغة، أما الذوق الشخصي فالمؤمن لا بد أن يعجبه القرآن و يرفض كل ما سواه، و أما قواعد اللغة فأي جدال سيؤدي بنا إلى مؤمن يقول أن قواعد اللغة وضعت بعد القرآن و القرآن هو أصلها، و أي اختلاف بين القرآن والقواعد المتعارف عليها هو بسبب خطأ القواعد لا بسبب خطأ القرآن نفسه.
ما أريد أن أناقشه هنا الآن هو أن هناك المليارات والمليارات من البشر الذين لا يعرفون اللغة العربية، و هي لغة تعد صعبة، و تحتاج إلى وقت طويل لتعلمها، فكيف سيلاحظون اعجاز القرآن اللغوي؟ من الواضح أن أي اعجاز لغوي إن وجد سيذهب بالترجمة.
إذاً فالاعجاز اللغوي ليس وسيلة ناجعة لاقناعهم بأن القرآن من عند الله، ولذلك يجب البحث عن طريقة أخرى لاقناعهم، و هذا يقودنا لاعجاز آخر يدعيه أصحابه.
الاعجاز التشريعي:
يدعي المؤمنون بالقرآن أنه وضع شريعة صالحة لكل زمان و مكان، فلنرى بعض جوانب هذه الشريعة.
القرآن شرع الزواج بالطفلة التي لم تبلغ و وضع عدة لها ولم يعتبر في ذلك أي كره ولم يضع له شرطاً.
القرآن جعل شهادة المرآة بنصف شهادة الرجل مهما كان علمها ومهما كان جهله.
القرآن حرم زواج الذين رضعوا من أم واحدة، وأحل زواج الرجل من ابنته بالزنى او اخته من الزنى ومن الأقارب كبنت العم والعمة والخال والخالة، رغم أن زواج أولاد العم مثلاً يزيد احتمال اصابة أطفالهم بالأمراض الوراثية إلى الضعف، وهو على فكرة ممنوع في كثير من الولايات الأمريكية، بينما التشارك في الرضاعة لا يؤثر على جينات الانسان فهي قد تكونت مسبقاً.
القرآن شرع التسري بملك اليمين وهن الجواري اللواتي يملكهن المسلم، أي أن القرآن شرع ما يعده المسلمون الآن عمليات اغتصاب يقوم بها جنود الأعداء على بنات المسلمين، الفرق فقط هو أن هؤلاء الجنود الأجانب مذنبون في قانونهم، وغير مذنبين حسب القران، فبحسب القران كل ما على المسلم حتى يحصل على الجارية التي يريد هو أن يغير على أهلها ويقتلهم ويسبيها.
القرآن لم يحدد حداً محدداً للاغتصاب، أو للتحرش الجنسي، ولم يميز بين التحرش الجنسي ببالغة أو طفلة أو طفل.
الآن سيقول البعض أننا نهمل العديد من التشريعات الأخرى التي وضعها القرآن ونمسك بعضها فقط، ولكن الفكرة هي أنني لن أخوض نقاشاً فيما إذا كان رجم الزاني الثيب حتى يموت عادلاً أم لا فأنا أعلم أننا لن نصل إلى نتيجة بجدال كهذا.
فكيف تقنع انساناً بأن القرآن من عند الله وهو يراه مثلاً يشرع الزواج من الطفلة التي لم تبلغ ولا يجعله مكروهاً، فلا تقولوا أن الطفلة في المناطق الحارة تبلغ قبل غيرها، فالبلوغ ليس بالحيض، البلوغ المطلوب هو بالعقل، وحتى هذا الأمر ليس مشروطاً في القرآن فهو كما ذكرت وضع عدة للواتي لم يبلغن بعد.
كيف تقنع انساناً بأن القرآن من الله وهو لم يحرم فيه الرق، واكتفى بأن جعل عتق الرقبة وسيلة من وسائل الكفارة؟
كيف ستقنع شخصاً بأن تشريع القرآن فيه اعجاز وهو يرى بلاداً تطبق الزكاة ومع ذلك فيها فقراء، وتقطع يد السارق ومع ذلك فيها سرقة ورشوة، وترجم الزاني ومع ذلك فيها زناة، والطفلة فيها تزوج إلى عجوز في الستين ولا عقوبة أو كره لما يفعل؟!!
يكفي خطأ واحد في التشريع أو نقطة ضعف واحدة لأن يسقط، فلو كان من اله لما كان فيه خطأ.
و السؤال: ما الذي سيدفع بشخص يعيش في القرن الحادي والعشرين ولا يتقن العربية إلى أن يطلع على القرآن ويؤمن بأنه من الله؟
المسلمون العرب يؤمنون بأن القرآن كلام الله الذي خلق كل البشر، ولكن سيحتاج هذا الإله دوما إلى هؤلاء ليترجموا لباقي البشرية كلامه، والذي لن يفهموا منه حرفا لولا وساطة هؤلاء بينهم وبين كلام اله القران، والأهم هو أن الترجمة في حد ذاتها لا تعتبر إلا ترجمة لتفاسير القرآن وليس للقرآن نفسه، ولست أدري هل سنسمي القرآن المترجم قرآنا أم قرآنا مترجم؟
ومادام المؤمنون يحرصون على تلاوته والتفنن في تجويده، فهل سيرتله ويجوده الملايين من المؤمنين الغير عرب في لغاتهم التي ترجم إليها أم أنهم سيكتفون بالإستماع إلى تلاوته في لغته ألأم؟ كيف سيحاسب الله ذلك الفلاح الموجود فى قرية نائية فى الصين لم يسمع اصلا عن ان هنالك لغة تدعى العربية ...كيف يكون هذا الدين نزل للعالم اجمع وهو محدود بلغة لا يستعملها اقل من خمس سكان العالم , هل المفروض على الشعوب ان تتخلص من لغتها ومن ثم كل تراثها كى ترضى ذلك الاله اذا كان الامر كذلك فليذهب هذا الدين وهذا الاله الى الجحيم حيث هو مكان اقامته المفضله.
لننظر ماذا رد القرآن على من ناقش هذه القضية:
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ)فصلت44
سؤالي للمسلمين:هل رد القرأن على هذه المعضلة؟ أم أنه تهرب من الإجابة بطريقتة المعهودة باللف والدوران؟
اخيرا وعلى ما اعتقد انه كان لا بد ان يكون القرآن عربيا وان ينزل بين بدو الصحراء العربية فلو نزل عند الاغريق مثلا او احدى الحضارات العريقة في الفكر والفلسفة لما وجد من يسال فيه ولتعرض للدحض و التفنيد ينزل عليه من كل صوب وحدب!!...معقولة ان صلعم كان يتمكن من بيع الماء في حارة سقائين...لانه اصلا لم يتمكن من بيع الماء في بعض حارات اليهود في يثرب الذين فضحوه مما اضطره صلوات ربي عليه وسلامة الى ابادتهم لكي لا ينكشف أمره ؟....تحياتي.

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات