أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين زامل/ اعلامي - سكرتيراتنا... وبسمتهم















المزيد.....

سكرتيراتنا... وبسمتهم


حسين زامل/ اعلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 12:16
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


سكرتيراتنا... وبسمتهم

حسين زامل/اعلامي

اثنان تتمنى وتدعو ان لا تراجعهما (دائرة الجنسية، وعيادة طبية).
قبل فترة كانت لي حاجة لمراجعة عيادة طبية للسؤال عن اجراءات عملية تجميلية، وبعد تساؤلات وقع اختياري على احدى العيادات في بغداد التي تصور لك ان مديرها المسيح (ع).
دخلت الى العيادة وأُستقبلت من قبل سكرتيرة ذات وجه متجهم ذكرني بمنتسبي اجهزة الامن القمعية، وجسد مليء بالشحوم واللحوم نتجت عنها نتوءات وزوائد بحيث اصبحت مربعة الشكل، اما تشكيلة ملابسها فانها مجموعة من الالوان والاشكال (من كل قطر اغنية).
سلمت بهدوء وسكينة على اعتبار انني استقبلت من انثى!!! فكان ردها بصوت جهوري متحشرج وبحدة (اهلا) الامر الذي جعل الشخص الذي يرافقني يتصور ان بيني وبين هذا الكائن حالة من الغيض والبغض.
انا: الدكتورة موجودة ...........
هي: تعال وراي
وفي مسيرة خلال اربع غرف متداخلة تشبه مغارة او متاهة وصلنا الى مكان الاستقبال، وباسلوب خالٍ من ابسط عبارات اللطافة والانوثة قالت لنا هذه السكرتيرة (اكعدوا).
جلسنا انا وصديقي، والسكرتيرة تنظر الينا بوجهها العبوس، وبعد تبادلنا النظرات انا بوجه مسترخي الاعصاب، وهي بوجهها المتجعد وعيونها المحجوبة من ألوان قوس قزح على رموشها وجفونها، وهنا مدت يدها بخفة وسرعة الى احدى مجرات المكتب واستلت قلما ودفتر تذاكر وهي تنظر الينا دون كلام وبنفس الصورة السابقة.
هي: (شنو اسمك، خل اكصلك باص)
انا: "عفوا اريد ان اسالكم عن اجراءات العملية" (....).
هي: مايصير اكلك، اقطع تذكرة وادخل للدكتورة وهي تفهمك.
انا: جميع العيادات المختصة تضع معلومات عامة عن عمليتي، ثم شنو مصير اجور التذكرة لو ما اجرِ العملية في عيادتكم.
هي: وشنسويلك هذا شغلنا.
انا: ممكن تسألين الدكتورة.
هي: انتظر تجي السكرتيرة الثانية وهي تفهمك.
انتظرنا انا وصديقي قرابة 15 دقيقة الى ان خرجت علينا السكرتيرة الثانية والتي على ما يبدو انها مساعدة الدكتورة، كانت بعض الشيء جميلة وانيقة، وهنا ارمقتنا بنظرات متعددة بوجهها اللطيف دون ان تسألنا، وتبادلت الكلام همسا هي والسكرتيرة وما ان اكملتا كلامهما واذا بوجهها يتحول بنفس حدة زميلتها وقالت لنا (الدكتورة ما تسمح بالسؤال، واذا عدكم شيء اقطعوا تذكرة وادخلوا لها وهي تفهمكم).
هنا وبدون ان اودعهم قلت لصديقي لنخرج قبل ان يطالبونا بالمال عن جلسونا هنا، ولعنت الطب والانسانية بسببهما.
نظرا للعروض الموجودة والتجارب التي خاضها احد الاصدقاء، قررت الذهاب الى احدى دول الجوار لاجراء العملية المرجوة.
وصلت الى العيادة في ذلك البلد، وما ان تخطو خطوتك الاولى داخل العيادة فان تياراً من الهواء العذب يستقبلك عنوة ليشق رئتيك ويعطيك صورة واضحة عن نظافة المكان، بعدها تسقط نظراتك مجبرة على ضوء يتلألأ من خدود انثى شفافة تتناثر عبقا من عطرها، وبوجهها المشرق وبسمتها التي لاتغيب، تستقبلك باجمل ترحيب وبسمة ملء الوجه تحمل الف سلام وتحية، وتذكرك بقول عنترة (فوددت تقبيل السيوف لأنها ** لمعت كبارق ثغرك المتبسم).
انا: مساء الخير او شب خير او good evening
هي: وبلسان عربي طليق (مساء الخيرات، اهلا وسهلا بيك)
انا، وقفت مذهولاً برد تحيتها وشكلها الذي وصفت شيئاً بسيطاً عنه
هي: تفضل استريح، اهلا وسهلا
جلست في مكان الاستقبال الذي يتخلله ضوء الشمس الشتوية من كل مكان، يقابلك حوض اسماك الزينة، تجعلك مسترخيا الاعصاب وهادىء البال، اضافة الى مجموعة من البوسترات التعريفية عن عمل العيادة.
السكرتيرة فتحت حواراً بعدة اسئلة: من اي بلد انت، كيف ومتى وصلت، ان شاء الله انت غير متعب من الطريق، اين تسكن الان، كيف وجدت بلدنا.
مع كل اجابة مني هي تجاوبني بـ(اهلا وسهلا) و (نورتنا) ،،،
انا: محتاج عملية ( .... )
هي: اهلا بيك وان شاء الله خير، الان تأتي الدكتورة للفحص والمعاينة وبعدها تقرر.
انتظرت لحظات واذا بالقمر يطل، اطلالة البدر..قوام ممشوق..اناقة اميرات.. وبسمتها على طول محياها، بحاجبين كاللذين قال عنهما بشارة الخوري:
يا عاقد الحاجبين على الجبين اللّجين
إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين!
وبترحيب وكلام عبق من الدكتورة، بعدها باشرت فحوصاتها التي انتهت الى نتيجة وموعد العملية وتكاليفها وكل هذا دون اية اجور، ومعها اعتذار عن عدم امكانية تقديم تخفيض اكثر مما قدمته لانها محددة باجور العيادة.
في اليوم الثاني حيث حددت موعد العملية، ادخلت الى صالة عمليات فيها تنوع من طيور القطا والبلابل تتلاقفك بنظراتها وتحياتها الفريدة المختصرة على ابتسامة ملء الوجه.
وجهتني السكرتيرة الى احدى الاسرة التي تشرف عليها الممرضة الماهرة (خانم زركاني) انثى خلقت من طين الغنج كأنها غصن البان وحقف النقاء والمهاة ومسيرها كالغمامة وخطوها خطو القطا والنعام، حتى تخالها عارضة ازياء، اما ترحابها فانها كمثيلاتها بسمة عريضة كوصف القباني (وصاحبتي اذا ضحكت يسيل الليل موسيقا)، اجريت لي خمس عمليات في ثلاثة ايام مرت كأنها ثلاث ثوانٍ بلا ألم او ملل وستبقى اجمل ذكرى في حياتي.
ونظرا لانشغال (خانم زركاني) مع عليلين امثالي، فقد تقرر ان اكمل عملياتي الجراحية تحت اشراف الممرضة (خانم محمدي) وعندما توجهت للتعرف على هذه الممرضة وجدتها امراة بلغت جمالها حدود الخيال اتوقع لو انها مررت بدرب تساقطت خلفها النجوم وتراقصت الزهور حول خصرها، وتغنت الدنيا بلحن واحد يتغزل فى مواطن جسدها، وان نطقت فكلامها موزون ومقفى وفيه اعذب الالحان.
هي: اهلا وسهلا، صباه الخير .... مفردات عربية تنطقها بلكنتها
انا سارح في خيالي وفاغر فمي تعجبا، وبعد ان اخذت نفسا عميقا كانني استعد للغوص لعبور المحيط، وقبل ان انطق انحشرت كلمة صباح الخير وسط فمي ولم تخرج الا بقطع الانفس.
هي: بلغتهم ... ( اليوم انا اكمل لك العملية).
انا مع نفسي (يا رحمتك ربي حور العين تزرعلي شعر) قلت لها: "من سواعي دروري" المترجمة: ماذا
انا: عفوا "من دواعي سروري"
وكي لا اطيل فان جلسات العملية استمرت على مدى يومين وبمعدل 16 ساعة تمنيت لو انها 16 مليون سنة الا ان اللحظات الجميلة دائما ما تنتهي سريعا.
الان عدت الى العراق وانا احمل في داخلي انفاس تلك الحوريات، وعبق ذلك المكان، والبسمة لا تفارقني من دون سبب انما بسمتي تأتي نتيجة لما حظيت به من تعامل انساني لاناس يحترمون مهنتهم وضيوفهم.

نسخة منه الى:
* العيادات الطبية في بلدنا العزيز/للتفضل بالاطلاع مع الانسانية.
* السكرتيرات العاملات/للتفضل بالاطلاع مع الابتسامة.



#حسين_زامل/_اعلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حسين زامل/ اعلامي - سكرتيراتنا... وبسمتهم