أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - أية مقاربة تشاركية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ؟














المزيد.....

أية مقاربة تشاركية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ؟


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولا: حول أسباب تأخر الحكومة في إخراج القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية:
لا أستطيع أن أدعي معرفة الأسباب الحقيقية التي جعلت الحكومة التي يقودها حزب "البيجيدي" تتأخر في إخراج القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي. فمنذ خمسة عشرة سنة أنجزت مكتسبات في مجال الأمازيغية واتخذت قرارات من أعلى هرم سياسي في البلاد تدعو إلى إعطاء الأولوية لتفعيل القوانين التنظيمية ذات الصلة بالأمازيغية مثلها مثل باقي الملفات ذات الطابع السيادي.
وكان من المنصف الأخذ بعين الاعتبار هذه الخطابات الملكية التي ألقيت بمناسبة افتتاح الدورات الخريفية للبرلمان بغرفتيه، وكان من المنصف أيضا تنفيذ المخطط التشريعي الحكومي الذي نص على أن تفعيل القوانين التنظيمية ذات الصلة بالأمازيغية سيكون من بين تفعيل القوانين التنظيمية الخمسة الأولى. كما أن مبادرة رئيس الحكومة، المتمثلة في فتح بوابة إلكترونية في موقع رئاسة الحكومة من أجل تلقي اقتراحات بشأن تفعيل القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، دون معرفة الهيئة المسؤولة التي ستتلقى هذه الاقتراحات، تثير كثيرا من التساؤلات.
لكن، من خلال مختلف التصريحات والمواقف التي عبر عنها قياديو "البيجيدي"، يمكن أن نفهم هذا التأخر أو التأخير على ضوء احتمالين: إما أن الملف يتجاوز قدرتهم على تنزيله، كما صرح بذلك رئيس الحكومة، وإما أن التزاماتهم الحزبية والأيديولوجية والانتخابية جعلتهم يتقاذفون بهذا الملف في ملعب مختلف مؤسسات الدولة منذ بداية ولايتهم الحكومية إلى ما قبل بضعة شهور من نهايتها...

ثانيا: حول تصريحات ومواقف بعض قيادي "البيجيدي" السلبية بخصوص الأمازيغية التي أججت الصراع بين الحكومة والجمعيات المهتمة بالشأن الأمازيغي:
بخصوص تصريحات ومواقف قيادي "البيجيدي" السلبية تجاه الأمازيغية والتي أججت الصراع بين الحكومة والجمعيات المهتمة بالشأن الأمازيغي، تجدر الإشارة إلى أنها لم تبدأ بعد قيادتهم للحكومة الحالية، بل كانت تصدر من حين لآخر قبل ذلك وخصوصا أثناء الحملة الانتخابية التي ستقودهم إلى تولي قيادة الحكومة الحالية. لكن بعد ذلك ستتواتر تلك التصريحات والمواقف من خلال منابر مختلفة منها ما يتعلق بالمنابر التابعة لحزب "البيجيدي" الإعلامية والحزبية، ومنها ما صدر من خلال المؤسسة التنفيذية أوالمؤسسة التشريعية. وبالتالي فهذا الصراع يجد مرجعيته في اختلاف المرجعيتين الأيديولوجيتين لكل من حزب "البيجيدي" والحركة الأمازيغية. ولا حاجة لتعداد الخلافات بين المرجعيتين. وأهم هذه الخلافات التوظيف الأيديولوجي والسياسوي لتدبير ملف الأمازيغية من قبل الحكومة الحالية وخاصة حين يركب هذا التدبير قطار التشنج والتصعيد اللذين لا يخدمان لا القضية الأمازيغية ولا الحوار الاجتماعي الضروري للحفاظ على الأمن الثقافي والسلم الاجتماعي اللذين تسعى الدولة لاستتبابهما من أجل توفير الشروط الضرورية للتفرغ للتنمية المستدامة وتوفير شروط الحق في الأمن.

ثالثا: حول المعايير والمرتكزات الأساسية لترسيم الأمازيغية بعيدا عن لغة الصراع:
بعيدا عن لغة الصراع ولغة الخشب؛ أرى أن المعايير والمرتكزات الأساسية لإتمام ترسيم الأمازيغية؛ أو الترسيم الفعلي للأمازيغية، ينبغي أن تستمد من الدستور نفسه الذي يعتبر أعلى قانون في البلاد وأن تستحضر المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب وخاصة منها الحقوق اللغوية والثقافية. ومن بين هذه المعايير والمرتكزات الأساسية، ما يلي:
- تفادي الاستخفاف في التعامل مع ملف الأمازيغية الذي يعتبر من بين الملفات السيادية ضمن أوراش الإنصاف والمصالحة مع الذات التي دشنها المغرب منذ أزيد من عقد من الزمان.
- الأخذ بعين الاعتبار روح الدستور الذي ينص في ديباجته على صيانة تلاحم وتنوع مقومات هوية الدولة الوطنية الموحدة بانصهار كل مكوناتها، ويؤكد في فصله الخامس على ضرورة صهر الدولة على انسجام السياسة اللغوية والثقافية الوطنية؛
- اعتماد منطق المساواة بين اللغتين العربية والأمازيغية لكونهما اللغتين الرسميتين للدولة.
- الالتزام بمبدأ إنصاف الأمازيغية التي عانت من التهميش والإقصاء لعقود، الشئ الذي يستلزم تمتيعها بالتمييز الإيجابي، وذلك حضرا ومكافحة لكل أشكال التمييز وللحصول على قانون تنظيمي منصف ومتوافق عليه، علما بأن المناصفة دون رفع التمييز لا معنى لها.
- اتباع منهجية المطابقة بين القوانين التنظيمية الخاصة بالأمازيغية وباقي القوانين التنظيمية ذات الصلة بالأمازيغية.
- ضرورة إشراك مختلف المهتمين بالشأن الأمازيغي في إطار المقاربة التشاركية التي ينص عليها الدستور، سواء في ما يتعلق بالمقترحات التي صدرت من مختلف هيئات ومؤسسات وجمعيات المجتمه المدني، أو من الإشراك المباشر في الهيكلة التي ستسهر على إعداد مسودة مشروع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.

الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية المُرَسَّمَة وسؤال تأجيل تفعيل قوانينها التنظيمية
- الاحتفال ب-السنة الأمازيغية- من أجل تجديد الارتباط بالأرض وب ...
- السنة الأمازيغية : بعد احتفالي، حدث تاريخي ومطلب سياسي
- رحيل الحنجرة الشاعرية الجذابة أو الراحل – الحاضر: المرحوم ال ...
- مسار المطالبة بترسيم الأمازيغية بالمغرب
- الهوية الأمازيغية (مفهوما وواقعا) (1)
- «بيان» العلامة محمد المختار السوسي حول ضبط الأعلام الأمازيغي ...
- الرحيل في زمن المحرمات الثقافية الكبرى بالمغرب (تكريما للمرح ...
- «الولوج إلى عالم الغناء المقرون بطرد واقتناص الوعول في الجبا ...
- تأخّر القانون التنظيمي للأمازيغية أمْلاه -التجويد التشريعي- ...
- -كهفنة- القضية الأمازيعية (-Guettoisation de l’Amazghe-)
- من أجل شمولية العمل الثقافي الأمازيغي
- محمد شفيق: -إن زمن الشجاعة الجسمانية قد انتهى وجاء زمن الشجا ...
- قراءة في مسار الحركة الثقافية الأمازيغية (1)
- الأمازيغية بين الوساطة النضالية والثقافية (تكريما للأستاذ إب ...
- الأمازيغية بين سراب ... وشاطئ الأمان ...
- درس العلوم الإنسانية ومن هو أحق بالتكريم ؟
- لا ديمقراطية في مغرب المستقبل بدون أمازيغية ممأسسة (حوار مع ...
- آفاق ورهان الفاعل الأمازيغي بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 20 ...
- من أطباق السنة الأمازيغية: أكلة -تاكَلاّ- (Tagwlla) (جد الرخ ...


المزيد.....




- والد جاريد كوشنر يشعل تفاعلا بصور أداء القسم سفيرا لأمريكا ف ...
- قائمة أفضل شركات طيران في العالم لعام 2025
- -رجعنا للدار-.. بسمة بوسيل توضح آخر التطورات الصحية لابنها آ ...
- البدلة البيضاء تتصدّر صيحات صيف 2025 مع إطلالات النجمات
- إيران تكشف سبب استهداف مستشفى سوروكا
- صاروخ إيراني يضرب منطقة تجارية قرب تل أبيب.. ومراسل CNN يرصد ...
- الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين ...
- إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف ع ...
- استهداف مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إيران بالرد
- لغرض حمايتها.. واشنطن تحرك سفنا وطائرات من قواعد في الخليج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - أية مقاربة تشاركية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ؟