أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - السنة الأمازيغية : بعد احتفالي، حدث تاريخي ومطلب سياسي














المزيد.....

السنة الأمازيغية : بعد احتفالي، حدث تاريخي ومطلب سياسي


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاحتفال ب"السنة الأمازيغية" باختصار شديد هو احتفال مرتبط بالاحتفالات المدنية والبيئية. يتقاسمه المغاربة، سواء منهم الناطقون بالأمازيغية أو غير الناطقين بها؛ كما يتقاسمونه مع مناطق أخرى من سكان شمال إفريقيا. تطلق عليه أيضا؛ حسب المناطق التي يتم فيها الاحتفال به؛ تسميات أخرى، مثل "أسكّاس أماينو" (السنة الجديدة)،"ئنّاير الفلاحي"، "ئض ن ئنّاير" (ليلة ئنّاير)، "ئخف ن ئنّاير" (رأس السنة الأمازيغية)، "تاكّورت ن ؤسكّاس" (بداية السنة)، "حاكوزة"، "لحوادس" وغيرها من التسميات بحسب المناطق في المغرب وفي شمال إفريقيا. والاحتفال بالسنة الأمازيغية له بعدان: بعد احتفالي وبعد تقويمي؛ كما أنه أصبح مطلبا سياسيا.

في ما يتعلق بالبعد الاحتفالي، يرتبط بالأعياد البيئية والطبيعية التي نجد كثيرا من الشعوب في مختلف القارات تحتفل بها، بالإضافة إلى أعيادها الوطنية والدينية. كما أنه يرتبط أيضا بالاحتفالات البيئية التي كانت تقام في مختلف الفصول كاحتفالات فصل الربيع المرتبطة بطقوس الخصوبة واحتفالات فصل الصيف المتعلقة بطقوس الماء (العنصرة) والنار (شعّالة) واحتفالات الخريف التي تقام فيها طقوس الاستسقاء واحتفالات الشتاء التي تقام فيها طقوس التضامن. لكن احتفالات السنة الأمازيغية تتميز بمجموعة من الطقوس والعادات والتقاليد التي تكاد تختص بها. من بينها طقوس تحضيرية وتطهيرية وتغذوية وتجميلية وصيدلية ورمزية. وهذه الطقوس لها دلالات كثيرة، من بينها الاعتزاز بالخصوصيات الثقافية والهوياتية؛ والاعتزاز بالعمق التاريخي للمجتمع المغربي، كما سيتبين ذلك أثناء الحديث عن البعد التقويمي؛ تكريس التضامن الذي يتخذ كأرضية للاحتفال؛ إبراز التنوع الثقافي المميز للمجتمع المغربي ثقافيا واجتماعيا؛ وحرصهم على الانسجام مع الطبيعة؛ والتعود على تدبير الندرة أو القلة؛ وتمرير الذاكرة التاريخية للأجيال المستقبلية.

أما البعد التقويمي، فيعود إلى أهم حدث تاريخي وسياسي في تاريخ الأمازيغ، حين وصلوا إلى حكم مصر في القرن العاشر قبل الميلاد، مع اعتلاء شيشونق الأول عرش الفراعنة وأصبح ابنه كبير كهنتها في معبد أمون، كما استطاع جيش من الأمازيغ حماية مصر من أعدائها، وكذا طبقة من الفلاحين من تأمين سكان مصر مما يحتاجون إلية من رخاء العيش بعد إفلاس حكم الفراعنة الذين خلفتهم الأسر الثانية والعشرين والثالثة والعشرين والرابعة والعشرين الأمازيغية، والتي دام حكمها ما يقرب من قرنين ونصف القرن. لقد ورد ذكرها في الكتابات المصرية خاصة في مباني الأقصر التي خلفها الأمازيغ (وخاصة في الكرنك)، كما ورد ذكرهم في الثوراة. واستطاعوا أن يعيدوا للحضارة الفرعونية هيبتها بعد أن كانت قاب قوسين من الانقراض. وتبعا للسنة التي اعتلى فيها شيشونق الأول الأمازيغي حكم مصر، وهي 950 قبل الميلاد، ثم التوافق على هذا التاريخ كبداية لتقويم أمازيغي؛ الشئ الذي يجعل سنة 2016 ميلادية و1437 هجرية توافق السنة الأمازيغية 2966.
وبناء على هذا نكون أمام التوافق التقويمي التالي، بالنسبة للسنة الحالية:
- الخميس 3 ربيع الثاني 1437 هجرية،
- الخميس 14 يناير 2016 ميلادية،
- الخميس 1 يناير 2966 أمازيغية.

وأما كون الاحتفال بالسنة الأمازيغية قد أصبح مطلبا سياسيا، فيتجلى ذلك في مطالبة الحركة الأمازيغية بجعل يوم الاحتفال بالسنة الأمازيغية يوم عطلة مؤدى عنها لاعتبارات كثيرة منها ارتباطها بالذاكرة الجماعية لكل المغاربة، بل ولشعوب شمال إفريقيا، وارتباطها كذلك بقضايا البيئة التي أصبحت من اهتمام كل المجتمعات البشرية اليوم واستجابة لتوصيات المنتظمات الدولية المهتمة بالتراث العالمي اللامادي وتجسيدا لما نص عليه دستور فاح يوليوز 2011 من ضرورة النهوض بتراثنا الأمازيغي من أجل جعله وسيلة ناجعة لتحقيق التنمية المستدامة.

الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الحنجرة الشاعرية الجذابة أو الراحل – الحاضر: المرحوم ال ...
- مسار المطالبة بترسيم الأمازيغية بالمغرب
- الهوية الأمازيغية (مفهوما وواقعا) (1)
- «بيان» العلامة محمد المختار السوسي حول ضبط الأعلام الأمازيغي ...
- الرحيل في زمن المحرمات الثقافية الكبرى بالمغرب (تكريما للمرح ...
- «الولوج إلى عالم الغناء المقرون بطرد واقتناص الوعول في الجبا ...
- تأخّر القانون التنظيمي للأمازيغية أمْلاه -التجويد التشريعي- ...
- -كهفنة- القضية الأمازيعية (-Guettoisation de l’Amazghe-)
- من أجل شمولية العمل الثقافي الأمازيغي
- محمد شفيق: -إن زمن الشجاعة الجسمانية قد انتهى وجاء زمن الشجا ...
- قراءة في مسار الحركة الثقافية الأمازيغية (1)
- الأمازيغية بين الوساطة النضالية والثقافية (تكريما للأستاذ إب ...
- الأمازيغية بين سراب ... وشاطئ الأمان ...
- درس العلوم الإنسانية ومن هو أحق بالتكريم ؟
- لا ديمقراطية في مغرب المستقبل بدون أمازيغية ممأسسة (حوار مع ...
- آفاق ورهان الفاعل الأمازيغي بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 20 ...
- من أطباق السنة الأمازيغية: أكلة -تاكَلاّ- (Tagwlla) (جد الرخ ...
- الاحتفال بالسنة الأمازيغية له بعدان: تقويمي واحتفالي
- على آثار الجذور الثقافية والتاريخية للسنة الأمازيغية احتفالا ...
- وضعية الأمازيغية بعد 13 سنة، من خطاب أجدير وإحداث المعهد الم ...


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - السنة الأمازيغية : بعد احتفالي، حدث تاريخي ومطلب سياسي