أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير كاظم عبود - موجة الجمعيات والتنظيمات الوهمية في العراق














المزيد.....

موجة الجمعيات والتنظيمات الوهمية في العراق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 08:27
المحور: المجتمع المدني
    


تشهد الساحة العراقية داخلاً وخارجاً ظاهرة جديرة بالأهتمام والمراجعة ، وهي بروز ظاهرة قيام تجمعات وجمعيات وأحزاب لاتعد ولاتحصى ليس لها كيان او وجود حقيقي ، فقد عمد بعض العراقيين الى انشاء كيانات لها أسماء كبيرة ليس لها أي واقع او تأثير في الحياة السياسية العراقية ، وتتخذ هذه الجمعيات والتجمعات من الأسماء ماشاء لها من التوصيف ، مستغلة الحرية التي يوفرها الأنترنيت في عدم وجود ضوابط او شروط لقيام مثل تلك التجمعات والجمعيات .
ولغايات شخصية متنوعة وفقاً للرغبات والنزعات والتطلعات والأختلافات يتوجه بعض مبتكري هذه الأفكار الى أختراع مثل تلك الجمعيات والتجمعات والأتحادات وربما الأحزاب التي لاتضم سواهم أو عائلتهم في احسن الأحوال ، حتى صارت للعراقيين مراكز للبحوث والدراسات لاتبحث سوى في كتابات اصحابها ، ولاتعكس سوى رغبات اصحابها ، ولاتحمل ملامح البحث والدراسة .
ويمكن ان نعزوا هذه الرغبة الكامنة التي انتجها العقل العراقي في رغبة الشخص ان يكون قائدا لتجمع او جمعية مهما كان اسمها حتى لو كانت جمعيــة أستهلاكية أو تجمع للغناء البدوي ، أو كاتب في الأنترنيت ، المهم ان يكتب الشخص تحت أسمه انه قائد المنظمة أو رئيسها أو سكرتيرها العام ، ووصل ان تطرح تلك الأسماء في الفضائيات العربية وهذه المراكز الوهمية تحت أسماؤهم ، مما يعزز الثقة أن الاعلام العروبي يبارك خطوات هذه المجاميع وهذا الأتجاه ، الذي يساهم في أيهام المواطن العربي ويسخر من حقيقة الواقع العراقي ، ويشير الى درجة الأنحطاط التي وصلها العقل الأعلامي العربي تجاه قضية العراق .
فالتجمع الخاص لكبارالمثقفين والسياسيين العراقيين ، والجمعية العامة للمنظرين والمفكرين في الشأن العراقي ، وجمعية أبناء المقهورين والجمعية العراقية لمكافحة الفاشية والنازية ، والمنظمة الدولية للمستقبل ، ومؤسسة الدراسات الستراتيجية في المطبخ العراقي ، وتجمع المنجمين والحالمين ، وحزب اهلا وسهلا بالجميع ، وتجمع مبروك أنتصرنا ، حتى وصل الأمر خارج العراق ان يتم انشاء نقابات وتنظيمات مهنية ليس لها وجود ، كما عمد بعض الى تأسيس فروع لأتحادات ونقابات في دول أوربا لم يشهد له تاريخ أوربا مثيلاً ، وأن وجدت هذه التنظيمات على اكثر الأحتمالات لاتعدو ان تتشكل من واحد وصديقه أو من رجل وزوجته التي تستحي ان ترفض طلباته .
لاضوابط ولاضريبة ولاسؤال ولامكاتب حقيقية ولافعاليات ولامساهمات ولاأثر لهذه التشكيلات الا في ذهن مخترعها ، وهي لاتشكل مشكلة للمستقبل العراقي مهما كانت توجهات ونيات المشرفين على هذه المؤسسات الوهمية والمنظمات غير الحقيقية ، ولانعتقد انها تستطيع ان تؤثر على حياة العراقيين ، وان تنجح في ان يكون أصحابها رقماً من الأرقام الصعبة في المعادلة العراقية ، وهي اليوم لاأحد يلتفت اليها أو يهتم برغبات أصحابها ، ويتندر اهل العراق على كثرة مثل هذه الأسماء التي لاتقنع سوى اصحابها بقدرتها على ان تستطيع ايهام الناس أنها مؤسسات ونقابات وجمعيات وتجمعات وربما هيئات سياسية ومراكز بحوث .
والظاهر أن الأسماء التي يدرجها بعض على تجمعاتهم ومنظماتهم الوهمية بقصد الحصول على الأعانات المالية من الدول الأوربية أن كانت في أوربا ، بالنظر لأعتقاد هذه الدول بجدوى أن تكون منظمات المجتمع المدني واقفة لتؤدي دورها تجاه قضايا الأنسان ، وحين تعرف عدم وجود مثل هذه الفعالية ، تقرر قطع المعونة المالية فتنتهي جدواها والأسس التي قامت عليها ، اما في داخل العراق فالأمر بدأ يأخذ صوراً أخرى في خلــق تنظيمات رقابية وتدقيقية بأسماء مختلفة ولغايات نفسية وحشراً مع الناس عيد .
والمتمعن في المشهد العراقي يجد تراكم الأسماء التي تتشكل منها هذه التجمعات والنقابات والتنظيمات ، حتى أختلطت الأسماء ببعضها ، ممايحير المواطن وتحدث عنه حالة من التشويش ، ويبدو أن الأثر العراقي وحالة الخلط التي يعيشها أنعكست على حال العراقيين خارج العراق ، الذين شكلوا تنظيمات وتجمعات ونقابات لاتقل عن الالف رغم بعدهم الاف الكيلومترات عن بلدهم ، ويشكل الأنترنيت وسيلة لتسهيل مثل هذه المهمة ، حين يكتب أي شخص انه رئيس تجمع كذا ، او رئيس منظمة كذا ، دون قيد أو شرط ، او دون ضوابط مطلوبة ، بل ودون سند يثبت صحة زعمه ، ما يجعل الصورة أكثر وضوحاً للمتابع ، في انتشار حالة الفوضى السياسية التي يعاني منها العراق في هذه الفترة التي تلت مرحلة سقوط صدام ، حيث يكون المواطن العراقي تواقاً لتأسيس مثل هذه التنظيمات التي حرم منها بالقوة والتي بقي يحلم بها طيلة الجكم الدكتاتوري .
وهذه الحالة مؤقتة وأن كانت طارئة ، وهذه الحالة لاتلبث ان تتبخر مع استقرار الوضع السياسي والأقتصادي للعراق ، ولايمكن لهذه الكيانات أن تصمد او تقف على قدميها في الشارع العراقي ، لكونها دون أساس عند تشييدها ، ومادامت الأسس التي تساندها رسمت في الخيال ، او فوق كثبان من رمال الأحلام ، فلن تستطيع أن تقف مطلقاً ، كما ان العراقيين يرفضون ان تكون مثل هذه التجمعات الوهمية مرجعيتهم السياسية مهما كانت التبريرات والأسباب التي تدعيها .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم المتواضع الدكتور وليد محمود خالص
- عن محاكمة المتهم صدام
- قصور الرئيس وأموال العراق
- لاتخذلوا الكرد الفيلية
- متى تتمكن وزارة الداخلية مواجهة الأرهاب ؟
- المصالحة و الضحك على الذقون
- نعم للدستور
- خطر القاعدة على الخليج العربي
- المصافحة والتطبيع
- تنظيم القاعدة الارهابي في مواجهة شعب العراق
- تضاريس الايام التي لم تزل في الذاكرة
- قراءة في كتاب تضاريس الايام ليوسف ابو الفوز
- مشيناها خطى كتبت علينا
- العقم البعثي في العراق
- متى يتم انصاف الشرفاء من ابناء القوات المسلحة ؟؟
- وجهة نظر في بعض نصوص مسودة الدستور العراقي
- ملفات التحقيق الغافية
- رسالة الى خالد مشعل مع التحيات العراقية
- فضيحة الدبلوماسية العراقية
- القواسم المشتركة للدستور القادم


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير كاظم عبود - موجة الجمعيات والتنظيمات الوهمية في العراق