|
الثابت و المتغير في سياسة اقليم كوردستان
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 20:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل ان ادخل في صلب الموضوع، لابد ان اقول ان السلطة الكوردستانية لازالت تعتمد على الفكر الشخصي و الهوى و المصالح الحزبية وما يهم الحلقات المتنفذة من المصالح الضيقة التي لا تعرف ماهو الثابت و المتغير في السياسة، و كيف يمكن الحفاظ على الثوابت و عدم عبور الخط الاحمر الذي يكون فوق اية مصلحة، و لكن لو تمعنا بدقة نلمس بان قادة اقليم كوردستان الطيبين ! لم يدع اي متدخل ان يلقى صعوبة او مانع لتنفيذ ما يهدف و ما يريد، فاصبحوا هم الآلة بايديهم و اوصلوا الحال الى ان يمكن ان نسميهم بالمرتزقة في الوقت الحالي، و بعد فشلهم في ادارة الاقليم و ما اقدموا على نشر الفساد و الحكم المافوي بحيث افرغوا الشعب من كل ما كان يتسم به من ايمانه بالمباديء العديدة و يضحي من اجلها بكل ما يملك من مال و دم . الان، لو بحثنا عن دقيق منثور من الالتزام بالثوابت المطلوبة في ساحة الشوك، ان ما يمكن ان نعثر عليه من الثوابت و هو الالتزام العائلي العشائري الشخصي، و ما تتميز به هذه الاحزاب عن ما تفرضه العادات وا لتقاليد بما موجود في الواقع و ان اضرت بشكل كبير على حياة الناس . و ما بقوا عليه من هذا الثابت من اجل بقاء جماهيريتهم الزائفة مستندين على تلك الاركان المهتزة، و به يتعثرون في بناء اساس بسيط لما يمكن ان يتامل الشعب ان يعتمدوا في ما يمكن ان يعتمدوا عليه في ان يحقق به الشعب اهدافهم العامة . اذن الثابت لدى تلك الاحزاب هو الالتزام العشائري القبلي الحزبي و ان كان على حساب ما يهم الشعب من الاهداف الاستراتيجية، و المتغير كل ما يمت بما يمكن الاستناد عليه من القوة من البنى الفوقية و التحتية لبناء كيانه، و الذي من المفروض ان يكون اول الثوابت دون ان يجرا على الاقتراب منه اي احد مهما كان نفوذه و موقعه و مكانته الاجتماعية او السياسية . فنرى ان الشعارات الرئيسية التي حملها الشعب منذ مدة اصبحت من التكتيكات اليومية التي تتغير باستمرار، و منها استقلال كوردستان الذي شوهوه نتيجة المزايدات الشخصية و الحزبية عليه و ابعدوا الشعب عن الايمان به طالما بقت السلطة الحالية و من يديرها في الحكم . فان كانت النكسة السابقة لثورة ايلول قد حدثت لدى راس الثورة و قياداتها و اصر الكثيرون على استدامة الثورة و منهم البيشمركَة و الشعب و وعدوا بالتضحية من اجل استمرارها، الا ان القيادة فقدوا الثقة بالنفس و انهاروا و هربوا مخذولين من ساحة الثورة و لم يعترفوا لحد الان بما اقترفت ايديهم، و ما يحصل للشعب حتى اليوم من افعالهم و ادارتهم للثورة . اليوم اصبحت الحال اسوا من ما حدث من قبل بحيث القاعدة فقدت الثقة بنفسها و بالقيادة التي تدير الاقليم خلال هذه المدة دون ان يتقدم بخطوة واحدة بل كل ما فعلته هو التشتت والتفرقة بين ابناء الشعب و توزعت الاحزاب والقيادات على المحاور التي انبثقت في المنطقة من قبل اعداء الكورد انفسهم . فالثابت هو التبعية للعدو و المتغير هو الهدف السامي و ما يامله الشعب هو ما تصر السلطة على المزايدة عليه في كل لحظة و من اجل مصالح شخصية حزبية لا غير . و عليه لا يمكن ان نقر بوجود اي شيء ما يمت بعلمية السياسة في ادارة الاقليم لحد هذه الساعة، و عليه لا يمكن الحساب على الثابت و المتغير او الاستراتيجة و التكتيك لهذه السلطة القبلية الشخصية المتخلفة، و ما تساعدها من الحقلة المصلحية و ما يتبعونهم من ما يسمون انفسهم بالمثقفين بكافة انواعم، و اُستغَلوا ماديا و معنويا من اجل تبعيتهم و خنوعهم و خضوعهم لتلك القيادة الفاسدة. و هكذا اوصلوا الاقليم الى ما نراه اليوم .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تحول المال الى اِله لدى قادة اقليم كوردستان
-
اليسار الكوردستاني و اوضاع الكادحين
-
الاحزاب الكوردستانية تلعب على البعض
-
اللامركزية تقسم اقليم كوردستان ام تمنع الاحتكار ؟
-
ماذا تريد تركيا و ايران من هذه المنطقة و كيف تكون ؟
-
نداء الى الراي العام
-
هل تبرز نخبة من الجيل الجديد في العراق
-
هل يحل لنا ان نناقش غير المُناقَش
-
تركيا تمثل دور الشيطان في الداخل و الملائكة في الخارج
-
طرح الاقتراحات دون ايجاد منفذ للازمة في كوردستان
-
كيف ينتعش العراق و باي نظام و قائد ؟
-
هل بدات حصانة المذاهب تتساقط ؟
-
اختلاق اقاويل غير حقيقية لهدف سياسي
-
لماذا يُلتصق انبثاق كل حركة تحررية بجهة ما تضليلا
-
هل روسيا ارادت النصر السريع في سوريا ؟
-
ماذا بعد داعش ؟
-
اصبح اغتيال النساء امرا طبيعيا في اقليم كوردستان
-
لماذا هكذا تتعامل امريكا مع اقليم كوردستان ؟
-
كيف يتم توزيع الادوار لدول الشرق الاوسط ؟
-
المثقف العراقي و ما يمر به اقليم كوردستان
المزيد.....
-
-جمال بنت السعودية-.. الأميرة رجوة تثير تفاعلا بأحدث ظهور
-
مصر.. فيديو تبثه فتاة -خادش للحياء- يثير تفاعلا والداخلية تر
...
-
إعادة انتخاب نجيب بوكيلة رئيسا للسلفادور للمرة الثانية
-
الشرطة الأمريكية تعتقل خمسة صينيين بسبب -آيفون-
-
ليندسي غراهام: على بايدن توضيح أن مقترح وقف النار لن يمنع من
...
-
كندا تعرب عن رغبتها بالتعاون مع -أوكوس- في تطوير التقنيات ال
...
-
الصين تعرض صورا فريدة التقطها مسبار -تشانغ آه-6- على الجانب
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: برلين ستتقارب مع موسكو وستبتعد عن
...
-
بعد اتهامات بـ-مهاجمة مصالح إسرائيل بعصابات-.. إيران تستدعي
...
-
السعودية تبدأ تطبيق عقوبة -الحج بلا تصريح- بغرامات وسجن وترح
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|