أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الملا - من سينتصر الغرب ذو الذكاء النسبي أم إيران ذات الغباء المطلق ؟!














المزيد.....

من سينتصر الغرب ذو الذكاء النسبي أم إيران ذات الغباء المطلق ؟!


احمد الملا

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إعلان تطبيق الإتفاق النووي بين إيران والغرب- كما يراها بعض المراقبون - بدأت مرحلة سياسية جديدة في المنطقة العربية بشكل خاص والساحة الدولة بشكل عام, حيث يرى المراقبون إن تطبيق هذا الإتفاق أزاح عن كاهل المجتمع الدولي عموماً والعربي خصوصاً خطر التهديد الإيراني النووي الذي طالما لوحت به, كما يعده بعضهم خطوة أولى نحو حلحلة الأزمات الموجودة في المنطقة الساخنة – العراق وسوريا – حيث يتوقع اغلب المراقبون إن الأزمة السورية سوف تبدأ بالضمور من جهة وإن العراق سوف يتحرر تدريجيا من السيطرة الإيرانية, بينما يرى آخرون انه خطوة أولى لتقسيم المنطقة بين إيران وأمريكا وروسيا وإسرائيل.
وبين هذه التوقعات وتلك يرى العديد إن إيران قد انتصرت أخيراً على غريمها التقليدي " أمريكا " وسوف تعود إيران أقوى مما كانت عليه, فهي رغم الحظر الدولي عليها وهي قد قاومت وصمدت وفرضت نفسها على المجتمع الدولي, فكيف بها إذا تحررت من هذا الحظر ؟ وهذا يجعلنا نتساءل هل إنتصرت إيران بالفعل ؟.
وللإجابة على هذا التساؤل علينا معرفة ما الذي كسبته إيران من هذا الإتفاق وما الذي خسره غريمها " أمريكا " والغرب عموما بسببه وبالعكس, ما كسبته إيران هو رفع التجميد عن أرصدتها وشركاتها في العالم, تصدير النفط للسوق العالمية, فتح اقتصاد إيران على الشركات الإستثمارية الغربية الطامحة في الثروات الإيرانية, لكنها خسرت في المقابل أهم ورقة كانت تستخدمها كوسيلة ضغط على المجتمع الأوربي والعربي, وكذلك أثبتت للعالم إنها لم تعد تقوى على تلك المقاومة والممانعة وإنها وصلت لمرحلة الإنهيار وهي طيلة الفترة المنصرمة لم تحقق شيء سوى تجويع شعبها, وهذا ما أجبرها على التخلي عن سلاحها النووي.
وفي المقابل لم يخسر الغرب أي شيء مطلقاً, فهو سوف يستثمر في داخل إيران وسيستغل ثرواتها خصوصاً الثروة النفطية مع إستمرار انخفاض مستوى أسعار النفط العالمية التي وصلت إلى 75 % ويرجح أن تستمر بالإنخفاض خصوصاً بعد فتح المجال أمام النفط الإيراني الذي زاد من نسبة العرض, كذلك سيكون دخول الأجهزة الإستخباراتية والتجسس سهلاً ومموهاً تحت إسم الشركات المستثمرة والبعثات الإقتصادية والتي ستكون بمثابة " حصان طروادة, دخول فرق التفتيش الدولية إلى إيران ومراقبة المنشآت النووية الإيرانية يعد من أكبر الإنجازات الغربية حيث استطاعوا من خلالها أن يخترقوا حدود إيران والدخول إلى أعماقها ومراقبة كل نشاطاتها ودراستها من الداخل بشكل جيد بعد أن كانت المراقبة تقتصر على الأجواء والأقمار الصناعية.
كما استطاع الغرب من خلال هذا الإتفاق أن يضع القيود بيد إيران, فهو سيستخدمه كوسيلة ضغط عليها من أجل تحقيق العديد من المصالح وإلا ستكون إيران غير ملتزمة وهذا ما سيعرضها لعقوبات أشد وطئاً وأضرار, بالإضافة إلى أن الغرب سيستغل مسألة انفتاح إيران على العالم ليُدخل لها ما يريده من أفكار وأجندات وثقافات مستغلاً حالة الكبت " الثقافي والفكري والسياسي والديني " الموجودة في إيران وهذا ما سيؤثر بشكل أو بآخر على الوضع الداخلي الإيراني ومن المرجح والمتوقع أن يؤجج ثورات وانتفاضات على مستوى أعلى من التي تحصل الآن, كما إن الجهات المعارضة والمناهضة للسياسية الإيرانية ستستغل ذلك الإنفتاح بما يخدمها ويخدم ثوراتها وانتفاضاتها وبدعم غربي مبطن.
وهذا كله يجعل الاتفاق النووي الذي وقعته إيران وتم تطبيقه الآن هو عبارة عن فخ غربي محكم, ومن خلال تلك النتائج يتبين لنا جلياً إن إيران هي الخاسر الأكبر من هذا الاتفاق ولم تكسب منه شيء فقط مكسب إعلامي, خصوصاً وإنها فقدت وكما بينا ورقتها الرابحة الوحيدة وهي ورقة السلاح النووي, وهنا أود أن استذكر كلام المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في اللقاء الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار كل العرب يوم الثلاثاء 13 / 1/ 2015م حول الصراع الأمريكي الإيراني في العراق ... حيث قال سماحته ...
{ ... 3- والمعروف والواضح عندكم أَنَّ خلافَ وصراعَ المصالحِ لا يمنعُ اَن يجتمعَ الخصمان فتجمعُهما المصالحُ والمنافعُ فيحصلُ الاتفاقُ بينهما على ذلك ، وكذلك إن ظَهَرَ خطرٌ يهدِّدُهما معاً فيمكن اَن يتَّفِقا ويجتمِعا على محاربته معاً.
4- أما لماذا تسمح أميركا لإيران بقيادة المعركة في العراق فببساطة لاَنَّ أميركا هنا تفكر بذكاء نسبيّ أمّا إيران فتفكيرُها يسودُه الغباءُ عادةً فوقعت في فخ أميركا التي أوقعتها في حرب استنزاف شاملة لا يعلم إلا الله تعالى متى وكيف تخرج منها ، ومن هنا فان أي تنسيق بين أميركا وإيران فهو تنسيق مرحلي مصلحي لابد أن يتقاطع في أخر المطاف...}.
وبالفعل استطاعت أمريكا بشكل خاص أن تجبر إيران على الرضوخ والقبول بهذا الإتفاق بسبب استدراجها وزجها بحروب استنزاف في العراق وسوريا واليمن, بل سمحت لها بأن تلعب دور الشرطي في المنطقة العربية على وجه التحديد لكي تفقد كل قوتها الإقتصادية وتلقي بكل ما لديها من أجل أن تتجرد في نهاية المطاف من ترسانتها النووية وتضع يدها بيد الشيطان الأكبر كما تسميه, وهذا هو الخسران المبين.


بقلم :: احمد الملا



#احمد_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بزيبز العراقي و مضايا السورية بين فكي الموت ... وتتباكون على ...
- أمريكا تمضي التدخلات الإيرانية ... فهل فهم العرب وحكامهم الل ...
- التحالف العربي الجديد ... رحمة أم نقمة ؟!
- الدخول التركي الى العراق وتغيير موقف السيستاني
- فاسدون يتكلمون عن الاصلاح ؟!
- شعب يسير نحو الحسين ... فما موقفه من الفاسدين ؟!
- تحذيرات المالكي لمرجعية النجف ... علامَ تدل ؟!
- هل تسلم كربلاء والزيارة الأربعينية من المخططات الإيرانية ؟!
- هل الأجندة الإيرانية هي السبب في التفجيرات الفرنسية ؟!
- هل يوجد خلاف بين خامنئي والسيستاني ؟!
- لماذا وبأمر مَن دُفِنَ الجلبي في الصحن الكاظمي ؟!
- هل صار منبر الحُسين .. منبراً لتكفير المتظاهرين ؟!
- مصير العبادي بين مكر الإمعة الإيرانية وفخاخ أسوأ مرجعية شيعي ...
- رواتب الموظفين خطوط خضراء وموارد العتبات المقدسة خطوط حمراء ...
- مابين خارجيّ الأمس وإرهابي اليوم ... عناوين تكشف نفاق القوم ...
- هل ستنهار روسيا داخلياً ... وما السبب ؟!
- إيران وداعش ... السبب والنتيجة
- العراق بين الخرسان والعبادي ... ورأي المرجعية العربية والفار ...
- بعد الانقلاب يأتي العتاب ... أين كنت ياعبادي ؟!
- اللجنة الاستخباراتية المشتركة ... لضرب داعش أم للإنقلاب على ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الملا - من سينتصر الغرب ذو الذكاء النسبي أم إيران ذات الغباء المطلق ؟!