أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحمد ابو النواعير - الإسلام السياسي, ليس مدرستنا !














المزيد.....

الإسلام السياسي, ليس مدرستنا !


محمد أحمد ابو النواعير

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 17:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام السياسي, ليس مدرستنا !
*محمد أبو النواعير
تتميز منطقة الشرق الأوسط, بوجود تنوع ثقافي وديني وطائفي وإثني, نابع من وجود جذور بشرية وحضارية, ضاربة في عمق التأريخ لهذه المنطقة, مع وجود ديانات سماوية متعددة, جعل منها ساحة مكتظة بالأفكار الدينية, ساعدها وجود خزين بشري هائل, متمسك بهذه الأفكار التي أصبحت تمثل عقائد, انطبعت بها أنثروبولوجية تلك المجتمعات.
التطور العلمي والتقني والفكري (الحضاري), الذي وصل إلى أعلى مستوياته في القرن العشرين والواحد والعشرين, ونجح في خلق مفاهيم المدنية الحديثة, والمجتمع المدني الداعي إلى الإيمان بالحياة السلمية والتعددية الدينية؛ خلق منظومات فكرية (إنسانية), مثلت منافسا شديدا لأدبيات الفكر الديني, المسيطر بأدبياته الولائية (الاتباعية), بل وبدأت عند دخول العالم القرن الواحد والعشرين, تتحول إلى ثورة (سيكولوجية) مضمرة ضد التقيد الديني, عملت قيم القوى الكبرى (القيم الأمريكية أنموذجا), على تأصيلها وزرعها في نفوس الأجيال الناشئة!
لم يكن لهذه التحولات الجوهرية, أثرا هينا وبسيطا لدى أوساط الإسلام السياسي, بل أن ردات الفعل بدأت تظهر وبشكل متسارع في المنطقة, في محاولة لجعل مفهوم التقدم, في أساسه إسلاميا دينيا, فظهرت العديد من الأطروحات والمدارس التي تمثل الإسلام السياسي, أهمها المدرسة التي تؤمن بإقامة دولة الخلافة, من خلال خلق حالة انقطاع تام وكامل, بالضد من حالة التطور والتقدم الحضاري, والتي كانت تسير بسرعة جنونية, جارفة معها كل القيم والمبادئ الأخلاقية, كظهور مفاهيم العلمنة واللبرلة؛ فكانت ردة فعل المدرسة السلفية, تمثل انعكاسا روحيا ذاتيا (سلبيا) وإنكفاءا ونكوصا نحو الماضي.
المدرسة الأخرى, حاولت أن تمازج بين ما لديها من إشراقات إنسانية دينية, وخطاب يدعو إلى التسامح, مع ما هو موجود في المنتج الغربي؛ ولكنها تبنت مع ذلك, حالة الرجوع والانقطاع عن الحاضر, بل وجعلت من زرع قيم (الحرب المستمرة) ضد الشيطان الأكبر, منهجا ممارساتيا استراتيجيا مستمرا, في تعاطيها مع مفهوم الحكم, فنجدها تسعى دوما إلى عسكرة المجتمعات, ومحاولة خلق عدو وهمي (يتمثل عادة بالغرب), لمحاولة إعادة الشحن الروحي والعاطفي (الوجداني), لشعوب المنطقة الإسلامية.
كان للولايات المتحدة دورا كبيرا في التعاطي مع هذه المدارس, في محاولة منها لقص أجنحتها, وزرع نموذج القيم الغربية (الأمريكية تحديدا), فكانت تشتغل وبقوة وعلى مدى عقد من الزمن, على دعم بعض المجموعات الصغيرة - بإعتراف ديفيد شينكر, في مقاله الموسوم بــ: ما بعد الإسلاميين والمستبدين: آفاق الإصلاح السياسي ما بعد الربيع العربي- المؤمنة بالفكر العلماني الغربي, المعادي للدين ولمفهوم الإسلام السياسي, في محاولة منها لخلق بديل عن الإسلام السياسي, يكون مقنعا لدى شعوب هذه المنطقة, وتزامن ذلك مع ما عرف بـ (الربيع العربي), والذي كان مخيبا لآمال الغرب, حين تمكن الإسلام السياسي المتشدد (الوهابي والأخواني), من مسك زمام الحكم في عدد من الدول.
كان لظهور مدرسة الإمام السيستاني, المؤمنة بفكرة إقامة دولة عصرية, تؤمن بالقيم الإسلامية وتحترمها كثوابت, وتؤمن بالتسامح, وتنبذ العنف (السياسي- والديني: الطائفي) بكل أشكاله, مثل صدمة حقيقية لدى القوى الغربية؛ السيد السيستاني, بإظهاره نموذجا من التعاطي السياسي والفكري الديني, يؤمن بالأخوية بين المسلمين, أو النظائِرية بين الخلق, قد حطم أكذوبة الغرب, التي ذهبت إلى أن الدين الإسلامي, هو دين قائم على القتل والقتال والعسكرة المستمرة, في محاولة منهم لتشويه مفهوم الجهاد في سبيل الله!
البديل عن الإسلام السياسي (ألعنفي) موجود في العراق, في نظرية سياسية جديدة وفاعلة, تؤمن في ظاهرها بإقامة الدولة العصرية العادلة, وحقيقتها تؤمن بالمدنية المساواتية والتسامحية والإيمان بالتعدد الديني والطائفي واحترامه, وهي امتداد, بل ومحاولة تطبيق عملية لأطروحة السيد السيستاني في الحكم؛ لذا نجد أصحابها والقائمين عليها, في كل خطاباتهم ولقاءاتهم ودعواتهم, يدعون إلى السلم والتسامح ونبذ العنف, والسعي لبناء دولة تحقق الرفاه والاستقرار للمواطن.
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالأيديولوجيات السياسية المعاصرة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا والشرق الأوسط – الصامت الناطق!
- لغة الحوار في المجتمع العراقي بين فرضية العقلانية, وسطوة الم ...


المزيد.....




- رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يصلون بالمسجد الأقصى
- بابا الفاتيكان يطالب رئيس الاحتلال بوقف دائم لإطلاق النار ف ...
- مشروع الكنيسة الرئاسية يثير جدلا دستوريا في كينيا
- السويداء: الشيخ موفق طريف يدعو أوروبا للتدخل ويقول لولا تدخل ...
- مصر.. الإفتاء ترد على سؤال -اذكر 3 خلفاء راشدين أو تابعين اح ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في حارس غرب سلفيت
- بابا الفاتيكان يناقش -الوضع في غزة- مع الرئيس الإسرائيلي
- الهباش خلال ندوة في الباكستان: فلسطين أمانة وحماية الأقصى مس ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإطلاق سراح الرهائن ويؤكد دعمه لحل الدول ...
- الهباش يطلع وزير الشؤون الدينية الباكستاني على الأوضاع في فل ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أحمد ابو النواعير - الإسلام السياسي, ليس مدرستنا !