الجريمة والمكافأة -1 على جدار الثورة السورية - رقم 112.

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 09:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الجريمة والمكافأة --- على جدار الثورة السورية-- 1 – رقم 112
من ماّثر النظام الأمريكي الجديد – الذي تقوده الطغمة البورجوازية الوضيعة الإستهلاكية
والهمجية التي تقود عالم اليوم بعد سقوط النظام التحريفي السوفياتي – وإغتصاب خروشوف الصين
تينغ ثياو بينغ السلطة في الصين الإشتراكية ...
..........................................
منذ فجر التاريخ ترسخت في المجتمعات البشرية الأولى قاعدة : لكل جريمة عقاب – ولوكان المجرم ضحية
المجتمع الطبقي الذي يعيش فيه في أغلب الأحيان . وهذا ما قننته القوانين والشرائع الدينية منذ شريعة وقوانين
حمورابي إلى قوانين العقوبات الوطنية والدولية .. رغم أن القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة أضحت
ألعوبة بيد المافيا الأمريكية الصهيونية المهيمنة على العالم الرازح تحت إستغلال ونهب بورصات البورجوازية
" الوضيعة " وهمجيتها النوعية الجديدة اللاأخلاقية واللاإنسانية ..
وبقيت قاعدة لكل جريمة عقاب تزين كليات الحقوق وقصر العدل في جميع أنحاء العالم " المتمدن " ...
لكن المأساة الكبرى أن تتحول هذه القاعدة إلى نقيضها في المجتمع الدولي وهيئاته العليا المسؤولة عن أمن
وحياة شعوب العالم وعن الأمن والسلم العالمي , وفي أنظمة الإستبداد والطغيان الديكتاتورية العسكرية
والطائفية العنصرية ,,,, وتصبح هذه القاعدة : - لكل جريمة مكافأة – ويصادر من المكاتب ودور العلم والأدب
كتاب ( الجريمة والعقاب ) للكاتب الروسي الشهير ( دوستوفسكي ) ليحل مكانه كتاب ( الجريمة والمكافأة )
الأمريكي – الإسرائيلي التأليف والسوفياتي الخروشوفي الإخراج _ مع بطولة المقبور حافظ الأسد جلاد الشعب
وبائع الجولان السوري , ونظامه العتيد , والمستمر في الحاضر دون تبديل حرف واحد في طبعته الفارسية
الجديدة , بإستثناء تبديل بعض الإعلانات والتابلوهات المهترئة بخدع جديدة في عهد الوريث السفيه قانوناً –
أي الفاقد الأهلية -- التي لاتخدع أحداً ...
بعد خيانة حزيران :
ليعذرني القارئ الكريم على تسميتها خيانة – لأنها هكذا بكل المقاييس ..
فالجبهة السورية الحصينة في الجولان . سلمت للعدو دون قتال بقيادة وزير الدفاع اّنذاك حافظ الأسد ..الذي
أمر الجيش بالإنسحاب الكيفي , وأمر وزير الإعلام بإذاعة البلاغ العسكري رقم 66 وتاريخ 9 / 6 / 67
الذي أعلن فيه سقوط مدينة القنيطرة قبل سقوطها بأربع وعشرين ساعة . وكان رئيس أركان الجيش المرحوم
أحمد سويداني ومساعده اللواء عواد باغ ,, لايزالان في غرفة عمليات الجبهة وكانت الجبهة حتى التاسع من
حزيران سليمة ويستحيل
إختراقها كما كان وزير الصحة السوري الدكتورعبد الرحمن الأكتع لايزال في مستشفى مدينة القنيطرة على إتصال
مباشر مع الفرق الطبية على طول الجبهة ..وإتصل بالقيادة بدمشق محتجاً على إذاعة بلاغ سقوط مدينة القنيطرة
وهولايزال فيها والجبهة لاتزال صامدة . فطلب منه ومن قيادة الجيش العودة لدمشق ... وقدسبق لي الشرح المفصل
لهذا الموضوع والحوار الذي جرى بين حافظ الأسد ووزير الإعلام يومها الصديق محمد الزعبي كما سمعته من
الصديق الزعبي ( أبو أيهم ) وما جرى للسيد وزير الصحة عندما إتهم حافظ بالخيانة , في كتابي ( كيف ضاع
الجولان – جريمة لاتغتفر ) المنشور في مكتبة موقع – الحوار المتمدن –
رغم خيانة حافظ السافرة رفض ثلاثة من ضباط جيشنا الشباب مع جنودهم أمر الإنسحاب من الجبهة قبل إختراقها
وقبل أن يروا أي جندي إسرائيلي وبقيوا في مواقعهم حتى تقدم العدو مطمئناً بإنسحاب الجيش من الجولان وكبدوه
خسائر كبيرة وهم :
الشهيدان محمد سعيد يونس – ورفيق سكاف مع جنودهما ( رفيقي في الجامعة والمحامي في اللاذقية )
ونجا الثالث البطل حسين شعبان مع إثنين فقط من جنوده وهو جريح ... وبعد ذلك أحاله الخائن حافظ الأسد
إلى المحكمة العسكرية بتهمة رفضه أمر الإنسحاب من الجبهة ...
أما قائد الجبهة المقرب من حافظالأسد المدعو ( اللواء أحمد المير ) فقد فرّ من الجبهة قبل يومين إلى بلدة (نوى)
في حوران الغربي ولجأ إلى منزل أحد الفلاحين ..أودع عنده بزته العسكرية وسلاحه وإستعار ملابسه وأخذ
دابته التي وصل على ظهرها إلى مدينة درعا - ليكافأ أحمد المير هذا على جبنه وهروبه من الجبهة بتعيينه
عضواً في القيادة القطرية للحزب القائد ,, وليكافأ أيضاً مع سيده وضباطه الموالين بالرتب والمكافاّت مع ملايين
الدولارات التي وضعت في سويسرا باسم السفاحين حافظ ورفعت ---
أيلول الأسود 1970 في الأردن :

بعد الإصطدامات المسلحة بين المقاومة الفلسطينية والنظام الملكي الأردني وجيشه التي ذهب ضحيتها اّلاف الضحايا
في عمان والزرقا وجرش وإربد ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين.. كما هبّت إسرائيل لنجدة حليفهاالملك حسين
والعرش الهاشمي .. كما أسرعت قيادة 23 شباط السياسية في سورية بقيادة ( صلاح جديد – ونور الدين الأتاسي –
ويوسف زعين – وإبراهيم ماخوس ورفاقهم لنجدة المقاومة الفلسطينية وأرسلت قطعات رئيسية من الجيش السوري
إلى شمال الأردن بقيادة العقيد المرحوم صلاح نعيسة ورفاقه ( الذي إلتقيت به في سجن المزة في المهجع الثالث
علوي عام 1975 ) تمركزت في إربد وصدّت هجوم قوات الملك على المقاومة وكبدتها خسائر فادحة .
فماذا كان موقف وزير الدفاع حافظ الأسد يومها من قرارقيادته السياسية ؟؟ التي تجاوزته لأنه رفض إنقاذ المقاومة
الفلسطينية التي كان يريد القضاء عليها إنسجاماً مع موقف سيدته إسرائيل التي حشدت قواتها بقيادة – رابين –
لنجدة الملك .. ؟؟
لقد رفض حماية القوا ت السورية التي تمركزت شمال الأردن بالطيران وأمرها بالإنسحاب من الأردن وترك
المقاومة تلاقي مصيرها ..رافضاً دخولها الأراضي السورية ...
وعلينا العودة لمذكرات هنري كيسنجروزير الخارجية الأمريكية لنرى مايقوله بهذا الصدد :
( تلقينا أخباراً طيبة خلال إجتماعنا في البيت الأبيض , بأن أصدقاءنا الأردنيين شجّعتهم ردود فعلنا , لأن سلاح الجو
السوري بقيادة الجنرال حافظ الأسد إمتنع عن التدخل . فأخذ الأردنيون بمهاجمة الدبابات السورية المتمركزة
حول إربد بطائراتهم ..ويمكن تقدير الخسائر السورية بتدمير 120 دبابةوعطب 90 أخرى...بعدها طلب نيكسون
إلى رابين , عدم التدخل بعد الحشد الإسرائيلي لنجدة الملك ...وإنسحبت القوات السورية في الثالث والعشرين من
أيلول أما القوات العراقيةفلم تتدخل ...- مذكرات كيسنجر –الجزء الثاني – ص 477 )
هكذا قام حافظ الأسد بدور رابين في حماية العرش الهاشمي ووفر على إسرائيل التدخل السافر .. لذلك كان الملك
حسين أول المهنئين والمهللين لحافظ الأسد فور إغتصابه السلطة في سورية في إنقلاب 16 ت2 1970 وأرسل
الهدايا الثمينة لرؤوص النظام الجديد حافظ وطلاس ورفعت ....
وجاءت المكافأة لبائع الجولان حافظ وعصابته بحجم خياناته وإغتصاب السلطة في سورية بالدبابة والمدفع والقمع,
وتعيينه رئيساً لسورية مدى الحياة ,, بالتوافق والتضامن بين أمريكا – والمحرفين السوفييت ومخابرات البلدين .
تطبيقاً لكل جريمة بحق الشعوب مكافأة من أعداء الشعوب والتحرر الوطني وحق الشعوب في تقرير مصيرها ..
فهل مازال وريث عرش الخيانة الأسدي مطمئناً لمكافأته على خياناته وجرائمه بإبقائه على عرش القرداحة
الإجرامي العنصري الدموي والخياني كماتريد طهران وموسكو وتل أبيب وغيرها ..سنرى ؟؟ وإلى العدد التالي .
- يتبع -- 16 / 1 / 2016 - لاهاي

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات