أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - مخادعات تحت جناح الماركسية















المزيد.....


مخادعات تحت جناح الماركسية


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديالكتيك رأس المال, كنه الغزو و الديون في الدولة الرأسمالية. و سخافة خرافة موت الرأسمالية في اجتماع رامبوية!


يعتمد السيد ف.النمري و من القرن الماضي و حتى اليوم في بوقه المشروخ و في مقاله الأخير (شيوعيون ماركسيون مفلسون) على ثلاثة محاور تحريفية و هي: ـ (1)ـ موت الرسمالية الصناعية التقية التي كانت تنتج! وهو تشويه فظ رهيب,أدى لظهور مصطلح مشبوه برجوازية خدماتية وضيعة (2 )ـ انهيار المشرع الاشتراكي الستاليني بسبب خيانة البلاشفة رفاق لينين لستالين . ( 3 )ـ زيف أمر الديون الأمريكية و علاقتها بموت الرأسمالية في رامبوية.



كتب السيد النمري في أمر التحريف أم في أمر الغباوة الفكرية و المواقف الانتهازية و أخيراً التطبيل لغزو النهب و التدمير للعراق, العديد من المقالات و يدعمها بالأقوال الستالينية حيناً ومدعومة أحيانا بالتزييف الاقتصادي ذا الصيغة الماركسية, فاحذروا التقليد! للأسف انتظرت أن يفند طرح السيد النمري, أحداً, بشكل علمي و اقتصادي ! إذ أني لست من الفطاحل في علم الاقتصاد الماركسي. لكن لا أحد يعمل أوعمل على ذلك, سوى المرور السطحي و أحيانا سرد المزح و التهكم و الشراء من السيد النمري ما يناسب, و كل حسب مشربه الفكري وانحياز الطبقي والسياسي والديني, من أقصى اليمين حتى حدود تخوم الجغرافيا للصهيونية العالمية و المدافعين عن الليبرالية الجديدة وغزو العولمة البربري للامبريالية الأمريكية.



طبعا أن الطرح الذي يقدمه السيد النمري يسوق إلى قناعات خطيرة ألا وهي الكره للشيوعية و الدفع بالقبول بالهجمة الأمريكية على أفغانستان والعراق وسوريا للتدمير و بأسم التحرير! ثم ليمجد الملك الأردني اليساري و الملك السعودي الوهابي البربري. فهنا مكمن بضاعة السيد النمري التي يتسول و يتبضع منها أصحاب الرؤى المتصارعة و لكن المتفقة على مصارعة الشيوعية و التجني على الفكر الماركسي بل و الذهاب للنيل من وجه كارل ماركس لتشويهه و تقبيحه. و مع أهانت الرموز العربية الوطنية و الثورية التي قامت بثورات التحرر الوطني, التي لم يمر بها شعب الملكة الأردنية و لا شعب السعودية و غيرها من مشايخ العهر و الخيانة الوطنية الدائرة في فلك الامبريالية الأمريكية.



يقول فولتير: ـ ان الذي يستطيع يقنعك بالخرافة يستطيع أن يقنعك بارتكاب الجرائم ـ ! و تقول الأسطورة الإسلامية :ـ أن قبل ظهور المهدي يظهر الأعور الدجال! ففي المقالات التي تجاهر بموت الرأسمالية و التهليل لغزو العولمة و تمجيد عبادة ستالين بكل أخطائه و إعدام رفاق لينين و الشكر ل ج. بوش و ب. بريمر يكمن قول فولتير و تكهنات الأسطورة الإسلامية.



لذا صار لي الاضطرار للعودة إلى رأس المال و لشرح جذور أمر الدولة الرأسمالية, بجرائم سحق البشر و نزع الملكية الفردية لتأسيس الملكية الخاصة و تحقيق التراكم الرأسمالي الأولي و فائض القيمة, و بقاء الرأسمالية حية ترزق و لليوم عبر النهب شعوبها واليوم نهب الغزو و تدمير للشعوب, من ثم لتفنيد أمر موت الرأسمالية سواء في رامبوية أم في أمريكا, لذا سيكون هناك سردٌ من كتاب رأس المال حول جذور السيطرة الرأسمالية و تبعاتها الحالية و شكل الديون الأمريكية التي لا تعني موت الرأسمالية, الموجودة في عقول العصافير.



تمت الثورة الرأسمالية بشكل بربري و ليس هناك أي قانون شرعي أعطاها حق نزع الملكية الفردية و الاستيلاء على الأرض و وسائل الإنتاج و البشر عبر تحويل الفلاحين, بعد طردهم من بيوتهم و طردهم من الحقول من اجل تحويل الحقول على مراعي من اجل التصنيع لناتج الكتان والقطن والصوف, إلى بروليتاريا تخدم في العمل المأجور, و تساق للعمل بالسياط و الجوع, و الفقير الذي فقد حقله تتصدق عليه الكنيسة بقرش بخسة و إذا تسول تختم أذنه بحرف الأس الانكليزي ( مختصر سالاف تعني عبد) و أن مسك مرة ثانية يتم شنقه, ثم كيف تحولت بيوت العمال إلى علب تتكدس فيها الأجساد البشرية و مع انتشار الحمل الغير شرعي بين المحارم وأنتشار الحمى القرمزية وأمراض ناتجة عن الجوع والبرد وما تبعها من عمليات بطش في الأقليات العرقية أم الدينية ( شعب أيرلندة مثال حي )هذه هي جذور ظهور الرأسمالية الصناعية, وبما دعي بالتراكم الرأسمالي الأولي, بعدها بدأ طوفان الغزو الرأسمالي بكل جرائمه السابقة و المستمرة لليوم.



الرأسمالية الصناعية جذورها بربرية و ليس كما يصفها النمري لنا بان الرأسمالية الصناعية كانت أصيلة و ورعة تنتج و تصدر, كأنها فقط مجبولة على الكرم محسنةً للبشر, و ليس مستغلة لملايين العمال ومستحوذةً على الأرباح كلها, خرافات النمري لا تصمد أمام الحقائق التاريخية التي نشرها كارل ماركس في كتب رأس المال!



قصة مختصرة عن الحياة في الدولة الرأسمالية الصناعية الناشئة التي يتغى بها النمري بكونها كانت بكر و تنتج و تصدر, وليست دولة برجوازية خدمية وضيعة. اختار هذه القصة لم يرغب قراءتها, فالقفز عليها لا يؤثر على المقال, و أن كتاب رأسمال ج3 يسرد العديد من الجرائم بحق البشر و من الصفحات المائة الأولى. النص هو مقتطف بشيء من تصرف في الصفحات 205 _207 المقتطف أدناه باختصار و تصرف!

:ـ ( تتألف العصابات من عدد يتراوح بين 10أشخاص و 40 وإلى 50 شخص من الرجال و النساء و المراهقين وأطفال من الجنسين و رئيسها شخص عادي عربيداً و سكيراً.



وهو يجمع العصابات المكرسة للعمل تحت أمرته و ليس تحت أوامر صاحب المزارع لا يتجاوز دخل العامل العادي قط يتوقف حصراً على المهارة التي يعرف بها كيف يستخلص العمل في اقصر وقت, إذ يعرف المزارعون أن النساء لا يبذلن جهودهن إلا بإمرة رجال وأن الفتيات والأطفال ما أن يبدؤوا حتى تنفق قواهم, كما لاحظ فوريية, بحماس و إسراف في حين العامل الذكر الراشد يسعى كماكر حقيقي إلى اقتصاد قواه. رئيس العصابة الذي يجوب المزارع قادر على تشغيل جماعته خلال 6 إلى 8 أشهر في السنة. فهو إذن بالنسبة للأسر العمالية, زبون أفضل من المزارع الذي لا يستخدم الأطفال إلا بين وقت و آخر. و هذا الظرف يوطد نفوذه بدرجة من القوة لا يمكن , معها, الحصول على الأطفال في كثير من المناطق المفتوحة دون وساطته, وهو يؤجرهم, كذلك, فردياً.



و عيوب هذا النظام هو العمل المفرط المفروض على الأطفال و الشبان, و المسيرات الضخمة التي يجب عليهم القيام بها, كل يوم للذهاب إلى المزارع تقع على مسافة خمسة أو سبعة أميال و للعودة منها, و أخيراً الفساد الخلقي للفرقة الجوالة. ورغم أن رئيس العصابة يسمى السائق أو السائس, مسلح بعصا طويلة إلا أنه لا يستعملها إلا نادراً, و الشكاوي من المعاملة السيئة القاسية استثناء. فهو كصائد الجرذان في الأسطورة, ساحر, إمبراطور , ديمقراطي. أنه في حاجة إلى أن يكون ذا شعبية بين أتباعه و يجذبهم أليه بمفاتن حياة بوهيمية بدوية, بانعدام كل حرج, مرح صاخب وخلاعة فظة. و يتم الدفع, عادةً, في الحانة وسط إرهاق وفير للخمور, ثم يبدأ السير للعودة إلى البيوت.



ويسير على رأس الفوج رئيس العصابة الوقور مترنحاً, مسنداً, على يمينه و يساره, إلى ذراع قوية لأمرأة مسترجلة في حين تمرح الفرق الشابة, في المؤخرة, و تجأر بالأغاني الساخرة أو الفاحشة. أن سفرات العودة هذه, هي انتصار المعاشرة الجنسية العلنية ( نصف سكان بنات لودفورد سقطن بفعل عصابات العمل الرأسمالي), على حد تعبير فوريية. وليس من النادر أن تحمل بنات في الثالثة عشر أو الرابعة عشر من رفاقهن بنفس العمر, و القرى المفتوحة, وهي منابع لسدوم عمورة يصل فيها, عدد الولادات غير الشرعية إلى حده الأعلى, و نحن نعرف, بالفعل, أخلاقية النساء المتزوجات اللواتي مررن بمثل هذه مدرسة. وان أبناءهن مرشحون مكرسون, مسبقاً, للانخراط في هذه العصابات ما لم يسبق الأفيون إلى الإجهاز عليهم) أنتهى المقتطف.



فإلى اكتشاف الأمريكتين المنتجتين للذهب و الفضة و أخضاع السكان الأصليين للرق و طمرهم في المناجم و إبادتهم وبدايات نهب الهند الشرقية و تحويل أفريقيا الوكر التجاري لصيد ذوي الجلود السوداء تلك هي بذرة النظام الرأسمالي الصناعي الصاعد في الدول الرأسمالية لتنفجر الحرب التجارية و مسرحها الكرة الأرضية بأسرها, خاصة بعد انتصار هولندا على اسبانيا لتأخذ أبعاداً هائلة في حملة انكلترا الصليبية ضد الثورة الفرنسية و لتمتد على شكل حملات كحروب الأفيون الشهيرة ضد الصين.



ما أن حل القرن السابع عشر تربعت هولندا و فرنسا و انكلترا على النظام الاستعماري و الائتمان العام و المالية الحديثة ونظام الحماية, بطرائق بربرية مستغلة سلطة الدولة و قوة المجتمع المركزة من أجل الإسراع بالانتقال إلى النظام الرأسمالي الصناعي.



وهنا انقل حول حميمة المسيحي للسيد و .هاويت معبراً عن الاستعمار المسيحي ( ر. ج3 ص 302) ليطلع عليها النمري و رفيقه العلمي ( أن ضروب البربرية و الوحشية التي اقترفتها أجناس تدعي المسيحية, في كل مناطق العالم و ضد كل الشعوب التي استطاعت إخضاعها, ليس لها ما يوازيها في أي عصر من التاريخ العالمي, لدى أي عرق مهما بلغت وحشيته و فظاظته و قسوته و وقاحته).



ثم أن الرأسمالية الهولندية, كما المرآة تعكس لنا الشكل البربرية للامبريالية الأمريكية و من ثم لتشرح سر و كنه أمر الديون للنظام الرأسمالي في هولندا و اليوم أمر الديون الأمريكية التي يغرد و يسبح فيه السيدان النمري و العلمي دون فهم ماركسي نفي, ليخرجوا بنظرية موت الرأسمالية في رامبوية بطرح النسب والأرقام الفلكية بشكل فج كفجاجة طرح مقررات مؤامرات ستالين, في قتل البلاشفة الأحرار.



فأن تاريخ ولادة النظم الرأسمالية يحمل في جوفه القيح البربري للجشع و الديون عبر استغلال شعوبهم ثم الانتقال إلى استعباد الشعوب, فالراية الرأسمالية ما أن أخفقت في البرتغال حملتها هولندا و ما أن هزمت ألمانيا حملتها بريطانيا و بعد الحرب العالمية الثانية نزل الغول الأمريكي ليأخذ الراية الرأسمالية مخبضةً بدماء البروليتاريا في الغرب و أمريكا و بدماء الشعوب المستعمرة من الهند و أفريقيا و آسيا و الهند الصينية, و أخيراً غزو العولمة المدمر للشعوب في أفغانستان والعراق وسوريا ومصر و ليبيا و تونس والصومال ....إلخ.



(أن تاريخ ولادة الإدارة الاستعمارية للهولنديين في القرن السابع عشر, الأمة الرأسمالية الأولى يعرض لوحة من الجرائم والخيانات و الفساد و الحطة لن يكون لها مثيل قط. لقد تجسد جرائمها في خطف سكان جزر السيليب من اجل الحصول على العبيد لجاوة, وكان الخاطف المترجم و البائع و كان البائعون هم أمراء من السكان الأصليين و يخبئون المخطوفين في زنازين سرية ليكدسوا على مراكب. و هنا تقرير رسمي يشرح: (( أن مدينة ماكاسار و حدها تعج بالسجون السرية التي يتنافس بعضها البعض الآخر في الهول و المليئة بالبؤساء و الشراهة و الطغيان المثقلين بالحديد و المنتزعين, بالعنف من أسرهم.)) ر. ج3 ص302



(و بعد أن حصلت شركة الهند الشرقية الأنكليزية علاوة على السلطة السياسية, على الاحتكار الحصري لتجارة الشاي وللتجارة الصينية عامة كما حصلت على احتكار نقل السلع من أوربا و آسيا و بالعكس. و كانت التجارة حكراً لموظفي الشركة و مع أحتكار الملح و الأفيون و التنبل و غيرها من المواد, مناجم لا تنضب, و هم بنفسهم يحددون الأسعار ويسلخون جلد الهندي التعيس حسب رغباتهم و مشيئتهم و بالمضاربات كانت ثروات تنبت كالفطر في 24 ساعة. ناهيك عن القوانين البربرية التي شُرعت حسب الطابع المسيحي لتراكم رأس المال الأولي في المستعمرات, فقد منح البوريتانيون و البروتستانتيون, وهم الدساسون و المتقشفون عام 1703 و بموجب مرسوم من مجلسهم مكافئة قدرها 40 ليرة مقابل كل رأس هندي و نفس المبلغ مقابل رأس كل هندي أحمر يؤسر لتصبح المكافئة عام 1720 100 ليرة و عام 1744 100 لكل فرد ذكر بلغ الثانية عشر. وبعد 30 عام وقعت وحشيات النظام الأستعماري على أحفاد هؤلاء الحجاج الأتقياء الذين أصبحوا بدورهم متمردين).مقتطف مختزل جدا و بتصرف ر.ج3 ص303



أن التاريخ الرأسمالي لا يقف عند أمريكا و لا تموت الرأسمالية فيها, كما يدعي النمري الذي أجبرني أن أعود لجرائم النظام الرأسمالي ضد شعوبه و البدايات الاستعمارية و من ثم إلى غزو العولمة و في زمن الإنتاج الممكن و الآلي الالكتروني, والذي يبقى فيه العمل المأجور قائم على الإنتاج الرأسمالي, إذ لا يزال يخرج العامل للعمل و يقدم ثلاثة أيام عمل ( العمل الضروري) حسب الفهم و الشرح لماركس و اليومان أو الثلاثة الآخران من الأسبوع هما عمل لصالح رب العمل ( العمل الزائد) ومنه يتأتى فائض القيمة, و لا تزال معادلة قوة العمل و كيف تنتج ثروة الرأسمالي, و ليستمر السيد النمري بالصراخ ماتت الرأسمالية في مؤتمر رامبوية و تحيا القوات الأمريكية لتحرير العراق ولينعق الناعقون , أي والله أن سبب مأساة العراق هو صدام حسين و المعارضة العراقية التي لم تتعاون أيجابياً مع سلطة البربري بول بريمر سليل الاستعمار الهولندي و الأنكليزي المسيحي و سليل الفاشي الكاثوليكي الهتلري الألماني.



أخيراً للوصول إلى أمر تشويهات السيد النمري وحاشيته العلمي في أمر الغزو والإنتاج والثروة والإفلاس والديون, بعيدا عن تخريفات موت الرأسمالية و انهيار الدولة الاشتراكية الستالينية, إذ أن النمري يعتمد على مقررات مؤتمرات مؤامرات الحزب الستاليني, والتي هي أساسا ليست من أنتاج عقل ستالين بل هي نتاج أفكار لينين و رفاقه العباقرة في الاقتصاد و كان لتروتسكي دوراً كبير في كل القرارات التي تبجح بها ستالين لكن دون أي تطبيق و لا أي حياة اشتراكية شهدها الاتحاد السوفيتي, فلو كان هناك حياة اشتراكية أصيلة لما كان انهيار السوفيت يتم بلا ثورة شعبية كما قاومت كومونة باريس للدفاع عن الحياة الجديدة للشعب الشغيل في فرنسا.



كما هو واضح أن الغزو الاستعماري هو من أعطى الانطلاقة و هو اليوم من يقدم السيطرة من اجل التقدم المستمر على حساب بروليتاريا الغرب و أمريكا و على حساب الشعوب في الكوكب الأرضي, فرؤوس الأموال تأتي (1) من العمل المأجور و نهب فائض القيمة و (2) من نهب ثروات الشعوب, فكل الأشياء و الأسس الرأسمالية قائمة وتسير بنفس القانون الرأسمالي و سلطته, وتستمر سرقة الكنوز من أسواق العمل في الدول الفقيرة, أي من خارج أوربا, لنقل المستعمرات المضللة كالعراق ومصر والمغرب والكويت وقطر والسعودية وكل بلدان أفريقيا وأمريكة اللاتينية والبرازيل والأرجنتين وغيرها, ويحدث أن تجري أعمال قتل واغتيالات وانقلابات عسكرية و حروب من اجل استمرار تدفق رؤوس الأموال كما حدث في الخمسينات من القرن الماضي, واليوم نرى عودة للهجمة الاستعمارية بشكلها التدميري البربري(غزو العولمة ) التي تقودها أمريكا و يصفق لها السادة النمري وتبعه العلمي.

مرة أخرى إلى هولندا و تجربتها التي تنطبق على كل نظام رأسمالي حالي, فقد كانت هولندا تمتلك تجارة الهند الشرقية والمواصلات, فوصلت عام 1648 إلى أوج عظمتها, فمصائدها و بحرياتها و مشاغلها تتجاوز مثيلاتها في البلدان الأخرى وربما كانت رؤوس الأموال الجمهورية أكبر من رؤوس أموال بقية أوربا مجتمعةً.

( أن التفوق الصناعي يتضمن التفوق التجاري ولكن التفوق التجاري هو الذي يعطي التفوق الصناعي و من هنا ينشأ الدور الراجح الذي لعبه في الفترة المشغلية, بالمعنى الحقيقي, آنذاك, النظام الأستعماري, لقد كان ( الإله الأجنبي) الذي يقيم المذبح إلى جانب أصنام أوربا القديمة, و في ذات يوم يدفع رفاقه , بمنكبية, و يا لها من جلبة! و تلك الأصنام كلها قد تسقط).ر.ج3 ص305.

( لقد غزا نظام الأئتمان العام, أي الديون العامة, الذي كانت البندقية و جنوة قد وضعتا أولى ركائزه, في القرون الوسطى, غزا أوربا, نهائيا, خلال الفترة المشغلية. و تركز أولاً في هولندا, وقد كان له نظام أستعماري, بتجارته البحرية, بمثابة الدفئية الحارة. و الدين العام أو بعبارة أخرى ضياع الدولة, يطبع العصر الرأسمالي بطابعه سواء كانت الدولة أستبدادية أم دستورية أم جمهورية. و القسم الوحيد من الثروة القومية المزعومة الذي يدخل, فعلاً في ملكية الشعوب الحديثة, هو دينها العام). ر.ج3 ص 305

(لا محل, أذن, للعجب من المذهب الحديث القائل بان الشعب يزداد ثراء بمقدار ما يزداد دينه. و الأئتمان العام هو قانون أيمان رأس المال , لذلك فأن نقص الأيمان بالدين العام جاء, بعد حضانة هذا الأخير, ليحل محل خطيئة ضد روح القدس التي كانت وحدها في السابق لا تغتفر). ر. ج3 ص306

305

المقتطف أدناه هو الذي ابحث عنه لتفنيد كل طروحات النمري في أمر خرافة موت الرأسمالية في أمريكا!


(يعمل الدين العام كأحد أنشط التراكم الأولي. فهو بضربة عصا سحرية, يزود المال غير الأنتاجي بفضيلة التكاثر و يحوله, على هذا النحو, رأسمال, دون أن يكون عليه من اجل ذلك, أن يتحمل الأخطار و الاضطرابات التي لا تنفصل عن أستعماله الصناعي, بل عن الربا الخاص نفسه). رأس المال ج3 متأكد ص306


فهكذا اليوم تسير أمريكا على خطى هولندا و مع ظهور البنوك العملاقة و رؤوس الأموال العابرة للقارات, و التي لا يفهم كنهها السيد النمري ليصرخ أن الدولار و رقة بائسة بلا رصيد من الذهب فالتاريخ يحدثنا, ( أن الأرتفاع التدريجي لأسهم هذه المصارف يعود تاريخ زمنها ألى تاسيس بنك أنكلترا عام 1694. و قد بدأ هذا بإقراض كل رأسماله المالي إلى الحكومة بفائدة قدرها 8% و في الوقت نفسه كان مسموحاً له من البرلمان أن يصك نقداً من نفس رأس المال و بإقراضه من جديد على الجمهور على شكل أوراق يسمح له, بإلقائها في التداول, يحسم أوراق التداول بواسطتها,و بتسليفاها على السلع وباستعمالها في شراء المعادن الثمينة, فسرعان ما أصبح النقد الأئتماني المصنوع من جانبه, بعد ذلك, المال الذي أجرى به البنك قروضه للدولة). لدحض النمري أتصرف بنص ماركس ر. ج3 ص307

(لقد ولد مع الديون العامة و الذي في طياته مصادر تراكم الثروة ذلك الشعب أو ذاك, فأن كانت أعمال الأغتصاب و العنف التي قام بها أهل البندقية, ألفت أسس غنى هولندا, حين كانت البندقية تقرضها النقد, ولتجد هولندا نفسها في مأزق البندقية بعد أن فقدت تفوقها الصناعي و التجاري, فوجدت نفسها مضطرة على تثمير رؤوس أموالها بإقراضها للخارج و خاصة لأنكلترا منافستها المظفرة, وبنفس الصيغة أن ظهور رأس المال في أمريكا كان لقيطاً و يحمل في طياته دماء أطفال المصانع في الولايات المتحدة الذي رُسمل في أنكلترا) مقتطف بتصرف من ر. ج3 ص308.

و اليوم الصين تظهر كمنافس في عصرنا الحديث و تملك رؤوس الأموال و تعمل على الإنتاج و باستعمال رؤوس الأموال الغربية وغيرها. فمن أين جاء السيد النمري بموت الرأسمالية بسبب ضغط الديون العامة, فهنا يكمن التزوير للرأسمالية الصناعية بكونها كانت أصيلة وعفيفة و منتجة و ما أليه من عبارات بائسة أنتهت إلى مقال بائخ " شيوعيون ماركسيون ومفلسون" لتمجيد ستالين و البرجوازية الوضيعة في أمريكا و تدميرها للشعوب, بكونها لم تعد رأسمالية ( أتريد أرنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب). فهكذا يقلب النمري القوانين الماركسية كما سبحانه يقلب الطلي إلى خروف, و هكذا قلب النمري الملك البدوي العشائري إلى مليك يساري ههه, و جعل جورج بوش الامبريالي رجل تحرير. فلا تزال هولندا تقبح وجه التاريخ بالنهب الرأسمالي و كانت و ضلت بلد رأسمالي و لم تمت الرأسمالية فيها!

فاليوم يتم تدمير البشر من اجل بقاء الدولة الرأسمالية و من اجل رفاه طغم رأس المال المعدودين على الأصابع بسرقة فائض القيمة في الغرب و أمريكا. و إذا كان يتم صيد العبيد في القرون السابقة فأن غزو العولمة الأمريكية الحالية تحصد حياة ملايين البشر و ليترك مئات ألوف البشر يتدفق إلى الغرب ( عبيد بلا وشم العبودية) بفضل قصف الناتو, لتستقبله ألمانيا أنجيلا ميراكل بقلب مسيحي سمح ليكونوا عمال أجراء بائسين وبشر مهمشين يقوضون حياة البروليتاريا الألمانية لتنحدر إلى البطالة أو الخنوع لجبروت سلطة رأسمال البربرية التي تغتني على حساب جماجم ملايين البشر في الشرق وعلى حساب البروليتاريا الغربية.

أحب أنقلكم بعيدا عن الاستغلال والقتل والدماء ورأس المال, ليس كما يفعل النمري بشكله السمج في المواضيع بل أحول عبثية الكلمات العادية لمرح بريء يهزل بفطاحل الطرح التحريفي البائس!

شربت زبيب, والله /تعال تعال, لك يحلو/ أنجا يجون, للحوار عيوني / من اوكرانيا و الأردن, والله / هز ركبة و شوارب ثخينة ,والله/تعال تعال ي بلشتي و ي تحريفي, والله / تطلع مقالات والله /هزي يا وز, والله / شرشل و ستالين عصفور كفل زرزور, والله/ و من إسرائيل دكك دفوف وردح, والله/ والعجل إنجن وهاج, والله / تحايا بلشتية تتناطح, و الله/ شربت زبيب و بوسة يحلو, والله/ .

المصادر:ـ 1ـ مقال النمري الشيوعيون الماركسيون والمفلسون! 2ـ كتاب رأس المال الجزء الثلاث( أنطوان حمصي) و وضعت الكثير من المقتبسات بين قوسين,اختزلت الكثير من المقتطفات إذ أني لا أكتب بحث فعذاراً عن التقصير! 3ـ لحن محرف الكلمات (للسخرية من الطرح و ليس من الشخوص) لأغنية عراقية للسيد زهور حسين!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باريس تركع تحت ضربات المعارضة الإرهابية
- المزيف توني بلاير و حقائق تدمير الشعب العراقي
- سوريا تتحدى الرجعة السعودية و أمريكا
- سوريا ثورة تنوير ميدانية, ستدحر مدلسي الدين و العنصرية
- أمريكا أم إيران, مَنْ المُتهم في معاداة شعب العراق؟
- سامي لبيب يهاجم بشكل عبثي تضليلي
- تنويرٌ لتعيرْ المنافقين بكلماتِ بعضِ العباقرة
- مهاجمة آيات النبي محمد أم الهجوم على داعش أمريكا
- الهجوم العنصري على الدين الإسلامي ليس تنوير
- فحيح نقد الدين و الابتذال السياسي لزمن العولمة
- أمريكا و المثقف البراق الناعق ضد الدين
- هل الإسلام خطر على الديمقراطية أم أمريكا
- ( داعش ) إرهاب أمريكي يقتل المسلمين و يصرخ الله اكبر
- هل نظام العلمانية أفضل من الدين الإسلامي وغيره
- هل الإسلام محرك العنف أم أمريكا دولة إرهاب عالمي
- لمساة تحريف الماركسية لفؤاد النمري
- الحرب الأمريكية على العراق لازالت مستمرة
- دين وهابي همجي يعانق بربرية أمريكا ( آل سعود لجلد الشعوب )
- المملكة الوهابية جلادة شعوب المنطقة الحضارية
- أمريكا و فضيحة تسليح داعش في العراق


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - مخادعات تحت جناح الماركسية