أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - الأوروبي البدوي 3














المزيد.....

الأوروبي البدوي 3


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 02:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الأوروبي البدوي 3

عندما كتبت مقالتي الأولى بهذا العنوان، كنت أظن أنها ستكون الأولى والأخيرة. لكن حصل ما لم أتوقع، بعض من سوء الفهم، شتائم، إتهامات، هجوم، قلب للحقائق، ودروس تلقى علّي. والحقيقة كل ما أردت أن أقول هو أن هناك معايير مزدوجة، ولا أقول قوانين.

ويكاد لا يختلف إثنان على جمال أوروبا ونظامها وعدالتها الإجتماعية وحسن معاملتها لمواطنيها. وكل هذا لا نعرفه فقط، بل هو من البديهيات. أليس حلم كل شاب وشابة عربيين العيش في أوروبا؟

لكن، أيضًا ألم نرفض الذل والقمع والظلم والتخلف لنعيش حياة أفضل؟ وهل يمكن أن تكون حياتنا أفضل ونحن نتعرض للقمع والظلم والذل من خلال الممارسات العنصرية المتفاقمة؟

هل نحن نستحق ذلك؟ هل نحن تآمرنا وفجّرنا وقتلنا لكي نتلقى العقاب الجماعي؟ فلماذا إذا نسكت على الإهانات، وعلى الدعوات العنصرية التي تضعنا جميعًا في بوتقة واحدة، مع آخرين لا نعرفهم ولا نريد أن نعرفهم؟ لماذا نقبل الخوف؟

علينا أن ندرك أن الرهان المستقبلي سيكون علينا نحن، الذين في أوروبا، عندما تزداد الأوضاع العربية تدهورًا. وعلينا أن نكون جاهزين لأن خط الرجعة مقطوع، ولسنا نحن اللذين قطعناه!

وفي هذه المقاولة سأرد على من ينعت العرب بالكسل، ويعتقد أنه لولا الأوروبي، لما قامت لنا قائمة. والحقيقة هي أننا لسنا الطرف الذي كان بحاجة للمستعمر، بل المستعمر هو الذي كان بحاجة لنا، لأرضنا وتراثنا وثرواتنا وبترول العرب.

وأينما ذهب المستعمر، فإنه استخدم حججًا كثيرة واهية، ليسيطر علينا، منها؛ أنه قادم لفتح المدارس والطرقات وسكك الحديد. وكان يكذب علينا ويسرق ثرواتنا.

ويسأل القارىء ما معناه؛ هل سيكون حالنا أفضل لو لم يستعمروننا وبقينا بدو تائهين في الصحراء؟ وأنا أجيبه مستشهدة بمثال الزعيم الهندي "غاندي"، خريج القانون من بريطانيا العظمى، والذي تعرض للعنصرية التي أتحدث عنها، لأن هذا ما دفعه لأن يخلع البدلة ويتخلى عن رباط العنق الخانق ويعود لفلاحيته، وبساطته وإرثه الثقافي في الهند. هذا الرجل "البدوي"/ الفلاح الحافي، هز بريطانيا ونال احترام وتقدير العالم.

فإذا كان كلامي لا يعجب هذا القارىء، لأنه يشعر بالنقص من ثقافته ولا يريد أن يصدّق إمرأة عربية، فها هو غاندي وقد أثبت للعالم أنه وبهندامه الهندي الوضيع إستطاع أن يدمّر المستعمر وبسلمية أيضًا.

وكما أني معجبة ب"غاندي"، فإني معجبة بنيلسون مانديلا، ورحلة نضاله الشهيرة ضد النظام العنصري الأبيض. وكذلك أنا معجبة بمارتن لوثر كينغ، المناضل الأمريكي الأسود، الذي حقق حرياتٍ مدنية للسود في أمريكا، محاربًا التمميز العنصري ضد شعبه. وهو المشهور بخطبته التي بدأها ب "أنا عندي حلم". وعقبال ما يكون عند العرب حلم التحرر من عقدة النقص!

وما أريد أن أقول أن عقدة الأجنبي استولت على عقولنا نحن العرب حتى أصبح الرجل الأبيض إلهنا، وأصبحنا نقارن أنفسنا به، نريد أن نشبهه. فكأن هذا المقياس والمعيار الذي تقاس به الأمور. وما يقول الرجل الأبيض يصبح قولًا مقدسًا.

فإذا قال إنه علينا الإندماج والإنخراط في المجتمع على طريقته، قلنا سمعًا وطاعة. وبالمناسبة، فإن لوثة المقارنة بالرجل الأبيض أصابت كل الشعوب وليس فقط العرب. ودومًا ما نقارن أنفسنا بالرجل الأبيض، ونقدر جامعاته ومؤسساته أكثر من جامعاتنا ومؤسساتنا، وذلك لأنَّا فقدنا قيمتنا الذاتية.

وإذا كانت أوروبا تطلب الإندماج والإنخراط والإستيعاب الثقافي، وهذا في الحقيقة لن يغير من الأمر كثيرًا، إنما حجة لتأطير وإدارة الأفراد والعائلات. فلماذا لا تطلب دول الخليج ذلك من الأوروبيين العاملين فيها؟ وغالبًا هم ذهبوا إلى الخليج لأنهم خارج سوق العمالة الأوروبية وغالبيتهم ليست لديهم الكفاءة الفعلية سوى لون بشرتهم وجوازات سفرهم. وأي أوروبي حقيقي يحترم نفسه لا يذهب إلى دول الخليج ولو دفعوا له ملايين.

وهؤلاء الأوروبيون العاملون في الخليج لا يندمجون في المجتمع العربي الأصيل، بل يجلبون معهم نمطهم الحياتي ومشروباتهم، وقد غيروا المجتمع الذي هم فيه. بمعني آخر اغتالوا الحياة المحلية. وهذا أيضا مثال على الفوقية الأوروبية وازدواجية المعايير. ولذلك لا تلوموا المجتمعات العربية، التي تعيش نمطها الإجتماعي على الهامش في أوروبا لأنهم حتى لو حاولوا الإندماج في المجتمع، فإنه لن يقبلهم بسبب أحكامه المسبقة.




#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوّي الله أكبر
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي
- الأوروبي البدوي!


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سندس القيسي - الأوروبي البدوي 3