أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - لم تعد -دول الرأسمال-...رأسمالية 2















المزيد.....

لم تعد -دول الرأسمال-...رأسمالية 2


سعيد زارا

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 15:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



رد الرفيق جاسم محمد كاظم علي بمقال حول ما أنقصته من الحساب في حوار معه حول رأسمالية الدول الرأسمالية سابقا خلال الأربعين سنة الأخيرة, و المقال منشور في الحوار المتمدن عدد 5041. قرأت المقالة فوجدت أن ما يظن الرفيق أنني أنقصته من الحساب لم يخضع لأي تحليل ماركسي من طرف رفيقنا. فما هي هذه النقط التي زعم رفيقنا أنقصتها من الحساب ؟؟؟

يبدأ الرفيق مقالته من حيث لا يلزم البدء. بدأ رفيقنا من العراق بلاد لم تعرف الرأسمالية أبدا, و نحن نناقش رأسمالية الدول الرأسمالية سابقا, مثل رفيقنا في هذا كمثل الطبيب الذي يقدم للمريض الذي لم يكشف عليه أعراضا هي لمريض أخر. العراق لم يكن يوما رأسماليا و لا هو كذلك اليوم كما يدعي رفيقنا. حركات رأس المال يجب أن تفهم من شموليتها و تاريخيتها لا في انفرادها كما أكد ماركس, حيث لا يمكن اعتبار تكديس الأموال هدفا رأسماليا معزولا عن حركة رأس المال الشاملة في الإنتاج الموسع للسلع الرأسمالية. الإنتاج الرأسمالي هو إنتاج بضاعي لكن ليس كل إنتاج بضاعي إنتاجا رأسماليا. يقوم اقتصاد العراق على استخراج البترول و هو ليس إنتاجا رأسماليا و إلا لما اعتبرنا السعودية دولة رأسمالية. لم يتعد الناتج القومي للعراق 230 مليار دولار لسنة 2014 و رفيقنا يعرف تماما أن أمريكا تنتج ما يقارب الثمانين ضعفا لما ينتجه العراق.

نقد-سلعة-نقد أكثر أو النقد الذي يلد النقد و هو الدورة الحيوية للإنتاج الرأسمالي لا يمكنها أن تتحقق من غير الهيمنة لطريقة الإنتاج الرأسمالي على الكل الاجتماعي. الناس مهما راكموا من أموال لا يمكن اعتبارهم رأسماليين ما لم ينتجوا بالطريقة الرأسمالية التي تقتضي الاتجار بقوى العمل من اجل تحقيق فائض القيمة, كما لا يمكن اعتبارهم رأسماليين مهما كدسوا فرادى من أموال, و إلا اعتبرنا قارون رأسماليا.

ينبه رفيقنا بعض رفاقه الأعزاء و إنا منهم بان "حركة الرأسمال اختلفت اليوم عن الزمن الذي عاش فيه ماركس" و الأكيد انه ما من مشرح و شارح شرح و شرح الرأسمالية شريانا شريانا و دورة دورة كماركس بل و أكثر من ذلك نزع الحجاب عن القوانين التي تتحكم في تطورها و أهدانا المنظار السليم من خلاله نرى تطور مجتمعاتنا و هو المادية التاريخية. صحيح إن الشيء ليس ذاته و هو يتطور و لذلك لا زلنا نكتب عن الرأسمالية في تطورها المحكوم بالقوانين التي اكتشفها ماركس صحبة رفيقه انجلز و ليس عن الرأسمالية
"وكأنها في زمن كتابة رأس المال..." و إلا لما قلنا بانهيارها.الرأسمالية مهما تطورت لا يمكن أن تحيا بدون الإنتاج البضاعي.

قلت إن رفيقنا ينقصه التحليل الماركسي خصوصا و أننا نناقش الدول الرأسمالية السابقة التي أصبحت تحت هيمنة الإنتاج الخدماتي دولا استهلاكية و هو يقول شطرا من الحقيقة عندما يؤكد بان الخدمة ترتبط ارتباطا وثيقا بالسلعة و أن "أكثر السلع تنتج من اجل تقديم الخدمة" و ليس الحقيقة كلها و هي أن الخدمة لا يمكنها أن تكون سلعة و أن الإنتاج الخدمي لا يمكن أن يكون إنتاجا رأسماليا. فشركتي ايربوس الاروبية و بوينغ الأمريكية تصنعان من بين ما تصنعان الطائرات المدنية و هي سلع موجهة إلى تلبية حاجة النقل, بينما خدمات النقل التي تبيعها وكالة ايرلاين للمسافرين لا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال سلعا و إن كان أسطولها من البوينغ. فهي لم تنتج قيمة غير تحصيل نقود المسافرين إلى حسابها. كذلك لا يمكن اعتبار خدمات الاتصال الهاتفي أو الالكتروني أو التواصل على الشبكة سلعا رغم تشبيك غوغل أو الفيسبوك أو مايكروسفت أو فيفاندي لكل هواتف و حواسيب العالم و جعلها كلا مرتبطا في شبكات معينة.

رفيقنا ينقصه التحليل الماركسي بل يغيب عليه تماما عندما يرى في تطور الحاجات البشرية مفتاحا لتطور الرأسمالية و هو يغفل بذلك أن الطريقة التي ينتج بها الناس معيشتهم هي من يساعدنا على فهم تطور نمطهم فأمريكا تنتج من الخدمات أكثر من ثمانين بالمائة من إنتاجها الإجمالي و هي ليست إنتاجا رأسماليا فهل نستمر في القسم و نقول ان امريكا لا زالت راسمالية. يقول رفيقنا: "ربما يتناسى الرفيق سعيد زازا أن شركات التصنيع اليابانية .الكورية .الأميركية والأوربية قد صنعت مليارات الأجهزة من الهاتف النقال والحاسبات المحمولة والمنضدية من اجل هذه الخدمة فهل كان الأمر كذلك في الزمن السالف ..". لأذكر رفيقنا ربما يجهل أن البضاعة بفضل خصائصها و وظائفها تلبي حاجة أو حاجات البشر لا يهم أن تكون خدمة أو جوعا أو عريا أو... أو, لا يهم ما تلبيه البضاعة أن يكون تنقلا في الجو أو البر أو البحر أو اتصالا بريديا أو الكترونيا أو هاتفيا أو ملبسا كان صوفا أو قطنا ...الخ فذلك لا يغير شيئا كون السلعة مادة للاستعمال وهي بذلك قيمة قيمة تبادلية تورط الناس في علاقات يتبادلونها فيما بينهم. لا يهم إن كان إنتاج الطائرة كسلعة تلبي حاجة النقل الجوي و لا يهم إن إنتاج الثلاجة كسلعة ايضا تلبي حاجة الحفاظ على المواد الغذائية و لا يهم إن إنتاج الفودافون يلبي حاجة الاتصال و لا يهم أيضا أن إنتاج الحاسوب يلبي حاجة البرمجة و التواصل عبر الشبكة ...الخ, السيارات البخارية و الطائرات الحديثة و الثلاجات و الهواتف و الحواسب الخ من السلع كمواد للاستعمال لها قيم تبادلية عكس الخدمة التي لا يمكن أن تدخل السوق إلا وهي مختبئة داخل السلعة.


رفيقنا يتحاشى نقاش لماذا إنتاج الخدمات في الدول الرأسمالية سابقا كأمريكا يتعدى 80 بالمائة من إنتاجها الإجمالي خلال الأربعين سنة الأخيرة. أمام هذه الحقيقة , لا قيمة لما أتى به رفيقنا و هو يقول أن إنتاج بعض السلع تضاعف مائة مرة خلال الأربعين سنة الأخيرة. فما أهمية تضاعف إنتاج السلع في بلد مثل أمريكا و إن كان بألف مرة إن كانت نسبتها إلى الإنتاج الإجمالي لا تتعدي العشرين بالمائة, كما لا فائدة أيضا فيما قاله رفيقنا :" اما بخصوص أعداد السيارات الأميركية فان ما يوجد منها في الشارع العراقي من موديلات ما بعد 2003 فأنة يصل إلى أكثر من 300000 ثلاثمائة ألف سيارة في العراق وحدة"

ينهي رفيقنا مقالته و هو يؤكد آن الرأسمالية تطورت "كثيرا جدا وهاهي اليوم تحتل الشعوب والدول بصيغ التصنيع ونقل الشركات العابرة" . الرأسمالية لا توكل دولا و لو بالاحتلال أن تنوب عنها في الإنتاج الرأسمالي , الرأسمالية مهما تطورت لا يمكن أن تحيا بدون إنتاج بضاعي ذلك ما علمنا إياه ماركس الذي تدين له البشرية بكشفه قوانين تطور المجتمعات.

يذكرني رفاقنا اللذين لا يريدون ان يسمعوا شيئا عن انهيار الراسمالية بما قاله انجلز في مقدمة الكتاب الثاني لراس المال حول بريستلي الذي "ظل يقسم بالفلوجستين حتى اخر ايامه, و ابى ان يسمع شيئا عن الاوكسجين". رفاقنا لا زالوا يعادون الراسمالية و ابوا ان يسمعوا شيئا عن الاستهلاكية الاكثر خطرا من الراسمالية على مصائر البشرية و الكوكب.



#سعيد_زارا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم تعد -دول الرأسمال- ... رأسمالية
- إضاءات حول المانيفيستو الشيوعي اليوم 1
- البند 11 من اعلان رامبوييه
- البورجوازية الوضيعة تسرق انتصار قوى الاشتراكية على النازية
- مراسم دفن الرأسمالية.
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 4
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة3
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة 2
- الاقتصاد الاستهلاكي و فائض القيمة
- حول عيوب نداء الحزب الشيوعي الفلسطيني
- الورثة الحقيقيون لمصباح ديوجين * هنيئا للحوار المتمدن *
- خيانة الاشتراكية و انهيار الاتحاد السوفياتي
- مركبة الاستهلاكية, مركبة افلاس البشرية
- إعلان رامبوييه


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - لم تعد -دول الرأسمال-...رأسمالية 2