أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - هلوسات يوم حار














المزيد.....

هلوسات يوم حار


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 17:08
المحور: الادب والفن
    


هلوسات يوم حار
دينا سَـليم - استراليا

أثناء طفولتي ...
ولدت لأم ملتزمة انشغلت مع أبي الحنون بتربيتنا وتعليمنا وتهذيبنا.
الأهم من كل هذا أنني منحت بجدة مغمورة بالمعرفة لكثرة تجاربها في الحياة، تربيت على صدرها الحنون الذي منحني أجمل الأحاسيس وأرقها، وأهم ما تربيت عليه هو البحث عن الكنز المفقود داخل الآخرين، وأيضا على ما أنا عليه الآن، وهو أن أملك ألف قلب مشبوك بخيط مطاطي لا ينكسر، وألف قلب محب يستوعب الجميل والقبيح في هذه الحياة، وألف عين ترى ولا تبصر، وألف حاسة تسمع ولا تصغي... ورئة واحدة فقط أتنفس منها وبها أعيش.
أي درس عظيم هذا الذي لقنتني إياه جدتي!
جدتي التي ظهرت في عصر البرقيات ولن تتكرر أبدا.
تركتني وحيدة، غادرتني في منتصف العصر الجميل الذي عشته ولم أعد أتذكره، عصر اكتفيت منه بقلب واحد، لكني، تعبت الآن، والقلب بدأ يتهادى ويتهاوى، رممته بصعوبة بعد انكسار وعدت به جريحا، أطبطب على الجرح النازف ولم يكتشفه أي طبيب حتى الآن...أيمكن أن يكون القلب قويا بهذا القدر!
لم يخطر ببالها أن تلقنني شيئا من علم التنجيم لكي أعلم ما في الغيب، فقد تغير كل شيء من بعد وفاتها وفلتت زمام الأمور، ضاعت غريزة المحبة وانتكأت الجراح.
لم تدربني كيفية استيعاب جميع أدوات الاستفهام التي بدأت تسائلني وأسائلها، حيث أن القلب الوفي الذي يشبه قلب أبي، رحمه الله، قد توزعت محبته على الآخرين دون أن يندم، ها أنا أتابع من بعده الخطى نفسها!
لقد انطفأ القلب الوحيد الذي بقي لي وأصبحت الرئة بحالة يرثى لها، أنا بحاجة ماسة لجميع أدوات الاستفهام لكي أستوعب عقد الدنيا الفانية، (كيف، متى، كم، هل، من ذا، ما، أيّان، أي الخ).
جدتي عودي إلي، ولو بالمنام، فأنا بحاجة لدروس إضافية فقد بدأ المشوار الصعب الآن، إن حصل وعدتِ من ملكوت السموات إلى الأرض تكون قد أضيفت لتجاربك تجارب أخرى كثيرة في علم المحبة
لا أحد يعود...
لذلك فقد انتشر علم التنجيم، لقد امتلأت الأرض بالمنجمين ... هم كاذبون.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفأر الأكثر حظا
- لا أترك البحر وحيدا
- المحبة والكراهية – مرضان سيئان
- شذرات - ابواب
- قلب العقرب
- رأس الذئب
- ثلاث مشاهدات وربع
- المدينة هيكل من ملح
- جارة حاقدة أيام الطفولة
- دينا سليم في رواية (جدار الصمت)
- الحرية نبيّ قادم
- عندما يصبح عالمنا بلا خرائط
- قصص قصيرة
- تغطية احتفال توقيع
- أحلام ملفقة
- شجرة الجوز والطوفان
- مستحيل يا غسان
- على هامش (جدار الصمت) القسم الثالث
- على هامش (جدار الصمت) القسم الثاني - رفعت زيتون
- على هامش سيرة رواية (جدار الصمت) للروائية دينا سليم


المزيد.....




- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - هلوسات يوم حار